من ثمار توجيهات الشيخ ربيع المدخلي لأهل السنَّة في الجزائر ‘‘
28-09-2007, 05:13 PM
من ثمار توجيهات الشيخ ربيع المدخلي لأهل السنَّة في الجزائر





بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهدهِ الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادِ له واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وعليه وسلم .. أما بعد :

فقد قال الله تعالى : { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول و المؤمنين إلى أهليهم أبَدًا و زُيِّـن ذلك في قلوبكم و ظننتم ظنَّ السَّوء و كنتم قوماً بُوراً }.

و بعد:

فإن مما يُدخلُ على النَّفس البهجة و السرور ، و يَشرَح الصدر ، و ينعش القلب ، تتابع توبة الشباب السَّلفي في الجـزائـر ـ خصوصا ـ ، و في غيرها ـ عموما ـ ، مِّن القواعد الهدَّامة التي أحرقت الأخضر و اليابس ، و أهلكت الشيب و الشباب ، و ضَرَبت أهل السنَّة في الصميم ، و فرَّقتهم جماعات و زُمراً فصاروا أحزابا و كلُّ حزب بما لديه فرحون .

تراجعهم حررهم من أغلال الحدادية الماكرة ، و فكهم من أنياب الغلو و التنطع و التطرف ، و أنقذهم من زُمرة خبيثة أرادت أن تتلاعب بمستقبلهم، و مستقبل دعوتهم .
هذه الاستفاقة أنعشت الدعوة السَّلفية في الجزائر مرة أخرى بعد أن كادت الحدادية تلتهمها ، و تدفنها نهائيا .

فتنة الحدادية بقيادة منظرها الحاقد فالح الحربي؛ أرجعت للأهل السنة في الجزائر ، و خاصة الشباب السلفي رشدهم ، و دفعتهم لطي صفحة سوداء ، و تجاوز فترة عصيبة، لكن عرفتهم أكثر بسماحة منهجهم و توسطه بين إفراط المميعة، و بين تفريط غلاة الحدادية، و كشفت لهم حقيقة أدعياء العلم .

قبلَ تسرُّب قواعد الضلال المُخترَعة التي أصَّلها غلاة الحدادية إلـى الجزائر ، كان الدعوة السَّلفيَّة تشهد إقبالاً لا نظير له في المعمورة من الشباب و الشيب ، و لأن النَّاس وَثِقُوا بفالح الحربي و توجيهاته ـ لأسباب كثيرة ـ ، تطاحن الشباب السَّلفي ، فاستغلوا كلام العلماء في تضليل و تبديع بعض الأشخاص ، فانقضوا على غيرهم من الدعاة و المشايخ ، يرديون إلحاقهم بهم ، لهثا وراء مجدٍ موهوم ، و زعامة متخيَّلة !

فعندها استشعر الشيخ ربيع الخطر المحدِّق بالسلفيِّة في الجزائر ، وحاول الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ تهدئة الأوضاع ، و تسكين النُّفوس ، و طمأنة الشباب السلفي بأمرهم بالصبر ، و التحلي بالتوأدة ، و البُعد عن الغيرة المتفلِّتة ، لكن قواعد الغلو التي قعدها زعيم الحدادية و دعا الشباب المتحمس إلى التمسك بها ، و حرب كلِّ مَن يشوِّش عليها ، و رأينا كيف بدأت الطحالب السَّامة تنبت ، و تَعصِف بالسَّلفيين ، و بدأنا نسمع همساً ـ على حذر بينهم ـ بين الشباب بأن العُلَماء لا غيرة لهم على السَّلفيَّة ، و لا يُوجد الآن مَن يحمل نصرة الدعوة إلا فالحا الحربي ، و قيلت أشياء مُرعبة نسبها بعض من يتعصب لفالح إليه ، من طعن في العلماء ، و الحط من قدرهم ، الاستخفاف بجهودهم ، و غير ذلك !

صراحةً؛ لقد كانت قواعد فالح الحربي المخترعة وبال على السَّلفيين في الجزائر ، ساهمت في تجميد انتشار الدعوة ، و دعمت الأنفاس الحرورية التي تستسهل إسقاط أئمة الدين و السنة ، و تؤيِّد التخلي أخذ الدِّين الصحيح من الكتاب و السنة و فهم السلف ، و اللجوء إلى التقليد ، بله تقليد زعيمهم فالحا الحربي ، و رفعه عاليا فوق مرتبته .

أشياء غريبة عاشها الشباب السَّلفي ، و تقطعت أحشاءهم لهولها ،،،،

ثم بدأت البشائر تتوالى على الجزائريين ، و بدأ المُغرَّر بهم يعودون إلى رشدهم ، و إلى وعيهم ، و إلى منهج الحق ، منهج الكتاب و السنة و على فهم سلف الأمة ، المنهج الذي يضع كل في مكانه ، بلا إفراط أو تفريط ، بلا تمييع أو غلو !

فجزى الله ـ عز و جل ـ الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ، لاهتمامه بأبنائه في الجزائر ، و مساعدته لهم على تخطي مزالق قواعد فالح الباطلة المخترعة ، و مساندته لهم في اجتماعهم ، و تعاونهم على البر و التقوى .

و في الأخير نحذر من التشبه بمن قال الله ـ عز و جل ـ فيهم : { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول و المؤمنين إلى أهليهم أبَدًا و زُيِّـن ذلك في قلوبكم و ظننتم ظنَّ السَّوء و كنتم قوماً بُوراً }.

حمانا الله ـ عز و جل ـ من سوء الظن بعلماء السلفيين المشهود لهم بالإمامة و الرسوخ ، من همزات الشياطين ، إن الله تعالى ولي المتقين ، و مُعلِي كلمتي الحق و الدين ، و الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين و من سار على هديهم إلى يوم الدين.



حقيقة علاقة الشباب السَّلفي في الجزائر بالشيخ ربيع حفظه الله عز و جل



و هذا ردي على شاب يجهل حقيقة علاقة الشباب السلفي في الجزائر بالشيخ ربيع خصوصا و باقي المشايخ .


فهذا تابع من أتباع فالح الحربي يقول ـ كما في " القول البديع .." :

" نعم ..كثيرًا ما رجع أكبر تجمّع للتعصب للشباب في الجزائر إليك , فلمّا تعرّفوا على بعض المشايخ والعلماء وبدأوا يتصلون بغيرك من أهل العلم والفضل قامت قيامتهم , وزُلزت الأرض من تحتهم , وغارت عليهم الغارات , وصِرتَ ترميهم بالحدادية الخبيثة , لا لشيء عظيم فعلوا , أو جريمة كبرى اقترفوا , لا والله , اللهم إلا تحريشاً وتحريشاً , .."

و لــي على كلامك تصويبات عسى الله عز و جل ينفعك بها ، أقول :

أولاً : طعنك في السَّلفيين الجزائريين ، و وصفك لهم بأنهم " أكبر تجمع للتعصب " ظلمٌ لنفسك قبل أن يكون ظلما لغيرك ، و إن أحسنتُ الظن بك قلت : إنَّها لوثة جاهلية جديدة مختفية وراء الغيرة على السَّلفية ـ بفهم غالٍ حدادي ـ ! ، و إن أسأت الظن بك قلت إنَّك غلام حاقد على السلفيين الجزائريين الذين لا تجدهم إلا في صف أئمة الدِّين و السنَّة ، و هذا مشهورٌ عنهم ـ و لله الحمد ـ ؛ فابتعد ـ إن أردت لنفسك الخير ـ عن هذه الأحكام الضالة التي شابهت بها أحكام الجماعات المسلحة الإرهابية في الجزائر ، و الإحزاب الحركية المتحالفة على إبادة السلفيين في الجزائر و الذين أزعجهم عدم التفات السلفيين لهم ، و ارتباطهم بأئمة السلفية فقالوا عنهم كما قلت أنت .

اسمع ، لقد بالغت في الطعن فيهم ، فما يحق لك أن تهينهم و تبالغ في ذمّهم و السخرية بهم ، و تسمي وقوفهم مع الحق تعصباً ، قلباً للأسماء و الحقائق كما يفعل أهل الهواء .

اتق الله تعالى ، و أعلم انَّك ملاقيه لا محال .

