المصريون يساندون اعداء العرب
14-06-2010, 06:58 PM
سلامتها أم حـسـن!
قرأت قبل أيام من انطلاق عـرس الكرة العالمي في جنوب إفريقيا خبراً صغيراً في إحدى جرائد الفتنة والعار الصغيرة في أم الدنيا، يقول نصفـه الأول: إن حـسن شحاتة ناشـد رئيس مصر أن لا يلبي دعوة زوما، ولا يحضـر افتتاحية المونديال في جنوب إفريقيا....
ليس لأنه مهددٌ ـ كجاره وأخيه البشير ـ بالقبض عليه بتهمة التخطيط لتأسيس أسرة فرعونية جديدة في مصر تتنافى مع مبادئ الديمقراطية والتداول على السلطة في العالم الجديد المتحضر، ولكن حتى لا يشاهد المباريات التي يخوضها منتخب الجزائر فـيـفسـد ذوقه الكروي ـ كما قال ـ وتختلط عليه قواعد الرياضة بقوانين الغاب!
هذا النصف لا يهمنا هنا، لأننا أولاً: لسنا معنيين بالذوق الفاسد ولا بقوانين الغاب.. ففساد الذوق بدأ من مصر وإليها يعود ومنها سيخرج تارة أخرى، وقوانين الغاب تجسدت في أصـلها المصري الخالـص يوم استقـبل المصريـون بتغطية أمنية كاملة ضيوفـهم بالطوب والحجارة.. ولأننا ثانياً: نعتبر أن هذا النصف من الخبر يتعلق بشأنٍ مصري داخلي محـض، وفي قناعاتنا الراسخة في الجزائر من غابر الأزمان مبدأ ينص على احـترام الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
غير أنني تمنيت في نفسي ـ والنفس أمارة بالخير أحياناً ـ لو أن هذا الـشحاتـة يملك حداً أدنى من الذوق "بالاستعمال المصري للزوء"، إذن لطلب من رئيسه أن يقاطع المونديال تضامناً مع جاره الأقرب وأخيه الشقيق عـمر حـسن البشير، باعتبار أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يلح في الوصية على حق، قـدر ما ألح في الوصية بحق الجار على جاره، خصوصاً وأن المضيف زوما صرح هنا في الجزائر أنه لن يلتزم بضمان أمن ضيفه فحسب، بل لوح أيضاً بإلقاء القبض عليه قبل أن يخرج من الطائرة، وهي سابقة في تاريخ البشرية والإنسانية لم نر لها مثيلاً، حيث لا يمكن أن تتخيل أن يوجه لك شخصٌ دعوة استضافة، ثم يهددك بالقبض عليك وإيداعك السجن إن تجرأت ولبيت دعوتـه الكريمـة!
ولذلك، فإن النصف الأول من الخبر الصغير لا يهمنا ولا يستحق أن نعلق عليه لثبوت تفاهته وتفاهة صاحبه بالدليل والبرهان.. ما يهمنا هنا هو النصف الثاني من نفس الخبر، لأنه مقطع مكرر من أغنية مصرية مللنـاها، خلاصتـه أن مصر هي أم الدنيا التي أنجبت 80 مليون مصري، وأنها بهذا المنطق أولى من الجزائر في التأهل للمونديال وتمثيل العرب.. ومن حقنا، كأي مستمع لأية أسطوانة مكررة، أن نطالب بوقف أغنيةٍ مملةٍ تزعج أذن الفرد، وتـفسـد الذوق العام!
أنا أدرك سلفاً أن هذه الأغنية ستتكرر رغم أنوفنا وآذاننا في الأيام القليلة المقبلة، وستستأنـف أبواق الخزي والعار حملتـها المسعورة على الجزائر بعد انتهاء أول مقابلة يخوضها الفريق الوطني، ومن غير المستبعـد أن تـجند الجماهير المصرية المبرمجة آلياً للخروج إلى الشارع في مظاهرات التشفي، وهي التي خـرُست ألسنتها غداة عدوان الكيان الصهيوني الإرهابي على أسطول الحرية، وهي التي قـمعت قبل ذلك عندما حاولت التظاهر احتجاجاً على بناء الجدار الفولاذي الآثم ضد غزة، وهي التي كـممت أفواهـها بعد مقتل المواطنة مروى الشربيني في حـرم محكمة ألمانية، وهي التي قـيدت أرجلها حين حاولت أن تسير في ركـب البرادعي عندما تخيل أن يدخل مصر إن شاء الله آمناً محمولاً على الأكتاف... هذه الجماهير المغلوبة على أمرها، المسطولة بالكركدي واليانسون وعرق السوس و"هل رأى الحب سكارى مثلنا"، أصبح خروجها للشارع مبرمجاً آلياً على إحدى حالتين لا ثالث لهما: حالة الهجوم في كرة القدم، وحالة الدفـاع عن التوريث، وعـطـلـت ـ إلـى إشعارٍ آخر ـ حالة هجومها على ظالميها وقاهريها، وحالة الدفاع عن شرفها ومقدساتها!
لقد كشفت الحالة المرضية لهذه الجماهير التي تـفاخـر بـ 80 مليون كغـثاء السيل أن مصر المتنبي ما زالت تعاني من مصر كافور، ومصر عبد الناصر ما تزال تئن تحت وطأة مصر السادات، ومصر العيون البهية، أم طرحة وجلابيه، اللي الزمن شاب وهي شابة، واللي الزمن رايح وهي جايـه، مصر التي راودها أحمد فؤاد نجم عن نفسها فقالت له: هيـت لك، وغنى لها الشيخ إمام فكشفت عن ساقها ورقصت حتى الصباح، مصر هذه، هـوت إلى الأبد في بـركـة شعبان عبد الرحيم الملوثـة عندما وصفـنا بعديمي الأصول في أغنيته: معليش يا جزائر، وسقطت في تـرعة المخنث حكيم المتعفنة الذي تجرأ فشتم بلد المليون شهيد وسماه بلد المليون لقيط.. ولا تستفزوني حتى لا أسمي الأشـياء بمسمياتها، وأجـهـر كأي مظلوم بالسوء من القول.
مصر هذه، لم يعـد يشرفها أبداً أن يرتبط اسمها بالدنيا بعد أن انصرف اهتمام أبنائها عـن الكرة الأرضية التي يدعون أمومتـها إلى الاهتمام بكرة القدم التي لا تُـعرف لها أم ولا اعترف بنسبـها أبٌ، ولا تفيد وثائق الحالة المدنية في كل بلديات العالم أن لها أصلٌ أو فصلٌ.. والأدهى من هذا كله أن أبناءها العاقين اختصروا هموم أم الدنيا في ضرورة توريث الحكم ونقل مومياء مصر القديمة إلى مصر الجديدة.. أما الأدهــى والأمـر معاً، فـهـو أن أبـناء »مصر الجديدة« المشار لمواصفاتها أعلاه، استبدلوا نسـبهم العريق الذي تجري فيه دماء العروبة والإسلام المتدفقة من أيام عمـرو بن العاص، بالنسـب الفرعوني المحـنـط الذي جـفـت فيه الدمـاء منذ آلاف السنين!
لقد حفـل تاريخها أثناء حكم الفراعنة، وفي فترة حـكم كافور، وخلال دولة المماليك، وأثناء سرقة السادات لنهر النيل وتحويل مجراه إلى إسرائيل، بالكثير من المضحكات التي لا تشبه إلا البكاء على رأي المتنبي الذي قال قبل ألف عام:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضـحـكٌ كالبـكــا
غير أن المضحكة الكبرى أن تستقيل مصر من أمومة الدنيا التي يتشدق بها أبناؤها العاقون، وتتحول إلى أمومة حسن شحاتة!
لك الله يا مصر التي عشقنا وأحببنا أيام عبد الناصر، لك الله يا مصر التي حـزنا وبكينا في نكسة 67، لك الله يا مصـر التي سمعــنا وأطـعـنا في حرب 73، يا مصر التاريخ والجغرافيا والحضارة الزاهية لك الله، قبل أن تتنازلي عن أمومة الدنيا إلى أمومة ابناء سوزان جمال مبارك وثامر أمين وعمرو أديب، وسلامتها أم حسن شحاتة وأمثاله!
