الجمعيّة الخلدونيّة في ملتقاها الثامن.
01-03-2010, 02:21 PM
الجمعيّة الخلدونيّة في ملتقاها الثامن ( بسكرة عبر التاريخ )
وفي طبعة جديدة مزيدة ومنقحة تبعث أعلامها من أعماق التاريخ
ليشهدوا على النّاس ويشهد النّاس لهم.
كالعادة وفي الموعد المحدد ( 22/ 23 / 24 / ديسمبر / 2009 م)؛ جاء ملتقى الخلدونية الثامن ( بسكرة عبر التاريخ ) والذي خصّص هذا العام لأعلام بسكرة ، لاسيما المغمورين منهم والذين لم ينالوا كفاية من البحث والدّراسة، حضرت الخلدونية بطاقمها كاملا وحضر الجمهور الوفيّ وحضر المسؤولون في مقدّمة الركب وعلى رأسهم السيّد والي الولاية سعد أقوجيل ، وحضر ممثل السيّدة وزيرة الثقافة والاتصال ، وممثل السيّد وزير الشؤون الدينيّة.
وكان العرس بهيجا والتظاهرة شيّقة لتضيف إلى رصيد بسكرة ورصيد الجزائر؛ فعلا ثقافيّا مؤثرا يؤرخ للأمجاد ويؤسس على هرم التاريخ الأثيل ؛ مستقبلا متألقا بالعطاء والسموّ.
الجمعيّة الخلدونيّة للأبحاث والدّراسات التاريخيّة تبادر من جديد إلى تحريك الأجواء الثقافيّة وتصنع للمثقفين مؤدبة الفكر والتاريخ والمعرفة.
كان عنوان ملتقى هذا العام ( من أعلام بسكرة المغمورين ) ، وقد تداول على المنصّة حوالي 17 محاضرا من مختلف مدن الجزائر ، وبعضهم من تونس الشقيقة وكان الطرح عالي المستوى والنقاش عميقا وحادّا في بعض الأحيان.
كان لقاء اليوم الأوّل مميزا للغاية فقد دشنت به الجمعيّة الخلدونيّة قاعة سينما الأطلس في حلّتها الجديدة ، كما دشنت قاعة سينما الزعاطشة العام الماضي لتسجل بذلك حضورا ثقافيّا متعدد الأبعاد.
نهض بأعباء تسيير الجلسة الأولى الأستاذ الصحفي أحمد خوجة، مراسل إذاعة بسكرة الجهويّة ، فأعلن بداية الملتقى بالنشيد الوطني والذي أنشده الجمهور إنقاذا للموقف بسبب خلل الأجهزة الفنيّة.
بعد ذلك أعطيت الكلمة لممثل السيّدة وزيرة الثقافة والاتصال خليدة تومي، ليقرأ كلمة باسمها أبلغ من خلالها تحيات الوزيرة ودعمها وتشجيعها لأنشطة الجمعيّة الثقافيّة.
ثمّ تلاه السيّد والي الولاية معلنا عن افتتاح فعاليات الملتقى الثامن( من أعلام بسكرة المغمورين)، مشيرا إلى أهميّة تقليد التكريم الذي دأبت عليه الجمعيّة والذي خصص هذا العام للأستاذ لخضر بن التركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، عرفانا بما قدّمه للثقافة والفكر والفنّ.
كما رحب بالإخوة الأساتذة من تونس الذين جاؤوا للمشاركة في هذا الملتقى، كما قال السيّد الوالي أنّ ملتقى الخلدونيّة ( بسكرة عبر التاريخ ) أصبح من التقاليد الراسخة ، راجيا أن تسمح طبعة هذا العام بإلقاء مزيد من الأضواء على أعلام بسكرة الذين تجاوز ذكرهم وصيتهم مدى حدود الولاية.
كما نوّه بجهود الجمعيّة الخلدونيّة وكذلك تجاوب الأساتذة وتحملهم لعناء السفر وفراق الأهل للمساهمة بما تحمله ذاكرتهم من علم ومعرفة تساهم في ترسيخ الذاكرة الوطنيّة.
بعد ذلك تلاه الأستاذ معاش رضوان ممثل وزير الشؤون الدينيّة في كلمة باسم الوزير ، ومما جاء فيها:
لقد وفقت الجمعيّة الخلدونيّة في اختيار الموضوع والتوقيت ، إذ جاء متوافقا مع بداية سنة هجريّة جديدة ، ثمّ قدّم شكره لمسؤولي الولاية على هذه السنّة الحميدة في إحياء أعلام المنطقة ، الأمر الذي يعزز الوحدة الوطنية. كما قال أنّ منطقة بسكرة حافلة بأمجاد السيف والقلم، وإنّ الجزائر اليوم أكثر ما تكون ابتهاجا بحاضرها وتفاؤلا بمستقبلها، وإنّ هؤلاء العلماء الأعلام الذين تدرس حياتهم في هذا الملتقى عمقوا الأصالة الدينيّة والوطنيّة للجزائر بفضل ما أسسوا من مدارس علميّة رائدة ، فينبغي انتهاج نهجهم والسير على سبيلهم.
أحيلت الكلمة بعدها إلى الأستاذ فوزي مصمودي رئيس الجمعيّة الخلدونيّة ( مدير الملتقى ) ليلقي بكلمة الجمعيّة الخلدونيّة ، حيث رحبّ بالسيّد الوالي ساعد أقوجيل والسيّد ممثل وزيرة الثقافة والاتصال وممثل السيّد وزير الشؤون الدينيّة ، وكلّ المسؤولين والأساتذة والضيوف ورجال الإعلام. كما قدّم ترحيبا خاصا للأساتذة الضيوف من تونس عن الجمعيّة التونسيّة للبحوث والدّراسات التاريخيّة ، وهم الأساتذة:
- الدكتور فتحي القاسمي – الدكتور جمال الدّين دراويل – الأستاذ محجوب عون – الصحفي محمّد علي شتيوي – الشاعر خالد العقبي ( ذو الأصل الجزائريّ )؛ حفيد الشيخ محمّد الصغير بلحاج الخليفة الثالث للأمير عبد القادر على منطقة الزيبان.
كما قال أنّ هذا الملتقى ( بسكرة عبر التاريخ ) الذي تنظمه الجمعيّة الخلدونيّة كلّ عام ؛ أضحى علامة مضيئة في فضائنا الثقافيّ ، وذكر بالطبعات السبع السابقة للملتقى وأشار إلى أنّ هذا الملتقى خصص لدراسة كوكبة من أعلام الزيبان المغمورين تغطّي معظم تراب الولاية.
وأضاف قائلا: إنّ هؤلاء الأعلام تاج رؤوسنا ورمز عزتنا وكرامتنا وهم امتداد لأعلام الجزائر ، بدءا بالحضارة الأولى لمنطقة الطاسيلي ، واستعان بشهادة المؤرّخ الغربي توينبي التي قال فيها: ( إنّ الصحراء الجزائريّة كانت أرضا خصبة يعيش عليها صيّادون مهرة ..)
وأعلن الأستاذ فوزي مصمودي عن طبع ملتقى عقبة بن نافع في مجلد فاخر سيتمّ توزيعه على الحضور في جلسة الافتتاح هذه ( وذلك ما تمّ فعلا خلال أشغال جلسة الافتتاح ).
وأعلن أيضا تخصيص تكريم الجمعيّة هذا العام للأستاذ لخضر بن التركي ، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام ، هذه الشخصيّة العظيمة التي قدّمت للجزائر ثقافة وفكرا وإعلاما.
الكلمة الموالية كانت للدّكتور العربي الزبيري؛ وجاء فيها قوله :
( الإنسان يولد ثمّ يكبر ، لكنّه يكبر حقيقة بما يقدّمه للمجتمع ، فإن لم يقدّم شيئا للمجتمع يستحيل إلى شيء آخر أستحي أن أذكره ).
