تسجيل الدخول

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أتمنى السلامة والصحة للجميع ، الحياة ،الزمان ،الدنيا هي المحطة التي نعيشها قبل أن يأخذالله أمانة له في الأرض ليبدأالحساب بعدها . ويعيش كل فرد كما كتب الله له أن يعيش وكما ورد في الحديث الصحيح < إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات يكتب رزقه، واجله، وعمله، وشقي ام سعيد ..............> ويبدأمنذولادته في التأقلم مع محيطه العائلي والخارجي ،فيؤثر ويتأثر . فمن الناس من يعيش الرخاء منذ أن يفتح عينيه على هذا العالم ويجد نفسه في عائلة ذات جاه وحسب ونسب لأن المال وحده قدلا يحقق السعادة ،ومنهم من يفتح عينبه على الصعاب بكل انواعها سواء تعلق الأمر بالإستقرار المادي أو الإجتماعي ويبدأفي مكافحة هذا الواقع الصعب الذي يواجهه حتى يتجاوزه أو أن يقلل منه على الأقل فتصبح الدنيا في عينيه شيء هين وقد لا يستحق أن يحزن عليها ،في المقابل تجد غيره ممن يعيشون الحال الأفضل لا يعرفون معنى المعاناة لأنهم لا يعيشونها لكن لما يحل قضاء الله يصدمون فيه وتتهاوى الدنيا في وجههم فهم من كانو في الأعلى يصبحون أسفل كما قال الإمام الشافعي في ديوانه < إذاحل القضا ضاق الفضاء > في هذا الموضوع لكل واحد منا مثال عاشه أو رآه .وهنا أذكر قصة عمي عثمان وعائلته ،أذكر منزلهم الواسع الأرجاء المزين بتلك الحديقة الصغيرة بنخلها الباسق وشجرة البرتقال والعرعار التي ما زالت تذكرني بهم كلما نظرت إليها. كانو يعيشون < بحبوحة >على كل الأصعدة ،كان عمي عثمان لما يدخل البيت كأنه قائد عسكري من شدة قوته فترى النظام يعم المكان ولا أحد يجرؤ على التكلم أمامه . مرت ا لسنوات هكذا ،إلى ان قررو الرحيل إلى مكان آخر .......وما أصعب ذلك اليوم أذكرأنني غادرت المنزل حتى لاأحضر مراسيم الوداع ،إنتقلواإلى ذلك البيت الذي كان أجمل وأوسع ،وأرقى ،لكنه كان يفتقد لرائحة الأحباب والجيران ،لأنك عندما تتكلم عن الجيران في الصحراء تتكلم عن عائلة واحدة بكل معاني الكلمة . وسبحان الله في شهرهم الأول تورط عمي عثمان في قضية شاءت الظروف أن يكون فاعلا فيها ليقال من عمله ويدخل السجن، وتسرق سيارته وتذهب أمواله بين مكاتب المحامين والقضية مستمرة لأنها لأنها ليست سهلة . يخرج عمي عثمان بعد سنوات ليجد العالم من حوله إنقلب رأساعلى عقب ،تصاب إبنته بذلك المرض الذي لا أحب تسمته خبيثا لأنه قدروقضاء،وتمرض زوجته ويدخل هو الآخر في حال صحي مترد حتى أصبح اليوم لا يقوى الوقوف على رجليه ولم يكمل بعد الرابعة والخمسين . ماأردت أن أقوله من خلال موضوعي رغم خبرتي الصغيرة في الحياة انك لابد أن تؤمن تماما بأن الزمان متقلب مثلما يتعاقب الليل والنهار . يقول أبو تمام : مرت سنون بالسعود وبالهنا فكأنها من قصرها أيام . ثم انثنت أيام هجر بعدها فكأنها من طولها أعوام . ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام . ويقول مصطفى الحمام : علمتني الحياة ان لها طعمين مرا وسائغا معسولا . فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير والتبديلا . أيها الناس كلنا شاربا بالكأسين إن علقما وإن سلسبيلا . < للأمانة عنوان موضوعي هو بيت من قصيدة في الشعر الملحون لشاعر من المنطقة > أسأل الله لي ولكم السلامة في الدين والدنيا .

رُبَّ دهر بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه