موقعة 14 نوفمبر» انتصار للساحرة المستديرة وإخفاق لوحدة الصف الشمال أفريقي
26-10-2009, 08:55 PM
موقعة 14 نوفمبر» انتصار للساحرة المستديرة وإخفاق لوحدة الصف الشمال أفريقي
الإثنين, 26 أكتوبر 2009

2010 World Cup Logo(A).jpg
دموع الأم وتوسلاتها ذهبت هباء أمام الفرصة الأولى التي لاحت للإبن في الأفق. «أرجوك لا تذهب! ارحم أمك الضعيفة! ستراق الدماء وستزهق الأرواح. هناك بدائل أخرى تؤدي الغرض! لماذا تلقي بنفسك في التهلكة؟ أنت وحيدي ولا أريد أن أفقدك» لكن الابن كان قد عقد عزمه. لم يعد ير أو يسمع إلا ما يؤدي به إلى غايته المثلى ومهمته العظمى.لم يكن ذاهباً لتحرير القدس أو نصرة العراق أو غوث اليمن، بل إن طريقه لنيل ما أراد يقع على مرمى حجر من مسكنه في حي مصر الجديدة، وتحديداً في ستاد القاهرة في طريق صلاح سالم حيث الموقعة الكبرى والغزوة العظمى التي وحدت صفوف المصريين، ونشرت الفرقة بينهم وبين الجزائريين، ودقت «إسفين» الاحتقان بين شطري شمال إفريقيا.
اللقاء المنتظر يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل تحول من مباراة كرة قدم لتأهل أحد فريقي المجموعة الثالثة الإفريقية إلى كأس العالم 2010 إلى لقاء للنعرات الوطنية للتأهل والمزيد من الضغائن العربية العربية. أيام طويلة من الهجمات الإعلامية المتبادلة تسببت في تخمة من المشاعر المحتقنة التي جعلت اللقاء الكروي المرتقب أشبه بحلبة المصارعة التي يصعد إليها اللاعبون رافعين شعار»إما قاتل أو مقتول».
وقد ساهم في رفع الشعار الدموي عدد من الإعلاميين على الجانبين اتخذوا من مؤسساتهم الإعلامية منبراًً لتهديد وتوعد الطرف الآخر. وتعلل كل من بادر إلى إشعال النيران بأنه يرد على ما بدر من الطرف الآخر من تطاول على فريق بلده. مهاترات وشتائم وتوعد على الهواء مباشرة أدت إلى ردود أشد وطأة وأعنف نبرة ألقت بظلالها على جموع المصريين الذين تناسوا عشوائية التعامل مع فيروس انفلونزا الخنازير، وأزمة النقاب، وإرهاصات نظام التأمين الصحي الجديد، وانخرط الجميع في أوركسترا تعزف لحن المباراة الموعودة.
وأفسح الفضاء الإلكتروني مساحة كبيرة للعزف المنفرد حيناً والجماعي أحياناً للنعرات الوطنية والمعايرات الكروية واجترار ذكريات الماضي القريب والبعيد، بدءاً من الدور المصري في ثورة الجزائر ومروراً بمباراة العام 1989 الشهيرة والتي جمعت الفريقين وتكللت بفقء عين الطبيب المصري على يد اللاعب الجزائري الأخضر بلومي، وانتهاء بمحاولات رأب الصدع الكروي بدأها البعض في الوسط الإعلامي للرد على برامج التسخين والتحفيز الرياضي التي باتت سمة الكثير من الفضائيات في الأسابيع القليلة الماضية، وتراوحت الأساليب بين كلاسيكية شعارات على شاكلة «وحدة الصف» و»نسيج الأمة» و»صلة الدم» وأخرى مستحدثة مثل «وردة لكل لاعب جزائري» والتي لم تسلم هي الأخرى من سخرية رواد الفضاء الإلكتروني الذين دعا البعض منهم إلى إحلال الوردة المقترحة بـ»طوبة». لكن لحسن الحظ فأن الأصوات المتعقلة والداعية إلى وضع المباراة في حجمها الحقيقي ما زال لها اليد العليا.
من جهة أخرى، ما زالت أنباء تتردد حول محاولات حثيثة من جانب مشجعي الجزائر للحصول على أكبر عدد ممكن تذاكر المباراة، وهو ما دفع اتحاد الكرة المصري إلى تجديد رفضه لطلبات عدة مقدمة من شركات سياحة مصرية للحصول على نحو عشرة آلاف تذكرة.
