قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي
02-08-2009, 06:05 PM
قصة قصيدة صوت صفير البلبل هي قصة الأصمعي مع أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، فلقد كان أبوجعفر المنصور يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها، وعنده غلام يحفظ القصيدة من المرة الثانية من سماعها، وعنده جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة من سماعها، وكان أبو جعفرذكياً، فأراد أن يباري الشعراء فنظَّم مسابقة للشعراء فإن كانت من حفظه منح جائزة، وإن كانت من نقله فلم يعط شيئاً، فيجيء الشاعر وقد كتب قصيدة ولم ينم في تلك الليلة لأنه كان يكتب القصيدة؛ فيأتي فيلقي قصيدته فيقول الخليفة: إني أحفظها منذ زمن.. ويخبره بها بعد ان حفظها من اول مرة سمعها فيتعجب الشاعر ويقول في نفسه: يكرر نفس النمط في بيت أو بيتين أما في القصيدة كلها فمستحيل!. فيقول الخليفة: لا وهناك غيري، أحضروا الغلام. فيحضروه من خلف ستار بجانب الخليفة، فيقول له: هل تحفظ قصيدة كذا ؟ فيقول: نعم، ويقولها بعد ان سمعها لاول مرة من الشاعر ثم للمرة الثانية من الخليفة فيتعجب الشاعر!! فيقول:لا وهناك غيرنا يحفظها، أحضروا الجارية.. فيحضروها من خلف الستار،فيقول لها: هل تحفظين قصيدة كذا ؟ فتقول: نعم، وتقولها، بعد ان سمعتها ثلاث مرات من الشاعر ومن الخليفة ومن الغلام، عندها ينهارالشاعر ويقول في نفسه: لا أنا لست بشاعر.. وينسحب مهزوما.
فتجمع الشعراء في مكان يواسون بعضهم؛ فمر بهم الأصمعي فرآهم على هذه الحال، فسألهم: ما الخبر؟ فأخبروه بالخبر فقال:أن في الأمر شيئاً، لابدمن حل....فجاءه الحل فكتب قصيدة جعلها منوعة الموضوعات، وتنكر بملابس أعرابي حتى لا يعرف وغطى وجهه حتى لا يعرف ودخل على الخليفة وحمل نعليه بيديه وربط حماره إلى عمود بالقصر، ودخل على الخليفة وقال: السلام عليك أيها الخليفة. فرد السلام، وقال: هل تعرف الشروط؟؟ قال: نعم، وفوق هذا اعرف قيمة المكافأة فقال الخليفة: هات ما عندك. قال الأصمعي:
صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيّـــــج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معـــا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يــا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولـى لي
فكــــــــم فكــــم تيمـنــي *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّـفـتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقــال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مـالت طربا *** من فـعل هـــذا الرجلي
فــــــــولـولت وولـولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فـقـلت لا تـولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قـالت لـه حيـن كـــــــذا *** انهض وجُــــــد بالنقلي
وفـتـية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنــافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلـي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لــي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي









