كتاب السعيد سعدي: أضغاث أحلام مزعجة!
31-07-2010, 07:01 PM
كتاب السعيد سعدي: أضغاث أحلام مزعجة!
كان السعيد سعدي إلى وقت قريب نسيا منسيا بعد أن نبذه أقرب المقربين إليه. ذات يوم، قرر كعادته أن يخترق الحصار المضروب عليه بفعل يده فلاذ إلى الكتابة. بينما كان يتخبط في البحث عن الموضوع، سمع نجل الشهيد عميروش يصرح أمام النواب، أن رفات أبيه الشهيد قد أخرج من قبره و"حبس" في حفرة داخل مقر الدرك الوطني بأمر من الرئيس هواري بومدين! من ينظر إلى الأمور بعين البصيرة يدرك أن الأمر خطير. فما كان من صياد الفرص الخطيرة إلا أن انقض عليه واستولى على الفكرة وجعلها عنوانا لكتاب ظاهره رحمة وباطنه الشر والفتنة. وكما كان منتظرا، سبق ظهور الكتاب بوابل من التصريحات المعادية إيذانا بانطلاق مهرجان يخفي مهازل ألفناها في ساح النفاق السياسي بالجزائر. ويا للعجب العجاب! دارت رحى الحرب بين أطراف كانت إلى وقت قريب تتبادل القبلات والتهاني بمناسبة وبغير مناسبة. وخرج الكتاب ويا للخيبة! فكما سبق أن كتبت: تمخض الجبل فولد فأرا! للمزيد، انقر على الرابط التالي:
http://laid-hizer-net.blogs.nouvelobs.com/
http://laid-hizer-net.blogs.nouvelobs.com/
بداية عرض الكتاب، تحت عنوان: "ولد من أجل قضية". وكانت في رأينا، غير موفقة بالنظر إلى عنوانه الضخم؛ استهلها بالحديث، في عشر صفحات كاملة، عن معلمه الفرنسي الذي أعلن داخل القسم خبر "استشهاد" عميروش ووصف نشوة الفرح التي استولت على من حوله من الفرنسيين دون أن ينسى، وهو بيت القصيد، ذكر نفسه وأبيه المسجون سنة 1955، مدعيا إنه وزملاءه الأطفال، وعمره عشر سنوات، كانوا "يعرفون جيدا أنهم ينتمون إلى شعب مستعبد فقير ومهمش يتحمل بصعوبة ما كان يراه من فوارق..." (ص35).
ولقد عرى الكاتب عن نيته إذ لم ينس ذكر نفسه فحشرها في ثنايا الحديث عن الشهيد عميروش بحيث أوجد ثغرة للحديث عنها بشكل مثير للاشمئزاز، مدعيا أنه لما بلغه خبر وفاة العقيد وعمره عشر سنوات وهو داخل القسم، نهض وراح يصرخ قائلا إن "عميروش لم يمت وما ذلك إلا دعاية مغرضة"! لنا أن نتصور رد فعل المعلم الفرنسي المثقل بالشوفينية الاستعمارة ونحن في عزّ سنة 1959!
لا نجد أثرا للحديث عن العوامل الرئيسية التي كانت تحرك الثائر عميروش إلا إشارة بسيطة إلى نشاطه في صفوف حزب الشعب. لقد تناسى زعيم اللائكيين بالجزائر نشأة العقيد عميروش في كنف جمعية العلماء المسلمين وتعمد طمس حقيقة تاريخية كان لها الأثر البالغ في تكوين شخصية من سيتولى قيادة الولاية الثالثة. واستمر في تصوير الرجل خارج محيطه الطبيعي منزوعا من سماته ومقوماته ومناقبه الشخصية ولم يترك منها سوى ما يخدم أغراضه الدنيئة المتمثلة في تقزيم الرجل إذ جعل منه شخصا صاحب نزعة جهوية ضيقة ناهيك عن ميوله الاستبدادية لحاجة في نفسه، سيعلن عنها في الصفحات الأخيرة للكتاب.
يبدو أنه لم يجد من المعلومات ما يكفي للحديث عن حياة المجاهد عميروش، فعمد إلى العموميات لتدعيم فكرة "الشخصية الخرافية" التي ألبس بها ليفسر بعض الأحداث التي استعصت عليه فهمها. خلال ذلك كله حاول تسوية بعض المسائل الخلافية الخاصة بالعلاقات بين زعماء الثورة أمثال عبان رمضان، كريم بلقاسم، علي كافي الخ متناسيا قائد الولاية الثالثة آنذاك العقيد محمدي السعيد (العقيد سي ناصر) الذي كان القائد المباشر لعميروش. أما مؤتمر الصومام، فالفضل كل الفضل في نجاحه يعود إلى عبقرية هذا الرجل دون سواه، حسب زعم صاحب الكتاب الذي لا ندري منذ متى أصبح يرى عميروش بطلا، وقد كان هو وأمثاله ينعتونه في الثمانينات "بالسفاح الذي يكره المثقفين" مرجعين ذلك صراحة إلى نزعته الإسلامية.
مهما يكن، فهذا الاهتمام المفاجيء بعميروش يخفي أشياء وأشياء من السابق لأوانه الخوض فيها إلا ما كان على سبيل المناورة السياسية وما يتعلق بهدم الشخصية الجهادية للرجل من خلال تناولها بالدراسة من قبل شخصية السعيد سعدي الذي اقترن اسمه بالشعوبية والجهوية والعمالة. إن هذا الموقف الجديد لمزكي انقلاب 1992 ينم عن مؤامرة جديدة تحاك ضد رمز من رموز الثورة الجزائرية، لا ندري أبعادها المستقبلية؛ الغريب في الأمر أن كل هذا يجري تحت عيني نجل الشهيد وبمباركة منه. الشيء المؤكد أن كتاب السعيد سعدي بقدر ما يثير القلاقل وبقدر ما يحرج كثيرا من الناس، يسيء إلى منطقة القبائل وفي ذلك ضرر للجزائر العميقة.
أين وفيما أساء وماذا يتضمنه الكتاب من رسائل مشفرة؟ هذا ما سنراه معا من خلال قراءة موضوعية لما تبقى من الكتاب.
العيد دوان
ولقد عرى الكاتب عن نيته إذ لم ينس ذكر نفسه فحشرها في ثنايا الحديث عن الشهيد عميروش بحيث أوجد ثغرة للحديث عنها بشكل مثير للاشمئزاز، مدعيا أنه لما بلغه خبر وفاة العقيد وعمره عشر سنوات وهو داخل القسم، نهض وراح يصرخ قائلا إن "عميروش لم يمت وما ذلك إلا دعاية مغرضة"! لنا أن نتصور رد فعل المعلم الفرنسي المثقل بالشوفينية الاستعمارة ونحن في عزّ سنة 1959!
لا نجد أثرا للحديث عن العوامل الرئيسية التي كانت تحرك الثائر عميروش إلا إشارة بسيطة إلى نشاطه في صفوف حزب الشعب. لقد تناسى زعيم اللائكيين بالجزائر نشأة العقيد عميروش في كنف جمعية العلماء المسلمين وتعمد طمس حقيقة تاريخية كان لها الأثر البالغ في تكوين شخصية من سيتولى قيادة الولاية الثالثة. واستمر في تصوير الرجل خارج محيطه الطبيعي منزوعا من سماته ومقوماته ومناقبه الشخصية ولم يترك منها سوى ما يخدم أغراضه الدنيئة المتمثلة في تقزيم الرجل إذ جعل منه شخصا صاحب نزعة جهوية ضيقة ناهيك عن ميوله الاستبدادية لحاجة في نفسه، سيعلن عنها في الصفحات الأخيرة للكتاب.
يبدو أنه لم يجد من المعلومات ما يكفي للحديث عن حياة المجاهد عميروش، فعمد إلى العموميات لتدعيم فكرة "الشخصية الخرافية" التي ألبس بها ليفسر بعض الأحداث التي استعصت عليه فهمها. خلال ذلك كله حاول تسوية بعض المسائل الخلافية الخاصة بالعلاقات بين زعماء الثورة أمثال عبان رمضان، كريم بلقاسم، علي كافي الخ متناسيا قائد الولاية الثالثة آنذاك العقيد محمدي السعيد (العقيد سي ناصر) الذي كان القائد المباشر لعميروش. أما مؤتمر الصومام، فالفضل كل الفضل في نجاحه يعود إلى عبقرية هذا الرجل دون سواه، حسب زعم صاحب الكتاب الذي لا ندري منذ متى أصبح يرى عميروش بطلا، وقد كان هو وأمثاله ينعتونه في الثمانينات "بالسفاح الذي يكره المثقفين" مرجعين ذلك صراحة إلى نزعته الإسلامية.
مهما يكن، فهذا الاهتمام المفاجيء بعميروش يخفي أشياء وأشياء من السابق لأوانه الخوض فيها إلا ما كان على سبيل المناورة السياسية وما يتعلق بهدم الشخصية الجهادية للرجل من خلال تناولها بالدراسة من قبل شخصية السعيد سعدي الذي اقترن اسمه بالشعوبية والجهوية والعمالة. إن هذا الموقف الجديد لمزكي انقلاب 1992 ينم عن مؤامرة جديدة تحاك ضد رمز من رموز الثورة الجزائرية، لا ندري أبعادها المستقبلية؛ الغريب في الأمر أن كل هذا يجري تحت عيني نجل الشهيد وبمباركة منه. الشيء المؤكد أن كتاب السعيد سعدي بقدر ما يثير القلاقل وبقدر ما يحرج كثيرا من الناس، يسيء إلى منطقة القبائل وفي ذلك ضرر للجزائر العميقة.
أين وفيما أساء وماذا يتضمنه الكتاب من رسائل مشفرة؟ هذا ما سنراه معا من خلال قراءة موضوعية لما تبقى من الكتاب.
العيد دوان
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
التعديل الأخير تم بواسطة العيد دوان ; 31-07-2010 الساعة 07:05 PM








