تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
06-10-2010, 04:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني اخواتي زوار المنتدى
اليوم تمر علينا ذكرى حرب اكتوبر 1973
وكل سنة ننتظر رفع الثام والحصار على اسرار هده الحرب
والذي يهمنا هو الدور الجزائري المسكوت عليه
ولماذا لم يعترف بجمعية مقاتلي شرق الاوسط؟












www.elkawader-dz.com

التعديل الأخير تم بواسطة كوادر صناع الجزائر ; 07-10-2010 الساعة 11:56 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
algerie54
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 30-08-2008
  • المشاركات : 30
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • algerie54 is on a distinguished road
algerie54
عضو نشيط
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية abderrahmene B
abderrahmene B
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 25-09-2009
  • الدولة : algérie
  • المشاركات : 103
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • abderrahmene B is on a distinguished road
الصورة الرمزية abderrahmene B
abderrahmene B
عضو فعال
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
06-10-2010, 05:17 PM
هذه بعض الشهادات والتقارير عن معارك الجيش الجزائري ضد العدو الصهيوني :

الجيش الجزائري يحاصر القوات الإسرائيلية

قبل التعمق في البحث عما
جرى في معركة »الزيتية« أو الثغرة الثانية، أتوقف للمرة الأخيرة مع المؤرخ
»شفتاي تيبت« الذي يروي تفاصيل فرار شارون من القوات الجزائرية بعد هزيمته
في »الأديبة«، تيبت أدلى بشهادته تلك أمام لجنة التحقيق »أجرنات«، فقال:
أعترف أنني انسحبت من ميدان القتال في أشد اللحظات حرجا في تاريخ دولة
»إسرائيل«.. لم تكن مبررات انسحابي بالهينة.. بل كنت أحاول أن أوصل صوتي
من ميدان المعركة لقادتي في تل أبيب.. إنهم لا يرون ما أرى ولم يعايشوا ما
عايشت.. لقد خدمت مع الجنرال شارون خمس سنوات فلم أر سوى شخص مجنون مصاب
بعدة أمراض نفسية خطيرة. ويضيف تيبت: في طريق
انسحابنا من الأديبة كان شارون ينزف بشدة من رأسه.. كان قد أصيب بجرح بالغ
وعميق، وخلال رحلة العودة الشاقة عرفته على حقيقته.. لقد تحول القائد
الشجاع الشرس المقدام إلى طفل وديع.. أخبرني أنه سيطلق الحياة العسكرية
ولن يعود مطلقا للقتال، وأنه تعلم أشياء كثيرة في الأديبة، حتى أنه أثنى
على العدو.. وطلب مني ومن الجنود الثلاثة الذين نجوا من المذبحة أن نزيف
حقيقة ما جرى لنا في المعركة أحد الجنود المشاركين في هجوم الزيتية الفاشل يقول: لم نكن نحارب بشرا بل
شياطين تظهر وتختفي.. قذائفنا لا تصل إليهم ونيرانهم تحرق كل شيء.

جندي آخر يقول: لم تكن
هناك جبال ولا أحراش ولا حتى أحجار يختفون وراءها.. لم تكن هناك سوى
الصحراء والرمال.. حتى السماء كانت صافية ومبشرة بالنصر.. لم نر عدونا
لكنه كان يرانا بوضوح.. يراقب تحركاتنا في صمت حتى أطبق علينا.. ظننت أن
النيران تطلق علينا من السماء، أو من المدفعية بعيدة المدى.. تخبطنا
وارتبكت صفوفنا.. ولم يكن لدينا الوقت الكافي لإعادة تنظيمها.. وفجأة
وجدناهم في كل مكان.. يقفزون كالقردة لا تسترهم سوى سحب الدخان المتصاعد
من آلياتنا، فوجدناهم فوق أسطح دباباتنا.. وفوق أعناقنا.. يطعنون ويذبحون
بلا رحمة.. لقد كانوا متوحشين فوق الوصف.. وملامحهم مخيفة تزرع الرعب في
القلب.. وحتى الآن لا أعرف من أين هبطوا لنا.. لا تفسير لديّ حتى الآن. شهادة
أخرى لأحد ضباط قوات »جولاني« ـ نخبة الجيش الصهيوني ـ، وللإشارة فإنه
يهودي من أصل مغاربي، وهو المقدم »فايز كوكبي«، الذي يقول: للأسف تأهلنا
في معاهدنا العسكرية على نظريات خاطئة دفعنا ثمنها في الزيتية، لقد أوهمنا
قادتنا وأساتذتنا أن عدونا ضعيف وجبان ولا يجرؤ على مواجهتنا بشكل مباشر،
لكنني اكتشفت في الزيتية مدى همجية ووحشية هذا العدو.. لقد كانوا دمويين
لأبعد مدى.. كانوا يجتزون رؤوس الجنود ويتسابقون للالتحام بنا، لكنهم
كانوا على درجة عالية من الكفاءة والتدريب، وكانوا يمتلكون مهارات عالية
في مجال القتال الفردي، يجيدون استخدام السلاح الأبيض والاشتباك، وأيضا
كانت لياقتهم البدنية عالية، وكان واضحا أن قادتهم لقنوهم أساليب كسر
العنق والعمود الفقري، مما يدل على أنهم نالوا قسطا من التدريب على
الرياضات القتالية،
  • ملف العضو
  • معلومات
hamza-ben51
زائر
  • المشاركات : n/a
hamza-ben51
زائر
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
06-10-2010, 05:34 PM
ما عاد الزمان يخولنا تذكر هذا الحرب لأسباب عديدة
بدأت بما فعله السادات فيما بعد
ووصلت إلى حصار حقير لغزة تجسد في جدار فولادي وهدم للأنفاق
وانتهى في ام النكسات والتفاف جل العرب حول تفعيل مبادرة السلام مع اسرائيل
شرط وقف الاستيطان لمدة شهرين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Mikdam
Mikdam
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 24-10-2008
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 233
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • Mikdam is on a distinguished road
الصورة الرمزية Mikdam
Mikdam
عضو فعال
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
06-10-2010, 06:25 PM
لقد شارك الجزائريّون في حربين من حروب الشرق الأوسط،الأولى في جوان 1967 (حرب النكسة)حين كان الجيش الوطني في طور التشكًّل و قد شارك في الحرب المتطوّعون الذين كانوا منخرطين قي الجيش أماّ الثانية فكانت في أكتوبر 1973 (حرب العبور)...وقتها تمّ دعم المصريّين بشباب الخدمة الوطنيّة( جلّهم كانوا على وشك إنهاء خدمتهم العسكريّة )...كانوا شبابا يافعين ...ظلّوا في الأراضي المصريّة حتىّ أواخر 1975 و هناك من استشهد و هناك من تأثّر بظروف الحرب و تدهورت حالته النفسيّة..
إذا كان المصريّون قد تنكّروا لفضل الجزائريّين فحريّ بالسلطات العمومية الإعتراف بدور من قاتل في الشرق الأوسط.....
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
07-10-2010, 11:38 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل406 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الطرح المميز



رحم الله شهدائنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته


وشهد شاهد من أهلها...
ايعقل أن يجهد دور الجزائر.....
وان كان الرجل الذي يقوم بالواجب
لاينتظر جزاءا ولاشكورا ...
هذه طبيعتنا

www.elkawader-dz.com

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,648
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • كوادر صناع الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية كوادر صناع الجزائر
كوادر صناع الجزائر
شروقي
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
07-10-2010, 12:26 PM
كنت اتمنى لو تترجم هده البطولات الى افلام سينمائية على الأقل....او انجاز العاب الكترونية
"لعبة bawasil 8bb"
تمجد مثلا : معركة الاديبة ومعركة الزيتية ...مثل مايفعله اعدائنا

للأسف شبابنا يلعبون بالعاب الكترونية
تفجر المساجد وتقتل المسلمين

***
ربما هده الفكرة توقض في نفوس طلبتنا المتخصصين في المعلوماتية الغيرة ويصممون لعبة تمجد تاريخنا
وتكون البداية فقط
www.elkawader-dz.com

  • ملف العضو
  • معلومات
شقراء
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 26-09-2009
  • المشاركات : 76
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • شقراء is on a distinguished road
شقراء
عضو نشيط
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
08-10-2010, 09:00 PM


((عبدالله يستقر في الاردن))

يورد الكاتب كيف قام عبدالله جد الملك حسين قبيل الحرب العالمية الاولى بزيارة الى اللورد كيشنر المندوب السامي وحاكم مصر العام وأن هذه الزيارة أدت فيما بعد الى انشاء المملكة الاردنية الهاشمية حيث أتت الحرب العالمية فيما بعد ووجدت بريطانيا نفسها أنها محتاجة الى الشريف حسين بن علي والد عبدالله بغرض اعلان التمرد على الخلافة الاسلامية العثمانية التى دخلت الحرب ضد بريطانيا وفرنسا ولكن الشريف حسين اكتفي باعلان (( انه لم يستجب لطلب السلطان بالانضمام الى الجهاد ضد البريطانيين )) وتلك في حد ذاتها خطوة خيانة كبيرة حيث امتنع هذا الشريف عن تلبية نداء الخليفة بالجهاد والنفير العام وقد اتضح أن هدف الشريف حسين هو (( تجنيد الامة العربية لخدمة مصالح بريطانيا وحلفائها في الحرب ضد الالمان والامبراطورية النمساوية والاتراك ومقابل ذلك طلب من بريطانيا أن تصدر اعلانا مؤيدا للاماني الوطنية للعرب بزعامته اذا انه اعتبر نفسه الناطق بلسان الامة العربية )) وبرغم أن بريطانيا لم تعطي وعدا قاطعا للشريف بما يريد الاانه اعلن في يونيو 1916م الثورة العربية الكبرى ضد الخلافة الاسلامية العثمانية وقد اشتهرت تلك المراسلات بمراسلات حسين – مكماهون وفي تلك الفترة وبعد انتهاء الحرب بانتصار الحلفاء جاء وعد بلفورعام 1917م ملبيا لطموح الحركة الصهيونية بزعامة هرتزل . وفي نوفمبر 1920م وصل عبدالله ابن الشريف حسين الى مدينة معان الواقعة شرقي الاردن – والتى كانت جزءا من مملكة والده الشريف حسين حيث كانت تابعة للحجاز وكلمة شرقي الاردن تعني المنطقة الواقعة شرق نهر الاردن المار في فلسطين من الشمال الى الجنوب ويصب في البحر الميت وينبع شمالا من منطقة اليرموك المشهورة . وقد وافقت تشرشل على منح شرقي الاردن لعبدالله ابن الشريف حسين كنوع من رد الجميل للخيانة التى قامت بها الاسرة خصوصا بعد تزايد هجمات ال سعود مناطق الحجاز بدعم من بريطانيا ودفعت الحكومة البريطانية مبلغ 5000 جنيه استرليني سنويا لعبدالله ثم زاد المبلغ ليصبح في اقل من سنتين 150000 جنيه استرليني لتوطيد دعائم حكمه ولضمان شراء القبائل وتجميعها من حوله . وفي عمان تم الحاق اول ممثل بريطاني بعبدالله وكان يهوديا اسمه ابرمسون وفي عام 1923هـ احتاج عبدالله وكذلك عبدالعزيز ال سعود الى بريطانيا لمواجهة تقدم الاخوان الذين تمردوا على عبدالعزيز ال سعود وأرادوها جهادا لفتح البلاد الاسلامية المجاورة وتوحيدها وضمها فقد وصلت طلائعهم الى حدود مدينة عمان الحالية وكذلك وصل تقدمهم من ناحية العراق الى حدود البصرة فقامت بريطانيا بحرقهم بواسطة الطائرات بعلم وتخطيط بين كل من عبدالعزيز ال سعود وعبدالله بن حسين ملك الاردن وفي عام 1925م قام عبدالعزيز ال سعود وبالتنسيق ودعم من بريطانيا بطرد جميع ابناء الشريف حسين الى خارج الحجاز نهائيا والى الابد .

((كلوب باشا))

في عام 1930م دعي طابط بريطاني شاب يدعى جون باجوت غلاب ((كلوب باشا)) من الخدمة في العراق لكي يشرف على تأسيس جيش نظامي لهذه الامارة الصغيرة المصطنعة وبقي كلوب هذا قائدا عاما للجيش العربي في الاردن لمدة 26 عاما تالية ؟؟؟؟ أي انه كان قائدا للجيش الذي دخل الى فلسطين لتحريرها من اليهود عام 1948م ؟؟؟؟؟ . والتاريخ يؤكد أن هذه المملكة حكمت خلال تلك الفترة من ثلاثة اشخاص هم عبدالله بن حسين وكان مجرد واجهة لتنفيذ الاوامر الصادرة من الحكام الفعليين وهم (( كلوب باشا )) و (( المقيم البريطاني كيركبرايد)) .

(( مئيـــــر ))

(( ان معظم مميزات العلاقات الحالية بين الاردن واسرائيل تعود الى العلاقة الخاصة التى نشأت بين عبدالله والحركة الصهيونية انها عبارة عن شبكة علاقات معقدة من الاتصالات توجد- بعكس الرأي السائد الذي يرى في النزاع العربي الاسرائيلي نزاعا بين طرفين – لعبة مثلثة : اسرائيل و الاردن وفلسطين )) ص37 بيد أن اصل العلاقة لم يكن مع عبدالله ابن الشريف حسين فأصل العلاقة يعود الى عام 1919م عندما اجتمع فيصل ابن الشريف حسين مع وايزمن وذلك بتاريخ 3/2/1919م وقد وقع فيصل (( اتفاقية صداقة بين الدولة اليهودية وجارتها الدولة العربية وجاء فيها : تحدد بعد اتمام مشاورات السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعينها من قبل الطرفين المتعاقدين . عند انشاء دستود ادارة فلسطين تتخذ جميع الاجراءات التى من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في الثاني من نوفمبر 1917م ويجب أن تتخذ جميع الاجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين على مدى واسع والحث عليه وبأقصى مايمكن من سرعة لاستقرار المهاجرين في الارض )) ص 39 أيها الاخوة القراء ان هذه الاتفاقية وقعت عام 1919م في وقت لم تكن فيه اسرائيل قد ولدت بعد وهذا الشريف فيصل ابن الشريف حسين يوقع مع وايزمن بالاحرف الاولى اتفاقية لضمان تنفيذ وعد بلفور ولضمان الهجرة اليهودية الى فلسطين ...أي ظلم وقع عليكم ياشعب فلسطين من هؤلاء الطغاة اللهم أنتقم من الحكام الطواغيت الذين باعوا ارض الاسراء والمعراج من أجل 150000 جنيه استرليني سنويا باعوا الارض التى جاءها محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم – جدهم كما يزعمون – وصلى بها اماما بجميع الانبياء ثم عرج به منها الى السماء فهل رأيتم خيانة للتاريخ أكثر من ذلك ؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل .
وقد نشرت صحيفة التايمز اللندنية في 12 ديسمبر من عام 1918م تصريحا للشريف فيصل جاء فيه (( ان الفرعين الرئيسيين للعائلة السامية العرب واليهود يفهم كل منهم أخاه وكلي أمل بأنه بعد تبادل الاراء في مؤتمر السلام المرشد بمباديء تقرير المصير الوطني ستتقدم كل من الامتين بنجاح نحو تحقيق طموحاتها ان العرب لايضيقون ذرعا باليهود الصهاينة وهم عاقدون النية على معاملتهم على مايرام وقد أكد اليهود للوطنيين العرب نيتهم الحرص على أن تكون معاملتهم على مايرام في المناطق التابعة لكل طرف )) ص 39 سجل ياتاريخ خيانة تلك الاسرة لله ولرسوله وللمؤمنين .
وفي مارس من عام 1933م قال عبدالله ابن الشريف حسين مايلي : (( سيجد اليهود في كل العالم في شخصي لورد بلفور جديد ، وأكثر من ذلك لقد منح بلفور ارضا ليست له وأنا أتعهد بأرضي )) ص 41 صدق عبدالله لقد وجد اليهود في شخصه بلفور افضل من بلفور الحقيقي كما قال . وقد منحت الوكالة اليهودية الرمز(( مئير )) للشريف عبدالله بن الحسين في مراسلاتها واتصالاتها به .