وعندما تناول الحديث عن الشخصيّة المكرّمة قال أنّه في هذا المقام يذكر مقولة أثرت عن الشيخ البشير الإبراهيمي عندما وقف على قبر الإمام عبد الحميد بن باديس يؤبنه فقال:
( كيف يمكن لهذا القبر أن يحوي بين جنبيه هذا الجبل بما قدّمه للعلم والتربية )، كذلك لا يمكن إحصاء ما قدّمه الزميل لخضر بن التركي ( المكرّم ) ، وإنّ مجهوداته تشكل تلك القطرات التي تحافظ على النسغ الثقافي الذي يعيش عليه المجتمع، وإنّ إنجازاته تذكرنا أننا مازلنا على قيد الحياة ..!
وتكلّم في جلسة الافتتاح أيضا الدكتور فتحي القاسمي ( من تونس )، وقدّم تحيات أهل تونس لأهل الجزائر ، وذكر بالعلاقات الوطيدة بين الشعبين وكذلك العلاقات الخاصّة بين الجمعيتين ؛ الجمعيّة التونيسيّة للبحوث والدّراسات والجمعيّة الخلدونيّة، كما اقترح ندوة تارخيّة مشتركة بين الجمعيتين. ودعا أيضا الأستاذ فوزي مصمودي إلى المنصّة لتسلّم جائزة الجمعيّة التونسيّة التكريميّة.
وقبل الشروع في مراسم التكريم تمّ عرض شريط وثائقي من إعداد الجمعيّة الخلدونيّة ومساهمة وزارة الثقافة ، حول أعلام بسكرة والزيبان، أعدّ مادته التاريخيّة الأستاذ فوزي مصمودي ، وصاغ نصّه الأستاذ الشاعر نصر الدّين صمودي، وأخرجه الأستاذ فتحي زبيري، وكانت مدّة الشريط حوالي 18 دقيقة.
ثمّ شرعت الجمعيّة الخلدونيّة وبإشراف السيّد الوالي في تكريم الأستاذ لخضر بن التركي، حيث قدّم له درع الخلدونية ولوحة فنيّة تمثل صورة المكرّم شكلت تقاسيمها أنامل الفنّان البارع ياسين مغناجي، كما قدّم له أيضا برنسا عربيّا أصيلا، وتعالت التصفيقات احتفاء بهذه الشخصيّة المعطاء. واعتلت بعد ذلك فرقة أنغام الزيبان المنصّة لتشنّف أذان السامعين بأنشودة (عاشت بلدي).
أشغال اليوم الثاني( 23/ 11 / ديسمبر / 2009 م ):
الجلسة الصباحيّة:
بدأت الجلسة الصباحيّة حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا، وأدار أشغالها الدكتور صالح مفقودة من جامعة بسكرة.
المحاضرة الأولى:
كانت المحاضرة الأولى للدكتور مولود عويمر ( جامعة الجزائر) وهي تحت عنوان ( الشيخ فرحات بن الدّراجي حياته وآثاره )، ولقد تميّز الدكتور مولود عويمر بمنهجيته العلميّة الدقيقة وطرحه الموضوعيّ الرصين. واستهلّ الدكتور عويمر محاضرته بنبذة موجزة عن حياة الشيخ فرحات بن الدّراجي( 1906 / 1951 م )، الذي لم يعمّر طويلا ومات عن عمر 47 عاما، وعرض بعد ذلك لنشاطه العلمي ونضاله مع جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ، وكتاباته في مجلّة الشهاب التي نشر فيها حوالي 30 مقالا هي جلّ تراثه الأدبيّ المكتوب.
المحاضرة الثانية:
جاء دور الدكتور كمال عجالي ( جامعة باتنة )، والمواظب عل حضور ملتقيات الجمعيّة ليلقي محاضرة بعنوان ( الشيخ عبد الحفيظ جلاّب البرجي العالم الأديب الشهيد)، وقال أنّ المعلومات عنه نادرة جدّا ثمّ ذكر نبذة عن أسرته ونشأته وتعليمه الأوّل ببلدته وانتقاله إلى الزاوية العثمانيّة بطولقة ، ليعرّج على اهتمامه بالأدب شعرا ونثرا ، وعضويته في جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ، ونشاطه الكشفي ومضايقة الاستعمار له ، ليتوج حياته المليئة بالأحداث والنشاط بانتمائه إلى الثورة التحريريّة المباركة واستشهاده في سبيل الدّين والوطن عام 1956 م.
المحاضرة الثالثة:
وكان فارسها الأستاذ محمّد قويدري ( المستشار بالمحكمة العليا ) ، وهي بعنوان ( الخليفة الحسن بن عزوز ) ليستهلها بقوله:
القرن التاسع عشر ظهر فيه رجل من رجال المقاومة الكبار هو الحسن بن عزوز ( الخليفة الأوّل للأمير عبد القادر) في بسكرة وهو ينتمي إلى الأسرة العزوزيّة؛ أسرة العلم والثقافة وقد أسس والده الزاوية العزوزيّة ، ثمّ عرض لمختلف مراحل حياته ابتداء بمولده سنة 1790 م مرورا بقيّادته للمقاومة في منطقة الزيبان تحت راية الأمير عبد القادر وانتهاء بسجنه لمدّة 26 شهرا في جزيرة سانت مارغريت ورجوعه منها إلى الجزائر ثم ّوفاته بعنّابة بعد أن أقام بها لمدّة ثلاث سنوات. تميّز الأستاذ محمّد قويدري في محاضرته كعادته بقوّة الحفظ والذاكرة الغزيرة التي تفيض بالمعلومات والتفاصيل الخفيّة.
المحاضرة الرّابعة:
هذه المحاضرة كان فارسها الأستاذ الهوّاري ملاّح من ( جامعة وهران ) ، وهي ( بعنوان الشاذلي المكي ونشاطه السيّاسي ) وافتتحها بقوله:
يطيب لي أن أبدأ بكلمة لأحد العلماء الجزائريين وهو الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله ( من مؤسسي جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ) التي قال فيها:
( منذ احتلّت فرنسا أرض الجزائر وهي تتضجر وتتبرم من شدّة المقاومة ). وأحال أيضا عل مذكرات السيّد حسين آيت أحمد التي جاء فيها:
" حين نزولي إلى القاهرة وجدت السيّد الشاذلي المكيّ " ، ثمّ تعرّض لمولده ونشأته ودراسته بالزيتونة مبعوثا من جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين ، وذكر أنّه كانت له صلات وثيقة بجمعيّة الشبّان المسلمين بمصر. وختم محاضرته بقوله:
لقد( تميّز بأنّه شخصيّة سياسيّة علميّة محنّكة ).
المحاضرة الخامسة:
اعتلى المنصّة الأستاذ فوزي مصمودي (رئيس الجمعيّة الخلدونيّة ومدير الملتقى) في محاضرة بعنوان ( الشيخ عبد الله بن مبروك عالما وأديبا )، وقدمه الأستاذ مفقودة بقوله: لقد تجاوز نشاط الجمعيّة الخلدونيّة نشاط الجمعيّة إلى نشاط المؤسسة، وأشار إلى نشاط الأستاذ فوزي مصمودي وعمله الدؤوب وكتبه التي أصدرها.
ليستهلّ الأستاذ فوزي مصمودي محاضرته قائلا:
نحن الآن أمام قامة سامقة رغم أنّها شخصيّة مغمورة ، قدّمت الكثير في مجال علم الفلك والرّيّاضيات والسيرة النبويّة ، لكنّها لم تدرس من قبل دراسة كافية ، وهو صاحب التآليف الجمّة في الفلك والريّاضيات والشعر ، لم يرد ذكره في الموسوعات المختلفة باستثناء إشارة سريعة للدكتور عبد الله ركيبي في بعض كتبه.
وذكر مولده الذي كان في 1889 م عام العظماء وحفظه للقرآن الكريم وتلقيه لمبادئ الدّين واللغة العربيّة في الزاوية العثمانيّة ثمّ ذهابه إلى الزيتونة وبعدها إلى الأزهر حيث نال شهادة العالميّة ، ليعود بعدها مدرّسا في الزاوية العثمانيّة، ومن طلبته الأستاذ سليمان الصيد رحمه الله الذي عرفه بتونس واعترف بتتلمذه عليه. وفي عام 1953 م هاجر الشيخ إلى المدينة المنوّرة للمجاورة بها والتفرغ للعبادة ، وتوفي هناك عام 1965م ودفن بمقبرة البقيع.
وبعد ذلك عرض لحياته الثقافيّة والفكريّة وأمثلة من شعره المنشور بجريدة النجاح.
بعد هذه المحاضرات الخمس فتح المجال للمناقشة بين الأساتذة والحضور، ومن أهم القضايا المثارة في هذا النّقاش قضيّة الصراع بين الزوايا الطرقيّة وجمعيّة العلماء، كما أثيرت بعض علامات استفهام حول علاقة الشيخ عبد الله بن مبروك بجمعيّة ، وكذلك علاقة الشيخ عبد الحفيظ الخنقي بسلاطين بني جلاب في توقرت وغيرها من القضايا الثقافيّة الهامّة.
الجلسة المسائيّة:
وكانت من تنشيط الدكتور مولود عويمر.
المحاضرة الأولى:
افتتح جلسات المساء الدكتور إبراهيم لونيسي بمحاضرة تحت عنوان (قراءة في مذكرات شبّاح مكي )، والتي حاول الأستاذ الدكتور من خلالها التعرّف على حياة المناضل السياسي والشخصيّة المثقفة ، شبّاح مكي ، الذي أسس الفرقة المسرحيّة " الكوكب التمثيلي الجزائري عام 1937 م " ، وكان مناضلا في الحزب الشيوعي الجزائريّ. وشارك في الدّفاع عن حرّية الجزائر من خلال ممارسة التمثيل المسرحي، ونشر الوعي الثقافي.
المحاضرة الثانية:
كانت المحاضرة الثانية للدكتور محمّد عبد الهادي ( فلسطيني ) عن ( الشيخ سليمان بكوش ) ، واستهلّها بقوله: ما علاقة الأخ الفلسطيني الغزاوي بغرداية ؟( إذ المترجم له من الإباضيّة ) ، ثمّ قال أنّه توجه إلى الإخوة الإباضيّة لإعداد بحثه ، فلقي كلّ العون والدّعم لاسيما من ابن الشخصيّة التي يحاضر عنها.
ولد الشيخ سليمان بكوش بغرداية عام 1930 م ودرس بها على يد الشيخ عدّون والشيخ أطفيش، وحفظ القرآن الكريم وعمره 13 سنة ، اتجه بعدها إلى ميدان التجارة حيث افتتح مكتبة ابن سينا بمدينة بسكرة، ثمّ درّس بمدرسة الوفاق ، ثمّ عاد إلى غرداية لينظم إلى حلقة العزابة ، كما عيّن في منصب مفتش على المدارس الحرّة. له نشاطات خيريّة وعلميّة متميّزة كما عمل في ميدان التمثيل دعما للثورة التحريريّة المباركة، توفي عام 1997 م.
المحاضرة الثالثة:
من جامعة أدرار تقدّم الأستاذ محمّد مرغيت بمحاضرة عنوانها (عمر البسكري)، حيث قال عنه: لم يكن من خريجي المدارس أو المعاهد المشهورة في زمنه، وذكر حياة عمر البسكري وتكوينه العلمي وجهوده الإصلاحيّة. وذكر مساهماته في الكتابة الصحفيّة في جرائد جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين.
المحاضرة الرّابعة:
هذه المحاضرة ألقاها الأستاذ نصر الدّين مصمودي ( مدير المركز الإسلامي الثقافي )، وكانت تحت عنوان ( فرحات بن سعيد الذوّادي )؛ خليفة الأمير عبد القادر بمنطقة الزيبان، وقد قال عنه أحمد باي " كان صاحب بارود وذراع، يكافئ في المعركة مئة رجل وحده ). ثمّ شرع الأستاذ نصر الدّين مصمودي في الحديث عن حياة فرحات بن سعيّد ؛ بشكل مفصّل ودقيق عّلق عليه الأستاذ مولود عويمر بقوله:
" قدّم لنا الأستاذ نصر الدّين مصمودي دراسة مجهريّة لتاريخ المنطقة )، طبعا من خلال عرضه لحياة فرحات بن سعيّد.
المحاضرة الخامسة:
كان الختام المسكي من طرف الأستاذ قادة سبع من معسكر في محاضرة بعنوان ( العلامة مولود الزريبي ) ، ليذكر نبذة عن حياته وتعلمه بالأزهر الشريف، ثمّ عودته إلى الزريبة الوادي الذي ضاقت به وعقليته الإصلاحيّة ؛ فذهب إلى الأوراس واستقرّ هناك، فلماضايقته فرنسا رحل الجزائر العاصمة.
أعقبت المحاضرات بمناقشات ثريّة.
أشغال اليوم الثالث:
الجلسة الصباحيّة:
أدار مجريات هذه الجلسة الدكتور جمال الدّين دراويل( تونس ): وفي بدايتها تحدّث عن العلاقة الثقافيّة والتاريخيّة المتينة بين الجزائر وتونس وجميع دول المغرب العربي.
المحاضرة الأولى:
كانت المحاضرة الأولى من نصيب الدكتور فتحي القاسمي ( جامعة تونس ) في محاضرة عن ( الأسرة العزوزيّة والشيخ مصطفى بن عزوز )، واستعان في محاضرته بدراسة قيّمة لجوليا كاتي عن الطرق الصوفيّة ذكرت فيها الشيخ مصطفى بن عزوز ، وقد عنونت تلك الدّراسة بـ ( البركة والبرود )، ثمّ تحدّث بإسهاب عن الأسرة العزوزيّة وحياة الشيخ مصطفى بن عزوز.
المحاضرة الثانيّة:
ألقاها الأستاذ رابح حمدي نيابة عن الدكتور الزبيري الذي تغيّب لأسباب طارئة وهي بعنوان ( الشيخ حسين عبّاس ) ، وقد بدأ المحاضرة بحديث عن الوضع الاجتماعي قبيل مولد الشيخ حسن عبّاس ثمّ عرّج على حياته من النشأة الأولى إلى حصوله على شهادة العالميّة وإلى أن استقرّ مدرّسا بمسجد بكار.
المحاضرة الثالثة:
ألقى هذه المحاضرة الأستاذ سعدي شخوم من ( جامعة سيدي بلعبّاس) وهي عن ( أثر التكوين العلمي للشيخ نعيم النعيمي في عمله الإصلاحي)، وأشار المحاضر إلى بعض الاضطرابات في ترجمته ، وقال أنّه بعد دراسته الابتدائيّة انتقل إلى الزيتونة ثمّ إلى بلاد الشام حيث استقرّ في حمص ، وتحدّث عن أهميّة الرّحلة بالنسبة لعلماء المغرب العربي والتي أصبحت تعادل الإجازة العلميّة. وقال أنّ الشيخ نعيم النعيمي أجيز في الموطأ وصحيح البخاري ومسلم، حفظا ودراية كما أنّ له إجازة في القراءات.
المحاضرة الرّابعة:
كانت هذه المحاضرة للأستاذة حريّة رزقي من ( جامعة جيجل ) عن ( الأديب الشيخ أحمد بن دياب )، والذي ذكرت عنه أنّه كان أديبا وشاعرا مصلحا، قضى نصف قرن في التعليم له كتاب مرآة الأدب وله برامج إذاعيّة.
المحاضرة الخامسة:
كانت هذه المحاضرة تحت عنوان ( عبد العليّ الأخضري ) قدّمها الأستاذ سليم كرام ( نائب رئيس الجمعيّة الخلدونيّة )، تحدّث عن حياة الشيخ علي الأخضري ونشأته العلميّة حيث ولد عام 1907 م ودرس بزاوية الشيخ عبد الرحمن الأخضري، واستقرّ مع والده بباتنة حيث عمل عون قضاء بمحكمتها. كما انتقل إلى قسنطينة وعمل في ميدان التدريس مع الشيخ عبد الحميد بن باديس، وأصبح في ما بعد مديرا للمعهد الكتاني، توفي على إثر عمليّة جراحيّة عام 1959 م.
الجلسة المسائيّة ( الختاميّة ):
أدار دفة هذه الجلسة الدكتور إبراهيم لونيسي.
المحاضرة الأولى:
قدّمها الأستاذ طارق ثابت من جامعة أمّ البواقي وكانت بعنوان ( محمّد الهادي السنوسي بين الشعر والنثر والصحافة )، قال عن الشيخ محمّد الهادي السنوسي أنّه من أعلام بسكرة المغمورين ، اشتغل بالتعليم الحرّ ، وأرسل واعظا إلى باريس من قبل جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين، وقد تميّز بتحوله من الفكر الطرقي إلى الفكر الإصلاحي.
المحاضرة الثانيّة والأخيرة:
كان مسك الختام في محاضرات الملتقى الثامن ( من أعلام بسكرة المغمورين ) ؛ محاضرة الأستاذ نصر الدّين وهابي ( جامعة الوادي ) وهي تحت عنوان ( عبد المجيد حبّة الرجل العالم وعقليّة العالم ) ، واستهلّ الأستاذ نصر الدّين وهابي محاضرته بقوله: هناك من هو مقلّ في التأليف فنفع الله به أكثر ما نفع بغيره من المكثرين ) ، مشيرا إلى الشيخ عبد المجيد حبّة الذي لم ينشر ولا كتابا واحدا في حياته ، لكنّ شهرته طبّقت الآفاق ، ثمّ تحدّث عن نسبه العربي العريق ، وتتلمذه على الشيخ الطيب العقبي ، ومشاركته في الثورة التحريريّة.
أعقبت المحاضرتان بمناقشة علميّة ثريّة ، ليفسح المجال بعد ذلك للتكريمات حيث وزعت هدايا وشهادات عل المحاضرين والمشاركين في الملتقى، ثمّ تمّ الاختتام بقراءة توصيّات الملتقى.

· السيّد الوالي كان دائما مواظبا على حضور ملتقيات الجمعيّة الخلدونيّة، فلما تأخر قليلا هذا العام ، قال أنّ سبب تأخيره هو حضوره لجنازة بعين التوتة.
· من اللقطات اللافتة في الملتقى دعوة الأستاذ فوزي مصمودي إلى جمع أعداد جريدة النجاح والعمل على طبعها على غرار جريدة البصائر التي طبعها لحبيب اللمسي بلبنان ، وذكر أنّ لحبيب اللمسي ظنّ أنّ جريدة البصائر توقفت في العدد 360 ، إلا أنّه تفاجأ بوجود العدد 361 عند الأستاذ فوزي مصمودي الذي أهدى له عددا كبيرا من نسخها الأصليّة.
· ألقى الشاعر طارق ثابت قصيدة رائعة حول فلسطين مما جاء فيها:
كن أيّ شيء زلزل الأوضاع
لغما رصاصا خنجرا مقلاعـا
· من نوادر الملتقى ما ذكره الأستاذ محمّد بن عاشور حول تسميّة ( القواسم الثلاث ) الذين درسوا معا وناضلوا معا، وكان كلّ واحد منهم علما من أعلام الجزائر؛ وهم مولود قاسم نايت بلقاسم ، الشهيد قاسم رزيق ، وقاسم زدّور.
· مما قاله الدكتور العربي الزبيري أثناء تكريم الأستاذ لخضر بن التركي:
" الديوان الوطني للثقافة نسخة وحيدة لا تتكرر ..ولكي تتكرر ينبغي أن نطبع
طبعة أخرى من لخضر بن التركي.