موقعة «14 تشرين الثاني / نوفمبر» كما تلقب حالياً باتت شغل المصريين الشاغل. ورغم بزوغ من يحاول أن يبرر المبالغة في الاهتمام والاحتقان في ضوء نظرية الإلهاء الداخلي عن مشكلات تطحن المصريين، فإن المرجح هذه المرة أن «الساحرة المستديرة» - والتي يحاول البعض التقليل من شأنها بتلقيبها بـ»الجلدة المنفوخة»- ذهبت بالعقول وأطاحت بالألباب في الطريق إلى جنوب إفريقيا 2010، وهو الطريق الذي قد (وقد لا) يبدأ من ستاد القاهرة حيث توسلات الأمهات للأبناء بالاكتفاء بـ»الفرجة» على شاشة التلفزيون حقناً للمشاعر أو الدماء، أيهما أقرب
منقولicon36
الإثنين, 26 أكتوبر 2009
2010 World Cup Logo(A).jpg
دموع الأم وتوسلاتها ذهبت هباء أمام الفرصة الأولى التي لاحت للإبن في الأفق. «أرجوك لا تذهب! ارحم أمك الضعيفة! ستراق الدماء وستزهق الأرواح. هناك بدائل أخرى تؤدي الغرض! لماذا تلقي بنفسك في التهلكة؟ أنت وحيدي ولا أريد أن أفقدك» لكن الابن كان قد عقد عزمه. لم يعد ير أو يسمع إلا ما يؤدي به إلى غايته المثلى ومهمته العظمى.لم يكن ذاهباً لتحرير القدس أو نصرة العراق أو غوث اليمن، بل إن طريقه لنيل ما أراد يقع على مرمى حجر من مسكنه في حي مصر الجديدة، وتحديداً في ستاد القاهرة في طريق صلاح سالم حيث الموقعة الكبرى والغزوة العظمى التي وحدت صفوف المصريين، ونشرت الفرقة بينهم وبين الجزائريين، ودقت «إسفين» الاحتقان بين شطري شمال إفريقيا.
اللقاء المنتظر يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل تحول من مباراة كرة قدم لتأهل أحد فريقي المجموعة الثالثة الإفريقية إلى كأس العالم 2010 إلى لقاء للنعرات الوطنية للتأهل والمزيد من الضغائن العربية العربية. أيام طويلة من الهجمات الإعلامية المتبادلة تسببت في تخمة من المشاعر المحتقنة التي جعلت اللقاء الكروي المرتقب أشبه بحلبة المصارعة التي يصعد إليها اللاعبون رافعين شعار»إما قاتل أو مقتول».
وقد ساهم في رفع الشعار الدموي عدد من الإعلاميين على الجانبين اتخذوا من مؤسساتهم الإعلامية منبراًً لتهديد وتوعد الطرف الآخر. وتعلل كل من بادر إلى إشعال النيران بأنه يرد على ما بدر من الطرف الآخر من تطاول على فريق بلده. مهاترات وشتائم وتوعد على الهواء مباشرة أدت إلى ردود أشد وطأة وأعنف نبرة ألقت بظلالها على جموع المصريين الذين تناسوا عشوائية التعامل مع فيروس انفلونزا الخنازير، وأزمة النقاب، وإرهاصات نظام التأمين الصحي الجديد، وانخرط الجميع في أوركسترا تعزف لحن المباراة الموعودة.
وأفسح الفضاء الإلكتروني مساحة كبيرة للعزف المنفرد حيناً والجماعي أحياناً للنعرات الوطنية والمعايرات الكروية واجترار ذكريات الماضي القريب والبعيد، بدءاً من الدور المصري في ثورة الجزائر ومروراً بمباراة العام 1989 الشهيرة والتي جمعت الفريقين وتكللت بفقء عين الطبيب المصري على يد اللاعب الجزائري الأخضر بلومي، وانتهاء بمحاولات رأب الصدع الكروي بدأها البعض في الوسط الإعلامي للرد على برامج التسخين والتحفيز الرياضي التي باتت سمة الكثير من الفضائيات في الأسابيع القليلة الماضية، وتراوحت الأساليب بين كلاسيكية شعارات على شاكلة «وحدة الصف» و»نسيج الأمة» و»صلة الدم» وأخرى مستحدثة مثل «وردة لكل لاعب جزائري» والتي لم تسلم هي الأخرى من سخرية رواد الفضاء الإلكتروني الذين دعا البعض منهم إلى إحلال الوردة المقترحة بـ»طوبة». لكن لحسن الحظ فأن الأصوات المتعقلة والداعية إلى وضع المباراة في حجمها الحقيقي ما زال لها اليد العليا.
من جهة أخرى، ما زالت أنباء تتردد حول محاولات حثيثة من جانب مشجعي الجزائر للحصول على أكبر عدد ممكن تذاكر المباراة، وهو ما دفع اتحاد الكرة المصري إلى تجديد رفضه لطلبات عدة مقدمة من شركات سياحة مصرية للحصول على نحو عشرة آلاف تذكرة.
موقعة «14 تشرين الثاني / نوفمبر» كما تلقب حالياً باتت شغل المصريين الشاغل. ورغم بزوغ من يحاول أن يبرر المبالغة في الاهتمام والاحتقان في ضوء نظرية الإلهاء الداخلي عن مشكلات تطحن المصريين، فإن المرجح هذه المرة أن «الساحرة المستديرة» - والتي يحاول البعض التقليل من شأنها بتلقيبها بـ»الجلدة المنفوخة»- ذهبت بالعقول وأطاحت بالألباب في الطريق إلى جنوب إفريقيا 2010، وهو الطريق الذي قد (وقد لا) يبدأ من ستاد القاهرة حيث توسلات الأمهات للأبناء بالاكتفاء بـ»الفرجة» على شاشة التلفزيون حقناً للمشاعر أو الدماء، أيهما أقرب
منقولicon36
تشير لنا عما تقول بطرفـــها .. وأومي إليها بالـبنان فتفهمُ
عيونــنا تقضي الحوائج بيننا .. فنحنُ سكوتٌ،والهوى يتكلمُ
عيونــنا تقضي الحوائج بيننا .. فنحنُ سكوتٌ،والهوى يتكلمُ







