جلسة استثنائية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
23-10-2009, 07:53 PM
عقد جلسة استثنائية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ترأسها السيدة مريم رجوي
10/21/2009


عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية جلسته الاستثنائية يوم 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2009 أي بعد خمسة أيام من إطلاق سراح الرهائن الـ 36 المجاهدين وعودتهم إلى «أشرف». وترأست الجلسة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية.
وبعد الترديد الجماعي لأنشودة «يا إيران يا أرض اللآلي» وهي الأنشودة الرسمية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ألقت الرئيسة رجوي كلمة خلّدت فيها ذكرى شهداء «أشرف» وهنأت أعضاء المجلس وجميع مساندي المقاومة الإيرانية والمجاهدين والشعب الإيراني بعودة الأسرى الأبطال الـ 36 إلى «أشرف» بعد تحمل العناء والمرارة والآلام وأقسى الظروف لمدة 72 يومًا.
وأكدت السيدة رجوي أن اثنين من الرهائن المفرج عنهم وهما المجاهدان علي رضا محمد زاده و جواد كوكردي هما من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قائلة: «إن الثمن الباهظ الذي دفعه جميع هؤلاء الأسرى فردًا فردًا يستغني عن الوصف.. فإن صورهم عند عودتهم إلى أشرف تبين كل شيء وقد سمعتم بالتأكيد ما قاله الأطباء بعد فحصهم بأنه لو وصلوا بتأخر لمدة 24 ساعة لفارق الحياة 12 منهم على أقل تقدير.. إنهم يمثلون رموزًا لإرادة شعب منتفض ومقاومة عريقة ومتجذرة قد شدّا عزمهما على إسقاط نظام الملالي الحاكم في إيران وتحقيق الديمقراطية وسلطة الشعب».
وأضافت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية تقول: «إن خامنئي الذي كان يشعر ويلمس حتى العظم ما يعانيه نظامه من الأزمة الداخلية وكان يرى عجزه عن احتواء الانتفاضة، كان قد أراد القضاء على أشرف لقهر الانتفاضة.. فلذلك استخدم جميع أياديه وعملائه وإمكانياته في العراق لتحقيق هذا الغرض ومارس أشد الضغوط على الحكومة العراقية لتنفذ الوعد الذي كانت قد قطعته لديه بالقضاء على أشرف... فبذلك يمكن القول إن ما حصلت عليه المقاومة الإيرانية منذ الهجوم على أشرف وحتى الآن كان يبدو مستحيلاً في البداية.. إن ما حققته المقاومة وأعضاؤها وأنصارها ومساندوها بفضل جهودهم ومساعيهم وبرغم كل المشاكل والعوائق والمخططات والمواقف العدائية يأتي خير دليل على أننا نستطيع أن نسلك ما تبقى من المسيرة بفضل جهدنا الذاتي ظافرين منتصرين.. إن الاعتصام والإضراب عن الطعام والمعركة السياسية لمدة 72 يومًا في أشرف وفي السجن وفي ما يقارب 40 بلدًا وخصوصًا الإضراب التام عن الطعام والشراب الذي قام به الأسرى الست والثلاثون قد قهر إرادة النظام وعناصره في العراق حتى تم إطلاق سراح الرهائن في نهاية المطاف.. وطيلة هذه الأيام الاثنين والسبعين لم تترك المقاومة الإيرانية أي باب إلا وقد دقته بدءًا من الأمم المتحدة ومختلف أجهزتها وفروعها ومن أميركا وكندا وصولاً إلى جميع الدول الأوربية ومن أستراليا واليابان إلى الدول العربية ومن المنظمات والجهات المختصة بحقوق الإنسان وليس انتهاءًا إلى مختلف جرائد وصحف العالم، بحيث أصبحت قضية أشرف خاصة ضرورة الإفراج عن الرهائن الستة والثلاثين قضية ملحة على الصعيد الدولي».
