الحياة لن تتوقف في الجزائر إذا بقي السفير المصري في بلاده
06-02-2010, 12:06 PM
تطرق الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بعد قمة التحالف الأربعاء الماضي، إلى العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة وباريس وواشنطن، والإضرابات وانفلونزا الخنازير وكذا الفساد، معلنا عن ميلاد مرصد لمكافحته مارس المقبل· ذكر الأمين العام أن الإعلان عن معالجة ملفات الفساد بهذا الحجم وفي هذه الفترة بالذات ''لا يُعد مفاجأة بالنسبة إلينا، فبالرجوع إلى تعليمة رئيس الجمهورية وقبلها إلى الخطاب الذي ألقاه بمناسبة افتتاح السنة القضائية، تأتي هذه الملفات كتحصيل حاصل لما جاء في القرارات والخطابات التي قال بها الرئيس''· هذا، واعتبر أحمد أويحيى أن مكافحة الفساد تتطلب ظهور مثل هذه الملفات وملفات أخرى، مستغربا ما يبدو أنه يراه حساسية البعض من كل ذلك، وقال ''إن هذه القضية ليست أقل أهمية عن القضايا التي عالجتها دور العدالة والمتعلقة بالرشوة، حيث سبق وأن أكد وزير العدل أن مصالحه سجلت وعالجت ما لا يقل عن 4 آلاف قضية رشوة ما بين 2006 و2009 وهذا رقم مهم جدا''· أما عن بقاء الجهاز الحكومي دون موقف سياسي من القضايا، رد أويحيى ماذا تنتظرون منا أن نفعل·· العدالة تعمل ولن نشوش عليها''· وتلقى الوزير دائما في نفس الإطار سؤالا حول المسؤولية السياسية لهذه القضايا، فقال ''ما دامت العدالة لم تنطق بأحكامها لا يمكن أن نحمّل أي أحد المسؤولية السياسية''· كما أشار الوزير إلى أن مرصدا وطنيا ستكون له صلاحيات التحقيق والعقاب بإحالة ملفاته على القضاء، سيكون جاهزا للعمل قبل نهاية مارس المقبل، كما تحدث عن ''توظيف مستشارين قانونيين في الوزارات والهيئات العمومية الكبرى المتخصصة في قضايا الفساد تكون بمثابة هيئات استشارية ومشرفة على الصفقات العمومية، وهي آلية جديدة من شأنها أن تقلص هذا النوع من القضايا''· الحكومة ما زالت مريضة تنسيقيا والإضرابات محاولة لتبرير فشل سياسي· أما عن الأحداث النقابية والإضرابات، قال أحمد أويحيى، إن هناك جهات فشلت سياسيا وتريد أن تحول معركتها على الساحة النقابية· وأثار منشط الندوة عند تطرقه لقضية انفلونزا الخنازير مسألة التنسيق الحكومي، وقال معترفا ''لا يجب أن نخفي ضعفنا من حيث التبليغ، يجب أن نقر بضعف التبليغ ولا نغطي عنه''·وقال أيضا بأن الجزائر قلصت حصتها من 20 إلى 5 ملايين جرعة بالنظر إلى عزوف العديد من الفئات عن تلقي اللقاح· وأضاف ''هناك من الدول من اقتنت 130 جرعة ولم تلقح 3 ملايين''·· واسترسل ''إن الحكومة لن تتخذ أي قرار في هذا الملف دون استشارة لجنة الأطباء والخبراء المشكلة لهذا الصدد''·
حول العلاقة مع مصر، قال بأن السلطات الجزائرية لا ترى أي أزمة بينها وبين القاهرة، وقال بأن سفير الجزائر يزاول مهامه هناك بشكل عادي، وأنه حتى في حالة عدم عودة السفير المصري إلى الجزائر لن تتوقف الدنيا في الجزائر وستسير الأمور بشكل عادي جدا، أيضا·
وعما إذا كانت الجزائر طلبت اعتذارا من مصر لما صدر عنها من إساءة، ردّ ''الجزائر لم ولن تطلب ذلك، وحتى إذا كان اعتذارا من قبلهم، أرى أنه سيكون تافها''، ويضيف ''ما وقع مع مصر كان سياسيا وجماهيريا وعاطفيا، أي على العديد من المستويات، لذا كان يجب التصرف مع الأمر بمستويات مختلفة كذلك، لكننا لن نزايد أو نخسر علاقة تحت وقع الغضب·
أما عن واشنطن وإجراءات تفتيش الجزائريين، قال أويحيى لا ينبغي بأن ننسى بأن الاجحاف قادم من فرنسا كذلك، موضحا بأن زيارة كوشنير الأخيرة لم تُلغَ بطلب من الجزائر، ''فعلاقاتنا مع الحكومة الفرنسية ليست في أزمة، بل كل ما هنالك أنها نوعين عادية واستثنائية، أما العادية فهي تسير مائة بالمائة والاستثنائية نحن نعمل عليها ويحتاج ذلك إلى ظروف مهيأة''·
وعن واشنطن، قال أويحيى إن المعاملة بالمثل مبدأ في الدبلوماسية الجزائرية·







