تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الرياضي > منتدي الرياضة الجزائرية > منتدى اخبار المنتخب الوطني لكرة القدم

> الصحفي الذي غطى حربي العراق وأفغانستان عبد الحق صداح يروي شهادته عن مباراة الخرط

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
rachid1968
زائر
  • المشاركات : n/a
rachid1968
زائر
الصحفي الذي غطى حربي العراق وأفغانستان عبد الحق صداح يروي شهادته عن مباراة الخرط
27-12-2009, 08:54 AM
الصحفي الذي غطى حربي العراق وأفغانستان عبد الحق صداح يروي شهادته عن مباراة الخرطوم لـ"الشروق"

"الإجراءات الأمنية بالسودان يستحيل معها إدخال المطاوي للملعب"

2009.12.26 من الدوحة: ياسين بن لمنور



"عند باب الخروج كان معنا مصريون ولم يحدث أي اعتداء"

"كنت بعيدا عن الفنانين بمترين وأجزم بأنه لم يتعرض لهم أحد"

اختارته قناة الجزيرة ليكون مراسلها من بؤر التوتر، غطى حربي العراق وأفغانستان، وعُرف بتقاريره الدقيقة من ساحات الوغى.. الصحفي عبد الحق صداح مثلما يعشق المراسلات الحربية يعشق كرة القدم، سافر للخرطوم لمشاهدة واقعة أم درمان، فوجد نفسه مرة أخرى في أحداث تختلف كثيرا عن تلك التي كان يستعمل فيها الخوذة.
  • في هذا الحوار ينقل صداح شهادته عن أجواء قبل و أثناء وبعد المباراة معبرا عن دهشته من كلام من لم تطأ أقدامه أرض السودان ويدلي بدلوه..!
  • "بعض المصريين لا يبحثون عن الحقيقة بل يصدقون ما يريدون"
  • "الطريق من الملعب للمطار كان آمنا"
  • = أكيد لا زلت تعيش فرحة التأهل للمونديال وأنت المعروف بولعك بكرة القدم؟
  • أريد أن أقول لك كلمة، المباراة بالنسبة لي ليست قضية وطنية بل أنا عاشق لكرة القدم من زمان، منذ أن كان عمري 17 سنة وأنا أتابع المنتخب الوطني ولم أضيع أي لقاء، خاصة في الثمانينيات، ثم انقطعت عن المنتخب بسبب الظروف التي مرت بها البلاد والمنتخب لم يكن في مستواه، ومن مباراة السنغال في الدور الأول شعرت أن هناك نقلة نوعية في منتخبنا الوطني، وأننا في الطريق للعودة المنشودة للمحافل الدولية، ومن يومها وأنا أصبح وأمسي على أخبار المنتخب الوطني وأتابع أخباره أولا بأول، والدليل أن المباراة الفاصلة بأم درمان لم أضيعها وسافرت على حسابي الخاص للسودان لمتابعتها.
  • = إذن كنت من بين المحظوظين الذين تابعوا المنتخب من ملعب المريخ؟
  • تقريبا، فقد سافرت بالأربعاء 18 ديسمبر صباحا للسودان وشاهدت المباراة، قضيت الليلة بالخرطوم وعدت بالخميس إلى الدوحة، وحضرت السفر على أساس أن يكون تاريخيا، إذ حجزت في الفندق الذي حجز فيه المنتخب الوطني بواسطة من زملائي في مكتب الجزيرة بالخرطوم، وبعد انتهاء المباراة توجهت للفندق ورقصنا طيلة الليل، وقضينا ليلة تاريخية مع اللاعبين، وكانت الأجواء حميمية بدون بروتوكولات، و سهرنا إلى غاية الثالثة صباحا، فيمكن أن تقدر حجم الفرحة والغبطة التي تهزني في هذه الأثناء، وقد كنت سأجن من شدّة هذه الفرحة التي كانت مضاعفة بقدر ما كان الاعتداء مضاعفا، لأنه اعتداء على ضيف وأيضا إنكار هذا الاعتداء وإيهام الرأي العام بأن هذا الضيف مجنون، ودعني أقول لك أن اللاعبين كانوا على قدر عال من الأخلاق والمسؤولية وتركونا ننبهر بهم وأصبحنا جزءا من الطاقم الفني واللاعبين، وأظن أن هذا شعور غالبية الجزائريين.
  • =وكيف كان وقع مزاعم المصريين من اعتداءات وما شابه ذلك من تخاريف عليك؟
  • بصراحة، أنا عدت يوم الخميس و قضيته بالبيت واحتفلت مع أبناءي خاصة وأني جلبت لهم تواقيع كل اللاعبين كذكرى وصور أيضا، يوم الجمعة التحقت بالعمل وهناك تفاجأت لما واجهتني أجواء غريبة وعجيبة، يعني أنا الإعلامي الذي إئتمنتي الجزيرة على تغطيات مصيرية وتاريخية وغطيت حربي العراق وأفغانستان، ولا واحد من الزملاء المصريين سألني سؤالا واحدا: "ما الذي جرى؟"، حينئذ عرفت أن الناس لا تبحث عن الحقيقة ولا تؤمن إلا بما تريد، وأنا كنت شاهد بالسودان قبل المباراة وأثناء المباراة وجزئيا بعد المباراة.
