النوم الصاخب
06-04-2010, 06:48 PM





منذ قديم الزمان، كان الشخير دليلا على نوم عميق وصحة جيدة ولا يزال حتى الآن في مجتمعاتنا العربية، موضوع سخرية ألفنا التعايش معه وقلما نبحث على التغلب عليه. أما الآن فقد بدأ تصحيح هذا التصور الخاطئ حيث أن الكثير من المراكز الطبية انكبت على البحث عن حلول لهذه المعضلة والوقوف على عديد من الأسباب والتأثيرات الجانبية.
يصيب الشخير 20% من مجموع الساكنة. ويصيب الرجال أكثر من النساء قبل سن اليأس بحيث نجده عند %4 من الرجال و2% من النساء ما بين 30 و 60 سنة، وتتساوى النسب عند الرجل والمرأة بعد انقطاع الطمث. كما نجده عند الأطفال أيضا.


ماهو الشخير وكيف يحدث ؟

في حالة اليقظة، يكون الحلق مفتوحا لأن عضلاته تكون مشدودة فتسهل بذلك عملية التنفس وتسمح بدخول الهواء بدون انزعاج.
أثناء النوم يقع استرخاء في عضلات الحلق مما ينتج عنه انسداد غير طبيعي في مجرى التنفس، وحتى يمر الهواء أثناء الشهيق، يهتز الحلق واللهاة واللسان فيصدر صوت الشخير.

قد يكون الشخير صوتا هادئا يسمى الغطيط أو صوتا متوسطا ويسمى الشخير الاعتيادي أو صوتا عاليا يشبه الحشرجة.

علو الصوت ليس دليلا على خطورة الشخير. ولكن التوقف عن التنفس نتيجة الانسداد الكامل لمجرى الهواء هو السبب من تحول الشخير إلى حالة مرضية خطيرة تسمى مرض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. (Apnée du sommeil)


ما هي الأسباب ؟

للشخير أسباب متعددة تختلف حسب الفئة العمرية

عند الأطفال :

• العيوب الخلقية خاصة المتعلقة بالوجه والعنق

الفك راجع للخلف
تضخم اللهاة أو قاعدة اللسان
صغر في الحنك (Palais )

• تضخم الغدانيات = اللحمية أو لوزتا البلعوم الأنفي (végétations )
• تضخم لوزتا البلعوم الفموي (angines )

عند الكبار :
• انحرافات الحاجر الأنفي
• العيوب الخلقية منذ الصغر
• التهابات الأغشية المخاطية لتجاويف الأنف والحلق
• التدخين
• حساسية الأنف
• أورام الأنف والبلعوم الأنفي والفموي
• زيادة الوزن وفرط في السمنة
• تناول بعض الأدوية المهدئة
• كثرة الأكل قبل النوم
• النوم على الظهر
• الشيخوخة


ما هي الأضرار؟

قد لا يسبب الشخير في كثير من الحالات أضرارا صحية. لكن عندما يكون الانسداد في المجرى الهوائي كاملا أو جزئيا يؤدي إلى ضعف وصول الهواء إلى الرئتين وبالتالي نقص في تزويد الدماغ بالأكسجين الكافي مما ينتج عنه:

• استيقاظ عدة مرات طوال الليل جراء الاختناق

• كثرة التبول في الليل

• عدم الشعور بالراحة والارتخاء والاكتفاء من النوم

• إحساس بالخمول

• صعوبة في التركيز

• الرغبة في النوم طول النهار مما يسبب خطرا عند السائق

• آلام في الرأس عند الاستيقاظ.

عند حدوث هذه الأعراض يدق ناقوس الخطر ويصبح من الضروري استشارة الطبيب المختص.
في بعض الحالات الخاصة قد يتسبب هذا الشخير في وقوع مشاكل أخرى كارتفاع الضغط وأمراض القلب وكذلك الضعف الجنسي.
أضف إلى ذلك الأضرار الاجتماعية التي يسببها الشخير خاصة عند الأزواج عندما يضطر أحدهما إلى مغادرة غرفة النوم.


من أستشير ؟

أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة
تتم المقابلة بحضور الشخص الذي يشخر ومن يعيش معه في غرفة واحدة، ومن خلال الإجابة على مجموعة من التساؤلات يتم تقييم الحالة وتصنيف المريض ويقوم الطبيب بفحص سريري كامل يتم فيه استعمال آلة خاصة تسمى المنظار المرئي (nosofiboscope) لإلقاء نظرة على الحلق واللهاة والحنك الرخو واللسان.
كما يمكن عرض المريض على أخصائي الأمراض التنفسية أو بعض المراكز الخاصة بالنوم لإجراء تخطيط يتم من خلاله معرفة مدى التأثير الجانبي للشخير على التنفس أثناء النوم (polysomnographie) كما تتم الاستعانة حسب الحالات بطبيب التغذية أو أمراض القلب.


والعلاج ؟

تختلف الأساليب العلاجية حسب الحالات والأسباب التي ينجم عنها الشخير، فمنها ما يستدعي الجراحة ومنها ما يمكن تصحيحه بالعلاج الميكانيكي وتبقى الوسائل الوقائية مفيدة في كل الحالات.

نصائح وقائية

• تقليص الوزن إذا كان الإنسان بدينا

• الإقلاع عن التدخين لأنه يسبب التهابات في الحلق

• تقليل من المهدئات وأخذها قبل النوم

• النوم على الجانب

• تناول وجبات خفيفة قبل النوم

• استعمال وسادة خاصة تكون فيها الرقبة في وضع جيد ليسهل التنفس

• جعل السرير مائل 30 درجة لتخفيف من تأثير الجاذبية على الحلق

• محاولة التدرب على التنفس من الأنف عوض التنفس من الفم.


العلاج الجراحي

يهدف إلى إزالة الحواجز العضوية لمرور الهواء

• تقويم اعوجاج الجدار الأنفي

• استئصال اللحمية أو اللوزتان في حال تورمهما

• تقويم سقف الحلق إذا كان هناك مشكل الحنك الرخوي (palais mou) إما بالجراحة وإما باستعمال الليزر أو إبرة دقيقة محماة (radiofréquence)



العلاج الميكانيكي

أدوات تستعمل كل ليلة لتسهيل مرور الهواء

• تقنية الأغطية الأنفية : تقنية يتم بها إرسال الهواء تحت ضغط مستمر عبر المجاري الهوائية للأنف عن طريق ارتداء قناع متصل بآلة للحفاظ على الحلق مفتوحا بالليل.

• موسعات لفتحتا الأنف : شرائط توضع فوق الأنف لتوسيع الفتحة.

• أجهزة خاصة بالفك مصنوعة من بلاستيك توضع في الفم أثناء النوم لتجعله متقدما إلى الأمام ويسمح بمرور الهواء.

تبقى هذه الحلول نسبية وتختلف من حالة إلى أخرى لأن الأسباب قد تكون متعددة ومتداخلة فيما بينها.



ختاما

جعل الله الليل لنا سكنا ننام فيه لتستريح فيه الأعضاء ويتجدد النشاط ولكن الشخير يعكر أحيانا صفو هذا السكون ويحول النوم لدى الشخص ومن يشاركه الغرفة لمعاناة حقيقية لذا ينبغي معالجته بشتى الوسائل. وتبقى الوقاية خير علاج.