((استرتيجية عبدالله بن حسين ))

قامت استراتيجية عبدالله ابن الشريف حسين في الاعوام 1947 الى 1951 على الاسس التالية :
1) العداء التام للزعامة الفلسطينية بقيادة مفتى القدس الحاج أمين الحسيني .
2) طموحه لاسترجاع مجد الهاشمين عن طريق اقامة اتحاد عربي يرأسه هو وأبناءه
3) اعتماد مطلق على بريطانيا في الامور العسكرية والمالية والسياسية وغيرها .
4) انعدام العداء للفكرة الصهيونية وفكرة اقامة وطن لليهود على اشلاء شعب فلسطين .

((وفي عام 1946م اعترف الملك عبدالله ل الياهو ساسون – من كبار دبلوماسي الوكالة اليهودية بأن هدفه هو التقسيم ومنع قيام دولة مستقلة للفلسطينين .)) ص 43

وفي 17/11/1946م التقى عبدالله بزعماء الوكالة اليهودية سرا في عمان وقال لهم مانصه (( انا موافق على التقسيم بشرط أن يكون على نحو لايجلب لي العار )) ص 44 وبعد اسبوعين من هذا الاجتماع اصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة في 29/11/1946م قرارها بانهاء الانتداب البريطاني و بتقسيم فلسطين الى ثلاثة اجزاء هي 1) دولة يهودية تشمل معظم مناطق الساحل والنقب 2 ) دولة عربية في بقية مناطق القدس وضواحيها 3) دولة عربية في بقية مناطق فلسطين . قبل اليهود بذلك القرار ورفضه شعب فلسطين المسلم رفضا قاطعا وكذلك باقي الشعوب المسلمة والعربية والكثير من الزعماء العرب في ذلك الوقت . ويقول الكاتب (( اقتربت ساعة الحسم في الصراع على فلسطين وتركز ذلك على رجلين مركزيين هما بن غوريين وعبدالله بن حسين ولقد كانت استراتيجية الاثنين معا امرا واحدا هو منع اقامة دولة فلسطينية )) ص 45 .

((نكبة فلسطين والامة الاسلامية 1948م ))

لقد حول الطرفان العربي واليهودي سير الحرب ونتائجها الى اساطير وخرافات لم يكن لها صلة بالحقيقة فهي لم تكن اختبارا حرا للقوة لقد توقفت المرة تلو المرة بهدنات وبوقف اطلاق نار فرضتها قوى خارجية دعما وحماية لاسرائيل وتمكيننا لها واستمرت الحرب شكليا لمدة ثمانية اشهر ولكنها فعليا كانت اربعة اشهر وعلى اربع فترات متقطعة وذلك من يوم الهجوم العربي وحتى يناير 1949 حين طلبت مصر اعلان الهدنة صحيح أن الجيوش العربية كانت أكثر عددا وعدة الاانها كانت تخلو من القيادات الحقيقية الراغبة في القتال وليس أدل على ذلك من أن قائد الجيش الرئيسي في المعركة كان كلوب باشا الانجليزي الصليبي والذي كان قائدا للجيش الاردني فلقد حدد هذا الانجليزي بعلم وتنسيق مع عبدالله اهدافا تكتيكية محدودة ومال الى تقليص المواجهة مع اسرائيل الى الحد الضروري فقط ويقول الكاتب في الصفحة 48(( لقد كان واضحا ان عبدالله ماهو الا دمية بريطانية حيث لم يكن قادرا على تحريك جندي واحد الابموافقة كلوب و كيركبرايد)) ولم تدر معارك حقيقية بين الجيشين الاردني الا في القدس كان قائدها عبدالله التل القائد الاردني الذي تمرد فيما بعد على الملك عبدالله لوضوح الخيانة امام عينيه وقد قتله حفيده حسين بن طلال فيما بعد بتفجير مقره في عمان . واحتلت اسرائيل معظم ارض فلسطين البالغة مساحتها 27600 كم مربع وبقي منها 5600 كم تحت سيطرة الجيش الاردني وهي مايسمى بالضفة الغربية و 560 كم مربع هي قطاع غزة تحت السيطرة المصرية وما احتلته اسرائيل يعتبر ضعف مااعتمدته الامم المتحدة في قرار التقسيم الشهير ووقعت كل من الاردن وسوريا ومصر ولبنان اتفاقية الهدنة مع اسرائيل ورفضت العراق التوقيع على الهدنة وكان العراق قد بعث بجيش عبر الاردن للمشاركة في الحرب . وبذلك كانت اولى مأسي المسلمين عبر احتلال ثلثي فلسطين واقامة دولة اسرائيل على اشلاء شعب مسلم بتأييد ومباركة وتواطؤ الكثير من الزعماء العرب وخصوصا عبدالله بن حسين ملك الاردن .

(( الفلسطينيون يغتالون الخائن عبدالله في القدس ))

في 24 /2/1950م أجبر الملك عبدالله رئيس وزرائه التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاقية سلام سرية مع اسرائيل قائلا له (( انتم توقعون وانا اكون شاهدا )) ووقع عليها من الجانب الاسرائيلي موشيه ديان ولكن الملك اضطر بعد اربعة ايام الى الغا ء موافقته على تلك الاتفاقية بعد ظهور ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي وبعد فرار عبدالله التل الى القاهرة حيث وصف عبدالله بأنه خائن وأداة في يد بريطانيا وأيد ماقاله بالعديد من الوثائق التى تثبت خيانة عبدالله وتسليمه ارض فلسطين لليهود وعليه قررت قيادات فلسطينية ابرزها الكتور موسى الحسيني وبالتنسيق مع عبدالله التل قتل عبدالله بن حسين وتم ايكال تنفيذ المهمة الى احد المجاهدين الفلسطينين وهو شكري عشو من مدينة القدس حيث كانت القدس قلب فلسطين النابض ومركز المعارضة لعبدالله وبتاريخ 20/7/1951م دخل عبدالله الى المسجد الاقصى لاداء صلاة الجمعة وكان برفقته حفيده حسين بن طلال بن عبدالله فخرج له من خلف الباب شكري عشو وأطلق الرصاصات على رأسه القذر فتناثر دماغه على ارضية المسجد الاقصى مدنسة اياه ومن ثم استدار شكري وحاول اغتيال حسين حفيد الملك ولكن رصاصات الحرس الشخصي كانت اسبق الى صدر ذلك البطل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته اللهم أمين . لقد كان مقتل عبدالله تحذيرا لكل زعيم عربي يحاول يسعى للتوصل الى سلام مع اسرائيل ولكن جاء السادات بعد 27 عاما ليكرر مشهد الخيانة فكان أن لقي حتفه على يد بطل مصر الشهيد باذن الله خالد الاسلامبولي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته اللهم أمين .

((الجزء الثاني والاخير))

(( حسين بن طلال حفيد الخيانة ))

عندما اغتيل عبدالله كان حسين في السادسة عشر من عمره وقد شاهد بأم عينيه منظر دماغ جده القذر منتورا على ارضية المسجد الاقصى فكان ذلك من أكثر المؤثرات في حياته وجعله أكثر خبثا وسرية في التعامل مع اليهود . وقد تولى والده طلال الملك بعد اغتيال جده وكان طلال على خلاف شديد مع الانجليز ويكره حياتهم ويكره كلوب باشا بشكل كبير ولم يرق له مسلسل الخيانات التى قامت بها الاسرة هذا في الظاهر ولكن الحقيقة أن طلال كان يكره الانجليز وكلوب باشا تحديدا لانه أطبق على زوجته زين مع كلوب باشا في وضع غير اخلاقي فقام باطلاق النار على كلوب باشا فاصابته الرصاصة في فكه لذلك كان يطلق عليه افراد وضباط الجيش الاردني لقب (( ابو حنيك )) ولكن مما زاد من حنق طلال وكرهه للانجليز أنه لم يستطع اقالة أو طرد كلوب باشا حيث كان كل شىء بيد الانجليز وعندما حاول طلال القيام بتجميع الضباط المخلصين من حوله واعادة ترتيب امور مملكته عاجله الانجليز بانقلاب أبيض بالتعاون مع زوجته زين حيث أعلن الديوان الملكي في أغسطس 1952م أن طلال بن عبدالله بن حسين رجل مختل عقليا ويعاني مصاعب نفسية وعليه فقد تم تعيين ابنه حسين ملكا على الاردن وتم نفي طلال الى استانبول ليعيش بقية حياته هناك منفيا الى أن مات هناك ولكن المشكلة أن حسين لازال صغير السن ولم يكمل تعليمه العسكري في بريطانيا وفي سانت هيرست لذلك قرر الديوان الملكي تعيين خاله ناصر وصيا على العرش الى أن يتم حسين تعليمه ويبلغ السن القانونية التى تسمح له بادارة الملك أو بمعنى اصح حتى تكمل بريطانيا تربيتها له على اكمل وجه . ومنذ ولد حسين بن طلال في 14/11/1935م تولت أمه زين والانجليز تربيته وادخل الى مدرسة مسيحية تبشيرية في عمان وكان طلال والده متعلقا به ويحاول جاهدا تربيته على الاخلاق العربية وابعاده عن تربية الانجليز ولكن دون جدوى فلقد كانت زين وبدعم من جده عبدالله و الانجليز الاقوى دائما والاكثر تأثيرا على حسين حيث فضلت أن يتربى الولد على التربية الانجليزية وبعد مقتل جده عبدالله وتولى أبيه الملك ارسل حسين الى كلية سانت هيرست في بريطانيا لاكمال تعليمه وقد ظهرت جليا مواهب حسين بن طلال للمخابرات البريطانية فلقد كان الملك الشاب زيرنساء ومولعا بالسيارات السريعة والنوادي الليلية شأنه في ذلك شأن جده عبدالله بن حسين . وبعد تخرجه من سانت هيرست عاد حسين الى الاردن في عام 1953م وتم تتويجه ملكا على الاردن .

(( مجزرة قبية أولى الخيانات الحسينية ))

في اكتوبر من عام 1953م هاجمت وحدة كومندز اسرائيلية بقيادة ارئيل شارون قرية قبية الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة الجيش الاردني وقتلت 66 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء وفجر المهاجمون أكثر من اربعين بيتا فلسطينيا على رؤس اصحابها وثار الفلسطينيون على الملك وجيشه فماكان من الملك الا أن أقال قائد القطاع المسؤل عن القرية العميد البريطاني (( أشتون)) بتهمة الاهمال ؟؟؟ ولكن الشارع الفلسطيني ظل يغلي وكذلك الشارع الاردني فما كان من الملك وبالتنسيق مع المخابرات البريطانية الا أن اعلن تعريب الجيش الاردني وطرد جميع القيادات الانجليزية في 1956م ارضاءا للمطالب الشعبية وخوفا من ثورة عارمة ضده وضد حكمه .

(( الاضطرابات تجتاح عمان 1958م ))

في ظل الغليان الشعبي العارم تجاه مايقوم به حفيد الخيانة اجتاحت الضفة الغربية والتى كانت تحت الحكم الاردني انتفاضة كبيرة مالبثت ان انتقلت الى عمان واصبحت المنطقة تغلى ضد حكم حسين بن طلال الذي لم يكن سوى امتداد لحكم عبدالله ولكن بشكل اكثر سوء وخيانة فما كان من حسين بن طلال الا ان استعان عبر اسرائيل ومباشرة من القوات الخاصة البريطانية نزلت الى شوارع عمان دعما للملك وقمعت مع الجيش الاردني كل مظاهر المعارضة لنظامه الهش .

(( تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ))

((كان عبدالكريم قاسم قد دعا عام 1960م الى اقامة كيان فلسطيني وفي عام 1964م انشأت الجامعة العربية بدعم وضغط من مصر منظمة التحرير الفلسطينية وتم تأسيس جيش فلسطيني )) وكان الهدف من ذلك من وجهة نظر مصر هو كبح جماح حسين بن طلال من التحدث باسم الفلسطينين والدخول في مشاريع سلام مع اسرائيل وتعطيل خططه للتسوية مع الاسرائيليين .

((لقاء حسين الاول بغولدا مائير1965م ))

بطلب من حسين بن طلال وبتنسيق مع الدكتور هيرتسوغ أحد زعماء الحركة الصهيونية التقى حسين بن طلال مع وزيرة خارجية اسرائيل ان ذاك غولدا مائير في شقة في باريس ويصف الكاتب اللقاء بما يلي (( عندما دخل حسين الغرفة وتقدمت غولدا نحوه لم يخف الملك انفعاله وتصافحا بحراره وتبادلا الذكريات عن عبدالله وتحدثت الوزيرة عن انطباعاتها وذرياتها عن لقائاتها بجده عبدالله )) ص91 وفي ذلك الاجتماع وحسب الكاتب طلب حسين من اسرائيل مسانتده ضد التيار الناصري وضد التنظيمات الفلسطينية وضد سوريا وطلب ايضا ان توافق اسرائيل على السماح له بشراء اسلحة امريكية مع تعهد الملك بعد استخدام تلك الاسلحة ضد اسرائيل وأنه سوف يقدم وعدا خطيا للولايات المتحدة
محاضر استماع لجنة التحقيق التي أطلق عليها اسمأجرانات، والتي شكلت في تل أبيب للوقوف على أسباب الهزيمة، تلك المحاكمة ظلتمعظم وقائعها سرية حتى عام 2005، حينما خرجت لأول مرة مذكرات أحد القضاة الذينأشرفوا عليها، وبالتوقف عند الجلسات التي تعلقتبشهادة وزير الحربالصهيوني الجنرال موشي ديان، تتكشف أجزاء من الحقيقة.
فحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأديبة أجاب قائلا: مثلماحدث في بقية مجريات الحرب... المصريون خدعوناوجعلونا نعتقد أنميناء الأديبة غير محصن... كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته... فبنيناخططنا على أساس معلومات تؤكد لنا أن تلك النقطة الاستراتيجية في متناولنا، فحاولناالاستيلاء عليه في الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منهمدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصف صاروخي ومدفعي شديدومركز على المنطقة كلها، لكن معظم صواريخنا أسقطتها الصواريخ المصرية المنتشرة علىمسافة 15 كيلومترا من الميناء، في حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة منالمكان المستهدف، فتأكدنا أن الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القواتالجزائرية، أو أن هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها في الهجوم، كانت كلالمعطيات والتحليلات تدل على أن الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلةالعملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمروانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم المشاركة في الهجوم علىسيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفي الوقت ذاته أمرتاللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية في منطقة القنطرة شرق لشغلالمصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأديبة، ثم أمرت اللواء مدرع 178بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سي 5 غلاكسي بواسطةصاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتني إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقفرأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشراتالصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد في الهبوط في أحدمطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتني رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطارياتالصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التيانطلق منها القصف الإسرائيلي على الأديبة، هنا شعرت أننا وقعنا في فخ خطير، وأنالعدو نجح في استدراجنا بخبث لم نعهده في حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشكالحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كانمجنونا

لأدميرال توماس مورير، عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أثناء حرب أكتوبر، والذي يقول في مذكراته: إصابة السي 5 غلاكسي أصاب هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التي يفقد فيها الأسطول الجوي الأمريكي واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعلن الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كاملة جمعنا المعلومات التي صيغ منها التقرير الذي استلمه الرئيس في صباح اليوم التالي التاسع من أكتوبر 1973، والذي ذكرنا فيه أن السوفييت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا في فشل عملية الإنزال في منطقة السويس، وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادي استوردته الجزائر من موسكو عام 1972
فقرات من شهادات ديان، والتي يقول فيها للمحققين:
اتهامي بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على توقعات خاطئة ليس صحيحا،فبمجرد أن أشعل العدو النار في الأديبة حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرالشارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية،فوقعت الكارثة، تلك الكارثة تحدث عنها موشي ديان بالأرقام 900 قتيل و172مركبة

لكنالمؤرخ والكاتب الصهيوني شفتاي تيبت يتحدث عام 2000عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربعقرن وكتابي ممنوع من النشر لأني أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذي قدمته المؤسسةالعسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلي على أنه بطل حرب كيبور،فقد كنت ضابطا في اللواء 178 مدرع الذي تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيشالدفاع من قبل، مات أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثةجنود... نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسةأشخاص، بقيت حيّا لأشهد على شجاعة وبسالة شارون العظيم... الذي يتحمل وحده ما وقعلإسرائيل في هذا اليوم الأسود... شارون كان يسير باتجاه الأديبة منتشيا ولم يستطعإخفاء أحلامه الشاذة في المجد والخلود، فقال لي: سنبيد هذه الحشرات في لحظات،وأمرني والجنود بتدمير كل شئ حي على الأرض وقتل أي أسير والتنكيل بالجثث، لقد قالبالحرف الواحد: »أريد أن ترتج السماء والأرض بانتصاركم الوشيك...، لقد كان يتصرفوكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل...
لم يتصرف مطلقا كقائد مسؤول عن أرواح رجاله... كان يقول بغباء لم أشهدمثيله في حياتي: المهمة سهلة جدا... بضعة مئات من الجزائريين الضعفاء غير مدربينولا مسلحين وغير مدعومين بالمرة.. نريد أن نفرمهم بجنازير دباباتنا لنلقن المصرييندرسا مؤلما... ولنؤدّب كل من تسوّل له نفسه التصدي لنا، كان فاشيا وقاسيا ولا يقبلالرأي الآخر، حتى أنني لم أستطع مناقشة خطة الهجوم معه بوضوح، وعندما جاءتناالأوامر من القيادة العليا تطالبنا بالانسحاب الفوري، جنّ جنونه ورفض الأمر، في تلكالأثناء كنّا على بعد 10 كيلومترات من الهدف، فصرخ في الجميع عبر مكبر الصوت يخطبوكأنه داوود، قائلا: على بعد أمتار ينتظركم المجد... قلوب أمهاتكم وقلوب العالمكلها معكم... بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت... أبيدوا هذهالفئران الجبانة التي ترتعد من بأسكم... لا ترحموهم... علموا العالم كيف يتعامل معهذه الحثالة... لا تتركوا بيتا واحدا في الجزائر إلا متوشحا السواد... ومن بعدالتفتوا إلى المصريين الجبناء... من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل.
ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا: اندفعنا بقوة صوب الأديبةتسبقنا قذائف دباباتنا... وما أن توغلنا في عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرينمن كل الجهات... كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات في الثانية، فظننتأننا سقطنا في حقل ألغام... لكن أصوات الأعداء كانت تأتي من كل الاتجاهات، يقولونقولتهم الشهيرة الله أكبر وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا آر.بي.جي، المفاجأةشلت أيدينا وعقولنا... لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم... لقد كانوا قريبينجدا... ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، في حين لم تصمد قوات المظليينلأكثر من 30 دقيقة... وأبيدت عن آخرها... وتخيلوا... ماذا كان موقف شارون الشجاعوسط هذا الجحيم، ..... يتساءل تيبت ويجيب ـ: كان يصرخ ويبكي كالطفل الذي تركته أمّهتائها في الصحراء، كان يقول لسائق الدبابة تراجع... تراجع، لكن الصواريخ كانت أقربمن أوامره، فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة في كل مكان، حتىقفزنا في مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا... وشاءت الأقدار أن ننجو منالمذبحة التي أوقعنا فيها بطل إسرائيل العظيم شارون، الذي أضاع على إسرائيل فرصةالالتفاف الأولى والهامة على الجيش المصرى

(الجزء الأول)
بعد حرب أكتوبر 1973 قامت إسرائيل بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق وذلك برئاسة رئيس العدل شيمون اجرانات وقد اصدرت هذه اللجنة تقريرها فى 1500 صفحة ، لم ينشر منها سوى 40 صفحة فقط.
وفى يناير عام 2005 وافق الكنسيت ( البرلمان الإسرائيلى ) على قانون يمنع نشر ذلك التقرير على الرغم من مرور 30 عاما على صدوره فى عام 1975.
المصدر : جيورساليم بوست (
http://pqasb.pqarchiver.com/jpost/access/785699061.html?dids=785699061:785699061&FMT=ABS&FM TS=ABS:FT&date=Jan+27,+2005&author=NINA+GILBERT&pu b=Jerusalem+Post&edition=&startpage=03&desc=MKs+ha lt+release+of+Agranat+Report)
فى أواخر التسعينات أصدرت الكاتبة بنينا لاهاف (http://www.bu.edu/law/faculty/profiles/index.html#l) كتاب عن شيمون أجرانات فى أحد فصوله تناقش فيه لجنة أجرانات وتأثيرها عليه ، وهنا سيتم عرض ترجمة لبعض فقرات من مقدمة الكتاب ومن الفصل الثالث عشر الخاص بلجنة أجرانات
عنوان الكتاب : قاضى فى أورشليم - رئيس العدل شيمون اجرانات والقرن الصهيونى
المقدمة
إن مكانة شيمون اجرانات للقانون الإسرائيلى تعادل مكانة ديفيد بن جورين للسياسة الإسرائيلية.
الفصل الثالث عشر - الحرب ولجنة اجرانات
أن لجنة اجرانات المشكلة بقرار من مجلس الوزراء للتحقيق فى أسباب الانهيار خلال حرب يوم كيبور ، قذفت بأجرانات داخل أخطر أزمات إسرائيل . وأصبح هدف لاقسى أنواع النقد الذى عرفته إسرائيل . تقارير لجنة اجرانات كانت موضوعا رئيسيا فى كل مكان ، على الصفحات الأماميه للجرائد ، بالإذاعة والتلفزيون وعلى لسان كل سائق تاكسى وصاحب متجر عبر البلد . اصبح لكل إسرائيلى رأى واضح فى نتائج التقارير .
الطبيعة العنيفة للرأى العام كانت تجربة جديدة لاجرانات ، فقد تحول فجأة من مركز وظيفى موقر ومنعزل نسبيا كرئيس للعدل إلى متهم بالعمالة والمشاركة فى حل الحكومة والتحيز والموالاة. لقد تحمل الهجوم بكرامة وتحفظ ولكن المعاناة شديدة والجروح لم تندمل . لقد أصبح حزينا لآخر أيامه لمجرد ذكر اللجنة ويصر بشدة على وجود سوء فهم .
الساعة الثانية ظهرا ، انطلقت صفارات الإنذار كأكثر حدث زلزل إسرائيل فى تاريخها منذ الاستقلال . هجوم مفاجئ لكل من مصر وسوريا مخطط ومنفذ بشكل جيد . خلال 3 أسابيع مات أكثر من 2500 جندى إسرائيلي وجرح اكثر من 3000 وتقريبا 300 بالأسر. إسرائيل واجهت اول هزيمة . صحيح انه بنهاية الحرب استعادت معظم المناطق التى خسرتها وأعادت بناء السيادة العسكرية ، لكن تلاشى الشعور بأنها دولة لا تقهر وأنها القوة الإقليمية بالمنطقة . ذهبت نشوة النصر لحرب 1967 مجددة مخاوف هولوكوست آخر.
بعد يومين من يوم كيبور ، ضللت الحكومة الإسرائيلية نفسها وشعبها بتوقع أن معجزة حرب 1967 ستعيد نفسها ، وأن العرب سيدفعوا ثمن وقاحتهم . فقط فى ليلة الثامن من أكتوبر كان هناك بعض الحقيقة التى تكشفت بحرص فالجيش يعانى خسائر ضخمة على كلا الجبهتين.
بعد حرب الأيام الستة ، بدت الصهيونية كاملة، الدولة اليهودية دمجت النصر بالقوة. مطالب ورغبات العرب بالكاد ما تهم . إسرائيل ستحتفظ بالأراضى التى غزتها حتى يتقبل العرب الشروط الإسرائيلية للسلام . موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي ذا الشخصية الكاريزمية ( القوية التأثير) والواسع الاعجاب صاغ عبارة ( مدينة شرم الشيخ بدون سلام أفضل من سلام بدون شرم الشيخ) . الصهيونية تحولت إلى عقيدة من الفخر والقوة.
بينما تستمر الحرب ، يتضح أكثر فأكثر أن هناك بعض الحسابات الفنية الخاطئة والفظيعة. رغم وجود مؤشرات لإعداد مصر وسوريا للحرب . فإن القيادة الإسرائيلية فشلت فى اعطاء مصداقية لتلك المؤشرات ، كان هناك قناعة بأن العرب لن يبدءوا الحرب .
لجنة اجرانات - التحقيق
بينما بدا وقف إطلاق النار ، فإن الرأى العام يشتط غضبا . وكلما عرف الشعب حقيقة الحرب كلما زاد الغضب والسخط . تزايد الغضب لتحديد المسئولية . من المسئول عن فشل إسرائيل فى توقع الهجوم وما هو الثمن المفروض أن يدفع ؟ التقارير اليومية عن الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون الذى سيستقيل خلال فترة قصيرة نتيجة فضيحة ووترجيت ، تزيد من الدور المحورى للمسئولية.
لكن حكومة جولدا مائير مازالت قابعة . مائير رئيس الوزراء الإسرائيلى كانت معروفة ببطلة الوضع الراهن . فى مشهد محرج رفض كلا من ديان ومائير تحمل مسئولية عدم استعداد إسرائيل . مهما كانت الأسباب فإن مجلس الوزراء لن يحمل نفسه المسئولية . فقط وزير العدل يعقوب اس. شابيرو قدم استقالته بعد فشله فى إقناع ديان بتحمل المسئولية والاستقالة. هذه الأحداث عجلت بتشكيل لجنة اجرانات . القانون الإسرائيلى يتيح لمجلس الوزراء تعيين لجنة لتقصى الحقائق تملك القوة القانونية لتنفيذ التحقيقات. قررت جولدا مائير ، بعد كثير من التردد فى أن تسير فى ذلك الطريق .
فى 18 نوفمبر 1973 انهى النائب العام الاستشارات الخاصة بتشكيل اللجنة . بالمصادفة ، هو نفس اليوم الذى أصيب فيه ديفيد بن جورين بنزيف حاد بالدماغ. هكذا كانت حرب يوم كيبور سببا فى نهاية عصر وخاتمة لفصل فى التاريخ الصهيونى .
كان على اجرانات اختيار اعضاء لجنة تقصى الحقائق طبقا لقرار مجلس الوزارء ، لم يتهرب اجرانات من المسئولية كما فعل مجلس الوزارء فقد كان يستطيع تعيين اى رئيس للجنة وان يتجنب المشاكل ، ولخطورة الموقف قرر اجرانات تحمل المسئولية وان يكون رئيس اللجنة.
شكل اجرانات اللجنة من أعضاء منهم موشى لاندو ليكون بديل له فى حال مرضه ،وهو زميله ومحل ثقته منذ عملهم سويا بمحكمة حيفا. بالاضافة إلى لاندو تم اختيار اسحاق نبنزهل المراقب العام بالدولة ، لم يكن اى من الثلاثة له خبرة عسكرية فعلية ولذا تم اضافة اثنين من الجنرالات ايجال يادين وحاييم لاسكوف . وبمرور الوقت ووصول اللجنة إلى نتائج تم اتهام الجنرالان بانهم عملوا لصالح ديان وضد اليعازار.
عندما اعلن اجرانات عن اللجنة المشكلة ، افاضت عليه وسائل الإعلام والسياسين بالمديح . صحيفة هارتس عبرت عن رايها بأن اللجنة تعطى اسرائيل فرصة تحويل الألم الذى تحملته إلى تصرف فعال ، ورأت الصحيفة انه من غير المحتمل ان تصدر اللجنة توصيات قبل انتخابات الكنيست القادمة فى 31 ديسمبر 1973 .
تم تأجيل الانتخابات إلى شهر ديسمبر بدلا من شهر اكتوبر 1973 وذلك لظروف الحرب ، انتهت الانتخابات وكأن الحرب لم تحدث فقد فاز حزب العمل بها والذى يرأس قائمة مرشحيه جولدا مائير وأعضاء من مجلس الوزراء وقت الحرب بما فيهم موشى ديان ، وظل حزب الليكود برئاسة مناحم بيجن بالمعارضة . مع ذلك لم يهدئ غضب الشعب ، وكان يقابل ديان بصيحات "القاتل" كما تلقت جولدا مائير نصيبها من عبارات الاهانة. طالب المتظاهرون ديان بالخروج من منصبه واصروا على ان يتحمل المسئولية ، اما جولدا مائير فقد تمسكت بالوضع الراهن.
اصدرت اللجنة ثلاث تقارير ، كل تقرير جاء فى جزئين أحدهم طويل ومفصل وعلى اعلى درجات السرية والأخر قصير ومتاح للجميع . قدمت اللجنة أول توصياتها فى 1 ابريل 1974 والتى فجرت ضجيج هائل صدم الامة وعرى الحكومة وعرض اجرانات ولجنته لنقد الشعب القاسى . تحول اجرانات واللجنة التى تحمل اسمه من منزلة رفيعة كمنقذين للامة إلى مجموعة من المنحرفين الذين قدموا معروفا غير مقبول
الجزء الثانى)
التخلص من القيادة العسكرية
هل كان ابراء للحكومة؟
اللجنة اخذت فى الاعتبار نوعين من المسئولية , مسئولية الحكومة ومسئولية القيادة العسكرية . بالنظر للحكومة فقد حددت اللجنة سؤال المسئولية وهو هل جولدا مائير وموشى ديان يتحملوا المسئولية البرلمانية بسبب فشلهم فى توقع الهجوم ؟ رات اللجنة ان ذلك خارج سلطتها القضائية وأن هذا السؤال يدخل فى اختصاصات المؤسسات السياسية ( الكنيست ، الأحزاب السياسية ومجلس الوزارء). ولذلك رفضت اللجنة اقرار المسئولية على قيادة الدولة وتركتها للشعب وممثليه ليكونوا القضاة .
لكن اللجنة لم ترفض مراجعة كافة الامور المتعلقة بمسئولية القيادة السياسية . فأخذت على عاتقها مهمة تحديد ما اذا كان كلا من رئيسة الوزارء مائير او وزير الدفاع ديان مسئولين مسئولية شخصية عن فشل اسرائيل فى توقع الهجوم. وان السؤال القانونى هو ما إذا كان كلا من مائير أو ديان مهملين فى تأدية واجباتهم الرسمية السابقة للحرب . وقد توصلت اللجنة إلى ان اى منهم لم يكن مهمل. ولأن اللجنة طرحت جانبا الحكم بالمسئولية البرلمانية وحيث انها لم تجد المسئولية الشخصية فالنتيجة لا مائير او ديان مسئولين.
على عكس ذلك فإن القيادة العسكرية لم تكن بهذا الحظ . لأن الضباط العسكريين هم بالاساس موظفين بالحكومة. بخلاف مائير وديان المنتخبين ، فاللجنة لم تجد مشكلة فى الحكم على تصرفاتهم . وكان الحكم واضحا وقاطعا فقد اوصت بفصل رئيس الاركان وجنرالين للفرق وعدد من الضباط الصغار. فقد لاحظت اللجنة أن القيادة العسكرية لديها كل المعلومات الضرورية لتوقع الهجوم ولكن فشل الجنرالات فى قراءة ما هو واضح بسبب "المفهوم" (http://yom-kippur-1973.info/ashraf/Ashraf.htm) السائد والذى يفترض أن مصر لن تدخل الحرب طالما أن القوة الجوية المصرية اقل من القوة الجوية الإسرائيلية ، وأن البلاد العربية لن يدخلوا الحرب بدون مصر ، وان توسيع الحدود الإسرائيلية سيعطى الفرصة للجيش النظامى لصد أى هجوم بكفاءة لحين وصول قوات الاحتياط . أيضا الايمان بقدرة المخابرات الإسرائيلية بتحذير رئيس الإركان بوقت كافى . حرب يوم كيبور ابطلت كل هذه الافتراضات . لأنهم سمحوا لأنفسهم ليكونوا اسرى "المفهوم" ولذا كان على هؤلاء الجنرالات الرحيل. بمقارنة الحكم على العسكريين فإن الحكم على الحكومة كان متساهلا . الشعب والمراقبين كان لديهم مشكلة فى فهم كيف افلت مجلس الوزارء من هذه الكارثة الرهيبة وترك اللوم على القيادة العسكرية فقط. اشتعل غضب الشعب للشعور بأن النتيجة غير عادلة والاحساس بالمعايير المزدوجة .
النقد
لماذا استنكر المراقبين للتقرير ، كتقرير مشوه وغير عادل؟ ، كان هناك نقدا عاما ونقدا محددا ويحتوى على جدال سياسى وقانونى . النقد العام يلوم ان سبب حرب ليس الفشل فى توقع الهجوم ولكن الرؤية العامة التى تكونت بعد حرب عام 1967 . فالنصر المذهل ولد الغرور والغطرسة . كما طور الإسرائيليين صورة ذاتية للقوة ، ساعد عليها صورة العرب ضعاف وعاجزين وغير أكفاء . الرأى العام يرى ان الوضع الراهن مفيد لإسرائيل وان التغيير مرحب به فقط فى حالة إذا ما قبل العرب الشروط الإسرائيلية للسلام . الإسرائيليين لم يصدقوا تصريحات الرئيس المصرى أنور السادات فى استعادة الكرامة العربية وأن الحرب فقط تستطيع تغيير الوضع الراهن واعطاء القوة الدافعة للمفاوضات . فشل السادات فى الاتصال مع جولدا مائير لانها كانت اسيرة لمفهومها الخاص . يقول النقاد أن مفهوم مائير-ديان كان أم المفاهيم وولد بالتالى المفهوم العسكرى الذى شجبته اللجنة . كما ان اللجنة فشلت كما قال النقاد فى انها لم تستطع تحديد الأشخاص المسئولين فعلا عن الشعور بالنشوة بعد حرب 1967 وعدم تطوير الجنرالات لمفهومهم العسكرى.
بدأت اللجنة بهذا السؤال فى تحليل لموضوع المسئولية الشخصية ، ما هو المعيار الملائم للمراجعة ؟ هل كان يجب أن تضع اللجنة فى اعتبارها حقيقة أن ديان نفسه خبير عسكرى وبطل حرب حاز على اعجاب الإسرائيلين منذ نشأة الدولة ؟ أم كان يجب تجاهل مواصفات ديان الخاصة وتطبيق معيار "وزير الدفاع العادى " ؟ لقد طبقت اللجنة على ديان معيار " السلوك العادى" . فى نظر النقاد كان هذا لطمة قانونية وتحوير وتلاعب بالألفاظ لتبرئة ديان . الشعب فشل فى فهم كيف تجاهلت اللجنة الخبرة العسكرية لديان والتى جعلته وزيرا للدفاع فى عام 1967 .
وبخلاف ما وصفته اللجنة كمعيار " السلوك العادى" بأنه كان مناسبا فإن الشعب يرى انه غير مناسب. فالحقيقة أن ديان اصدر تصريحات متناقضة . على الرغم من توقعه الحرب فى ربيع عام 1973 ، فقد استبعد أيضا حدوث الحرب وأن حدود إسرائيل آمنة . فى صيف عام 1973 ، ديان اجرى تغييرات هيكلية هامة أعطت فكرة خاطئة بأن الحرب غير وشيكة . وكان قرار استبدال الجنرال الخبير ايرل شارون بأخر غير خبير وهو شمويل جونين لرئاسة الجبهة الجنوبية . لو ان ديان امن بوجود حرب فلماذا سلم أخطر الحدود لضابط غير خبير ؟
هذا النقد كشف عن شعور عميق بالخيانة للصفوف الأعلى بالقيادة العسكرية بعد صدور أول تقرير للجنة . صعق الضباط الذين تطلعوا لوقوف ديان بجانبهم - بعد صدور تقرير اللجنة - عندما علموا أن ديان يطور دفاع قانونى منفصل لتصويره كمدنى برىء تم تضليله بواسطة فريقه من الخبراء العسكريين. بينما كان الضباط بصدد اتباع " كود الشرف" واطلاع اللجنة على الحقيقة ، كان ديان الماكر يوظف مستشاريين لامعيين لتحوير الأدلة والهروب من المسئولية . لقد امنوا بأن ديان يحاول التأثير على اللجنة كما نجح من قبل فى التأثير على الجيش خلال السنين الماضية . وكانوا مقتنعين ان الجنرالان يادين ولاسكوف أعضاء اللجنة كان لهم الفضل فى ذلك.
رد اجرانات
اعتقد اجرانات بشدة فى التمييز بين المستويات المدنية والعسكرية ويرى ان ذلك صحيح وهام ولكن اسىء فهمه.
من مبادئه أن اللجنة المعينة لا تقرر استمرار مجلس الوزراء فى الحكم من عدمه لانها اساسا مسئولية الكنيست والأحزاب السياسية الممثلة وكان يرى أن الموقف الإنجليزى واضح فى هذا الموضوع فالمسئولية البرلمانية يجب أن تراقب وتناقش بواسطة البرلمان. وفى مقابلة مع اجرانات كان يؤكد على نفس الوضع الذى حدث للرئيس الأمريكى ، فالرئيس الأمريكى لا يتم عزله بواسطة لجنة تقصى الحقائق ولكنها مسئولية الكونجرس لأداء تلك المهمة.
ذكر اجرانات ابراهام لينكولن -الرئيس الأمريكى خلال الحرب الأهلية والذى يحترمه اجرانات كثيرا- فقد عانى من عدد من الهزائم عندها تم استبعاد الجنرالات واستمر لينكولن فى الحكم. اجرانات امن بأن كلا من مائير وديان يمكن استبعادهم فقط بواسطة الإجراءات السياسية . يصر اجرانات مع ذلك على انه من الخطأ الجزم بأن اللجنة ابرءات المستوى المدنى.
لم يكن سهلا على اجرانات تقبل ادانة اللجنة لديفيد اليعازار رئيس الأركان. كان منتبها للهوة الواسعة بين تطبيق المعيار الصارم على اليعازار وانهاء خدمته والمعيار اللين الذى تم تطبيقه على ديان. يتذكر اجرانات ليلة مؤرقة قبل اضافة اسم اليعازار لتوصيات اللجنة . لقد كان قلقا من أن تلك التوصية الصارمة ستغطى على نجاح قيادته العسكرية التى ظهرت أثناء الحرب لكنه وجد نفسه غريبا وسط اجماع اللجنة ، وللمحافظة على اجماع اللجنة تقبل فكرة زملائه ، ولذا كان على اليعازار الرحيل.
اللجنة والصحافة
منذ نشر أول تقرير للجنة حتى ظهور التقرير النهائى بعام ، أصبحت اللجنة هدفا لتغطية قاسية وحقودة ومريرة .
تقارير الصحافة فى ذلك الوقت تظهر اجرانات كرجل صامت ، يرفض الأجابة على ما تكتبه الصحافة ويدخن غليونه باستمرار على الرغم بأن داخله يعكس ضغط شديد. لقد تألم أكثر عندما طالت تلك الحملة عائلتة ، فإسم اجرانات غير مألوف وكان يتم التعرف على عائلته بسبب ذلك الاسم واحيانا يتم مضايقتهم .
انعكاسات شخصية
أبطال إسرائيل ديان وجنرالاته ، أصحاب الانتصارات لإسرائيل منذ الاستقلال وحتى 1967 ، أصبحوا اشخاص عاديين . حتى أن كلمة "بطل" ممكن أن تطلق بالخطأ على شخص ضعيف وخائف وقصير النظر . الأن يشعر اجرانات بأنه شهيد لهجوم وحشى بعد ما افنى عمره الوظيفى فى عمل ما هو أفضل للبلد .
لم تسبب اى فترة فى حياة اجرانات الآم مثل التى سببتها له تلك الفترة التى قضاها فى اللجنة .
المصدر: قاضى فى أورشليم - رئيس العدل شيمون اجرانات والقرن الصهيونى - الفصل الثالث عشر


الجسر الجوى الأمريكى يبدأ من يوم 10 اكتوبر


يقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ولقد مكن للعدو بذل كل تلك الجهود بفضل الامدادات الجديدة من الأسلحة الأمريكية المتطورة التى انهالت عليه من ترسانات الولايات المتحدة ، وتم تفريغها فى مطار العريش رأسا بواسطة اطقم امريكية متخصصة ، اعتبارا من 10 أكتوبر والأيام التالية ، تلك الامدادات التى وصفها جيمس شيلزنجر وزير الدفاع الأمريكى يوم 5 نوفمبر بأنها استنفدت بشكل خطير المخزون الأمريكى من الأسلحة والمعدات بالقدر الذى سوف يرغم حكومة نيكسون على طلب زيادة ميزانية الدفاع لعام 1974
لقد ظهر جليا خلال هذه الفترة بدء تدفق الامدادات الأمريكية الحديثة من الطائرات الفانتوم ومعدات التداخل الألكترونى وصواريخ شرايك المعدلة ضد الرادارات والقنابل التلفزيونية ضد وسائل الدفاع الجوى الأرضية ، الأمر الذى أدى إلى حدوث طفرة مفاجئة فى قدرات العدو الجوى وخاصة فى حجم وشدة ودقة الطلعات الجوية اعتبارا من 10 أكتوبر ، كما ازداد تاثير وكثافة التداخل الألكترونى على جميع انواع أجهزتنا
وكانت الطلعات المعادية على الجبهتين المصرية والسورية قد انخفضت ...... من 1100 طلعة يوميا إلى 790 طلعة يوم 9 .. ثم ازدادات إلى 1164 طلعة يوم 10 ... ثم 1238 طلعة يوم 1 1 ) ـ كتاب حرب رمضان

المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
السادات يصدر قرارا سياسيا بتطوير الهجوم


يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( لقد شكل الموقف العسكرى فى الجبهة السورية عامل ضغط على الرئيس السادات سياسيا ، وعلى الفريق أول أحمد إسماعيل عسكريا بصفته القائد العام لقوات الجبهتين المصرية والسورية . ولذلك صدر قرار الرئيس السادات فى الساعات الأولى من يوم 12 أكتوبر للفريق أول إسماعيل بتطوير الهجوم شرقا على الجبهة المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية
وفى صباح يوم 12 أصدر الفريق أول إسماعيل أوامره ببدء التطوير فى الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالى 13 أكتوبر مع التمسك برءوس الكبارى
وبناء على طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، وبعد استدعائهما إلى مركز عمليات القوات المسلحة ومقابلة القائد العام مساء يوم 12 ، تأجل تطوير الهجوم ليكون الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر) ـ مذكرات الجمسى

المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998

يقول الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( بعد عودتى من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر فاتحنى الوزير ( الفريق أحمد إسماعيل القائد العام ) فى موضوع تطوير هجومنا نحو المضايق ، ولكنى عارضت الفكرة وابديت له الأسباب ، وبدأ لى أنه اقتنع بهذا وأغلق الموضوع . ولكنه عاد وفاتحنى بالموضوع مرة أخرى فى صباح اليوم التالى الجمعة 12 أكتوبر مدعيا هذه المرة أن الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهة السورية
عارضت الفكرة على أساس أن هجومنا لن يخفف الضغط على الجبهة السورية ، إذ أن لدى العدو 8 ألوية مدرعة أمامنا ولن يحتاج إلى سحب قوات إضافية من الجبهة السورية حيث أن هذه القوات قادرة على صد أى هجوم نقوم به ، وليس لدينا دفاع جوى متحرك إلا أعداد قليلة جدا من سام 6 لا تكفى لحماية قواتنا وقواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية نظرا لتفوقها بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوى .. أى بعد حوالى 15 كيلومترا شرق القناة
إذا نحن قمنا بهذه العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم اية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية ، وحوالى الظهر تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة وقال هذه المرة ..... ( القرار السياسى يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضايق ، ويجب أن يبدأ ذلك من صباح غد 13 أكتوبر )ـ
وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها وتحرك اللواء محمد غنيم إلى الجيش الثانى ، واللواء طه المجدوب إلى الجيش الثالث حاملين معهما تلك الأوامر إلى قائدى الجيشين . وبمجرد وصول التعليمات كان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يطلبنى على الهاتف ، وقال بغضب سيادة الفريق أنا مستقيل ، أنا لا أستطيع أن أقوم بتنفيذ التعليمات التى أرسلتموها مع اللواء غنيم
ولم تمض سوى بضع دقائق حتى كان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث هو الآخر على الخط الهاتفى وابدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التى وصلته مع اللواء طه المجدوب ، وفى محادثتى مع كل من اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لم اخف عنهما أننى أنا أيضا قد عارضت هذه التعليمات ، ولكنى أجبرت عليها ، فاتحت الوزير مرة اخرى فى الموضوع وتقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة فى مساء اليوم نفسه
وفى خلال هذا المؤتمر الذى امتد حتى الساعة الحادية عشر مساء كرر كل منا وجهة نظره مرارا وتكرارا ، ولكن كان هناك إصرار من الوزير على أن القرار سياسى ( قرار اتخذه الرئيس أنور السادات ) ، ويجب أن نلتزم به ، وكل ما أمكن عمله هو تأجيل الهجوم إلى فجر يوم 14 بدلا من فجر يوم 13 كما كان محددا
لقد كان هذا القرارهو أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التى كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها ) ـ من مذكرات سعد الشاذلى
يقول السادات فى كتابه البحث عن الذات ( اتضح لى أن القمر الصناعى الأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ، أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد .. واقر هنا للتاريخ ان روسيا التى تدعى وقوفها مع الحق العربى لم تبلغنا بشىء بواسطة اقمارها الصناعية التى تتابع المعركة

ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات .. لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة .. والعريش تقع خلف الجبهة
وبدات ألاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التى اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها . كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات . لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع ، وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار .. وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية
أما التطور الثالث والخطير ، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا . وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ امريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا ، فأرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت امريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار .. وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى . وأنا أعرف امكانياتى وأعرف حدودى .. لن أحارب أمريكا
ولذلك بعد عودتى من غرفة القيادة .. كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار .. وسجلت فى هذه البرقية موقفى ، وهو أنى لا اخاف من مواجهة إسرائيل ، ولكنى أرفض مواجهة أمريكا .. وإنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى .. وإننى مستعد أن احاسب أمام شعبى فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار
وفى هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل
وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله .. فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا ، ومواجهتى ، والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقع وراء ظهرى ليطعننى فى اية لحظة عندما أفقد 85 % أو 90 % من سلاحى كما حدث فى سنة 1967) ـ السادات من كتابه البحث عن الذات
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( وعندما صدر القرار وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 1852 يوم 22 أكتوبر بتوقيت القاهرة)ـ مذكرات الجمسىأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع .. فأمريكا وإسرائيل فى
1998المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام
  • ملف العضو
  • معلومات
شقراء
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 26-09-2009
  • المشاركات : 76
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • شقراء is on a distinguished road
شقراء
عضو نشيط
رد: متى يبقى الدور الجزائري في حرب اكتوبر 1973 فى طور النسيا؟
08-10-2010, 09:02 PM


((عبدالله يستقر في الاردن))

يورد الكاتب كيف قام عبدالله جد الملك حسين قبيل الحرب العالمية الاولى بزيارة الى اللورد كيشنر المندوب السامي وحاكم مصر العام وأن هذه الزيارة أدت فيما بعد الى انشاء المملكة الاردنية الهاشمية حيث أتت الحرب العالمية فيما بعد ووجدت بريطانيا نفسها أنها محتاجة الى الشريف حسين بن علي والد عبدالله بغرض اعلان التمرد على الخلافة الاسلامية العثمانية التى دخلت الحرب ضد بريطانيا وفرنسا ولكن الشريف حسين اكتفي باعلان (( انه لم يستجب لطلب السلطان بالانضمام الى الجهاد ضد البريطانيين )) وتلك في حد ذاتها خطوة خيانة كبيرة حيث امتنع هذا الشريف عن تلبية نداء الخليفة بالجهاد والنفير العام وقد اتضح أن هدف الشريف حسين هو (( تجنيد الامة العربية لخدمة مصالح بريطانيا وحلفائها في الحرب ضد الالمان والامبراطورية النمساوية والاتراك ومقابل ذلك طلب من بريطانيا أن تصدر اعلانا مؤيدا للاماني الوطنية للعرب بزعامته اذا انه اعتبر نفسه الناطق بلسان الامة العربية )) وبرغم أن بريطانيا لم تعطي وعدا قاطعا للشريف بما يريد الاانه اعلن في يونيو 1916م الثورة العربية الكبرى ضد الخلافة الاسلامية العثمانية وقد اشتهرت تلك المراسلات بمراسلات حسين – مكماهون وفي تلك الفترة وبعد انتهاء الحرب بانتصار الحلفاء جاء وعد بلفورعام 1917م ملبيا لطموح الحركة الصهيونية بزعامة هرتزل . وفي نوفمبر 1920م وصل عبدالله ابن الشريف حسين الى مدينة معان الواقعة شرقي الاردن – والتى كانت جزءا من مملكة والده الشريف حسين حيث كانت تابعة للحجاز وكلمة شرقي الاردن تعني المنطقة الواقعة شرق نهر الاردن المار في فلسطين من الشمال الى الجنوب ويصب في البحر الميت وينبع شمالا من منطقة اليرموك المشهورة . وقد وافقت تشرشل على منح شرقي الاردن لعبدالله ابن الشريف حسين كنوع من رد الجميل للخيانة التى قامت بها الاسرة خصوصا بعد تزايد هجمات ال سعود مناطق الحجاز بدعم من بريطانيا ودفعت الحكومة البريطانية مبلغ 5000 جنيه استرليني سنويا لعبدالله ثم زاد المبلغ ليصبح في اقل من سنتين 150000 جنيه استرليني لتوطيد دعائم حكمه ولضمان شراء القبائل وتجميعها من حوله . وفي عمان تم الحاق اول ممثل بريطاني بعبدالله وكان يهوديا اسمه ابرمسون وفي عام 1923هـ احتاج عبدالله وكذلك عبدالعزيز ال سعود الى بريطانيا لمواجهة تقدم الاخوان الذين تمردوا على عبدالعزيز ال سعود وأرادوها جهادا لفتح البلاد الاسلامية المجاورة وتوحيدها وضمها فقد وصلت طلائعهم الى حدود مدينة عمان الحالية وكذلك وصل تقدمهم من ناحية العراق الى حدود البصرة فقامت بريطانيا بحرقهم بواسطة الطائرات بعلم وتخطيط بين كل من عبدالعزيز ال سعود وعبدالله بن حسين ملك الاردن وفي عام 1925م قام عبدالعزيز ال سعود وبالتنسيق ودعم من بريطانيا بطرد جميع ابناء الشريف حسين الى خارج الحجاز نهائيا والى الابد .

((كلوب باشا))

في عام 1930م دعي طابط بريطاني شاب يدعى جون باجوت غلاب ((كلوب باشا)) من الخدمة في العراق لكي يشرف على تأسيس جيش نظامي لهذه الامارة الصغيرة المصطنعة وبقي كلوب هذا قائدا عاما للجيش العربي في الاردن لمدة 26 عاما تالية ؟؟؟؟ أي انه كان قائدا للجيش الذي دخل الى فلسطين لتحريرها من اليهود عام 1948م ؟؟؟؟؟ . والتاريخ يؤكد أن هذه المملكة حكمت خلال تلك الفترة من ثلاثة اشخاص هم عبدالله بن حسين وكان مجرد واجهة لتنفيذ الاوامر الصادرة من الحكام الفعليين وهم (( كلوب باشا )) و (( المقيم البريطاني كيركبرايد)) .

(( مئيـــــر ))

(( ان معظم مميزات العلاقات الحالية بين الاردن واسرائيل تعود الى العلاقة الخاصة التى نشأت بين عبدالله والحركة الصهيونية انها عبارة عن شبكة علاقات معقدة من الاتصالات توجد- بعكس الرأي السائد الذي يرى في النزاع العربي الاسرائيلي نزاعا بين طرفين – لعبة مثلثة : اسرائيل و الاردن وفلسطين )) ص37 بيد أن اصل العلاقة لم يكن مع عبدالله ابن الشريف حسين فأصل العلاقة يعود الى عام 1919م عندما اجتمع فيصل ابن الشريف حسين مع وايزمن وذلك بتاريخ 3/2/1919م وقد وقع فيصل (( اتفاقية صداقة بين الدولة اليهودية وجارتها الدولة العربية وجاء فيها : تحدد بعد اتمام مشاورات السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعينها من قبل الطرفين المتعاقدين . عند انشاء دستود ادارة فلسطين تتخذ جميع الاجراءات التى من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في الثاني من نوفمبر 1917م ويجب أن تتخذ جميع الاجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين على مدى واسع والحث عليه وبأقصى مايمكن من سرعة لاستقرار المهاجرين في الارض )) ص 39 أيها الاخوة القراء ان هذه الاتفاقية وقعت عام 1919م في وقت لم تكن فيه اسرائيل قد ولدت بعد وهذا الشريف فيصل ابن الشريف حسين يوقع مع وايزمن بالاحرف الاولى اتفاقية لضمان تنفيذ وعد بلفور ولضمان الهجرة اليهودية الى فلسطين ...أي ظلم وقع عليكم ياشعب فلسطين من هؤلاء الطغاة اللهم أنتقم من الحكام الطواغيت الذين باعوا ارض الاسراء والمعراج من أجل 150000 جنيه استرليني سنويا باعوا الارض التى جاءها محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم – جدهم كما يزعمون – وصلى بها اماما بجميع الانبياء ثم عرج به منها الى السماء فهل رأيتم خيانة للتاريخ أكثر من ذلك ؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل .
وقد نشرت صحيفة التايمز اللندنية في 12 ديسمبر من عام 1918م تصريحا للشريف فيصل جاء فيه (( ان الفرعين الرئيسيين للعائلة السامية العرب واليهود يفهم كل منهم أخاه وكلي أمل بأنه بعد تبادل الاراء في مؤتمر السلام المرشد بمباديء تقرير المصير الوطني ستتقدم كل من الامتين بنجاح نحو تحقيق طموحاتها ان العرب لايضيقون ذرعا باليهود الصهاينة وهم عاقدون النية على معاملتهم على مايرام وقد أكد اليهود للوطنيين العرب نيتهم الحرص على أن تكون معاملتهم على مايرام في المناطق التابعة لكل طرف )) ص 39 سجل ياتاريخ خيانة تلك الاسرة لله ولرسوله وللمؤمنين .
وفي مارس من عام 1933م قال عبدالله ابن الشريف حسين مايلي : (( سيجد اليهود في كل العالم في شخصي لورد بلفور جديد ، وأكثر من ذلك لقد منح بلفور ارضا ليست له وأنا أتعهد بأرضي )) ص 41 صدق عبدالله لقد وجد اليهود في شخصه بلفور افضل من بلفور الحقيقي كما قال . وقد منحت الوكالة اليهودية الرمز(( مئير )) للشريف عبدالله بن الحسين في مراسلاتها واتصالاتها به .

((استرتيجية عبدالله بن حسين ))

قامت استراتيجية عبدالله ابن الشريف حسين في الاعوام 1947 الى 1951 على الاسس التالية :
1) العداء التام للزعامة الفلسطينية بقيادة مفتى القدس الحاج أمين الحسيني .
2) طموحه لاسترجاع مجد الهاشمين عن طريق اقامة اتحاد عربي يرأسه هو وأبناءه
3) اعتماد مطلق على بريطانيا في الامور العسكرية والمالية والسياسية وغيرها .
4) انعدام العداء للفكرة الصهيونية وفكرة اقامة وطن لليهود على اشلاء شعب فلسطين .

((وفي عام 1946م اعترف الملك عبدالله ل الياهو ساسون – من كبار دبلوماسي الوكالة اليهودية بأن هدفه هو التقسيم ومنع قيام دولة مستقلة للفلسطينين .)) ص 43

وفي 17/11/1946م التقى عبدالله بزعماء الوكالة اليهودية سرا في عمان وقال لهم مانصه (( انا موافق على التقسيم بشرط أن يكون على نحو لايجلب لي العار )) ص 44 وبعد اسبوعين من هذا الاجتماع اصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة في 29/11/1946م قرارها بانهاء الانتداب البريطاني و بتقسيم فلسطين الى ثلاثة اجزاء هي 1) دولة يهودية تشمل معظم مناطق الساحل والنقب 2 ) دولة عربية في بقية مناطق القدس وضواحيها 3) دولة عربية في بقية مناطق فلسطين . قبل اليهود بذلك القرار ورفضه شعب فلسطين المسلم رفضا قاطعا وكذلك باقي الشعوب المسلمة والعربية والكثير من الزعماء العرب في ذلك الوقت . ويقول الكاتب (( اقتربت ساعة الحسم في الصراع على فلسطين وتركز ذلك على رجلين مركزيين هما بن غوريين وعبدالله بن حسين ولقد كانت استراتيجية الاثنين معا امرا واحدا هو منع اقامة دولة فلسطينية )) ص 45 .