  • = دعنا نتكلم عن أجواء قبل المباراة، بما أنك الشاهد الذي يثق فيك كل الأطراف بحكم تغطياتك الحربية ومراسلاتك الدقيقة، كيف سارت الأجواء؟
  • قبل المباراة لما وصلت للخرطوم، كان المناصرون من الجانبين في الملعب والتحقوا بالمدرجات، لكن الأجواء داخل المدينة كانت توحي بأنها على موعد كبير، والذي أدهشني عدد الرايات الجزائرية الكبير جدا في الشوارع وفي السيارات وفي نوافذ البيوت، وحتى إخواننا السودانيون كانوا في الموعد، ولهم روح خاصة جدا وتناولوا الأمور بطريقة عادية جدا، واستبشروا بالمباراة ونجحوا في تنظيمها بشهادة الجميع، ولما وصلت للملعب دخلت من الباب بشكل عادي وبطريقة منظمة..
  • = لحظة دخولك للملعب هل تم تفتيشك أمنيا للحيلولة دون إدخالك مطاويَ وسكاكين؟
  • -يضحك- أنا صحفي وخضعت لتفتيش، وأي إعلامي خضع لنفس العملية، فما بالك بالمناصر البسيط..!؟
  • = يعني مستحيل على أي مناصر إدخال سكاكين أو مطاوٍ؟
  • مستحيل..حتى الأجواء قبل انطلاق المباراة لم تكن توحي أن هناك حقدا وبغضاء بين الجماهير، لذا أؤكد لك بشكل قطعي أن أجواء ما قبل المباراة وأثناءها كانت أكثر من عادية ومثل المباريات التي نشاهدها يوميا ولم تعرف أي تجاوزات، الكل كان يناصر ويهتف ويشجع، وهذه هي المباريات لمن يعرف كرة القدم..
  • = بعد نهاية المباراة، كم مكثت بالملعب قبل أن تغادره للفندق؟
  • بقيت تقريبا حوالي ساعة ونصف، إذ بقينا نحيي في اللاعبين ونعيش أجواء الفرحة، وبادل اللاعبون جمهورهم الذي بقي بالمدرجات نفس الشعور.
  • = لما غادرت الملعب ما هو أول مشهد قابلك؟
  • غادرت المدرجات وعند باب الخروج بحثت عن سيارة الجزيرة وكان معانا مصريون، وكان أيضا إلى جانبنا لاعب مصري نسيت اسمه وكان يعاني من إصابة، وكان هناك مناصروين جزائريون، لكن كل الأمور كانت عادية ولم يحدث أي تجاوز سواء لفظي أم جسدي، حتى أني استغربت بعض التصرفات حيث سمعت أصواتا تتعالى: "يا جماعة شوفلنا سيارة للفنانين و الفنانات!!"، لم يعطنا المشهد أي مؤشر لشكل من أشكال العنف، والمناصرون الجزائريون وبمجرد نهاية المباراة تمنوا لو كان لديهم جناحان كي يطيروا للجزائر للاحتفال، وهذا ما كان ظاهرا على ملامحهم.
  • = وفي الطريق من الملعب إلى الفندق ألم تصادفك أحداث من هذه التي يزعم الطرف المصري حدوثها؟
  • ولا شيء.. الأمر عادي أكثر مما تصور..!
  • = صف لنا الطريق كيف كان من الملعب إلى الفندق؟
  • سيارات بها مناصرون حاملون للرايات الوطنية ويرددون في أغاني ممجدة لمنتخبنا الوطني، رفقة عدد كبير من السودانيين، وفي ثاني يوم سألت صحفيينا في المكتب إن كانت هناك تجاوزات ففندوا الأمر، وأخبروني عن حدوث مناوشات عادية أمام باب المطار والأمن تحكم فيها لحظتها، وهي أمور تخيلتها وعادية مثلما قلت لك وتعرفها أي مباراة كروية.
  • = مراسل الجزيرة الرياضية سامر العمرابي نفى كل شيء وهو الآن يتعرض لهجمة شرسة من الإعلام المصري، لأنه رفض أن يتقمص دور "شاهد ما شافش حاجة" من باب أن الرجل إعلامي محترف وليس ممثلا محترفا، وحتى السلطات السودانية فندت كل شيء!
  • أنا بصراحة أشعر أن الحملة الإعلامية الشرسة التي استغربتها لا مبرر لها، ما يجعلك تعتقد جازما بأن الأمر يتعلق بأن هناك خطة محضرة سلفا.
  • = هل شعرت بوجود أمن في طريقك من الفندق إلى المطار؟
  • طبعا، قوات الأمن كانت منتشرة بشكل غير طبيعي تماما، ومثلما قلت لك هناك روح لا تتوفر إلا في بلد مضياف مثل السودان، تصور أن الشرطة لم تضرب أي مناصر ولا ضربة واحدة، ولم تستعمل العنف، كانت تحتوي الجماهير بروح الدولة المضيافة، حتى لما يطلب الضابط أن يتشدّدوا مع أي مناصر كانوا يخالفون ذلك ويعاملونه بطريقة تجعل المناصر يبادلهم نفس الشعور وأنا شاهد على ذلك.
  • = وكيف كانت الأجواء في المطار؟
  • في المطار خصصوا مدخلا خاصا للجماهير الجزائرية وكانوا بالآلاف، كلهم متلهفون للعودة للجزائر، حتى أن الكثير منهم كان يسألني عن شركات أخرى للطيران ليسافروا على متنها..
  • = هؤلاء الشباب الذين تكلمت معهم، هل تظهر من ملامحهم أنهم خريجو سجون و"بربر" و"بتوع مطاوي"؟
  • هؤلاء أبناء جلدتي وأنا أعرف الجزائريين جيدا، شباب متلهف على الكرة، وهذه هي الحدود القصوى للأمر، ولا يمكن أن تشك في هؤلاء بأن يقوموا بعنف على نطاق واسع، و يهددون أمن واستقرار دولة شقيقة، كما أن الشعب الجزائري ليس ناكر وجاحد للجميل، والسودانيون استقبلونا بطريقة راقية جدا وكان لابد من رد هذا الجميل وكانت التصرفات في تقديري عالية جدا.
  • = يعني هي تمثيلية مصرية مائة بالمائة؟
  • صراحة لست مخولا كي أصف الأمر بأنه تمثيلية، لكن أنا شخصيا بكل صراحة شعرت لما رأيت حجم الحملة في حدث كنت حاضرا فيه ولم يسألني أي أحد عن الذي حدث، قلت أن الأمر ليس طبيعيا وكأن هناك خطة محضرة سلفا وهذا هو استنتاجي.
  • = الاستعانة بالفنانين والمغنيين ألا يدل على أن فعلا هناك مخططا مسبقا؟
  • على ذكر الفنانين أنا كنت جالسا جنب الفنانين ولا أبعد عنهم سوى بمترين، وأؤكد لك وأنا جازم في هذا الأمر وشاهد عليه أمام المولى تعالى أنه لم يتعرض لهم أحد بالإساءة خلال المباراة، لم تقذف عليهم حجارة مثلما سمعنا ولا أي شيء من هذا القبيل، فالمنصة الشرفية كانت عبارة عن خليط من نخبة مصرية ونخبة جزائرية، وأخرى سودانية ولم يحدث أي اعتداء ولا أعرف من أين جاءوا بهذه الإدعاءات
  • = أنت إعلامي مخضرم وله باع في التغطيات المصيرية، في رأيك ما هو السبب الذي يدفع بدولة محورية مثل مصر لاختلاق مثل هذا السيناريو؟
  • في تقديري للأمر أن المصريين كان أملهم في التأهل كبير جدا، بالقياس إلى عدة معطيات منها أن المنتخبات التي وقعوا معها في المجموعة "رواندا والجزائر وزامبيا" كان يعتقدون أنهم أقل مستوى منهم ولا يمكن لهم أن ينافسوا بطل إفريقيا مرتين متتاليتين، وكانت كل أمانيهم مؤسسة على هذا، والسيناريو الذي وقع على الأرض وعودة المنتخب الجزائري تدريجيا في المنافسة والظهور بهذا الوجه القوي والمشرف وانتزاع إعجاب الفنيين الدوليين، تركهم يرون وكأن التأهل سُرق منهم، بينما هو لم يُسرق وليس عيبا أن يكون الإنسان طموحه متواضع ثم يغير طموحه، المسألة الثانية تشعر أن الضجة التي أثيرت حول المبارتين مبالغ فيها بشكل غير طبيعي، مما يوحي فعلا أن هناك اعتبارات أخرى غير رياضية..
  • بالنسبة للإعلاميين، أحيانا يخوضون حملات إعلامية وهذا أمر عادي، لكن الحملة الإعلامية المصرية فيها نوع من البذاءة والإسفاف، وفاجأت العالم بأسره وليس الجزائريين فقط، نظرا للمستوى الذي استعملته سيما الألفاظ اليومية التي كنا نسمعها وتطال شعبا بأكمله، وحتى الصحف الجزائرية لما ترد تجدها ترد على من أساءوا ولا تشتم شعبا كامل..!
  • = هل سبق وأن قابلت مستوىً مثل هذا في الإعلام؟
  • أبدا، لم يحصل في تجربتي المهنية المتواضعة أن عشت حملة من هذا القبيل وتصل فيها العبارات إلى هذا المستوى، وأحيانا كانت العبارات نابية وتحمل الكثير من الشتم، وأقول بكل بساطة أن هذا يدل على أمرين: أولا يدل على حجم الأسى الذي يشعر به الإعلام المصري نتيجة هذا الإقصاء، لأول مرة في الحرب النفسية بين الجزائر ومصر يخرج الجزائريون منتصرين، كنا دائما نحن الذين تقع علينا أعباء الحرب النفسية وهذه المرة شعرنا أن الأعباء كلها وقعت على إخواننا المصريين، و ثانيا يدل هذا الأمر على أن التواضع يكاد يكون خصلة في طريقها للاندثار.. فعلى أي أساس أنت تعتبر نفسك أحسن مني و أفضل مني، وأكون تابعا لك..؟ وأظن أن استصغار المنتخب الجزائري كان وراء هذه الألفاظ، ونحن لا نستمد كرامتنا من نظرة الآخرين، بل من نظرتنا لأنفسنا واعتزازنا بتاريخنا وبحاضرنا ومستقبلنا وإكراما للشهداء الذين سقطوا في سبيل أن تتحرر بلادنا.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-01-2009
  • الدولة : الجزائر.أرض العزة
  • المشاركات : 3,441
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • زهرة السوسن will become famous soon enough
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن
شروقي
رد: الصحفي الذي غطى حربي العراق وأفغانستان عبد الحق صداح يروي شهادته عن مباراة ا
27-12-2009, 09:18 AM

