نبذة عن فالح الحربــــــــــــــــــــــــــــــــــي
30-09-2007, 05:38 AM
لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :

* دعوة قائمة على الجهل :

فبعد أن تبين للناس مدى تلون وتخبط فالح الحربي في باب العقيدة والمنهج عموماً، وظهر جهله ، واستفاض أمره ، واشتهر حاله ، نراه يتخبط مرة أخرى في باب الأسماء والأحكام، هذا الباب العظيم يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله وهو يبين أهمية هذا الباب : (( وهذه المسائل – أعنى مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق – مسائل عظيمة جداً ، فإن الله علق بهذه الأسماء السعادة ، والشقاوة ، واستحقاق الجنة والنار ، والاختلاف في مسمياتها أول خلاف وقع في هذه الأئمة ، وهو خلاف الخوارج للصحابة ، حيث أخرجوا عُصاة الموحدين من الإسلام بالكلية ، وأدخلوهم في دائرة الكفر ، وعاملوهم معاملة الكفار ، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأموالهم ، ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين ، ثم حدث خلاف المرجئة ، وقولهم : إن الفاسق مؤمن كامل الإيمان )) اهـ. [ جامع العلوم والحكم شرح حيث جبريل عليه السلام 1/114] .

وليعلم الإخوة الكرام أن فالحاُ متخبط في هذا الباب تخبطاً شديداً ، فهو يبدع من لا يستحق التبديع ، ويضلل من لا يستحق التضليل ، وعندما يطالب بسبب التبديع أو التضليل ، يقول نحن لا نسأل عن السبب ، سبحان الله إلى هذا الحد أصبحت أعراض المسلمين رخيصة عندك يا فالح !! وتذكر حديث ابن عباس في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( لو يُعطى الناس بدعواهم ، لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ، ولكن البينة على المدعي عليه )).

يقول شيخ الإسلام رحمه الله وهو يصف أمثال الحربي : (( أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً ، وأضعف الناس علماً ويقيناً ، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم ويشهد الناس منهم ، وشواهد ذلك أعظم من أن تذكر هنا . وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على الاعتراض والقدح والجدل ومن المعلوم : أن الاعتراض والقدح ليس بعلم ولا فيه منفعة ، وأحسن أحوال صاحبه : أن يكون بمنزلة العامي . اهـ .[ مجموع الفتاوى 4/17]

ويقول أيضاً رحمه الله: (( وقد قال بعض الناس : أكثر من يفسد الدنيا : نصف متكلم ، ونصف متفقه ، ونصف متطبب ، ونصف نحوي ، هذا يفسد الأديان ، وهذا يفسد البلدان ، وهذا يفسد الأبدان ، وهذا يفسد اللسان . اهـ [ مجموع الفناوى 5/62].

ويقول شيخ الإسلام رحمه الله وهو يتكلم عن المعتزلة وغيرهم ومن رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصراً نافذاً وعرف حقيقة مأخذ هؤلاء ، علم قطعاً أنهم يلحدون في أسمائه وآياته ، وإنهم كذبوا بالرسل وبالكتاب وبما أرسل به رسله ، ولهذا كانوا يقولون : إن البدعة مشتقة من الكفر وآيلة إليه ، ويقولون : إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة ، والأشعرية مخانيث المعتزلة )) اهـ. [ مجموع الفتاوى 6/178].

وأقول : بعد أن ظهر غلو فالح في التبديع ، وظهر تكفيره لبعض القطبيين كعايض القرني وسلمان العودة يحق لنا أن نقول : أن فرقة الحربي مخانيث أهل التكفير.

نعم إن فالحاً يريد أن يقرر لنا دين الخوارج والمعتزلة ، هذا الدين الذي فرق الأمة ، وشتت شملها ، وسفك دمها ، وأغرقها بالبدع والضلالات ، وألبسها ثوب الذل والهوان ، وزهدها في العلم والعمل ، وحرمها من خيرات كثيرة ، وشجع عليها أعدائها ، وأضحك عليها الأمم ، فالله وحده المستعان .

ورحم الله العلامة الشيخ سليمان بن سمحان الذي انتبه لأمثال فالح وأشكاله ، يقول رحمه الله : (( ومراد هؤلاء ومرامهم منا أن نسير في المسلمين بسيرة الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم، فنأخذ بالشدة والتضييق والحرج على الأمة ، وأن لا نرى للمسلم على المسلم حقوقاً في الإسلام، وأن نترك ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، فلا نجعل الناس إلا مستحقاً للثواب فقط، أو مستحقاً للعقاب فقط . ونحن نبرأ إلى الله من هذا المذهب ، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهدى)) اهـ . [ منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والهوى 108] .

قال الإمام الذهبي رحمه الله في آخر ترجمة الحكيم الترميذي : (( فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية والشطحات البسطامية وتصوف الاتحادية فواحزناه على غربة الإسلام والسنة )) اهـ . [ سير أعلام النبلاء 13/442] .

ونحن نقول أيضاً : نعوذ بالله من غلو فالح ومن تمييع أبي الحسن.

أما كان الأجدر بك يا فالح أن تنشغل بما تحسنه ، مثل طلعاتك البرية ، ورحلاتك الترفيهية ، وبشرب القهوة وأكل التمر ، وبضيوفك الذين تقص لهم العجائب التي حدثت معك في رحلاتك في الجبال والسهول والوديان .

* دعوة قائمة على القسوة والغلو والإسراف في التبديع :

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه )) صحيح الجامع الصغير 5654 عن انس رضي الله عنه .

قال العلامة المناوي في شرحه : (( لأن به تسهل الأمور وبه يتصل بعضها ببعض وبه يجتمع ما تشتت ، ويأتلف ما تنافر وتبدد ويرجع إلى المأوى ما شد ، وهو مؤلف للجماعات جامع للطاعات )) اهـ . [ فيض القدير شرج الجامع الصغير 5/589] .

* دعوة قائمة على تكثير الأتباع ، والاستكثار من المجاهيل ، من أجل أن يحموه من سهام أهل السنة ، فهذا طالب دليل ، وهذا طالب برهان ، وهذا طالب علم ، وفي الحقيقة ليسوا طلاب علم أو طلاب دليل ، بل هم طلاب بعر وهوى ومعظمهم لا يحسنون آداب قضاء الحاجة .

* دعوة قائمة على الإعجاب بالنفس ، حتى ظن أنه وحيد الدهر ، وفريد العصر ، وما أصدق قول بلال بن سعيد رحمه الله حيث قال : ( (إذا رأيت الرجل ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته )) اهـ[ الإبانة لابن بطة 1/184 ] .

* دعوة قائمة على قلة الحياء وفي البخاري وغيره من حديث أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فأصنع ما شئت )) . قال الحافظ رحمه الله : (( قال الخطابي : الحكمة في التعبير بلفظ الأمر دون الخبر في الحديث أن يكف الذي الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء فإذا تركه صار كالمأمور طبعاً بارتكاب كل شر )) اهـ .[ فتح الباري12/154] .

ويقول الحافظ أبو حاتم ابن حبان رحمه الله : (( الواجب على العاقل لزوم الحياء ، لأنه أصل العقل وبذر الخير ، وتركه أصل الجهل وبذر الشر ، والحياء يدل على العقل كما أن عدمه دال على الجهل ، ومن لم ينصف الناس منه حياؤه ، لم ينصفه منهم قحته )) اهـ. [ روضة العقلاء 56] .
وقال الشاعر :

إذا لم تخش عاقبة الليالي ......................... ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله مافي العيش خير ........................ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ..................... ويبقى العود ما بقي اللحاء


[ روضة العقلاء 57] .

* دعوة قائمة على بطر الحق ، وتسفيه العلماء ، ونعتهم بنعوت غريبة ، فهذا شيخ يهر ، وهذا شيخ يعوي ، وهذا شيخ يصيح ، وهذا ليس من الكبار ، وهذا لا يدري ما يخرج من رأسه ، وهذا أجهل من حمار أهله ، فما من شيخ إلا ووصفه بصفة ، وصنيعه هذا يذكرني بقصة قرأتها في السير . قال حنبل بن إسحاق : سمعت ابن معين يقول : رأيت عند مروان ابن معاوية لوحاً فيه أسماء شيوخ : فلان رافضي ، وفلان كذا ، ووكيع رافضي . فقلت مروان : ووكيع خير منك ، قال : مني ؟ قلت : نعم . فسكت ، ولو قال لي شيئاً لوثب أصحاب الحديث عليه . فبلغ ذلك وكيعاً، فقال : يحى صاحبنا ، وكان بعد ذلك يعرف لي ويرحب )) اهـ . [ سير أعلام النبلاء ترجمة وكيع 9/154] .



وفي الختام أذكر الإخوة بقول الحافظ ابن منده رحمه الله حيث قال : (( إذا رأيت في حديث حدثنا فلان الزاهد فاغسل يدك منه )) اهـ. [ شرح علل الترميذي 1/95] .

ونحن نقول إذا قيل لك أن فالحاً جرح فلاناً من الناس كعادته، فلا تلتفت إلى جرحه ، واضرب بقوله عرض الحائض ، لأن جرحه مبني على الهوس والهوى.


وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التعديل الأخير تم بواسطة قامع البدعة ; 30-09-2007 الساعة 05:41 AM