((نكبة فلسطين والامة الاسلامية 1948م ))

لقد حول الطرفان العربي واليهودي سير الحرب ونتائجها الى اساطير وخرافات لم يكن لها صلة بالحقيقة فهي لم تكن اختبارا حرا للقوة لقد توقفت المرة تلو المرة بهدنات وبوقف اطلاق نار فرضتها قوى خارجية دعما وحماية لاسرائيل وتمكيننا لها واستمرت الحرب شكليا لمدة ثمانية اشهر ولكنها فعليا كانت اربعة اشهر وعلى اربع فترات متقطعة وذلك من يوم الهجوم العربي وحتى يناير 1949 حين طلبت مصر اعلان الهدنة صحيح أن الجيوش العربية كانت أكثر عددا وعدة الاانها كانت تخلو من القيادات الحقيقية الراغبة في القتال وليس أدل على ذلك من أن قائد الجيش الرئيسي في المعركة كان كلوب باشا الانجليزي الصليبي والذي كان قائدا للجيش الاردني فلقد حدد هذا الانجليزي بعلم وتنسيق مع عبدالله اهدافا تكتيكية محدودة ومال الى تقليص المواجهة مع اسرائيل الى الحد الضروري فقط ويقول الكاتب في الصفحة 48(( لقد كان واضحا ان عبدالله ماهو الا دمية بريطانية حيث لم يكن قادرا على تحريك جندي واحد الابموافقة كلوب و كيركبرايد)) ولم تدر معارك حقيقية بين الجيشين الاردني الا في القدس كان قائدها عبدالله التل القائد الاردني الذي تمرد فيما بعد على الملك عبدالله لوضوح الخيانة امام عينيه وقد قتله حفيده حسين بن طلال فيما بعد بتفجير مقره في عمان . واحتلت اسرائيل معظم ارض فلسطين البالغة مساحتها 27600 كم مربع وبقي منها 5600 كم تحت سيطرة الجيش الاردني وهي مايسمى بالضفة الغربية و 560 كم مربع هي قطاع غزة تحت السيطرة المصرية وما احتلته اسرائيل يعتبر ضعف مااعتمدته الامم المتحدة في قرار التقسيم الشهير ووقعت كل من الاردن وسوريا ومصر ولبنان اتفاقية الهدنة مع اسرائيل ورفضت العراق التوقيع على الهدنة وكان العراق قد بعث بجيش عبر الاردن للمشاركة في الحرب . وبذلك كانت اولى مأسي المسلمين عبر احتلال ثلثي فلسطين واقامة دولة اسرائيل على اشلاء شعب مسلم بتأييد ومباركة وتواطؤ الكثير من الزعماء العرب وخصوصا عبدالله بن حسين ملك الاردن .

(( الفلسطينيون يغتالون الخائن عبدالله في القدس ))

في 24 /2/1950م أجبر الملك عبدالله رئيس وزرائه التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاقية سلام سرية مع اسرائيل قائلا له (( انتم توقعون وانا اكون شاهدا )) ووقع عليها من الجانب الاسرائيلي موشيه ديان ولكن الملك اضطر بعد اربعة ايام الى الغا ء موافقته على تلك الاتفاقية بعد ظهور ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي وبعد فرار عبدالله التل الى القاهرة حيث وصف عبدالله بأنه خائن وأداة في يد بريطانيا وأيد ماقاله بالعديد من الوثائق التى تثبت خيانة عبدالله وتسليمه ارض فلسطين لليهود وعليه قررت قيادات فلسطينية ابرزها الكتور موسى الحسيني وبالتنسيق مع عبدالله التل قتل عبدالله بن حسين وتم ايكال تنفيذ المهمة الى احد المجاهدين الفلسطينين وهو شكري عشو من مدينة القدس حيث كانت القدس قلب فلسطين النابض ومركز المعارضة لعبدالله وبتاريخ 20/7/1951م دخل عبدالله الى المسجد الاقصى لاداء صلاة الجمعة وكان برفقته حفيده حسين بن طلال بن عبدالله فخرج له من خلف الباب شكري عشو وأطلق الرصاصات على رأسه القذر فتناثر دماغه على ارضية المسجد الاقصى مدنسة اياه ومن ثم استدار شكري وحاول اغتيال حسين حفيد الملك ولكن رصاصات الحرس الشخصي كانت اسبق الى صدر ذلك البطل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته اللهم أمين . لقد كان مقتل عبدالله تحذيرا لكل زعيم عربي يحاول يسعى للتوصل الى سلام مع اسرائيل ولكن جاء السادات بعد 27 عاما ليكرر مشهد الخيانة فكان أن لقي حتفه على يد بطل مصر الشهيد باذن الله خالد الاسلامبولي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته اللهم أمين .

((الجزء الثاني والاخير))

(( حسين بن طلال حفيد الخيانة ))

عندما اغتيل عبدالله كان حسين في السادسة عشر من عمره وقد شاهد بأم عينيه منظر دماغ جده القذر منتورا على ارضية المسجد الاقصى فكان ذلك من أكثر المؤثرات في حياته وجعله أكثر خبثا وسرية في التعامل مع اليهود . وقد تولى والده طلال الملك بعد اغتيال جده وكان طلال على خلاف شديد مع الانجليز ويكره حياتهم ويكره كلوب باشا بشكل كبير ولم يرق له مسلسل الخيانات التى قامت بها الاسرة هذا في الظاهر ولكن الحقيقة أن طلال كان يكره الانجليز وكلوب باشا تحديدا لانه أطبق على زوجته زين مع كلوب باشا في وضع غير اخلاقي فقام باطلاق النار على كلوب باشا فاصابته الرصاصة في فكه لذلك كان يطلق عليه افراد وضباط الجيش الاردني لقب (( ابو حنيك )) ولكن مما زاد من حنق طلال وكرهه للانجليز أنه لم يستطع اقالة أو طرد كلوب باشا حيث كان كل شىء بيد الانجليز وعندما حاول طلال القيام بتجميع الضباط المخلصين من حوله واعادة ترتيب امور مملكته عاجله الانجليز بانقلاب أبيض بالتعاون مع زوجته زين حيث أعلن الديوان الملكي في أغسطس 1952م أن طلال بن عبدالله بن حسين رجل مختل عقليا ويعاني مصاعب نفسية وعليه فقد تم تعيين ابنه حسين ملكا على الاردن وتم نفي طلال الى استانبول ليعيش بقية حياته هناك منفيا الى أن مات هناك ولكن المشكلة أن حسين لازال صغير السن ولم يكمل تعليمه العسكري في بريطانيا وفي سانت هيرست لذلك قرر الديوان الملكي تعيين خاله ناصر وصيا على العرش الى أن يتم حسين تعليمه ويبلغ السن القانونية التى تسمح له بادارة الملك أو بمعنى اصح حتى تكمل بريطانيا تربيتها له على اكمل وجه . ومنذ ولد حسين بن طلال في 14/11/1935م تولت أمه زين والانجليز تربيته وادخل الى مدرسة مسيحية تبشيرية في عمان وكان طلال والده متعلقا به ويحاول جاهدا تربيته على الاخلاق العربية وابعاده عن تربية الانجليز ولكن دون جدوى فلقد كانت زين وبدعم من جده عبدالله و الانجليز الاقوى دائما والاكثر تأثيرا على حسين حيث فضلت أن يتربى الولد على التربية الانجليزية وبعد مقتل جده عبدالله وتولى أبيه الملك ارسل حسين الى كلية سانت هيرست في بريطانيا لاكمال تعليمه وقد ظهرت جليا مواهب حسين بن طلال للمخابرات البريطانية فلقد كان الملك الشاب زيرنساء ومولعا بالسيارات السريعة والنوادي الليلية شأنه في ذلك شأن جده عبدالله بن حسين . وبعد تخرجه من سانت هيرست عاد حسين الى الاردن في عام 1953م وتم تتويجه ملكا على الاردن .

(( مجزرة قبية أولى الخيانات الحسينية ))

في اكتوبر من عام 1953م هاجمت وحدة كومندز اسرائيلية بقيادة ارئيل شارون قرية قبية الفلسطينية الواقعة تحت سيطرة الجيش الاردني وقتلت 66 شخصا معظمهم من الاطفال والنساء وفجر المهاجمون أكثر من اربعين بيتا فلسطينيا على رؤس اصحابها وثار الفلسطينيون على الملك وجيشه فماكان من الملك الا أن أقال قائد القطاع المسؤل عن القرية العميد البريطاني (( أشتون)) بتهمة الاهمال ؟؟؟ ولكن الشارع الفلسطيني ظل يغلي وكذلك الشارع الاردني فما كان من الملك وبالتنسيق مع المخابرات البريطانية الا أن اعلن تعريب الجيش الاردني وطرد جميع القيادات الانجليزية في 1956م ارضاءا للمطالب الشعبية وخوفا من ثورة عارمة ضده وضد حكمه .

(( الاضطرابات تجتاح عمان 1958م ))

في ظل الغليان الشعبي العارم تجاه مايقوم به حفيد الخيانة اجتاحت الضفة الغربية والتى كانت تحت الحكم الاردني انتفاضة كبيرة مالبثت ان انتقلت الى عمان واصبحت المنطقة تغلى ضد حكم حسين بن طلال الذي لم يكن سوى امتداد لحكم عبدالله ولكن بشكل اكثر سوء وخيانة فما كان من حسين بن طلال الا ان استعان عبر اسرائيل ومباشرة من القوات الخاصة البريطانية نزلت الى شوارع عمان دعما للملك وقمعت مع الجيش الاردني كل مظاهر المعارضة لنظامه الهش .

(( تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ))

((كان عبدالكريم قاسم قد دعا عام 1960م الى اقامة كيان فلسطيني وفي عام 1964م انشأت الجامعة العربية بدعم وضغط من مصر منظمة التحرير الفلسطينية وتم تأسيس جيش فلسطيني )) وكان الهدف من ذلك من وجهة نظر مصر هو كبح جماح حسين بن طلال من التحدث باسم الفلسطينين والدخول في مشاريع سلام مع اسرائيل وتعطيل خططه للتسوية مع الاسرائيليين .

((لقاء حسين الاول بغولدا مائير1965م ))

بطلب من حسين بن طلال وبتنسيق مع الدكتور هيرتسوغ أحد زعماء الحركة الصهيونية التقى حسين بن طلال مع وزيرة خارجية اسرائيل ان ذاك غولدا مائير في شقة في باريس ويصف الكاتب اللقاء بما يلي (( عندما دخل حسين الغرفة وتقدمت غولدا نحوه لم يخف الملك انفعاله وتصافحا بحراره وتبادلا الذكريات عن عبدالله وتحدثت الوزيرة عن انطباعاتها وذرياتها عن لقائاتها بجده عبدالله )) ص91 وفي ذلك الاجتماع وحسب الكاتب طلب حسين من اسرائيل مسانتده ضد التيار الناصري وضد التنظيمات الفلسطينية وضد سوريا وطلب ايضا ان توافق اسرائيل على السماح له بشراء اسلحة امريكية مع تعهد الملك بعد استخدام تلك الاسلحة ضد اسرائيل وأنه سوف يقدم وعدا خطيا للولايات المتحدة




محاضر استماع لجنة التحقيق التي أطلق عليها اسمأجرانات، والتي شكلت في تل أبيب للوقوف على أسباب الهزيمة، تلك المحاكمة ظلتمعظم وقائعها سرية حتى عام 2005، حينما خرجت لأول مرة مذكرات أحد القضاة الذينأشرفوا عليها، وبالتوقف عند الجلسات التي تعلقتبشهادة وزير الحربالصهيوني الجنرال موشي ديان، تتكشف أجزاء من الحقيقة.


فحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأديبة أجاب قائلا: مثلماحدث في بقية مجريات الحرب... المصريون خدعوناوجعلونا نعتقد أنميناء الأديبة غير محصن... كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته... فبنيناخططنا على أساس معلومات تؤكد لنا أن تلك النقطة الاستراتيجية في متناولنا، فحاولناالاستيلاء عليه في الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منهمدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصف صاروخي ومدفعي شديدومركز على المنطقة كلها، لكن معظم صواريخنا أسقطتها الصواريخ المصرية المنتشرة علىمسافة 15 كيلومترا من الميناء، في حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة منالمكان المستهدف، فتأكدنا أن الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القواتالجزائرية، أو أن هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها في الهجوم، كانت كلالمعطيات والتحليلات تدل على أن الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلةالعملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمروانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم المشاركة في الهجوم علىسيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفي الوقت ذاته أمرتاللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية في منطقة القنطرة شرق لشغلالمصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأديبة، ثم أمرت اللواء مدرع 178بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سي 5 غلاكسي بواسطةصاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتني إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقفرأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشراتالصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد في الهبوط في أحدمطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتني رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطارياتالصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التيانطلق منها القصف الإسرائيلي على الأديبة، هنا شعرت أننا وقعنا في فخ خطير، وأنالعدو نجح في استدراجنا بخبث لم نعهده في حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشكالحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كانمجنونا





لأدميرال توماس مورير، عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أثناء حرب أكتوبر، والذي يقول في مذكراته: إصابة السي 5 غلاكسي أصاب هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التي يفقد فيها الأسطول الجوي الأمريكي واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعلن الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كاملة جمعنا المعلومات التي صيغ منها التقرير الذي استلمه الرئيس في صباح اليوم التالي التاسع من أكتوبر 1973، والذي ذكرنا فيه أن السوفييت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا في فشل عملية الإنزال في منطقة السويس، وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادي استوردته الجزائر من موسكو عام 1972



فقرات من شهادات ديان، والتي يقول فيها للمحققين:
اتهامي بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على توقعات خاطئة ليس صحيحا،فبمجرد أن أشعل العدو النار في الأديبة حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرالشارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية،فوقعت الكارثة، تلك الكارثة تحدث عنها موشي ديان بالأرقام 900 قتيل و172مركبة

