الشيفرة القاتلة - منتديات الشروق أونلاين

مشاركات اليوم

مشاركات جديدة مواضيع بدون رد

تغريدات تويتر

Tweets by @choroukonline

> الشيفرة القاتلة

إضافة رد

أدوات الموضوع

ملف العضو
معلومات

أحمد الجزائري

زائر

المشاركات : n/a

أحمد الجزائري

زائر

الشيفرة القاتلة

18-07-2010, 12:23 PM

المعلق :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه ما لم يعلم، فالإسلام دعوة مستنيرة تقوم على أساس تشجيع العلم والعلماء على نشر العلم النافع، العلم الخيِّر الذي يستخدم في وجوه السلم وأغراضه، فالعلم فضيلة قدرها الإسلام ودعا إليها، ولم يخشَ الإسلام من العلم والعلماء على دعوته بل دعا إلى العلم وأحرز علماء الإسلام أكبر المنجزات العلمية في شتى العلوم، ولذلك قامت نهضة علمية إسلامية تعد أساس الحضارة الغربية والله - سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وأعطاه نعمة العقل من أجل أن يتعلم ويكتشف ما في هذا الكون من أسرار وعليه أن يتذكر أن الله خالقه هو الذي ألهمه لكل هذه العلوم التي يمتلكها الإنسان.

متحدث :

عشت طوال عشرة أعوام في عالم الشفرة السرية ومحلليها، بدأ اهتمامي بالموضوع بحبي للألغاز، تعتبر الشفرة والرموز السرية نقطة الالتقاء بين الأحاجي والسياسة وتحدد نتائج المعارك وتطيح أحيانًا بحكومات ولعل حكاية الشيفرا أشبه بسباق تسلح فكري تُوج بعلم متقدم يشمل رياضيات مرمزة والأقمار الصناعية إضافة إلى الحواسيب المتطورة قد تكون العودة إلى الماضي أفضل السبل لفهم قصة الشيفرة حيث كان هذا الحل يعد على القلم والورقة، قبل أربعمائة عام كانت هذه الورقة التي تحتوي على رموز لا معنى لها والموجهة إلى ميري ملكة اسكتلاندا قد وصلت إلى طاولة هذا الرجل واسمه فرانسيس واستنجهام، وكان من أبرع عقول انجلترا في محاربة الجاسوسية.

كان هذا الخبير بمثابة وزير الداخلية والخارجية للملكة إليزابيث الأولى وكان الأمن القومي على رأس مسؤولياته.

يعتبر واستنجهام الرجل المهم للشرطة السرية والاستخبارات البريطانية، أدار شبكة من الجواسيس في أنحاء أوروبا وأسس مركزًا لمحللي الشيفرة في لندن.

عالم :

نظر واستنجهام بكل اهتمام إلى الاستخبارات ومكافحة الجواسيس وإلى التخابرعبر وسائل الاتصال وتحليل الشيفرة وخصص مبالغ طائلة لتلك الأغراض خصوصًا وأن الملكة كانت تعطيه مبالغ كبيرة لينفقها في تلك المجالات.

المعلق :

شاء الله أن يأتي أكبر امتحان لوستنجهام على يد ابنة عم إليزابيث ملكة الاسكتلنديين الكاثوليكي المتعصبة ميري وكانت ميري قد فرت إلى انجلترا هربًا من البروتوستانت الاسكتنلدنيين ولجأت إلى ابنة عمها إليزابيث التي أحسنت وفادتها، ووضعتها قيد الإقامة الجبرية في منزلها نزولاً عند نصحية واستنجهام، كان الكاثوليك الإنجليز يكرهون إليزابيث ونظروا إلى ميري على أنها ملكة انجلترا، الحقة بحلول شتاء 1585 كانت شعبية ميري عارمة وطاغية وبدأ البعض يضعون اللمسات الأخيرة على خطط لمساعدتها، التقت مجموعة من الشباب الإنجليز الكاثوليك في مقهى يدعى المحراب في لندن كان زعيمه من سادة الريف ويدعى أنتوني بابنتون وقد قابل ميري مرة واحدة فأسرت قلبه بحيث كان يعتقد أن مهمته هي إنقاذ ميري وإعادة الكاثوليكية إلى ربوع انجلترا.