وأشادت الجلسة الاستثنائية للمجلس بالصمود البطولي لأشرف أمام الهجوم الوحشي الذي شنه عملاء خامنئي وبحملة الاحتجاجات العالمية على الجريمة ضد الإنسانية من ضمن هذه الاحتجاجات قيام عوائل وأقارب مجاهدي أشرف والجاليات الإيرانية في مختلف بلدان العالم بالإضراب عن الطعام والاعتصام والمظاهرات بالإضافة إلى دحر مؤامرة خامنئي للقضاء على أشرف وهي مؤامرة كانت جزءًا أساسيًا من خطة «الولي الفقيه» في النظام الحاكم في إيران لمواجهة الانتفاضة العارمة والمستمرة للشعب الإيراني، وهنأت مقاتلي أشرف والمواطنين داخل البلاد وخارجها خاصة المواطنين الإيرانيين الذين شاركوا بطرق وأشكال مختلفة في هذه الحملة الرائعة.
وفي كلماتهم أشاد أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بإطلاق سراح الرهائن وملحمة الصمود المتفاني للمجاهدين الأبطال الستة والثلاثين وجميع مقاتلي مدينة أشرف مؤكدين أن ارتباط هذه المقاومة التي استغرقت 72 يومًا بالانتفاضات الشعبية خاصة انتفاضة «يوم القدس» العارمة والمظاهرات الطلابية في بداية العام الدراسي بشعار «الموت للديكتاتور» قد هزّ العالم وزعزع أسس الاستبداد الديني الحاكم في إيران، وأن مسار التطورات أثبت أن المقاومة والانتفاضة بهدف تحقيق الحرية في إيران لن تتوقفا إطلاقًا وأن مؤامرة خامنئي للقضاء على أشرف ومخططاته ومراوغاته السياسية لاحتواء الأزمة وردم الشقاق والشرخ داخل السلطة وكذلك خططه القمعية لإيقاف الانتفاضات ضد نظام حكمه القائم في إيران قد باءت بالفشل.
وجدد المجلس في جلسته الاستثنائية تأكيده على الموقف الثابت للمقاومة الإيرانية والمتمثل في كون الحوار والتفاوض مع نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران حول مشروعه النووي لا يجدي نفعًا لأنه إذا تراجع هذا النظام عن مشروعه النووي وكفّ عن العمل على إنتاج القنبلة الذرية فسيكون الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية الرابح الأول في ذلك، ولكن كيان نظام «ولاية الفقيه» يرتبط عضويًا بإصراره على سياسته القائمة على محاربة المجتمع الدولي وتصدير الإرهاب والعمل على امتلاك القنبلة الذرية ولا هدف لنظام حكم الملالي القائم في إيران إلا شراء الوقت لمواصلة السياسة المذكورة. إن افتضاح سياسة النظام الإيراني القائمة على المماطلة وقتل الوقت في هذه الأيام إلى جانب موجة الإدانات العالمية للإعدامات الوحشية خاصة إعدام الفتيان في إيران تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام ينمّ عن اشتداد عزلة هذا النظام على الصعيد الدولي. ففي مأزقه الناجم عن هذه السياسات اللاإنسانية المعادية لإيران وعن الانتفاضة الشعبية العارمة المستمرة لا مصير لديكتاتورية خامنئي والمنصّب من قبله أحمدي نجاد إلا السقوط.. فعلى العالم أن يعترف بإرادة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل تحقيق الحرية وسلطة الشعب في إيران بدلاً عن اعتماده سياسة المساومة والمهادنة الفاشلة.
وفي الختام جددت الرئيسة مريم رجوي شكرها لجميع أعضاء المقاومة الإيرانية وأنصارها ومسانديها على مشاركتهم ومساهمتهم في هذه المعركة الكبرى حتى حققوا هذا النصر العظيم للشعب الإيراني، وقالت: «إن هذا النصر الذي كان يبدو مستحيلاً قد تحقق بفضل صمود الرهائن ومجاهدي أشرف وصبرهم كعامل أساسي وبفعل الحملة الدولية الواسعة كشرط ملح ضروري لأن نظام الملالي الحاكم في إيران كان ينوي القضاء على أشرف ولكن ذلك كما أكده أعضاء المجلس قد جعل أشرف في مركز وقلب الانتفاضة الإيرانية، مما يدل على أننا سوف نقطع الأشواط اللاحقة من هذا الطريق أيضًا حتى تحقيق الحرية والسلطه الشعب في إيران بدعم ومساندة من مواطنينا ومساعي جميع المنتمين إلى المقاومة الإيرانية فردًا فردًا ظافرين منتصرين بإذن الله العلي القدير».