لكنالمؤرخ والكاتب الصهيوني شفتاي تيبت يتحدث عام 2000عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربعقرن وكتابي ممنوع من النشر لأني أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذي قدمته المؤسسةالعسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلي على أنه بطل حرب كيبور،فقد كنت ضابطا في اللواء 178 مدرع الذي تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيشالدفاع من قبل، مات أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثةجنود... نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسةأشخاص، بقيت حيّا لأشهد على شجاعة وبسالة شارون العظيم... الذي يتحمل وحده ما وقعلإسرائيل في هذا اليوم الأسود... شارون كان يسير باتجاه الأديبة منتشيا ولم يستطعإخفاء أحلامه الشاذة في المجد والخلود، فقال لي: سنبيد هذه الحشرات في لحظات،وأمرني والجنود بتدمير كل شئ حي على الأرض وقتل أي أسير والتنكيل بالجثث، لقد قالبالحرف الواحد: »أريد أن ترتج السماء والأرض بانتصاركم الوشيك...، لقد كان يتصرفوكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل...
لم يتصرف مطلقا كقائد مسؤول عن أرواح رجاله... كان يقول بغباء لم أشهدمثيله في حياتي: المهمة سهلة جدا... بضعة مئات من الجزائريين الضعفاء غير مدربينولا مسلحين وغير مدعومين بالمرة.. نريد أن نفرمهم بجنازير دباباتنا لنلقن المصرييندرسا مؤلما... ولنؤدّب كل من تسوّل له نفسه التصدي لنا، كان فاشيا وقاسيا ولا يقبلالرأي الآخر، حتى أنني لم أستطع مناقشة خطة الهجوم معه بوضوح، وعندما جاءتناالأوامر من القيادة العليا تطالبنا بالانسحاب الفوري، جنّ جنونه ورفض الأمر، في تلكالأثناء كنّا على بعد 10 كيلومترات من الهدف، فصرخ في الجميع عبر مكبر الصوت يخطبوكأنه داوود، قائلا: على بعد أمتار ينتظركم المجد... قلوب أمهاتكم وقلوب العالمكلها معكم... بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت... أبيدوا هذهالفئران الجبانة التي ترتعد من بأسكم... لا ترحموهم... علموا العالم كيف يتعامل معهذه الحثالة... لا تتركوا بيتا واحدا في الجزائر إلا متوشحا السواد... ومن بعدالتفتوا إلى المصريين الجبناء... من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل.
ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا: اندفعنا بقوة صوب الأديبةتسبقنا قذائف دباباتنا... وما أن توغلنا في عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرينمن كل الجهات... كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات في الثانية، فظننتأننا سقطنا في حقل ألغام... لكن أصوات الأعداء كانت تأتي من كل الاتجاهات، يقولونقولتهم الشهيرة الله أكبر وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا آر.بي.جي، المفاجأةشلت أيدينا وعقولنا... لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم... لقد كانوا قريبينجدا... ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، في حين لم تصمد قوات المظليينلأكثر من 30 دقيقة... وأبيدت عن آخرها... وتخيلوا... ماذا كان موقف شارون الشجاعوسط هذا الجحيم، ..... يتساءل تيبت ويجيب ـ: كان يصرخ ويبكي كالطفل الذي تركته أمّهتائها في الصحراء، كان يقول لسائق الدبابة تراجع... تراجع، لكن الصواريخ كانت أقربمن أوامره، فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة في كل مكان، حتىقفزنا في مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا... وشاءت الأقدار أن ننجو منالمذبحة التي أوقعنا فيها بطل إسرائيل العظيم شارون، الذي أضاع على إسرائيل فرصةالالتفاف الأولى والهامة على الجيش المصرى




(الجزء الأول)
بعد حرب أكتوبر 1973 قامت إسرائيل بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق وذلك برئاسة رئيس العدل شيمون اجرانات وقد اصدرت هذه اللجنة تقريرها فى 1500 صفحة ، لم ينشر منها سوى 40 صفحة فقط.
وفى يناير عام 2005 وافق الكنسيت ( البرلمان الإسرائيلى ) على قانون يمنع نشر ذلك التقرير على الرغم من مرور 30 عاما على صدوره فى عام 1975.
المصدر : جيورساليم بوست (http://pqasb.pqarchiver.com/jpost/access/785699061.html?dids=785699061:785699061&FMT=ABS&FM TS=ABS:FT&date=Jan+27,+2005&author=NINA+GILBERT&pu b=Jerusalem+Post&edition=&startpage=03&desc=MKs+ha lt+release+of+Agranat+Report)
فى أواخر التسعينات أصدرت الكاتبة بنينا لاهاف (http://www.bu.edu/law/faculty/profiles/index.html#l) كتاب عن شيمون أجرانات فى أحد فصوله تناقش فيه لجنة أجرانات وتأثيرها عليه ، وهنا سيتم عرض ترجمة لبعض فقرات من مقدمة الكتاب ومن الفصل الثالث عشر الخاص بلجنة أجرانات
عنوان الكتاب : قاضى فى أورشليم - رئيس العدل شيمون اجرانات والقرن الصهيونى
المقدمة
إن مكانة شيمون اجرانات للقانون الإسرائيلى تعادل مكانة ديفيد بن جورين للسياسة الإسرائيلية.
الفصل الثالث عشر - الحرب ولجنة اجرانات
أن لجنة اجرانات المشكلة بقرار من مجلس الوزراء للتحقيق فى أسباب الانهيار خلال حرب يوم كيبور ، قذفت بأجرانات داخل أخطر أزمات إسرائيل . وأصبح هدف لاقسى أنواع النقد الذى عرفته إسرائيل . تقارير لجنة اجرانات كانت موضوعا رئيسيا فى كل مكان ، على الصفحات الأماميه للجرائد ، بالإذاعة والتلفزيون وعلى لسان كل سائق تاكسى وصاحب متجر عبر البلد . اصبح لكل إسرائيلى رأى واضح فى نتائج التقارير .
الطبيعة العنيفة للرأى العام كانت تجربة جديدة لاجرانات ، فقد تحول فجأة من مركز وظيفى موقر ومنعزل نسبيا كرئيس للعدل إلى متهم بالعمالة والمشاركة فى حل الحكومة والتحيز والموالاة. لقد تحمل الهجوم بكرامة وتحفظ ولكن المعاناة شديدة والجروح لم تندمل . لقد أصبح حزينا لآخر أيامه لمجرد ذكر اللجنة ويصر بشدة على وجود سوء فهم .
الساعة الثانية ظهرا ، انطلقت صفارات الإنذار كأكثر حدث زلزل إسرائيل فى تاريخها منذ الاستقلال . هجوم مفاجئ لكل من مصر وسوريا مخطط ومنفذ بشكل جيد . خلال 3 أسابيع مات أكثر من 2500 جندى إسرائيلي وجرح اكثر من 3000 وتقريبا 300 بالأسر. إسرائيل واجهت اول هزيمة . صحيح انه بنهاية الحرب استعادت معظم المناطق التى خسرتها وأعادت بناء السيادة العسكرية ، لكن تلاشى الشعور بأنها دولة لا تقهر وأنها القوة الإقليمية بالمنطقة . ذهبت نشوة النصر لحرب 1967 مجددة مخاوف هولوكوست آخر.
بعد يومين من يوم كيبور ، ضللت الحكومة الإسرائيلية نفسها وشعبها بتوقع أن معجزة حرب 1967 ستعيد نفسها ، وأن العرب سيدفعوا ثمن وقاحتهم . فقط فى ليلة الثامن من أكتوبر كان هناك بعض الحقيقة التى تكشفت بحرص فالجيش يعانى خسائر ضخمة على كلا الجبهتين.
بعد حرب الأيام الستة ، بدت الصهيونية كاملة، الدولة اليهودية دمجت النصر بالقوة. مطالب ورغبات العرب بالكاد ما تهم . إسرائيل ستحتفظ بالأراضى التى غزتها حتى يتقبل العرب الشروط الإسرائيلية للسلام . موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي ذا الشخصية الكاريزمية ( القوية التأثير) والواسع الاعجاب صاغ عبارة ( مدينة شرم الشيخ بدون سلام أفضل من سلام بدون شرم الشيخ) . الصهيونية تحولت إلى عقيدة من الفخر والقوة.
بينما تستمر الحرب ، يتضح أكثر فأكثر أن هناك بعض الحسابات الفنية الخاطئة والفظيعة. رغم وجود مؤشرات لإعداد مصر وسوريا للحرب . فإن القيادة الإسرائيلية فشلت فى اعطاء مصداقية لتلك المؤشرات ، كان هناك قناعة بأن العرب لن يبدءوا الحرب .
لجنة اجرانات - التحقيق
بينما بدا وقف إطلاق النار ، فإن الرأى العام يشتط غضبا . وكلما عرف الشعب حقيقة الحرب كلما زاد الغضب والسخط . تزايد الغضب لتحديد المسئولية . من المسئول عن فشل إسرائيل فى توقع الهجوم وما هو الثمن المفروض أن يدفع ؟ التقارير اليومية عن الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون الذى سيستقيل خلال فترة قصيرة نتيجة فضيحة ووترجيت ، تزيد من الدور المحورى للمسئولية.
لكن حكومة جولدا مائير مازالت قابعة . مائير رئيس الوزراء الإسرائيلى كانت معروفة ببطلة الوضع الراهن . فى مشهد محرج رفض كلا من ديان ومائير تحمل مسئولية عدم استعداد إسرائيل . مهما كانت الأسباب فإن مجلس الوزراء لن يحمل نفسه المسئولية . فقط وزير العدل يعقوب اس. شابيرو قدم استقالته بعد فشله فى إقناع ديان بتحمل المسئولية والاستقالة. هذه الأحداث عجلت بتشكيل لجنة اجرانات . القانون الإسرائيلى يتيح لمجلس الوزراء تعيين لجنة لتقصى الحقائق تملك القوة القانونية لتنفيذ التحقيقات. قررت جولدا مائير ، بعد كثير من التردد فى أن تسير فى ذلك الطريق .
فى 18 نوفمبر 1973 انهى النائب العام الاستشارات الخاصة بتشكيل اللجنة . بالمصادفة ، هو نفس اليوم الذى أصيب فيه ديفيد بن جورين بنزيف حاد بالدماغ. هكذا كانت حرب يوم كيبور سببا فى نهاية عصر وخاتمة لفصل فى التاريخ الصهيونى .
كان على اجرانات اختيار اعضاء لجنة تقصى الحقائق طبقا لقرار مجلس الوزارء ، لم يتهرب اجرانات من المسئولية كما فعل مجلس الوزارء فقد كان يستطيع تعيين اى رئيس للجنة وان يتجنب المشاكل ، ولخطورة الموقف قرر اجرانات تحمل المسئولية وان يكون رئيس اللجنة.
شكل اجرانات اللجنة من أعضاء منهم موشى لاندو ليكون بديل له فى حال مرضه ،وهو زميله ومحل ثقته منذ عملهم سويا بمحكمة حيفا. بالاضافة إلى لاندو تم اختيار اسحاق نبنزهل المراقب العام بالدولة ، لم يكن اى من الثلاثة له خبرة عسكرية فعلية ولذا تم اضافة اثنين من الجنرالات ايجال يادين وحاييم لاسكوف . وبمرور الوقت ووصول اللجنة إلى نتائج تم اتهام الجنرالان بانهم عملوا لصالح ديان وضد اليعازار.
عندما اعلن اجرانات عن اللجنة المشكلة ، افاضت عليه وسائل الإعلام والسياسين بالمديح . صحيفة هارتس عبرت عن رايها بأن اللجنة تعطى اسرائيل فرصة تحويل الألم الذى تحملته إلى تصرف فعال ، ورأت الصحيفة انه من غير المحتمل ان تصدر اللجنة توصيات قبل انتخابات الكنيست القادمة فى 31 ديسمبر 1973 .
تم تأجيل الانتخابات إلى شهر ديسمبر بدلا من شهر اكتوبر 1973 وذلك لظروف الحرب ، انتهت الانتخابات وكأن الحرب لم تحدث فقد فاز حزب العمل بها والذى يرأس قائمة مرشحيه جولدا مائير وأعضاء من مجلس الوزراء وقت الحرب بما فيهم موشى ديان ، وظل حزب الليكود برئاسة مناحم بيجن بالمعارضة . مع ذلك لم يهدئ غضب الشعب ، وكان يقابل ديان بصيحات "القاتل" كما تلقت جولدا مائير نصيبها من عبارات الاهانة. طالب المتظاهرون ديان بالخروج من منصبه واصروا على ان يتحمل المسئولية ، اما جولدا مائير فقد تمسكت بالوضع الراهن.
اصدرت اللجنة ثلاث تقارير ، كل تقرير جاء فى جزئين أحدهم طويل ومفصل وعلى اعلى درجات السرية والأخر قصير ومتاح للجميع . قدمت اللجنة أول توصياتها فى 1 ابريل 1974 والتى فجرت ضجيج هائل صدم الامة وعرى الحكومة وعرض اجرانات ولجنته لنقد الشعب القاسى . تحول اجرانات واللجنة التى تحمل اسمه من منزلة رفيعة كمنقذين للامة إلى مجموعة من المنحرفين الذين قدموا معروفا غير مقبول
الجزء الثانى)
التخلص من القيادة العسكرية
هل كان ابراء للحكومة؟
اللجنة اخذت فى الاعتبار نوعين من المسئولية , مسئولية الحكومة ومسئولية القيادة العسكرية . بالنظر للحكومة فقد حددت اللجنة سؤال المسئولية وهو هل جولدا مائير وموشى ديان يتحملوا المسئولية البرلمانية بسبب فشلهم فى توقع الهجوم ؟ رات اللجنة ان ذلك خارج سلطتها القضائية وأن هذا السؤال يدخل فى اختصاصات المؤسسات السياسية ( الكنيست ، الأحزاب السياسية ومجلس الوزارء). ولذلك رفضت اللجنة اقرار المسئولية على قيادة الدولة وتركتها للشعب وممثليه ليكونوا القضاة .
لكن اللجنة لم ترفض مراجعة كافة الامور المتعلقة بمسئولية القيادة السياسية . فأخذت على عاتقها مهمة تحديد ما اذا كان كلا من رئيسة الوزارء مائير او وزير الدفاع ديان مسئولين مسئولية شخصية عن فشل اسرائيل فى توقع الهجوم. وان السؤال القانونى هو ما إذا كان كلا من مائير أو ديان مهملين فى تأدية واجباتهم الرسمية السابقة للحرب . وقد توصلت اللجنة إلى ان اى منهم لم يكن مهمل. ولأن اللجنة طرحت جانبا الحكم بالمسئولية البرلمانية وحيث انها لم تجد المسئولية الشخصية فالنتيجة لا مائير او ديان مسئولين.
على عكس ذلك فإن القيادة العسكرية لم تكن بهذا الحظ . لأن الضباط العسكريين هم بالاساس موظفين بالحكومة. بخلاف مائير وديان المنتخبين ، فاللجنة لم تجد مشكلة فى الحكم على تصرفاتهم . وكان الحكم واضحا وقاطعا فقد اوصت بفصل رئيس الاركان وجنرالين للفرق وعدد من الضباط الصغار. فقد لاحظت اللجنة أن القيادة العسكرية لديها كل المعلومات الضرورية لتوقع الهجوم ولكن فشل الجنرالات فى قراءة ما هو واضح بسبب "المفهوم" (http://yom-kippur-1973.info/ashraf/Ashraf.htm) السائد والذى يفترض أن مصر لن تدخل الحرب طالما أن القوة الجوية المصرية اقل من القوة الجوية الإسرائيلية ، وأن البلاد العربية لن يدخلوا الحرب بدون مصر ، وان توسيع الحدود الإسرائيلية سيعطى الفرصة للجيش النظامى لصد أى هجوم بكفاءة لحين وصول قوات الاحتياط . أيضا الايمان بقدرة المخابرات الإسرائيلية بتحذير رئيس الإركان بوقت كافى . حرب يوم كيبور ابطلت كل هذه الافتراضات . لأنهم سمحوا لأنفسهم ليكونوا اسرى "المفهوم" ولذا كان على هؤلاء الجنرالات الرحيل. بمقارنة الحكم على العسكريين فإن الحكم على الحكومة كان متساهلا . الشعب والمراقبين كان لديهم مشكلة فى فهم كيف افلت مجلس الوزارء من هذه الكارثة الرهيبة وترك اللوم على القيادة العسكرية فقط. اشتعل غضب الشعب للشعور بأن النتيجة غير عادلة والاحساس بالمعايير المزدوجة .
النقد
لماذا استنكر المراقبين للتقرير ، كتقرير مشوه وغير عادل؟ ، كان هناك نقدا عاما ونقدا محددا ويحتوى على جدال سياسى وقانونى . النقد العام يلوم ان سبب حرب ليس الفشل فى توقع الهجوم ولكن الرؤية العامة التى تكونت بعد حرب عام 1967 . فالنصر المذهل ولد الغرور والغطرسة . كما طور الإسرائيليين صورة ذاتية للقوة ، ساعد عليها صورة العرب ضعاف وعاجزين وغير أكفاء . الرأى العام يرى ان الوضع الراهن مفيد لإسرائيل وان التغيير مرحب به فقط فى حالة إذا ما قبل العرب الشروط الإسرائيلية للسلام . الإسرائيليين لم يصدقوا تصريحات الرئيس المصرى أنور السادات فى استعادة الكرامة العربية وأن الحرب فقط تستطيع تغيير الوضع الراهن واعطاء القوة الدافعة للمفاوضات . فشل السادات فى الاتصال مع جولدا مائير لانها كانت اسيرة لمفهومها الخاص . يقول النقاد أن مفهوم مائير-ديان كان أم المفاهيم وولد بالتالى المفهوم العسكرى الذى شجبته اللجنة . كما ان اللجنة فشلت كما قال النقاد فى انها لم تستطع تحديد الأشخاص المسئولين فعلا عن الشعور بالنشوة بعد حرب 1967 وعدم تطوير الجنرالات لمفهومهم العسكرى.
بدأت اللجنة بهذا السؤال فى تحليل لموضوع المسئولية الشخصية ، ما هو المعيار الملائم للمراجعة ؟ هل كان يجب أن تضع اللجنة فى اعتبارها حقيقة أن ديان نفسه خبير عسكرى وبطل حرب حاز على اعجاب الإسرائيلين منذ نشأة الدولة ؟ أم كان يجب تجاهل مواصفات ديان الخاصة وتطبيق معيار "وزير الدفاع العادى " ؟ لقد طبقت اللجنة على ديان معيار " السلوك العادى" . فى نظر النقاد كان هذا لطمة قانونية وتحوير وتلاعب بالألفاظ لتبرئة ديان . الشعب فشل فى فهم كيف تجاهلت اللجنة الخبرة العسكرية لديان والتى جعلته وزيرا للدفاع فى عام 1967 .
وبخلاف ما وصفته اللجنة كمعيار " السلوك العادى" بأنه كان مناسبا فإن الشعب يرى انه غير مناسب. فالحقيقة أن ديان اصدر تصريحات متناقضة . على الرغم من توقعه الحرب فى ربيع عام 1973 ، فقد استبعد أيضا حدوث الحرب وأن حدود إسرائيل آمنة . فى صيف عام 1973 ، ديان اجرى تغييرات هيكلية هامة أعطت فكرة خاطئة بأن الحرب غير وشيكة . وكان قرار استبدال الجنرال الخبير ايرل شارون بأخر غير خبير وهو شمويل جونين لرئاسة الجبهة الجنوبية . لو ان ديان امن بوجود حرب فلماذا سلم أخطر الحدود لضابط غير خبير ؟
هذا النقد كشف عن شعور عميق بالخيانة للصفوف الأعلى بالقيادة العسكرية بعد صدور أول تقرير للجنة . صعق الضباط الذين تطلعوا لوقوف ديان بجانبهم - بعد صدور تقرير اللجنة - عندما علموا أن ديان يطور دفاع قانونى منفصل لتصويره كمدنى برىء تم تضليله بواسطة فريقه من الخبراء العسكريين. بينما كان الضباط بصدد اتباع " كود الشرف" واطلاع اللجنة على الحقيقة ، كان ديان الماكر يوظف مستشاريين لامعيين لتحوير الأدلة والهروب من المسئولية . لقد امنوا بأن ديان يحاول التأثير على اللجنة كما نجح من قبل فى التأثير على الجيش خلال السنين الماضية . وكانوا مقتنعين ان الجنرالان يادين ولاسكوف أعضاء اللجنة كان لهم الفضل فى ذلك.
رد اجرانات
اعتقد اجرانات بشدة فى التمييز بين المستويات المدنية والعسكرية ويرى ان ذلك صحيح وهام ولكن اسىء فهمه.
من مبادئه أن اللجنة المعينة لا تقرر استمرار مجلس الوزراء فى الحكم من عدمه لانها اساسا مسئولية الكنيست والأحزاب السياسية الممثلة وكان يرى أن الموقف الإنجليزى واضح فى هذا الموضوع فالمسئولية البرلمانية يجب أن تراقب وتناقش بواسطة البرلمان. وفى مقابلة مع اجرانات كان يؤكد على نفس الوضع الذى حدث للرئيس الأمريكى ، فالرئيس الأمريكى لا يتم عزله بواسطة لجنة تقصى الحقائق ولكنها مسئولية الكونجرس لأداء تلك المهمة.
ذكر اجرانات ابراهام لينكولن -الرئيس الأمريكى خلال الحرب الأهلية والذى يحترمه اجرانات كثيرا- فقد عانى من عدد من الهزائم عندها تم استبعاد الجنرالات واستمر لينكولن فى الحكم. اجرانات امن بأن كلا من مائير وديان يمكن استبعادهم فقط بواسطة الإجراءات السياسية . يصر اجرانات مع ذلك على انه من الخطأ الجزم بأن اللجنة ابرءات المستوى المدنى.
لم يكن سهلا على اجرانات تقبل ادانة اللجنة لديفيد اليعازار رئيس الأركان. كان منتبها للهوة الواسعة بين تطبيق المعيار الصارم على اليعازار وانهاء خدمته والمعيار اللين الذى تم تطبيقه على ديان. يتذكر اجرانات ليلة مؤرقة قبل اضافة اسم اليعازار لتوصيات اللجنة . لقد كان قلقا من أن تلك التوصية الصارمة ستغطى على نجاح قيادته العسكرية التى ظهرت أثناء الحرب لكنه وجد نفسه غريبا وسط اجماع اللجنة ، وللمحافظة على اجماع اللجنة تقبل فكرة زملائه ، ولذا كان على اليعازار الرحيل.
اللجنة والصحافة
منذ نشر أول تقرير للجنة حتى ظهور التقرير النهائى بعام ، أصبحت اللجنة هدفا لتغطية قاسية وحقودة ومريرة .
تقارير الصحافة فى ذلك الوقت تظهر اجرانات كرجل صامت ، يرفض الأجابة على ما تكتبه الصحافة ويدخن غليونه باستمرار على الرغم بأن داخله يعكس ضغط شديد. لقد تألم أكثر عندما طالت تلك الحملة عائلتة ، فإسم اجرانات غير مألوف وكان يتم التعرف على عائلته بسبب ذلك الاسم واحيانا يتم مضايقتهم .
انعكاسات شخصية
أبطال إسرائيل ديان وجنرالاته ، أصحاب الانتصارات لإسرائيل منذ الاستقلال وحتى 1967 ، أصبحوا اشخاص عاديين . حتى أن كلمة "بطل" ممكن أن تطلق بالخطأ على شخص ضعيف وخائف وقصير النظر . الأن يشعر اجرانات بأنه شهيد لهجوم وحشى بعد ما افنى عمره الوظيفى فى عمل ما هو أفضل للبلد .
لم تسبب اى فترة فى حياة اجرانات الآم مثل التى سببتها له تلك الفترة التى قضاها فى اللجنة .
المصدر: قاضى فى أورشليم - رئيس العدل شيمون اجرانات والقرن الصهيونى - الفصل الثالث عشر




الجسر الجوى الأمريكى يبدأ من يوم 10 اكتوبر


يقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ولقد مكن للعدو بذل كل تلك الجهود بفضل الامدادات الجديدة من الأسلحة الأمريكية المتطورة التى انهالت عليه من ترسانات الولايات المتحدة ، وتم تفريغها فى مطار العريش رأسا بواسطة اطقم امريكية متخصصة ، اعتبارا من 10 أكتوبر والأيام التالية ، تلك الامدادات التى وصفها جيمس شيلزنجر وزير الدفاع الأمريكى يوم 5 نوفمبر بأنها استنفدت بشكل خطير المخزون الأمريكى من الأسلحة والمعدات بالقدر الذى سوف يرغم حكومة نيكسون على طلب زيادة ميزانية الدفاع لعام 1974
لقد ظهر جليا خلال هذه الفترة بدء تدفق الامدادات الأمريكية الحديثة من الطائرات الفانتوم ومعدات التداخل الألكترونى وصواريخ شرايك المعدلة ضد الرادارات والقنابل التلفزيونية ضد وسائل الدفاع الجوى الأرضية ، الأمر الذى أدى إلى حدوث طفرة مفاجئة فى قدرات العدو الجوى وخاصة فى حجم وشدة ودقة الطلعات الجوية اعتبارا من 10 أكتوبر ، كما ازداد تاثير وكثافة التداخل الألكترونى على جميع انواع أجهزتنا
وكانت الطلعات المعادية على الجبهتين المصرية والسورية قد انخفضت ...... من 1100 طلعة يوميا إلى 790 طلعة يوم 9 .. ثم ازدادات إلى 1164 طلعة يوم 10 ... ثم 1238 طلعة يوم 1 1 ) ـ كتاب حرب رمضان

المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974



السادات يصدر قرارا سياسيا بتطوير الهجوم


يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( لقد شكل الموقف العسكرى فى الجبهة السورية عامل ضغط على الرئيس السادات سياسيا ، وعلى الفريق أول أحمد إسماعيل عسكريا بصفته القائد العام لقوات الجبهتين المصرية والسورية . ولذلك صدر قرار الرئيس السادات فى الساعات الأولى من يوم 12 أكتوبر للفريق أول إسماعيل بتطوير الهجوم شرقا على الجبهة المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية
وفى صباح يوم 12 أصدر الفريق أول إسماعيل أوامره ببدء التطوير فى الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالى 13 أكتوبر مع التمسك برءوس الكبارى
وبناء على طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، وبعد استدعائهما إلى مركز عمليات القوات المسلحة ومقابلة القائد العام مساء يوم 12 ، تأجل تطوير الهجوم ليكون الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر) ـ مذكرات الجمسى

المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998

يقول الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( بعد عودتى من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر فاتحنى الوزير ( الفريق أحمد إسماعيل القائد العام ) فى موضوع تطوير هجومنا نحو المضايق ، ولكنى عارضت الفكرة وابديت له الأسباب ، وبدأ لى أنه اقتنع بهذا وأغلق الموضوع . ولكنه عاد وفاتحنى بالموضوع مرة أخرى فى صباح اليوم التالى الجمعة 12 أكتوبر مدعيا هذه المرة أن الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهة السورية
عارضت الفكرة على أساس أن هجومنا لن يخفف الضغط على الجبهة السورية ، إذ أن لدى العدو 8 ألوية مدرعة أمامنا ولن يحتاج إلى سحب قوات إضافية من الجبهة السورية حيث أن هذه القوات قادرة على صد أى هجوم نقوم به ، وليس لدينا دفاع جوى متحرك إلا أعداد قليلة جدا من سام 6 لا تكفى لحماية قواتنا وقواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية نظرا لتفوقها بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوى .. أى بعد حوالى 15 كيلومترا شرق القناة
إذا نحن قمنا بهذه العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم اية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية ، وحوالى الظهر تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة وقال هذه المرة ..... ( القرار السياسى يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضايق ، ويجب أن يبدأ ذلك من صباح غد 13 أكتوبر )ـ
وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها وتحرك اللواء محمد غنيم إلى الجيش الثانى ، واللواء طه المجدوب إلى الجيش الثالث حاملين معهما تلك الأوامر إلى قائدى الجيشين . وبمجرد وصول التعليمات كان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يطلبنى على الهاتف ، وقال بغضب سيادة الفريق أنا مستقيل ، أنا لا أستطيع أن أقوم بتنفيذ التعليمات التى أرسلتموها مع اللواء غنيم
ولم تمض سوى بضع دقائق حتى كان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث هو الآخر على الخط الهاتفى وابدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التى وصلته مع اللواء طه المجدوب ، وفى محادثتى مع كل من اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لم اخف عنهما أننى أنا أيضا قد عارضت هذه التعليمات ، ولكنى أجبرت عليها ، فاتحت الوزير مرة اخرى فى الموضوع وتقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة فى مساء اليوم نفسه
وفى خلال هذا المؤتمر الذى امتد حتى الساعة الحادية عشر مساء كرر كل منا وجهة نظره مرارا وتكرارا ، ولكن كان هناك إصرار من الوزير على أن القرار سياسى ( قرار اتخذه الرئيس أنور السادات ) ، ويجب أن نلتزم به ، وكل ما أمكن عمله هو تأجيل الهجوم إلى فجر يوم 14 بدلا من فجر يوم 13 كما كان محددا
لقد كان هذا القرارهو أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التى كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها ) ـ من مذكرات سعد الشاذلى


يقول السادات فى كتابه البحث عن الذات ( اتضح لى أن القمر الصناعى الأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ، أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد .. واقر هنا للتاريخ ان روسيا التى تدعى وقوفها مع الحق العربى لم تبلغنا بشىء بواسطة اقمارها الصناعية التى تتابع المعركة

ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات .. لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة .. والعريش تقع خلف الجبهة
وبدات ألاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التى اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها . كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات . لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع ، وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار .. وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية
أما التطور الثالث والخطير ، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا . وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ امريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا ، فأرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت امريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار .. وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى . وأنا أعرف امكانياتى وأعرف حدودى .. لن أحارب أمريكا
ولذلك بعد عودتى من غرفة القيادة .. كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار .. وسجلت فى هذه البرقية موقفى ، وهو أنى لا اخاف من مواجهة إسرائيل ، ولكنى أرفض مواجهة أمريكا .. وإنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى .. وإننى مستعد أن احاسب أمام شعبى فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار
وفى هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل
وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله .. فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا ، ومواجهتى ، والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقع وراء ظهرى ليطعننى فى اية لحظة عندما أفقد 85 % أو 90 % من سلاحى كما حدث فى سنة 1967) ـ السادات من كتابه البحث عن الذات
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( وعندما صدر القرار وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 1852 يوم 22 أكتوبر بتوقيت القاهرة)ـ مذكرات الجمسىأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع .. فأمريكا وإسرائيل فى
1998المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:47 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى