كفانا عاطفة وكفانا ''سوسيال''
05-03-2010, 06:34 AM
كفانا عاطفة وكفانا ''سوسيال''
رغم اقتراب موعد المونديال، إلا أن أداء المنتخب الوطني، أول أمس، في مباراته الودية أمام صربيا لا يوحي إطلاقا أن منتخبنا سيشارك بعد ثلاثة أشهر من الآن في أكبر تظاهرة عالمية كروية، والأكثـر من هذا ظهرت تشكيلة المدرب الوطني رابح سعدان بوجه لا يعكس الأموال الخيالية التي تصرفها الخزينة العمومية من أجل تحسين صورة منتخب انهار في ميدانه وأمام أعين أكثـر من 70 ألف متفرج باتوا للعراء ودون أكل إلا لرؤية رفاق زياني ينهزمون أداء ونتيجة.
لم يجد المدرب الوطني رابح سعدان بعد المباراة الكارثية في أرضية هي الأخرى كارثية، وسيلة لتبرير مهزلة لاعبيه، إلا بالقول للصحافة الوطنية ''لا يجب أن ننسى أننا واجهنا منتخبا كبيرا اسمه صربيا، فهو منتخب متأهل للمونديال ويملك لاعبين كبارا''.. صحيح منتخب صربيا لا يستهان به، لكن أن ننهزم أمامه بنتيجة ثقيلة وبأداء باهت، فهذا أمر لم يتجرّعه حتى المناصر البسيط الذي تأكد مرة أخرى أننا لا نملك خط دفاع يليق بمنتخب سيشارك في أكبر محفل كروي عالمي (تلقينا 13 هدفا خلال المقابلات السبع الأخيرة)، كما أننا لا نملك خط هجوم بمقدوره اختراق الخطوط الدفاعية للمنتخبات المنافسة في المجموعة الثالثة بجنوب إفريقيا، بدليل أنه في المواجهات السبع الأخيرة وصلنا إلى شباك منافسينا أربع مرات فقط، وهو ما يوحي العقم الهجومي الذي بات يلازم الخضر.
أما في وسط الميدان فقد أبدع سعدان، حسب مختلف التقنين الذين اتصلنا بهم والذين رفضوا الكشف عن هويتهم حتى لا يلقوا نفس مصير مدرب وفاق سطيف زكري الذي مثل مؤخرا أمام لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية، بسبب انتقاده للطاقم الفني الوطني، عندما أقحم ثلاثة لاعبين في الوسط الدفاعي ويتعلق الأمر بيبدة ومنصوري ولحسن، وهو الثلاثي الذي تقيّد نشاطه في الميدان أمام صربيا بحكم صغر المسافة التي ينشط فيها.
في هذا المقام لسنا بصدد التشكيك في قدرات ''الشيخ'' الذي يبقى فضله علينا كبيرا وكبيرا، إذ يكفيه فخرا أن اسمه اقترن بإنجازات الكرة الجزائرية، لكن كفانا من العاطفة التي تجعلنا نقحم ثلاثة لاعبين في نفس المركز لإرضاء رغبات فلان وخوفا من رد فعل فلان وتجنبا لحساسية هذا وذاك، فالمنتخب الجزائري ملك لكل جزائري مهما كان انتماؤه وليس تحت رحمة كتلة أو لاعب مهما كان وزنه.. فكفانا من الـ''سوسيال'' الذي يجعلنا ندرج لاعبين أثبتوا في فرقهم المحلية أن مستواهم محدود.. كفانا من الـ''سوسيال'' الذي يرغمنا على غض البصر عن لاعبين محترفين سطع نجمهم وأثبتوا قدراتهم في فرقهم، لكن حتى لا نغضب فلان أو علان، فإننا نحرم المنتخب من الاستفادة من خدماتهم، في الوقت الذي نحن بحاجة إلى كل دم جديد بمقدوره تجنيبنا كلام الحساد.. وكم هم كثيرون..
هدفنا ليس انتقاد المنتخب ولا حتى المدرب الوطني بسبب هزيمة في مباراة ودية ليس إلا، لكن هدفنا أن يضع كل عضو في المنتخب الوطني نصب أعينه أن هذا المنتخب هو ملك للجميع ولنا الحق أن نخاف عليه قبل فوات الأوان.