قرأت قبل أيام من انطلاق عـرس الكرة العالمي في جنوب إفريقيا خبراً صغيراً في إحدى جرائد الفتنة والعار الصغيرة في أم الدنيا، يقول نصفـه الأول: إن حـسن شحاتة ناشـد رئيس مصر أن لا يلبي دعوة زوما، ولا يحضـر افتتاحية المونديال في جنوب إفريقيا....
ليس لأنه مهددٌ ـ كجاره وأخيه البشير ـ بالقبض عليه بتهمة التخطيط لتأسيس أسرة فرعونية جديدة في مصر تتنافى مع مبادئ الديمقراطية والتداول على السلطة في العالم الجديد المتحضر، ولكن حتى لا يشاهد المباريات التي يخوضها منتخب الجزائر فـيـفسـد ذوقه الكروي ـ كما قال ـ وتختلط عليه قواعد الرياضة بقوانين الغاب!
هذا النصف لا يهمنا هنا، لأننا أولاً: لسنا معنيين بالذوق الفاسد ولا بقوانين الغاب.. ففساد الذوق بدأ من مصر وإليها يعود ومنها سيخرج تارة أخرى، وقوانين الغاب تجسدت في أصـلها المصري الخالـص يوم استقـبل المصريـون بتغطية أمنية كاملة ضيوفـهم بالطوب والحجارة.. ولأننا ثانياً: نعتبر أن هذا النصف من الخبر يتعلق بشأنٍ مصري داخلي محـض، وفي قناعاتنا الراسخة في الجزائر من غابر الأزمان مبدأ ينص على احـترام الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
غير أنني تمنيت في نفسي ـ والنفس أمارة بالخير أحياناً ـ لو أن هذا الـشحاتـة يملك حداً أدنى من الذوق "بالاستعمال المصري للزوء"، إذن لطلب من رئيسه أن يقاطع المونديال تضامناً مع جاره الأقرب وأخيه الشقيق عـمر حـسن البشير، باعتبار أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يلح في الوصية على حق، قـدر ما ألح في الوصية بحق الجار على جاره، خصوصاً وأن المضيف زوما صرح هنا في الجزائر أنه لن يلتزم بضمان أمن ضيفه فحسب، بل لوح أيضاً بإلقاء القبض عليه قبل أن يخرج من الطائرة، وهي سابقة في تاريخ البشرية والإنسانية لم نر لها مثيلاً، حيث لا يمكن أن تتخيل أن يوجه لك شخصٌ دعوة استضافة، ثم يهددك بالقبض عليك وإيداعك السجن إن تجرأت ولبيت دعوتـه الكريمـة!
ولذلك، فإن النصف الأول من الخبر الصغير لا يهمنا ولا يستحق أن نعلق عليه لثبوت تفاهته وتفاهة صاحبه بالدليل والبرهان.. ما يهمنا هنا هو النصف الثاني من نفس الخبر، لأنه مقطع مكرر من أغنية مصرية مللنـاها، خلاصتـه أن مصر هي أم الدنيا التي أنجبت 80 مليون مصري، وأنها بهذا المنطق أولى من الجزائر في التأهل للمونديال وتمثيل العرب.. ومن حقنا، كأي مستمع لأية أسطوانة مكررة، أن نطالب بوقف أغنيةٍ مملةٍ تزعج أذن الفرد، وتـفسـد الذوق العام!
أنا أدرك سلفاً أن هذه الأغنية ستتكرر رغم أنوفنا وآذاننا في الأيام القليلة المقبلة، وستستأنـف أبواق الخزي والعار حملتـها المسعورة على الجزائر بعد انتهاء أول مقابلة يخوضها الفريق الوطني، ومن غير المستبعـد أن تـجند الجماهير المصرية المبرمجة آلياً للخروج إلى الشارع في مظاهرات التشفي، وهي التي خـرُست ألسنتها غداة عدوان الكيان الصهيوني الإرهابي على أسطول الحرية، وهي التي قـمعت قبل ذلك عندما حاولت التظاهر احتجاجاً على بناء الجدار الفولاذي الآثم ضد غزة، وهي التي كـممت أفواهـها بعد مقتل المواطنة مروى الشربيني في حـرم محكمة ألمانية، وهي التي قـيدت أرجلها حين حاولت أن تسير في ركـب البرادعي عندما تخيل أن يدخل مصر إن شاء الله آمناً محمولاً على الأكتاف... هذه الجماهير المغلوبة على أمرها، المسطولة بالكركدي واليانسون وعرق السوس و"هل رأى الحب سكارى مثلنا"، أصبح خروجها للشارع مبرمجاً آلياً على إحدى حالتين لا ثالث لهما: حالة الهجوم في كرة القدم، وحالة الدفـاع عن التوريث، وعـطـلـت ـ إلـى إشعارٍ آخر ـ حالة هجومها على ظالميها وقاهريها، وحالة الدفاع عن شرفها ومقدساتها!
لقد كشفت الحالة المرضية لهذه الجماهير التي تـفاخـر بـ 80 مليون كغـثاء السيل أن مصر المتنبي ما زالت تعاني من مصر كافور، ومصر عبد الناصر ما تزال تئن تحت وطأة مصر السادات، ومصر العيون البهية، أم طرحة وجلابيه، اللي الزمن شاب وهي شابة، واللي الزمن رايح وهي جايـه، مصر التي راودها أحمد فؤاد نجم عن نفسها فقالت له: هيـت لك، وغنى لها الشيخ إمام فكشفت عن ساقها ورقصت حتى الصباح، مصر هذه، هـوت إلى الأبد في بـركـة شعبان عبد الرحيم الملوثـة عندما وصفـنا بعديمي الأصول في أغنيته: معليش يا جزائر، وسقطت في تـرعة المخنث حكيم المتعفنة الذي تجرأ فشتم بلد المليون شهيد وسماه بلد المليون لقيط.. ولا تستفزوني حتى لا أسمي الأشـياء بمسمياتها، وأجـهـر كأي مظلوم بالسوء من القول.
مصر هذه، لم يعـد يشرفها أبداً أن يرتبط اسمها بالدنيا بعد أن انصرف اهتمام أبنائها عـن الكرة الأرضية التي يدعون أمومتـها إلى الاهتمام بكرة القدم التي لا تُـعرف لها أم ولا اعترف بنسبـها أبٌ، ولا تفيد وثائق الحالة المدنية في كل بلديات العالم أن لها أصلٌ أو فصلٌ.. والأدهى من هذا كله أن أبناءها العاقين اختصروا هموم أم الدنيا في ضرورة توريث الحكم ونقل مومياء مصر القديمة إلى مصر الجديدة.. أما الأدهــى والأمـر معاً، فـهـو أن أبـناء »مصر الجديدة« المشار لمواصفاتها أعلاه، استبدلوا نسـبهم العريق الذي تجري فيه دماء العروبة والإسلام المتدفقة من أيام عمـرو بن العاص، بالنسـب الفرعوني المحـنـط الذي جـفـت فيه الدمـاء منذ آلاف السنين!
لقد حفـل تاريخها أثناء حكم الفراعنة، وفي فترة حـكم كافور، وخلال دولة المماليك، وأثناء سرقة السادات لنهر النيل وتحويل مجراه إلى إسرائيل، بالكثير من المضحكات التي لا تشبه إلا البكاء على رأي المتنبي الذي قال قبل ألف عام:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضـحـكٌ كالبـكــا
غير أن المضحكة الكبرى أن تستقيل مصر من أمومة الدنيا التي يتشدق بها أبناؤها العاقون، وتتحول إلى أمومة حسن شحاتة!
لك الله يا مصر التي عشقنا وأحببنا أيام عبد الناصر، لك الله يا مصر التي حـزنا وبكينا في نكسة 67، لك الله يا مصـر التي سمعــنا وأطـعـنا في حرب 73، يا مصر التاريخ والجغرافيا والحضارة الزاهية لك الله، قبل أن تتنازلي عن أمومة الدنيا إلى أمومة ابناء سوزان جمال مبارك وثامر أمين وعمرو أديب، وسلامتها أم حسن شحاتة وأمثاله!