متحدث :

إنه يؤمل في أن تقوم قوة كاثوليكية أجنبية كبيرة بغزو انجلترا بجيشها الضخم وبحيث يغتال في تلك الأثناء مع زملائه إليزابيث ويحررون ميري من سجنها.

كان بابنتون بحاجة إلى موافقة ميري على المضي قدمًا في الخطة وبالتالي كان عليه أن يرسل رسالة إليها وأدرك أن اكتشاف وستنجهام لمحتواها سيعني أن ميري والمتآمرين سيواجهون الإعدام وهكذا كان ضروريًا ألا يفهم الرسالة ويقرأها سوى المرسل والمرسل إليها.

لجأ بابنتون إلى طريقة تشفير تستخدم منذ الأزل وتسمى الاستبدال.

قبل نحو ألف عام اقترح الحكماء تقسيم الأحرف الأبجدية على حرف مزدوج وبالتالي تشفير حرف C من كلمة بقرة يتم بإحلال قرينة حرفZ بدلاً منه، وكذلك فإن حرفO يستبدل بـ H وفيما بعد ظهرت ظهرت طريقة جديدة لاستبدال الحرف بالرموز وفق هذا النمط الشبكي وهكذا أصبحت كلمة بقرة على COW على شكل سلسلة من الخطوط والنقاط الغريبة المبهمة.

في الحرب العالمية الثانية كانت آلة إنيجما الألمانية تستبدل حرفًا بآخر لكن عصر البرقيات عنى تعقيد قواعد الاستبدال عن سابقتها حتى تشفير الإنترنت يستخدم هذه الأيام شيفرة استبدالية مع تعقيد أكبر في القواعد المتبعة في ذلك.

عودة إلى بابنتون فقد اعتمد الرجل في القرن السادس عشر على شيفرة استبدالية للحرب، ترون هنا قائمة بابنتون لاستبدال الحرف فبدلاً من كتابة حرف M في كلمة ميري كان يكتب هاتين الشرطتين كذلك كان يستبدل حرف A بالصفر وبدلاً من حرف R لدينا حرف p وبدلاً من Y لدينا العدد ثمانية وهذه الأحرف مجتمعة تعطينا ميري، اختار بابنتون طريقة الترميز أو التشفير هذه لأن ميري كانت تعرف ما تعنيه الرموز وكانت مستخدمة في دوائر كاثوليكية ضيقة مختارة، كانت الرسالة الكاملة تبدو مجرد خليط من الرموز التي يظن أنها بلا معنى، بعدما شفر بابنتون معنى الرسال شرع يحاول إخفاء وجودها ويعرف ذلك باسم التمويه حيث توصل الناس عبر القرون إلى طرق إبداعية فذة في إخفاء الرسائل.

حلق الإغريق رؤوس السعاة ليصلوا إلى رسائل سرية موشومة على رؤوسهم.

أما الإيطاليون في العصور الوسطى فقد كان لديهم نوع من الحبر ينفذ عبر قشرة البيض.

مازال علم التمويه محتفظًا بحيويته حتى الآن حيث تستطيع برامج الحاسوب أن تخفي رسالة سرية في صورتي هذه وأنا طفل، استخدم بابنتون ساعيا اسمه جيلبرت كيفورت لإخفاء رسالته الموجهة إلى ميري، استغل ميري تلوث مياه الشرب أيام الملكة إليزابيث ولجوء الناس إلى شرب كميات كبيرة من السوائل بدلاً من الماء لإخفاء الرسائل.

في كل أسبوع كانوا يجلبون براميل عدة من السوائل إلى مبنى شارلت هول التي احتجزت فيه ميري خبأ كيفورت الرسائل الموجهة إلى ميري داخل سدادات البراميل لتصل إلى أحد أفراد حاشيتها دون إثارة أية شكوك.

متحدث :

كان ذلك إنجازًا مهمًا بالنسبة لميري التي انقطعت شهورًا عن العالم الخارجي وبدأت الآن تستلم الرسائل من عملائها وأعوانها، أصبح بمقدور بابنتون تبادل الرسائل معها بواسطة هذه الآلية المميزة.

المعلق :

في صيف عام 1586 ولأول مرة منذ عشرين سنة كانت لدى ميري أسباب تدعوها إلى الابتهاج كانت ستتمكن أخيرًا من الفرار وتحقيق حلمها وهو أن تصبح ملكة انجلترا لكن ميري وبابنتون كانا يواجهان فرانسيس ويستنجهام الصلب العنيد الذي بث جواسيسه في كل مكان كان عليهما ألا يثقا بأحد بما في ذلك ساعيهما جلبرت كيفورت.

متحدث :

كان رجلاً غريب الأطوار يلفه الأمور والمؤكد أنه كان عميلاً مزدوجًا حيث عمل أيضاً لصالح وستنجهام.

المعلق :

كان كيفورت ينسخ رسائل بابنتون ويسملها إلى وستنجهام قبل تهريبها إلى ميري وهكذا أصبح لدى واستنجهام دليل محتمل على وقوع خيانة لكن عليه أولاً فك رموز الرسائل.

استخدم واستنجهام شخصًا اسمه توماس فيلبس للقيام بذلك وكان نحيلاً وفي الثلاثينيات من عمره ويحمل وجهه آثار الجدري ويعتبر من أبرع محللي الشيفرة في أوروبا.

بدا حل الشيفرة مستعصيًا للوهلة الأولى وأنه يصعب على فيلبس ما تمثله تلك الرموز من الحروف الأبجدية، فيما يتعلق بمحللي الشيفرة فإن أي رمز في النص المشفر كهذا المثلث المقلوب مثلاً قد يمثل أيًا من الحروف الأبجدية الستة والعشرين وهنا يجب على المحلل أن يختبر كل هذه الاحتماليات ثم ينتقل إلى الرمز التالي كرمز هذا السور والذي يمثل احتمالية واحدة من الخمس وعشرين حرفًا الباقية وبعد ذلك ينتقل إلى الرمز الثاني ولنقل إنه مربع مثلاً والذي يمثل حرفًا من الأربعة والعشرين المتبقية ولو ضربت هذه الاحتماليات معاً أي ستة وعشرين في خمسة وعشرين إلى آخره حتى تصل إلى ثلاثة في اثنين في واحد فإن مجموع الاحتمالات سوف يصل إلى أربعمائة مليون مليار مليار.

لو افترضنا أن فيلبس عمل ليل نهار أو جرب احتمالية واحدة في الثانية فإنه يحتاج ملايين السنين ليحل شيفرة الرسالة وهكذا بدا أن ميري بسلام إلا إذا توصل فيليبس إلى طريقة مختصرة.

كان توماس فيلبس أول محلل شيفرة إنجليزي كبير لكن علم الشيفرة علم يرجع إلى القرن التاسع.

جئت إلى مدينة استنبول التركية لأطلع على النسخة الوحيدة الموجودة في أول كتاب عن تحليل الشيفرة ويعود تاريخها إلى عام 850 بعد الميلاد لمؤلفها العالم العري أبي يوسف يعقوب الكندي.

المعلق :

عاش الكندي في بغداد وترأس مكانًا يسمى حينها بدار الحكمة والتي كنت أكبر جامعة في العالم أنذاك، معي الدكتور محمد مرياطي الذي اكتشف أشهر أعمال الكندي وأقصد هنا بحوثه في تحليل الشيفرة وفك رموزها.

الدكتور محمد مرياطي :

ترأس الكندي دار الحكمة التي انهمكت في ترجمة الأعمال من مختلف اللغات العالمية إلى العربية وكان عدداً من تلك الكتب المترجمة مشفرًا وبالتالي اضطروا إلى اختراع علم تحليل الشيفرة لفهم ما تحتويه تلك المخطوطات.

المعلق :

هذه هي مكتبة السليماني في استنبول حيث اكتشف الدكتور مرياطي البحوث التي قام بها الكندي لحل رموز الشيفرة والتي ظلت قابعة هنا طوال قرون من دون أن يقرأها أحد، تحتوي المكتبة على آلاف المخطوطات العربية النادرة وقد أحضروا لنا كتاب الكندي من الخزائن إذن هذا هذا الكتاب.

الدكتور محمد مرياطي :

شعرت بدهشة بالغة عندما قرأته للمرة الأولى وتعجبت أنه كان لديهم مثل هذه المعرفة قبل ألف ومائتي سنة.

المعلق :

أدرك الكندي أننا حين نكتب فإن الأحرف الأبجدية لا تظهر بصورة عشوائية وإنما تتبع أنماطًا إحصائية معينة فبعض الأحرف تتكرر أكثر من غيرها وبعضها الآخر يكون مقرونًا بأحرف أخرى وهكذا.

بعدما حل الكندي مئات المخطوطات حدد هذه الأنماط بدقة علمية متناهية، كانت تلك هي بداية علم تحليل الشيفرة وولادة علم فك الرموز.

الدكتور محمد مرياطي :

أعتقد ذلك، أعتقد أن هذا الكتاب هو أول كتاب في هذا العالم، لقد مرت علي كتب عديدة وعلى مدار سبعة قرون تشير إليه، إنها تشير إلى هذا الكتاب.

المعلق :

كان اكتشاف الكندي والذي يعرف الآن بتحليل الترددية ينطبق على اللغة الإنجليزية تماماً كالعربية، يبين هذا الشكل تردد كل حرف من الأحرف الأبجدية في جميع الكتابات الإنجليزية تقريباً فمثلاً يظهر حرفا X , Z في أقل من واحد في المائة من الوقت أما حرف T فهو ثاني أكثر الحروف شيوعًا فيظهر في تسعة وعشرة في المائة من الوقت ويظهر حرف E وهو أكثر الحروف شيوعًا في اثني عشر وسبعة في المائة من الوقت.

قمت بعد الحروف في مخطوطة هاملت الشهيرة نكون أو لا نكون، وتبين أنها مطابقة تماماً للنمط، بعد ذلك قمت بتكرار أحرف مقالة في صحيفة صن ومجددًا تبين أنها تتطابق والتصورات مما يثبت أن شكسبير وصحيفة صن يستخدمان كل حرف من الأحرف الأبجدية بنفس النبسة والترددية وأن الاختلاف بينهما ينحصر في كيفية ترتيب هذه الأحرف، هذه معلومة لا تقدر بثمن بالنسبة إلى محلل الشيفرة فإن كانت الرموز البديلة تظهر في الرسالة بنفس نسبة ظهور الأحرف التي حلت محلها فهذا يعني أن محلل الشيفرة يستطيع حل رموز التشفير لكن هناك طريقة للتغلب على تحرير التكرارية فإن كانت الرسالة قصيرة جداً كأن تقول: سنقتل إليز ونتوج ميري، عند ذلك لا تتطابق نسب الأحرف مع التوقعات.

كان من صالح فيليبس أن رسائل بابنتون إلى ميري تشتمل دائماً على صفحات عدة وهكذا استخدم فيليبس أسلوب تحرير التكرارية الذي اخترعه الكندي لفك شيفرة الرسائل الذي كان بابنتون يرسلها إلى ميري، ولا شك أنه بدأ بتحليل الشيفرا بدراسة أكثر الأحرف شيوعًا في الرسائل المتبادلة بينهما وأقصد هنا هذه الدائرة مع الذيل، لذا لا شك في أنها تمثل أكثر الأحرف الأبجدية الإنجليزية شيوعًا وهو حرف E أما هذا الرمز فهو يمثل ثاني أكثر الأحرف الإنجليزية وهو T أما ثالث أكثر الأحرف شيوعًا في الرسائل فهو هذه الحلقة والتي لابد أنها تمثل الحرف A وهكذا تابع فيليبس تحليل أحرف الرسائل نحن لا نعرف ما يقوله هذا الحرف T وهذا حرف بعده ثم الحرف E والأرجح هو أن الرمز المتوسط بينهما هو H وهكذا نجد أن أل التعريف أكثر شيوعًا في الكلمات الإنجليزية وبتطبيق هذا التحليل على بقية الرموز إضافة إلى قدر من التخمين نجد أن هذه العبارة هي "إعدام مأساوي".

تابع فيليبس بعدها تحليل الرسالة وفك رموزها حتى توصل أخيرًا إلى كشف مؤامرة بابنتون الإجرامية، الأرجح أن فيليبس احتاج إلى أقل من يوم واحد لفك رموز رسالة بابنتون، أما بابنتون الذي اعتقد أن شيفرته عصية على الحل فراح يشرح خطته لإنقاذ ميري وكيف سيحصل على دعم كاثوليك أجانب ويغتال إليزابيث كتب يقول: سيقوم ستة أجانب باغتيال مأساوي للمستولية على العرش تدفعهم إلى ذلك حماستهم للقضية الكاثوليكية.

متحدث :

أصبح لدى واستنجهام الآن دليل على نية بابنتون لكن هذا لم يكن كافياً فاستلام ميري لرسالة من متآمر لا يعني بالضرورة أنها مذنبة وهكذا كان واستنجهام وفيليبس بحاجة إلى دليل آخر وحاسم، انتظر الاثنان رسالة من ميري تقول فيها: إنها توافق على الخطة وتؤيدها وهذا بالضبط ما حدث.

المعلق :

كانت هذه هي رسالة المشنقة المشهورة لأنها الرسالة التي أوقعتها أخيرًا، تحرك واستنجهام بسرعة وتم اعتقال بابنتون الذي اعترف بكل شيء تحت التعذيب.

أُعدم بعد ذلك وفق بشاعة القانون الإنجليزي الذي يطبق على الخونة، فقد جُر في الشوارع وقطعت أوصاله وهو حي كانت ميتة شنيعة جداً ولعل من المؤكد أن إليزابيث شخصيًا كانت ضالعة في جعلها ميتة بطيئة ومؤلمة ودموية.

كانت ميري الموجودة في مبنى شارلت هولت تجهل ما يحدث في الخارج، وبعد أيام من إعدام بابنتون سمح لها بالتنزه على صهوة حصانها، شاهدت مجموعة من الخيالة تقترب منها واعتقدت أنهم سيساعدونها لكنهم في الحقيقة كانوا عمال واستنجهام جاءوا لاعتقالها، حوكمت ميري هنا في قلعة بورتينيه وكانت القلعة عبارة عن قاعة ضخمة أجريت المحاكمة في غرفة صغيرة فوقها، أنكرت ميري في دفاعها وجود أي علاقة لها مع بابنتون والمتآمرين، لكن الرسائل التي تبادلتها مع بابنتون تليت في قاعة المحكمة لتكون دليلاً قاطعًا ضدها وهكذا وجدتها المحكمة مذنبة بتهمة الخيانة العظمى ولذلك حكمت عليها بالإعدام.

أدركت ميري أنها لا تستطيع تبرئة نفسها وأنه لم يتبقَ أمامها سوى أن تموت ميتة نبيلة تحولها إلى بطلة في أعين أتباعها.

كانت عملية الإعدام خرقاء وغير متقنة، بحيث تطلب الأمر ثلاث ضربات من الفأس لقطع رأسها والأرجح أن أعصاب الجلاد كانت متوترة ويبدو أن شفتيها ظلتا تتحركان بعد خمس عشر دقيقة من قطع الرأس وكالعادة مع الخونة التقط الجلاد الرأس ليرفعه لكنه سقط على الأرض وظل الجلاد ممسكًا بالشعر المستعار الذي كان عليها، كانت بالفعل دراما حقيقة ولابد أنه كان يوماً عصيبًا على الذين شاركوا فيه.

كان موت ميري لحظة رمزية فاصلة من التاريخ الإنجليزي فقد جاء كلطمة قوية للكاثوليك لإعادة ديانتهم لربوع انجلترا ومثل أيضاً نقطة مهمة في تاريخ الشيفرة وفك رموزها، يعتبر فك رموز الشيفرة في الرسائل المتبادلة بين ميري وبابنتون علامة فاصلة في حل رموز الشيفرة البريطانية، ومثل الخطوة الأولى للإنجازات التي حققها سلاح البحرية الملكية في الحرب العالمية الأولى، وكذلك ليكشي بار في الحرب العالمية الثانية في مجال فك رموز الشيفرة وسنتعرض في هذه السلسلة للعديد من تلك القصص وللأشخاص الذين شاركوا فيها.

مع العلم بان الموضوع منقول