كلام رائع لجزائري تحت خط النار
لكن ......

كشف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري عن تفكير السلطات المصرية في إرسال رجال مدربين من الشرطة أو الجيش لمواجهة الجزائريين قبل مواجهة المنتخبين في اللقاء الفاصل الذي أقيم بالسودان يوم 18 نوفمبر الماضي.
وأفرد أبو الغيط الحديث عن أحداث هذا اللقاء أثناء استضافته ببرنامج "حالة حوار" على التلفزيون المصري، وقال "البعض شكك في عمل وزارة الخارجية وسفارة مصر بالسودان في توقع ما سيحدث بعد لقاء المنتخبين".
وأضاف "كنا نعلم تمام العلم ما سيحدث، ومن يقول في مصر انه لم يتوقع ما كان سيحدث فهو بالتأكيد لا يرى".
وتهجمت بعض الجماهير الجزائرية المدربة على بعض الجماهير المصرية في السودان عقب انتهاء لقاء المنتخبين المصري والجزائري في المباراة الفاصلة علي بطاقة التأهل لكأس العالم، مستخدمة أسلحة بيضاء.
وأوضح وزير الخارجية المصرية انه فكر في ثلاثة اقتراحات لتجنب ما حدث من الجزائريين في السودان حيث قال "فكرنا في خوض اللقاء بدون جمهور البلدين، ونال هذا الطلب استحسان رئيس الوزراء المصري، إلا أن نظيره الجزائري قابل هذا الطلب بالرفض التام".
وتابع "أما الاقتراح الثاني فكان التفكير في منع سفر الجماهير المصرية إلى السودان حفاظا على سلامتهم، إلا إننا وجدنا ان هذا الطلب بالتأكيد سوف يثير غضب الجماهير التي ترغب في مساندة المنتخب الوطني في هذه الموقعة المهمة".
وأردف "أخيراً، فكرنا في إرسال رجال مدربة من الشرطة أو الجيش بملابس مدنية، تكون قادرة على التصدي لأي محاولة هجوم من الجزائريين، إلا إننا خشينا من توتر العلاقات مع السودان في حال تم اكتشاف هذا الأمر، وأيضا من عقوبات الفيفا التي ربما تصل لإيقاف الاتحاد المصري لعشر سنوات على الأقل".
وواصل "لو نفذنا هذه الفكرة الأخيرة ربما كان يتعرض بعض الجزائريين للقتل ومثلهم من المصريين، ووقتها لن نستطيع حماية ضيوفنا الجزائريين في مصر والعكس صحيح".


