هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند الغضب
27-10-2007, 01:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى أله و صحبه أجمعين، أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قال العرجي :
وإذا غضبت فكن وقورا كاظما*** للغيظ تبصر ما تقول وتسمع
فكفى به شرفا تصبّر ساعة*** يرضى بها عنك الإله وتُرفع
جميعنا يعلم أن كل قول نقوله أو عمل نعمله أو أي قرار نأخذه تحت تأثير الغضب, تكون نتائجه وخيمة. فيأتي بعد ذلك الندم لكي يزرع المرارة و الحزن و اليأس في قلوبنا. فالغضب يعمي البصيرة و يجعلنا ضعفاء. لا ندرك الخطأ من الصواب.
أردت أن أنقل لكم بعضا من هدي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في الغضب, لأنه خير الهدى و خير القدوة, فقد كان أحسن الناس خلقا و ذلك في قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم ". فمن خلال هذه المواقف ندرك كيف كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتحكم في نفسه و يهذّبها و يصونها عن الإفراط و المغالاة.فإن كان الغضب جمرة في قلب ابن أدم, يطفئ نورالعقل ويعمي هديالبصيرة.فهو عند النبي صلى الله عليه وسلم قولٌ بالحق، وغيرةٌ على محارم الله، لا اعتداء فيه ولا غلوّ، ودافعه دوماً إنكار المنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل .
عن عائشة رضي الله عنها من حال النبي صلى الله عليه وسلم، حين قالت : " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل " رواه مسلم .
ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الغضب تكشف لنا عن دقّة وصف عائشة رضي الله عنها ، فمن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد رضي الله عنه حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب غضباً شديداً، وقال له :" أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا " حتى قال أسامة رضي الله عنه : " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ " رواه مسلم .
وفي أحد أسواق المدينة وقع خلافٌ بين صحابي وأحد تجّار اليهود، فقال اليهوديّ : " والذي اصطفى موسى على البشر "، فلطمه رجل من الأنصار وقال له : " تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ "، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي ما أصابه، فغضب عليه الصلاة والسلام وقال : " لا تفضلوا بين أنبياء الله " متفق عليه .
و شكا إليه رجلٌ من إطالة الإمام في صلاته ومشقته على المصلّين، فغضب صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال : " يا أيها الناس، إن منكم منفّرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة " متفق عليه .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه و النبي صلى الله عليه و سلم جالس, فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يعجبه و يبتسم, فلما أكثر في الكلام, رد عليه أبي بكر بعض قوله, فغضب النبي صلى الله عليه و سلم و قام, فلحقه أبو بكر, فقال يا رسول الله, كان يشتمني و أنت جالس, فلما رددت عليه بعض قوله غضبت و قمت؟! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إنه كان معك ملك يرد عنك, فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان "
ثم قال " يا أبا بكر, ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فبغض عنها لله عز و جل, إلا أعز الله بنصره, و ما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة, إلا زاده الله بها كثرة, و ما فتح باب مسألة يريد بها كثرة, إلا زاده الله عز و جل بها قلة ".
أسأل الله أن يوفقنا في سعينا و أنيتقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم, إنه سميع مجيب.
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قال العرجي :
وإذا غضبت فكن وقورا كاظما*** للغيظ تبصر ما تقول وتسمع
فكفى به شرفا تصبّر ساعة*** يرضى بها عنك الإله وتُرفع
جميعنا يعلم أن كل قول نقوله أو عمل نعمله أو أي قرار نأخذه تحت تأثير الغضب, تكون نتائجه وخيمة. فيأتي بعد ذلك الندم لكي يزرع المرارة و الحزن و اليأس في قلوبنا. فالغضب يعمي البصيرة و يجعلنا ضعفاء. لا ندرك الخطأ من الصواب.
أردت أن أنقل لكم بعضا من هدي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في الغضب, لأنه خير الهدى و خير القدوة, فقد كان أحسن الناس خلقا و ذلك في قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم ". فمن خلال هذه المواقف ندرك كيف كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتحكم في نفسه و يهذّبها و يصونها عن الإفراط و المغالاة.فإن كان الغضب جمرة في قلب ابن أدم, يطفئ نورالعقل ويعمي هديالبصيرة.فهو عند النبي صلى الله عليه وسلم قولٌ بالحق، وغيرةٌ على محارم الله، لا اعتداء فيه ولا غلوّ، ودافعه دوماً إنكار المنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل .
عن عائشة رضي الله عنها من حال النبي صلى الله عليه وسلم، حين قالت : " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل " رواه مسلم .
ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الغضب تكشف لنا عن دقّة وصف عائشة رضي الله عنها ، فمن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد رضي الله عنه حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب غضباً شديداً، وقال له :" أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا " حتى قال أسامة رضي الله عنه : " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ " رواه مسلم .
وفي أحد أسواق المدينة وقع خلافٌ بين صحابي وأحد تجّار اليهود، فقال اليهوديّ : " والذي اصطفى موسى على البشر "، فلطمه رجل من الأنصار وقال له : " تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ "، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي ما أصابه، فغضب عليه الصلاة والسلام وقال : " لا تفضلوا بين أنبياء الله " متفق عليه .
و شكا إليه رجلٌ من إطالة الإمام في صلاته ومشقته على المصلّين، فغضب صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال : " يا أيها الناس، إن منكم منفّرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة " متفق عليه .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه و النبي صلى الله عليه و سلم جالس, فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يعجبه و يبتسم, فلما أكثر في الكلام, رد عليه أبي بكر بعض قوله, فغضب النبي صلى الله عليه و سلم و قام, فلحقه أبو بكر, فقال يا رسول الله, كان يشتمني و أنت جالس, فلما رددت عليه بعض قوله غضبت و قمت؟! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إنه كان معك ملك يرد عنك, فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان "
ثم قال " يا أبا بكر, ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فبغض عنها لله عز و جل, إلا أعز الله بنصره, و ما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة, إلا زاده الله بها كثرة, و ما فتح باب مسألة يريد بها كثرة, إلا زاده الله عز و جل بها قلة ".
كان الرسول صلى الله عليه وسلم عند عائشة في يوم من الأيام، فأرسلت إحدى زوجاته، رضي الله عنهن جميعا، طعاما للرسول صلى الله عليه وسلم قد أصلحته بصحفة مع جارية لها، فلما جاءت بالطعام والرسول عند عائشة، أخذت الغيرة عائشة رضي الله عنها، تأتي بطعام واليوم يومها والرسول عندها ، فقامت عائشة وأخذت الصحفة وكسرتها وانتثر الطعام، فقام صلى الله عليه وسلم يجمع ما انتثر من الطعام ويقول: غارت أمكم، غارت أمكم، وهو يبتسم صلى الله عليه وسلم· وأخذ صحفة جديدة وأرسلها إلى أم المؤمنين بدل ما كسر·
هذا هو خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا هو الخلق·أسأل الله أن يوفقنا في سعينا و أنيتقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم, إنه سميع مجيب.
من مواضيعي
0 الرضا ثراء بلا حدود
0 الرضا ثراء بلا حدود
0 الرضا ثراء بلا حدود
0 المقلاة الصغيرة و السمكة الكبيرة
0 هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند الغضب
0 أدعية شهر رمضان المبارك
0 الرضا ثراء بلا حدود
0 الرضا ثراء بلا حدود
0 المقلاة الصغيرة و السمكة الكبيرة
0 هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند الغضب
0 أدعية شهر رمضان المبارك







