من درر شيخ الإسلام ابن القيم(رحمه الله)
26-10-2009, 06:45 PM

قال ابن القيم رحمه الله:والناسُ في الصلاة على مراتب خمسة:
أحدها:مرتبة الظالم لنفسه،المفرِط وهو الذي انتقص من وضوئها
ومواقيتها وحدودها واركانها.
الثاني:من يحافظ على مواقيتها ،وحدودها وأركانها الضاهرة ووضــوئها
لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكــار.
الثالث:من حــافظ على حدودها وأركانها وجــاهد نفسه في دفع الوساوس
ولأفكار فهو مشغول بمجــاهدة عدوه،لئلا يسرق صلاتَه،فهو في صلاة وجهـــاد.
الرابــع:من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها،وأركــانهاوحدودها ،
واستغرق قلبَه مراعاةُحــدودِها وحقوقها،لــئلا يضيع شيئا منها،بل
همه كله مصروف إلى إقــامتها كما ينبغي،وإكمالها،وإتمامها،
قد استغرق قلبَه شأنُ الصلاة،وعبوديةُ ربه-تبارك وتعالى-فيــها.
الخامس:من إذا قام إلى الصلاة؛قام إليها كذلك،ولكن مــع هذا قد أخذ قلبَه
ووضَعَه بين يدي ربه-عزوجل-ناضرا بقلبه إليه،مراقبا له ،ممتلئا
من محبتِه وعظمته،كأنه يراه ويشاهده،وقد اضمحلت تلك الوساوس والخَطَرات،
وارتفعت حُجُبها بينه وبين ربه،فهــذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم
مما بين السماء والأرض،وهذا في صلاته مشغول
بربه-عزوجل-،قريــر العين به.
فالقسم الأول معاقب، الثاني محـــاسب،والثالث مكَفر عنه،والربع مُثــاب، والخامس مقرب من ربه،لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة،فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا،قرت عينه بقربه من ربه-عزوجل-في الآخرة،وقرت عينه أيضا به في الدنيا،ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين،ومن لم تقر عينه بالله-تعالى- ،تقطعت نفسه على الدنيا حســــرات.
منقول