ثانيا : يظهر أنك تجهل حال السلفيين في الجزائر ، و فاتك أنهم عرفوا الشيخ ربيع ـ حفظه الله تعالى ـ مِن زمن بعيد جداً ، و عرفوا الشيخ ابن باز ، و الشيخ الألباني ، و الشيخ مقبل الوادعي ـ رحمهم الله تعالى ـ ، يمكن قبل أن تُولد .
و إن شئت أن تعرف شدة ارتباطهم بهم فاسأل خواصهم عن هذا الأمر ، عليك أن تسأل لماذا أحبَّ أهل الجزائر الشيخ الألباني و الشيخ ربيع و الشيخ ابن باز و الشيخ العثيمين و غيرهم من علماء السنَّة ، وابحث عن ثناء هؤلاء الأئمة على أهل الجزائر لتكف لسانك عنهم .

ثالثا : قلت : " .. فلمّا تعرّفوا على بعض المشايخ والعلماء وبدأوا يتصلون بغيرك من أهل العلم والفضل قامت قيامتهم .." ، لا أدري هل وقعت عن غير قصد في هذه المُغَالَطة أو أنَّك تفري بما لا تدري ، و أحلاهما مر !
لو كنتَ تريدُ الحق لتأنيتَ قليلاً لتظفر ما تمنيت ، لَبحثتَ عن علاقة السَّلفيين في الجزائر بالشيخ ربيع ، أولا في زمن ابن باز و الألباني و العثيمين ، و بعد وفاتهم ـ رحمهم الله تعالى و ألحقنا بهم لا مبدلين و لا مغيرين ـ ثانيا ، هذا تجنيباً لنفسك من التناقضات و القول بغير علم .
و أعلم ـ رحمني الله تعالى إياك ـ أن غالب أو معظم الشباب السلفي في الجزائر تعرَّفوا على باقي المشايخ عن طريق طلبة الشيخ ربيع و بطانته الموثوقة عنده ، و كان الشباب يسألون الشيخ عنهم فيثني عليهم أمامهم ، و يحثهم على الاستفادة منهم ، و أخذ العلم عنهم ، و منهم فالح الحربي الذي ما عرفه الشباب السَّلفي إلا بعد تزكية الشيخ ربيع له ، و حثه على الاستفادة منه ، و لو أخبرتك بأن أشرطة فالح ما وُزِّعت في الجزائر إلا بعد انتشار تزكية الشيخ ربيع و غيره له ، و لهذا السبب التف الشباب الجزائري حول فالح ، و اسأله من كان يتصل به أكثر و دوماً ، و مَن كان يزوره في بيته أكثر ؛ و لأن الشباب رأى الشيخ ربيع يدافع عنه في مواطن كثيرة وثقنا به إلـى أن جاءت ردود الشيخ ربيع لتهدم القواعد المنحرفة التي تسرَّبت إلى الجزائر من قناة فالح و المتعصبة الذين بدأ يصنعهم لنفسه ، و يلفهم حوله ، و يُجنِّدهم لصالحه على حساب من كانوا سببا في تعريفه للشباب الجزائري !
هذا الأمر لابد أن تعرفه جيدا ، و لا بد لكل سلفي أن يعلمه جيدا ، ليعرف لأهل الفضل فضلهم ، و منزلتهم ، و جهادهم ، و لا يتطاول عليهم بجهل و سوء أدب .

رابِعًا : الغلو عاقبته وخيمة و لا شك ، و يَدفع بصاحبه إلى ظلم الناس لنصرة ما يراه ، و إن لم يتدارك صاحبه أمره سيصل شاء أم أبى إلى حاصدة لكلِّ شيء حتى نفسه ، و الرجل العاقل يهمه مصيره ؛ فلماذا تتجاهل مصيرك ، و ترتضي لنفسك ظلم الناس إرضاء لرجل لا تؤمن عليه الفتنة ؟!

و ختامًا، إلى هنا توقف قلمي، مكتفيا بما خطه، قانعًا بما بينته من حق ظهر لي نصرةً للحق الذي مع شيخنا العلامة ربيعا بن هادي المدخلي ـ سلمه الله ـ .
وأسأل الله أن يجنبا الأهواء المضلة ما ظهر منها و ما بطن، و يبارك في شيخنا ، و كل من ساهم في حماية الدعوة السلفية في الجزائر .
و الله أعلم، و صلى الله على نبينا محمد، و على آله و صحبه و سلم.



كتبه/ عبدالهادي بن الجيلالي بن محمد حسين
14/شعبان/1428هـ
الموافق 27/08/2007م

http://www.alsonnah.com/suna/showthread.php?t=421