بالذمة هذا كلام رجل مسؤول ؟
  • ملف العضو
  • معلومات
rachid1968
زائر
  • المشاركات : n/a
rachid1968
زائر
رد: الصحفي الذي غطى حربي العراق وأفغانستان عبد الحق صداح يروي شهادته عن مباراة ا
27-12-2009, 09:29 AM
حاديث الإفك فى أحداث أم درمان

2009.12.27
حجم الخط:
فاجأتني صورة إعلامي رياضي على الشاشة مربوط الرأس وقد غرقت ملابسه بالدماء. هذا الرجل تم تقديمه للناس على أنه ضحية العنف الجزائري، وهنا لم أتمالك نفسي ـ ليس دفعاً للشبهات عن الجمهور الجزائري العنيف بطبعه ـ وإنما لأنني رأيت الرجل يصاب أمامي بعد أن سقط في حفرة خارج الستاد بفعل الظلام الذي كان يغلف المنطقة وقتها، وعندما سقط الإعلامي أمامنا هرعنا جميعاً نحوه وكان معه مجموعة من أصدقائه تكفلت بأمره، ومنحهم البعض ماء لتنظيف الجرح بعد انزعاج الجميع من منظر الدم النازف منه، ورغم ذلك فوجئنا بصورة الرجل وهو يركب الطائرة ويتم تقديمه للناس على أنه أحد ضحايا ''الموقعة الحربية'' التى جرت!

لم يخطر ببالي ولا ببال أي من الزملاء الذين رافقوني في رحلة الخرطوم لمتابعة مباراة منتخبنا القومي مع منتخب الجزائر أننا سنعود لنجد القاهرة غارقة حتى أذنيها في بحر من الحكايات الملفقة والأكاذيب والقصص الدرامية المختلقة، ولما طالعت عناوين الصحافة فور نزولي من الطائرة القادمة من الخرطوم تصورت أنني كنت في بلد آخر أوأنني لم أكن معهم، رغم أننا كنا في أوتوبيسات مجمعة تسير مع بعضها البعض•

مانشيت لإحدى الصحف يتحدث عن قتيل ومئات الجرحى ومانشيتات أخرى تتحدث عن مذبحة على نحو أثار دهشتي وجعلني أتحسس جسمي بحثاً عن طعنة أو ضربة سيف أوأثر لسكين، فلم أجد مع الأسف! ولم أكن أتصور أنني سأضطر لكتابة شهادتي على الأحداث التفصيلية على العكس تماماً من الهمجيين الذين انشغلوا بإشعال نار التعصب قبل مباراة القاهرة وبعدها حتى وصلنا للهزيمة التي لحقت بفريقنا في الخرطوم وما تلاها من إشغال كامل للفضائيات وبرامج ''التوك شو'' للحديث عن كرامة المصريين التي أهينت في الخرطوم•

ويا ليت الأمر توقف عند حدود التلاسن مع الجزائر، بل تخطاه هجوماً على السودان الرائع وشعبه الكريم، ذلك الهجوم الذي توقف بتدخل سريع من الرئيس مبارك شخصياً• وعندما قلت لنفسي ربما حدثت وقائع لم أرها فاجأتني صورة إعلامي رياضي على الشاشة مربوط الرأس وقد غرقت ملابسه بالدماء•

لقد كان استخدام الرجل على هذا النحو أمرا مثيرا للدهشة، بينما بقية الصور التي تولت الفضائيات إذاعتها عبارة عن لقطات تم تصويرها لزحام آلاف المصريين في مطار الخرطوم يبحثون عن مقعد على أي طائرة للعودة للقاهرة هرباً من التعب والإرهاق وإحباط الهزيمة•

وكما حاولت لجنة السياسات ركوب النصر المتوقع في الخرطوم فإنها استطاعت أن تركب فوق هزيمة المنتخب لتوجه غضب الجماهير المصرية باتجاه الخارج حتى لا يدفع المتسبب الحقيقي فواتير الهزيمة، ولكي تضمن تسريباً آمناً للشحنة الانفعالية الموجودة في قلب الجماهير الغاضبة، ولو أن التسريب لم يكن آمناً تماماً بعد أن تسبب في وضع حي الزمالك تحت حصار الأمن لحماية سفارة الجزائر، فقامت الجماهير بتحطيم المحال الموجودة حول السفارة وهى مملوكة لمصريين!•

وفى إطار تصدير الغضب للخارج كان للسودان نصيب تسبب في استدعاء السفير المصري في الخرطوم للتعبير عن دهشة الخرطوم من وقاحة البعض وبجاحة البعض الآخر الذى امتلك الجرأة للنيل من أهلنا في السودان، الذين أحاطونا بحب وود مدهش•• ولكنها الهزيمة اللعينة التي أطاحت بالعقول وضعت مكانها كرة القدم!

عندما نزلنا في مطار الخرطوم كان الأشقاء السودانيون في استقبالنا مقبلين على العلم المصري، يطلبونه بإصرار شديد، مرحبين بنا، مؤكدين على فوزنا المحتوم على فريق الجزائر• ولم تمض سوى لحظات إلا وانتهت إجراءات الدخول وأمام المطار وجدنا أحد خريجي جامعة الإسكندرية يوزع علينا بيانا مطبوعا عن كيفية التحرك في الخرطوم وكيفية الانتقالات وأماكن التنزه والطعام الرخيص•

البيان كان منسوباً لرابطة خريجى جامعة الإسكندرية، بخلاف ذلك كان الجمهور السوداني يوزع أوراقا مطبوعة وملونة عليها صور لاعبينا وهتافات لهم ودعاء بالفوز وتأكيد على أحقيتهم بالوصول إلى جنوب إفريقيا•

وأمام المطار كانت الأوتوبيسات في انتظارنا لتقلنا إلى مبنى السفارة المصرية وكان ذلك في الثامنة والنصف من صباح الأربعاء• في الأوتوبيسات كان مساعد السائق يوزع علينا المياه المعدنية والحلوى والعصائر•

وعندما وصلنا للسفارة فوجئنا بأن السفارة قد أعدت صوانين في الحديقة وبهما المقاعد والطاولات بل و''الشلت'' في محاولة لاستيعاب أعداد كبيرة من الصحفيين والفنانين وقيادات الحزب الوطني•

وظللنا في السفارة لأكثر من ثماني ساعات نراقب أمواج الجماهير المصرية والجزائرية التي تعبر من أمام السفارة في طريقها لملعب المباراة في أم درمان• وهنا لابد من الإشارة لقصة كان بطلها الزميل جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وبعض الزملاء الذين رافقوه إلى كافيتريا في الخرطوم، حيث رفض السائق الذي أقلهم من أمام السفارة أن يتقاضى منهم أجر المشوار وكانت مفاجأتهم كبيرة حينما هموا بدفع الحساب للكافيتريا. عندها علموا أن الشقيق السوداني الذي أقلهم دفع الحساب قبل أن يرحل! هذه صورة معبرة عن كل ما جرى من السودانيين معنا خلال 24 ساعة قضيناها هناك•

وعندما تحركنا من السفارة قاصدين ملعب المباراة كانت تحفنا دعوات السودانيين وتمنياتهم لنا بالفوز، وكم كان مدهشاً وأعلام مصر يرفعها الأشقاء ملوحين لنا بعلامات النصر وطوال الطريق لملعب المباراة لم تتغير الصورة وأنا ألوح لهم بعلم السودان الذي كان بحوزتي حتى إنني شاهدت طفلا سودانيا وقد تفتق ذهنه عن لافتة أعدها بنفسه تضمنت علمي مصر والجزائر في لوحة واحدة وبينهما علم فلسطين متصلين، وهى إشارة لا تخطئها عين عن حس هذا الصغير القومي الذي فاق الكبار، الأمر بالطبع لم يخل من أعلام جزائرية بأيدي سودانيين، ولكنها لا تمثل نسبة بالمقارنة بأعلام مصر، أمام حديث ''التكاتك'' الذي برع فيه البعض واتهامهم للسودانيين بتأجيرها للجزائريين ـ وكأن في هذا الأمر جريمة ـ فالحقيقة أن جزءا كبيرا من الجماهير الجزائرية كان موجودا بشكل فردى وهو ما جعلهم يستقلون ''التكاتك'' والتاكسيات والمركبات الصغيرة ويرفعون أعلام بلادهم، فبدا الأمر وكأنهم المسيطرون عددياً لأن معظم الجماهير المصرية كانت في الأوتوبيسات الضخمة بأعلامهم!

وأمام الاستاد (الملعب) كان الزحام على أشده والتدافع للدخول هائل• ويجدر القول هنا إنه حتى هذه اللحظة يوجد عزل كامل بين الجماهير الجزائرية والمصرية وكلٌ منهما دخل من طريق مغاير للآخر تماماً، وتمكنا بصعوبة من الدخول لملعب المباراة فلم نجد في مدرجات الدرجة الأولى المخصصة لنا موطئ قدم ولا أقول مقعدا•

كان الزحام رهيباً لدرجة تدفعني للتأكيد أن الاستاد كان به ضعف سعته، وعندما دخلت صدمني منظر جماهير مصر وهي تتفرج بدهشة على الجمهور الجزائري المتحمس، فأوجست من هذه الجماهير خيفة أن تفشل في تحفيز الفريق المصري وقد كان، فلم يحضر من القاهرة أي من جمهور الكرة المتحمس وجاء كل من يرغب في ركوب الموجة من سياسيين فاشلين وفنانين وممثلين درجة ثانية وأبناء قيادات الحزب الوطني وبالتأكيد معظمهم يدخل استاد كرة القدم لأول مرة في حياته، ولذلك سيطر جمهور الجزائر على الملعب، لدرجة أن لاعبي المنتخب المصرى كانوا يتسولون التشجيع من جمهورهم ولكن هيهات لأن الحاضرين لا يجيدون فنون التشجيع والتحميس، وانتهت المباراة في الملعب بنفس الطريقة التي حسم بها الجمهور الجزائري المباراة في المدرجات•

بعد المباراة خرجنا منكسرين ومحبطين بفعل الهزيمة ومرهقين لعدم النوم ليومين وفى منطقة مظلمة أخذنا نبحث عن الأوتوبيسات التي ستقلنا للمطار، واستغرق الأمر أكثر من ساعة لتوزع الأوتوبيسات على أماكن متعددة، وفي هذه الأثناء حدثت إصابة زميلنا الإعلامي أمام أعيننا عندما سقط في حفرة وشج رأسه، ونتيجة للخطة الأمنية الناجحة التي اعتمدت على العزل التام بين الجمهورين قمنا بالتجول في المنطقة بحثاً عن الأوتوبيسات في أمان تام، ولو كان الأمر مختلطاً وتقابل الجمهوران فى منطقة كتلك، وفى ظل أحاديث السيوف والسنج والأسلحة البيضاء لحدثت مجزرة•

وبعد أن ركبنا السيارات في اتجاه المطار عرجت سيارة من سيارات المصريين إلى داخل الخرطوم وكانت تقل عدداً من الفنانين وتقابلت مع الجمهور الجزائري، وحدث بعض الاحتكاك البسيط بين جماهير كرة القدم العادية، ولكنه كان ذا وقع شديد ومخيف على ممثلين لم يعتادوا ولوج ملاعب الكرة، وحتى وصولي للمطار لم أشاهد جزائريين أو أتعرض لأي أحداث عنف مما قيل عنه في التليفزيون والصحافة المصرية دون توثيق أو تحقق، وعندما وصلت المطار شاهدنا أوتوبيسا واحدا وقد تكسر زجاجه بفعل قذف الطوب•

وبوصولنا المطار أصبحنا آمنين تماماً ورغم ذلك لم يتوقف صراخ البعض مهاتفين القاهرة ''الحقونا••'' ظناً منهم أن ذلك سيعجل بالسفر، وبالفعل فقد كان المطارد الرئيسي لنا في المطار هو الإرهاق وقلة النوم، وزاد من وطأته الهزيمة وإحباطاتها•

وفي المطار فوجئنا بتحويلنا إلى ممر إقلاع طائرة الرئيس السوداني كتكريم لنا، وحدث الهرج والمرج ووجدنا أنفسنا داخل المطار وبالقرب من ممر إقلاع الطائرات، وكان الأمن السوداني مهذباً لأبعد الحدود وصبوراً جداً معنا، ونحن تملؤنا الرغبة في الفكاك من هذا المكان بأسرع وسيلة وفي أقل وقت ممكن•

وظلت عملية التدافع قائمة على أوتوبيسات المطار التي تقل الركاب إلى ممر إقلاع الطائرات وعددنا يتناقص وعند الواحدة بعد منتصف الليل كان أكثر من 70 بالمائة من المصريين قد أقلتهم طائراتهم التي كانت في انتظارهم منذ الصباح، والباقى يركب تباعاً•

وقد تمكنت من ركوب الطائرة عند الواحدة من صباح الخميس، ولمشاكل في الطائرة ليس للسودانيين دخل بها لم تتمكن الطائرة من الطيران إلا فى الثامنة والنصف من صباح الخميس بعد أن دخلنا في شد وجذب ونقاشات حامية مع السودانيين حتى يتم حل المشكلة المعطلة للطيران، وعندما طرنا من السودان أيقنت كم كان السودان كريماً مع إخوانه المصريين وسمح لهم بالطيران بدون خاتم المغادرة اللازم لمغادرة أي راكب حتى لا يعطلهم ويسهل عملية نقلهم بسرعة أعتقد أنها كانت هائلة برغم كل شيء•

بقيت نقطة مهمة لابد من الإشارة لها تتعلق بأن السودان بالفعل أعطى الأولوية في الطيران للمصريين، وعندما ارتفعت بنا الطائرة عن الأرض وجدت الجماهير الجزائرية منزوية في ركن من المطار لم تغادر بعد في الوقت الذي انتهت تقريباً عملية سفر المصريين•

أما عن حديث الجسر الجوي الذي أُمر به من القاهرة فهو يدخل في باب المزايدات، فلم يكن هناك جسر جوي ولا يحزنون، والطائرات التى أقلتنا في رحلة الذهاب انتظرت وعادت بنا بعد المباراة•

وكان ملفتاً أن البعثة الطبية المصرية الموجودة في المطار ظلت تدور بين المسافرين وتعرض خدماتها علينا بحثاً عن مصابين فلم يجبها أحد، لقد كانت تتصرف بإلحاح من القاهرة التي كانت تتلقى البيانات الكاذبة على الهواء!

وكم كان بيان وزارة الصحة فاضحاً لأكاذيب المجزرة، مؤكداً أن عدد المصابين 21 مصاباً ليس بهم أى إصابة طعنية، بينما الصحف تتحدث عن قتلى وجرحى بالمئات•

وبالفعل هناك تساؤلات لم تجد إجابات شافية في ظل الجدل والدجل الذي ملأ الشاشات، فعلى الرغم من كل ما قيل عن أسلحة بيضاء وسكاكين لماذا لم تخطئ سكين واحدة وتدخل في بطن مشجع؟ أنا هنا لا أبرئ الجمهور الجزائري المعروف بعصبيته وتهوره في مباريات الكرة داخل بلاده وخارجها، ولا أنفي أو أؤكد خططهم للمباراة ولكني أقول إن هناك تهويلا جبارا لأمور بسيطة تحدث في عالم كرة القدم وما كان يجب أن تأخذ أكبر من حجمها• ويبقى أن أشير لأصوات تحدثت عن مؤامرة من أطراف داخل الجزائر أو من بعض أطراف عربية أو فرنسية تحدثت عن رغبة في إخراج مصر من سوق الاستثمار في الجزائر والقفز عليها، فإذا كان ذلك صحيحاً•• فلماذا تلقفت أطراف داخل مصر خيط المؤامرة وساعدت بقوة على نسجها والمساهمة بالدور الأكبر في إنجاح هذه المؤامرة؟ ورغم وصولي منهكاً من قلة النوم على مدار يومين، فإن النوم قد جافاني بعد وصولي لأيام بعد ما رأيت من مانشيتات الصحف وأكاذيب الفضائيات الفجة.
بقلم: صحفي مصري
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد ايوب
محمد ايوب
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 12-05-2007
  • المشاركات : 4,202
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • محمد ايوب is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد ايوب
محمد ايوب
شروقي
رد: الصحفي الذي غطى حربي العراق وأفغانستان عبد الحق صداح يروي شهادته عن مباراة ا
27-12-2009, 10:17 AM
كلام ابو الغيط كانه جاء من الغائط
ربي لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا."
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:52 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى