لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ
27-11-2009, 12:05 PM
اتقوا الله ولا تجعلوا الله يغضب عليكم من اجل مباراة كرة قدم و سب بعض الاعلاميين الذي لا ضمير لهم لشهدائنا و اتروكوا الله ينتقم منهم
وانما المؤمنون اخوة

الكبر ؟
تعريف الكبر : هو استعظام النفس ورؤية قدرها فوق قدر الغير ، أو هو : استحقار الغير و ازدراؤه و استصغاره .
فالكبر من أمراض القلوب المذمومة شرعا وهو ينشأ من إعجاب الإنسان بنفسه في أمر من الأمور ، فمن الناس من يتكبر على الغير بعلمه أو بعبادته أو بحسبه أو بنسبه أو بجماله أو بماله أو بقوته أو بكثرة أولاده و أهله أو منصبه ، لأن الكبر معاشر الحضور مرض قلبي ولكنه حين يتمكن من الإنسان فإنه يظهر في أعماله و أقواله و أفعاله .
وفي ذم الكبر وتعريفه ورد ت كثير من النصوص منها قوله تعالى: (( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين )) الزمر 60 ، وقوله تعالى : (( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا )) الإسراء 37 ، وقوله تعالى : (( و لا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور )) لقمان 18 .
و عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ؟ قال : إن الله جميل ـ كامل منزه عن النقص ـ يحب الجمال ، الكبر بطر الحق ـ رد الحق ودفعه وعدم قبوله من الناس ـ وغمط الناس ـ احتقار الناس ـ )) مسلم والترمذي ، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون و المتفيقهون ، قالوا : يا رسول قد علمنا الثرثارون و المتشدقون فما المتفيقهون قال: المتكبرون )).
وعن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : (( بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى ، بئس العبد عبد عتى وطغى ونسي المبتدا والمنتهى ، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين بالشهوات ، بئس العبد عبد طمع يقوده ، بئس العبد عبد هوى يضله ، بئس العبد عبد رغب يذله )) الترمذي ـ قَالَ اَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ اِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَيْسَ اِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ ـ والطبراني .
معاشر الحضور : ينقسم المتكبرون إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : المتكبرون على الله : وهو أفحش أنواع الكبر ومثاله من يستكبر على عبادة الله أو السجود له أو من يدعي الألوهية ، وقد أخبرنا القرآن عن هذا النوع قال تعالى : (( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا : وما الرحمن ، أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا )) الفرقان 60 ، وقال تعالى عن فرعون : (( فقال أنا ربكم الأعلى )) النازعات 24 .
القسم الثاني : المتكبرون على الرسل : أي تكبر بعض الناس عن الانقياد لما جاءت به الرسل من الحق ، وقد أخبرنا القرآن عن قريش حين قالوا : (( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )) الزخرف 31 ، ويقاس على ذلك مخالفة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ و محاربة سنته والاستهزاء بها وتسميتها بالقشور ، عن سلمة بن الأكوع (( أن رجلا أكل عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشماله ، فقال : كل بيمينك ، قال : لا أستطيع ، قال : لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر ، قال : فما رفعها إلى فيه )) مسلم ، ماذا كانت نتيجة تكبره ؟ يبست يده ولم يستطع أن يرفعها .
القسم الثالث : المتكبرون على الناس : أي من يستعظم نفسه ويزدري ويستصغر غيره ، عن جندب بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : (( من ذا الذي يتألى ـ يحلف على الله ـ على أن لا أغفر لفلان ، إني قد غفرت له ، و أحبطت عملك )) مسلم .
معاشر الحضور : السؤال المطروح : ما هي نتائج الكبر ؟
1- استقرار الكبر في القلب : فقد يرى المتكبر نفسه أفضل من غيره فالكبر في هذه الحالة يكون مستقرا في قلب المتكبر فقط .
2- ظهور الكبر في الأفعال : فإذا تطور الكبر تعدى القلب إلى الأفعال ، ومن أمثلته ما يلي :
-أن يصعر المتكبر وجهه عند رؤية من يرى أنه أحقر منه .
ـ أن يحب المتكبر قيام الناس له .
ـ أن لا يمشي إلا ومعه غيره من الناس وخلفه .
ـ أن يستنكف المتكبر عن الجلوس بين يدي غيره من العلماء و إن كان يستفيد منه .
ـ أن لا يعمل في بيته عملا بيده أو يحمل متاعه إلى بيته .
ـ أن يتزين للناس باللباس والثياب للشهرة .
ـ أن يجتهد العالم المتكبر في مناظرة غيره وإظهار نقصه لا سيما أمام الناس وطلاب العلم ليظهر لهم أنه أفضل من غيره .
ـ أن يفرح العالم المتكبر إذا ظهر خطأ عالم آخر في مسألة ، ……الخ .
3- ظهور الكبر في الأقوال : ومن أمثلة ذلك :
- أن يدعي المتكبر بلسانه العلم أو العمل .
ـ أن يقول المتعبد المتكبر مثلا من هو فلان وما عمله ثم يثني على نفسه ويشكرها .
ـ أنا أصوم في الشهر كذا يوم و أصلي في اليوم كذا ركعة .
ـ قصدني فلان بسوء فأصابته المصيبة الفلانية من ضياع مال أو مرض أو هلاك ولد .
ـ أن يقول العالم المتكبر أنا أعلم بعلوم كثيرة ودرست على الشيخ الفلاني ، فمن أنت ؟
معاشر الحضور :ونظرا لخطورة هذا المرض فقد تطرق إليه الحكماء والشعراء ، ومما ورد فيه :
* قال أحد الحكماء : "من برئ من ثلاث نال ثلاثا : من برئ من السرف نال العز ، ومن برئ من البخل نال الشرف ، ومن برئ من الكبر نال الكرامة " .
•قال ابن مسعود : " كفى بالمرء إثما إذا قيل له : اتق الله ، قال : عليك نفسك ".
•استأذن رجل كان إمام قوم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إذا سلم من صلاته ذكرهم ، فقال : " إني أخاف أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا " .
•قال ابن المعتز : " لما عرف أهل النقص حالهم عند ذوي الكمال استعانوا بالكبر ليعظم صغيرا ، ويرفع حقيرا ، وليس بفاعل ".
•وقال شاعر : يا مظهر الكبر إعجابا بصـورتــه **** انظر خلاك فإن النتن تـثـريـب
لو فكر الناس فيما في بطـونـهــم **** ما استشعر الكبر شبان ولا شـيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مـكرمة **** وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل و أذن ريحـها سـهـك **** والعين مرفضة والثغر مـلعـوب
يا ابن التراب و مأكول التراب غدا **** أقصر فإنك مأكول و مـشـروب معاشر الحضور : من أراد مؤنسا فالله يكفيك ، و من أراد حجة فالقرآن يكفيك ، و من أراد عظة فالموت يكفيه ، و من أراد الغنى فالقناعة تكفيه .
كن غني القلب و اقنع بالقليل **** مت و لا تطلب معاشا من لئيم
لا تكن للعيش مجروح الفؤاد **** إنما الرزق على الله الكريـــــم
و من لم يكفه هذا و لا ذاك فنار ربه يوم القيامة تكفيه ... البر لا يبلى و الذنب لا ينسى و الديان لا يموت ، اعمل ما شئت يا ابن آدم فكما تدين تدان ، و يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون )) ، فلنتب إلى الله جميعا عسى أن نكون من المفلحين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الخطبة الثانية : الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على المصطفى .
معاشر الحضور : ما هو علاج الكبر ؟
1- معرفة الله : ويعني ذلك أن يتعلم المسلم والمسلمة علم التوحيد و حينئذ يعلم أن العظمة والكبرياء لا يليقان إلا بالله تعالى ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( قال الله عز وجل : (( العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته )) ) مسلم .
2-معرفة النفس : أي أن يعرف الإنسان نفسه ،ومن تفكر في معاني الآية (( قتل الإنسان ما أكفره ، من أي شيء خلقه ،من نطفة خلقه فقدره ، ثم السبيل يسره ، ثم أماته فأقبره ، ثم إذا شاء أنشره )) عبس 17-22 ، لعرف أن هذه الدنيا ليس في داره فرح وسرور فضلا عن أن يتكبر ، وفيما يلي نذكر أحوال الإنسان الثلاث :
ح1- مبدأ الإنسان : كان في العدم ثم أوجده الله وخلقه من نطفة مذرة ـ جمادا لا يسمع ولا يبصر ـ .
ح2- وسط أمر الإنسان : فالإنسان في مدة حياته ضعيف غاية الضعف يمرض كرها ويجوع كرها ويعطش كرها ويموت كرها ، و لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا ، فبالجملة هو ذليل و لا يليق الكبر به .
ح3-آخرأمر الإنسان:وهو الموت فيصير جيفة منتنة قذرة يستقذره كل إنسان ثم يخرج إلى أهوال القيامة والحساب العسير.
3- التواضع لله وللخلق : وذلك بالإيمان والصلاة التي تشتمل على السجود لله وفي ذلك استقرار التواضع في القلب ، والمواظبة على أخلاق المتواضعين ولنا في رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ المثل الأعلى إذ كان : يحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، و يأكل مع خادمه ، ويشتري الشيء من السوق ، ويصافح الغني والفقير ، لين الخلق ، جميل المعاشرة ، رقيق القلب ، ……..) ، قال ـ صلى الله عليه وسلم : (( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )) مسلم والترمذي .

•جعل عمر بن الخطاب في طريقه إلى الشام بينه وبين غلامه مناوبة ، فكان يركب الناقة ويأخذ الغلام بزمام الناقة ويسير مقدار فرسخ ثم ينزل ويركب الغلام ويأخذ عمر بزمام الناقة ويسير مقدار فرسخ ، فلما قرب من الشام كانت نوبة ركوب الغلام فركب الغلام و أخذ عمر بزمام الناقة ، فاستقبله الماء في الطريق فجعل عمر يخوض في الماء ونعله تحت إبطه اليسرى وهو آخذ بزمام الناقة ، فخرج أبو عبيدة بن الجراح وكان أميرا على الشام وقال : " يا أمير المؤمنين إن عظماء الشام يخرجون إليك فلا يحسن أن يروك على هذه الحال " ، فقال عمر : " إنما أعزنا الله بالإسلام فلا نبالي من مقالة الناس " .
* وقال شاعر : تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفســـــه **** إلى طبقات الجو وهو وضيع

فاتقوا الله عباد الله ......

اسال الله ان يزيل كل مثقال ذره من كبر في قلب مؤمن ،،