رد: ارجوكم اريد مقالات الفلسفة
07-12-2009, 03:14 PM
المقالا ت تبنى منك
ثم تصحح من أساتذة المادة في المنتدى
فهي ليست قصائد شعرية تحفظ آليا ,بل هي قصائد شعرية تبدع حسب الموضوع.
تساءلوا عن الإشكالات والمشكلات,ثم عالجوا موضوعا ,في المنتدى تقدم النصائح لتكون المقالة أفضل.
مثلاوجدت في موضع ما :هذه المقالة هل معيار تطابق الفكر مع الواقع معيار كاف للصدق؟
ظرح المشكلة
يندرج هذا السؤال في إطار فلسفة المعرفة, و يطرح مشكلةترتبط بالإشكالية المتعلقة بالكيفية التي يمكن للفكر الثابت ان ينطبق من خلالها علىنفسه , و الكيفية التي يمكنه من خلالها إن يتكيف مع الواقع المتميز بالتغير و عدمالثبات وهي الإشكالية التي بقي التضارب حولها قائما منذ القدم و إلى يومنا هذا بينالعقليين المفضلين للمنهج الاستنتاجي والواقعيين المفضلين للمنهج الاستقرائي.
والمشكلة التي يطرحها السؤال هي إمكان أو عدم إمكان اعتماد معيار تطابق الفكر معالواقع ,كمعيار للحقيقة و للصدق, وهل بالإمكان عدّه معيارا كافيا ؟
• محاولة الحل
يرى أصحاب النزعة الواقعية أن معيار صدق الأحكام يكمن أساسا في مطابقةالفكر للواقع, فعندما أقول))النافذة مفتوحة ((يكون حكمي هذا صحيحا و صادقا إذا كانتالنافذة فعلا مفتوحة في الواقع ,ويكون كاذبا إذا لم تكن في الواقع مفتوحة و لا يوجدمعيارا آخر أفضل من هذا يمكن اعتماده.
ذلك لان إدراك الواقع عند الواقعيين الجددإنما يتم مباشرة و يتطلب التركيز على العلاقة القائمة بين الذات العارفة و الموضوعالمعروف, و لا نلجأ إلى تحديد هذه العلاقة من خلال التركيز على العارف ثم علىالمعروف.
أما أصحاب الواقعية الكلاسيكية أمثال جون لوك ) john locke ( وهيوم ) ,(Hume David فيرون انه مادامت المعرفة تكتسب من الخبرة الحسية في الذهن من آثار, و مادامت;فان معرفتنا للعالم المادي لا يمكن أن تستمد إلا من الادراكات الحسيةالانطباعات الحسية أكثر قوة و وضوحا و تأثيرا فينا, و الأفكار المتولدة عنها باهتةو قليلة الوضوح في أذهاننا ,فان مرد الأفكار كما يقول هيوم هو الانطباع الحسيالمباشر, و اليقين الحسي هو المحك الأساسي لكل يقين; إذ ليس هناك فكرة في الذهن إلاو لها أصل في الحس. و الحواس هي الوسيلة الوحيدة التي تؤكد لنا وجود العالموجودا
مستقلا عن الذات و, ما تقدمه لنا عن العالم الخارجي هو الحقيقة بالذات .
ينفي الواقعيون وجود أفكار فطرية في العقل, فالعقل عند جون لوك ) (John Locke يولد و هو صفحة بيضاء خالية من أية فكرة ,و ما يتكون لديه من أفكار فيما بعد إنمايأتي من التجربة التي هي أساس كل معارفنا ,فمن فقد حواسه فقد القدرة على معرفةالعالم.
• مناقشة
1. القول بمعيار التطابق مع الواقع كمعيار وحيد في مجالالمعرفة, أو في العلم الحائز على الحقيقة, لم يعد
مقبولا ,لأنه ادا كان صالحا فيبعض الحالات ,فإنما يعود الأمر في ذلك إلى اعتماده على الحس المشترك و اللغةالمستخدمة في الحديث . أما على مستوى العلم فان العالم إنما يدرك من خلال نظريات هيإبداعات بشرية قابلة للنمو و التغير, فللعلم إذن واقعه الخاص, وهو وان كان يشبهعالم الواقع فانه لا يماثله تماما.
فنحن نعرف مثلا إن واقع حسي و عندما نقولهذا الشيء هو H²O نعبر عن واقع علمي كما إننا نعرف أيضا إن واقع فيزياء نيوتن (Newton) هو غير واقع فيزياء اينشتاين .(Einstein) ثم إن القول بمطابقة الفكرللواقع تواجه العديد من الصعوبات منها استحالة مطابقة الفكرة و هي من طبيعة ذهنيةللشيء و هو موجود واقعي خارجي, فالمطابقة تقتضي إن يكونا من طبيعة واحدة أي كلاهمافكرة أو كلاهما واقع و ليس هذا هو وضع مطابقة الفكرة كموجود ذهني للشيء و الواقعكموجود عيني.
إن القول بمطابقة الفكر للواقع موقف طبيعي نجده أيضا عند العامة منالناس الذين لا يميزون بين الأشياء كما هي و بين صورها العقلية وكان الأشياء تدخلإلى العقل وتتطابق مع صورها, و هذا مستحيل.
لقد وصل أصحاب النزعة الواقعية إلىالحكم على انه لا وجود لليقين إلا باعتباره حالة ذاتية ,و ما نظنه مبادئ عقلية ماهو إلا عادات عقلية ; الأمر الذي أدى بالمتطرفين في هذه النزعة إلى الانتهاء إلىالشك.
2. يرى المثاليون إن المعيار الصالح للحكم على صحة المعرفة و صدقها فيأحكامنا و استدلالاتنا هو معيار التناسق المنطقي و عدم تناقض الفكر مع نفسه بمعنىعدم تناقض النتائج مع المقدمات التي تم استنتاجها منها.
فادا قلنا: كل العرباذن الجزائريون مسلمون¬الجزائريون عرب¬مسلمون
هده النتيجة صحيحة من الناحيةالواقعية غير صحيحة لأننا نعرف إن العرب ليسوا كلهم مسلمين. و عليه فالمهم هنا هوعدم تناقض النتائج مع المقدمات و تطابق الفكر مع نفسه, فكلما وضع العقل مقدمات أومسلمات مقبولة, ثم استنبط منها ما يتولد عنها من النتائج ,وفق قواعد منطقية متفقعليها ,كان استدلاله هذا صحيحا, و جاءت النتائج المتوصل إليها بواسطته يقينية لايتطرق إليها الشك.
هذا ما جعل أرسطوAristote اعتبر أن القياس هو أكمل الطرقالموصلة إلى الحقيقة ,ديكارت حديثا إلى الإصرار على أن العقل باعتباره قوة فطرية فيالإنسان هو أساس كل معرفة يقينية.
يعتمد هؤلاء في دعم موقفهم و تبريره علىالمبدأ القائل بان العقل هو القوة الوحيدة القدرة على إدراك ماهيات الأشياء و بلوغالحقيقة المطلقة , لان المعرفة الصحيحة مرهونة بالقبض على الموضوعات الكليةالثابتة.
ثم إن الحق في رأيهم موجود وجودا كاملا في ذاته, ودور العقل هو أن يقربإلينا كل ما استطاع أن يعرفه عنه. فنحن حسبهم ندرك الحق و نفهمه و لا نصطنعهاصطناعا, لأنه موجود في الكون وما على العقل سوى أن يعمل على اكتشافه و تبيانهللناس. و مادام الأمر كذلك فالمطلوب هو أن نعرض أحكامنا على النظم الفكرية و قواعدالعقل و المنطق و ليس على الوقائع المادية و إن نتبع المنهج الاستنتاجي و الاستنباطكما في المنطق و الرياضيات وليس المنهج الاستقرائي المعتمد على معيار تطابق الفكرمع الواقع. إذن فمعيار الاتساق المنطقي هو المعيار الصالح لقياس إحكامنا وتقديرها.
مناقشة
نقول في البداية إن معيار مطابقة الفكر لنفسه لا يخلو منالذاتية, ما دامت الذات العارفة هي التي تضعه و تضع المقدمات التي ينطلق منهاالفكر, وهي التي تقوم باستخدامه في عالمها المتصور و المفترض افتراضا, فهو عالمتابع للذات العارفة التي ابتدعته كتصور; و لذلك نجد اختلافا بين الأشخاص العاديين وبين المفكرين في إدراكهم له و نظرتهم إليه كما , هو الحال مثلا في تعدد الانساقالهندسية و الانساق المنطقية.
ثم ان اعتماد العقل على ما يفرضه من اوليات ومبادىء عقلية قبلية انعما يقوم على الاعتقاد بمطابقة قوانين العقل لقوانين الاشياءو بالتالي لا حاجة لنا للحس و التجربة و هذا موقف غير دقيق لانه من غير الممكنتحويل كل افتراض الى يقين دون ان يثبته تكرار الاختبار و لانه من غير المعقول اقامةالمعرفة على الاعتقاد و الظن و الجدل و انما يجب اقامتها على اليقين المثبت بالدليلالقاطع. ا لم يستنتج ديكارت من فكرة )) الكمال الإلهي(( بان كمية الحركة ثابتة النالله ثابت ثم جاءت الفيزياء المعاصرة بتنفيد كل ما وضعه ديكارت من قوانين فيزيائية. وعليه فان فكرة التناسق المنطقي و ان كانت صحيحة في مجال الاستنتاج التحليلي, و فيبعض مجالات التفكير الرياضي فان ذلك لا يسمح بتعميمها خصوصا حين يتعلق الامر بمعرفةالواقع و اشيائه و ظواهره لذلك راى ابن خلدون((ان تطابق الفكر مع نفسه قد يؤدي الىنتائج تتنافى مع الواقع لان الصدق في الاستدلال الاستنباطي مرهون باتساق النتائج معالمقدمات, وليس مع الواقع, و كل قول بالتطابق مع الواقع يعد تعسفا))
3 انالتقدم الذي شهده النطق و شهدته الرياضيات و مناهج العلوم ككل قد ادى الى تجاوز هذهالثنائية اوهذا التنافر البادي بين المنهجين الاستنباطي و الاستقرائي واصبحت العلومالطبيعية تعتمد الاستنباط الى جانب الاستقراء و الرياضيات تعتمد الاختبار بالتجربةو الملاحظة الى جانب البرهنة العقلية; الامر الذي دفع باشلار Bachelar الى التصريحبان العلاقة بين المنهجين التجريبي و الرياضي هي علاقة جدلية تجعل كل واحد منهمايحكم بصواب الاخر فالتجريسبية في حاجة الى ان تفهم و العقلانية في حاجة الى انتطبق.
حل المشكلة
معيار مطابقة الفكر للواقع معيار مطلوب في مجاله الخاص كمجالالعلوم الطبيعية لكنه معيار لا يمكنه ان يستغني عن مراعاة التطابق الداخلي فهو اذنمعيار ضروري لكنه غير كاف.
كيف نقيم هذه المقالة؟شكلا أي منهجيا ومنطقيا:هل هي متسلسلة ,هل هي متكاملة الحجج...مضمونا هل هو كاف؟صحيحا؟وظيفيا؟
اتمنى النجاح لكل الطلبةو خصوصا طلبة الثالثةثانوي