شد الوثاق في إثبات ضعف حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق
15-11-2010, 11:35 PM
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ما صحة حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق ؟
الاجابة:
الحديث هذا ضعيف ، لأنه لا يصح أن نقول حتى بالمعنى "أبغض الحلال إلى الله " لأن ما كان مبغوضاً عند اله . فلا يمكن أن يكون حلالاً . لكن لاشك أن اله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته ، ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة ، ويدل على أن الله لا يحب الطلاق لقوله تعالى في الذين يؤلون من نسائهم قال : -(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)- (البقرة:226،227) ، ففي رجعوهم قال : -( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)-(البقرة: من الآية192) ، يعني الله يغفر لهم ويرحمهم ، وفي عزمهم الطلاق قال : -( فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)-(البقرة: من الآية227)، وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزموا الطلاق . وكما نعلم جميعاً ما في الطلاق من كسر قلب المرأة ، وإذا كان هناك أولاد تشتت الأسرة . وتفويت المصالح بالنكاح ، ولهذا كان الطلاق مكروهاً في الأصل (1) .
السؤال: ما هو مصدر ( أبغض الحلال عند الله الطلاق ) حديث أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث مداره على الراوي الثقة : " معرف بن واصل "، عن الإمام الثقة " محارب بن دثار " ، المتوفى سنة (116هـ) ، وهو من طبقة التابعين ، ولكن جاء عن " معرف " على وجهين :
الأول : مسندا متصلا عن معرف بن واصل ، عن محارب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه محمد بن خالد الوهبي عن معرف ، هكذا ، مسندا ، كما عند أبي داود (2178)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى" (7/322)، وابن عدي في "الكامل" (6/2453) .
الثاني : مرسلاً عن معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بدون ذكر ابن عمر .
رواه هكذا أحمد بن يونس ، ويحيى بن بكير ، ووكيع بن الجراح .
كما عند أبي داود في "السنن" (2177)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/322)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/253)، وذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" (11)، والدارقطني في "العلل" (13/225).
ولمَّا رأى المحدِّثون أنَّ مَن رواه مرسلا أوثق وأكثر ممَّن رواه مسندا متصلا رجحوا الإرسال ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، ونصوا على أن من رواه متصلا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخطأ ووهم .
قال ابن أبي حاتم :
" قال أبي : إنما هو محارب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " انتهى. "العلل" (1/431)
وقال الدارقطني رحمه الله : " والمرسل أشبه " انتهى. "العلل" (13/225).
وقال البيهقي رحمه الله :
" هو مرسل ، وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولا ، ولا أراه حفظه " انتهى. "السنن الكبرى" (7/322)
وقال ابن عبد الهادي رحمه الله عن الإرسال : " وهو أشبه " انتهى. "المحرر في الحديث" (1/567).
ورجح السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص/11) الإرسال، وقال : " وصنيع أبي داود مشعر به فإنه قدم الرواية المرسلة " انتهى.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير" (1/583) : "في صحته نظر كثير" انتهى .
وقال الألباني في "إرواء الغليل" (2040) : "وجملة القول : أن الحديث رواه عن معرف بن واصل أربعة من الثقات ، وهم : محمد بن خالد الواهبي ، وأحمد بن يونس ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى ابن بكير.
وقد اختلفوا عليه ، فالأول منهم رواه عنه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً وقال الآخرون : عنه عن محارب مرسلاً .
ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح ، لأنهم أكثر عدداً ، وأتقن حفظاً ، فإنهم جميعاً ممن احتج به الشيخان في "صحيحيهما" ، فلا جرم أن رجح الإرسال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وكذلك رجحه الدارقطني في "العلل" والبيهقي كما قال الحافظ في "التلخيص" (3/205) وقال الخطابي وتبعه المنذري في "مختصر السنن" (3/92) : "والمشهور فيه المرسل" انتهى .
وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، رواه الدارقطني في "السنن" (4/ 35)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 694) بلفظ: ( ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق )، وله ألفاظ أخرى، ولكن إسناده ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به .
عن الإمام الشاطبي:
أخرجه أبو داود في ((السنن)) (كتاب الطلاق ، باب في كراهية الطلاق ، 2/255/ رقم 2178 – ومن طريقه البيهقي في ((الكبرى)) (7/322 ) وابن عدي في ((الكامل)) (6/2453) من طريق محمد بن خالد الوهبي عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا.
وإسناده ضعيف ، شذ محمد بن خالد الوهبي في وصله ، فرواه من هو أوثق منه وأكثر عددا فأرسلوه ، وهذا البيان:
أخرجه أبو داود في ((سننه)) (رقم 2177) – ومن طريقه البيهقي في ((الكبرى)) 7/322 :- ثنا أحمد بن يونس ، والبيهقي أيضا (7/322) من طريق يحي بن بكير ، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (5/253) من طريق وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن المبارك في ((البر والصلة)) – كما في ((المقاصد الحسنة)) (12) - ، وأبو نعيم الفضل بن دكين – كما قال الدارقطني في ((العلل)) (4/ق52/ب)-، خمستهم عن معرف بن واصل عن محارب مرسلا دون ذكر (ابن عمر) فيه ، وهذا هو الصواب ، وهو الذي رجحه أبو حاتم – كما في ((العلل)) (1/431) لابنه – والدارقطني في ((العلل)) (4/ق52/ب) والخطابي في (( معالم السنن)) (4/231) ، وإليه مال البيهقي حيث رجح رواية أبي داود عن أحمد بن يونس المرسلة على رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس الموصولة – وهي عند الحاكم (2/196) ، والبيهقي – حيث قال عقبها : ((ولا أراه – أي: ابن أبي شيبة – حفظه)).
وقد جاء الحديث موصولا من حديث ابن عمر ، ولكن من طريق المعتمد عليها ( كالقابض على الماء)) ، أخرجه ابن ماجه في ((السنن)) ( رقم 2018) ، وأبو أمية الطرسوسي في ((مسند ابن عمر)) (رقم 14) ، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/64) – ومن طريقه ابن الجوزي في ((الواهيات )) (رقم 1056) -، وتمام في ((الفوائد)) (رقم 798- ترتيبه) – ومن طريقه ابن عساكر في (( تاريخ دمشق)) (2/ق103/أ) - ، ابن عدي في ((الكامل)) (4/1630) من طريق عبد الله بن الوليد الوصافي عن محارب به.
والوصافي ليس بشيئ ، كما قال ابن معين ، وقال الفلاس والنسائي : متروك الحديث ، فاسناده ضعيف جدا.
وفي الباب عن معاذ عند الدارقطني في ((السنن)) (4/35) ، وابن عدي في ((الكامل)) (2/694) بلفظ : ((ما أحل الله شيئا أبغض اليه من الطلاق)) ، وله الفاظ أخرى ، واسناده ضعيف.
نقل عن أحد الدعاة:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه والتابعين .
أما بعد :
فهذا تخريج الحديث أخي الفاضل العيدان أسأل الله أن ينفعني وإياك به .
" أبغض الحلال إلى الله الطلاق "
حديث ضعيف .
أخرجه أبوداود في " سننه " ( 2 / 254 / 2177 ) .
قال : حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا معرف ، عن محارب ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : 000 ( فذكره )
قلت و هذا الإسناد صحيح إلى محارب ، و لكنه مرسل .
و خالف أبا داود ، محمد بن عثمان بن أبي شيبة .
فرواه عن أحمد بن يونس ، حدثنا معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن عبد الله بن عمر ، مرفوعاً .
فوصله .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 196 ) ، و عنه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 322 ) .
قال الحاكم : " حديث صحيح الإسناد " !
و زاد الذهبي عليه : " علي شرط مسلم " !!
و قال البيهقي : " لا أراه حفظه " .
قلت : محمد بن عثمان هذا لم يخرج له مسلم ، ورماه عبدالله بن أحمد و محمد بن جعفر الطيالسي و غيرهما بالكذب .
و رماه ابن خراش بالوضع .
و قال مطين : " هو عصا موسى تلقف ما يأفكون " .
و قال الدارقطني : " يقال أنه أخذ كتاب نصير فحدث به " .
و قد توبع أحمد بن يونس ، تابعه وكيع ، عن معرف ، به ، مرسلاً .
أخرجه بن أبي شيبه في " مصنفه " ( 4 / 187 ) .
وتابعهما يحيى بن بكير .
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 322 ) .
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي .
فرواه عن محمد بن خالد ، عن معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر ، مرفوعاً .
فوصله .
أخرجه أبوداود في " سننه " ( 2 / 255 / 2178 ) – ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 322 ) – ، وأبوأمية الطرسوسي في " مسند عبدالله بن عمر " ( 24 / 14 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 6 / 461 ) .
ومحمد بن خالد وثقه الدارقطني ، وقال أبوداود : " لا بأس به " .
والمحفوظ رواية الجماعة ؛ لأنهم أكثر وأوثق .
وأيضاً فإن محمد بن خالد قد اضطرب في هذا الحديث فرواه مرة عن معرف به ، كما سبق .
ورواه مرة أخرى عن الوضاح ، عن محارب بن دثار ، عن عبدالله بن عمر ، مرفوعاً .
ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 431 / 1297 ) .
والحديث أخرجه ابن ماجه في " سننه " ( 1 / 650 / 2018 ) ، وابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 64 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 4 / 323 ) ، وتمام في " فوائده " ( / - الروض البسام ) ، وأبوأمية الطرسوسي في " مسند عبدالله بن عمر " ( 24 / 14 ) ، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1 / 204 / 1056 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( / ) .
من طريق عبيدالله بن الوليد الوصافي ، عن محارب ، عن ابن عمر ، مرفوعاً ، مثله .
قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح..... " .
قلت : عبيدالله الوصافي ضعفه ابن معين ، وأبوزرعة ، وأبوحاتم ، والدارقطني .
وتركه النسائي ، والفلاس .
وقال الحاكم : " روى عن محارب أحاديث موضوعة " .
وقال أبونعيم : يحدث عن محاريب بالمناكير لا شيء " .
ويتلخص مما سبق أن الحديث رواه عن محارب : وكيع وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير فأرسلوه .
واختلف فيه على أحمد بن يونس ، والمعروف إرساله عنه .
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي فرواه موصولاً .
والمحفوظ رواية الثلاثة ؛ لأنهم أوثق وأكثر ، ولأن محمد بن خالد قد اضطرب فيه .
وأما رواية عبيدالله الوصافي فلا تصلح في المتابعات ؛ لأن عبيدالله هذا واهي .
ورجح إرساله أبوحاتم كما في " العلل " ( 1 / 431 / 1297 ) ، [ والدارقطني في " العلل " والبيهقي – كما في " التلخيص " ( 3 / 205 ) ، و "المقاصد الحسنة " ( 36 ) ، و " السبل السلام " ( 3 / 1041 ) – ] ، والخطابي في " معالم السنن " ( 2 / 196 ) ، والشيخ ناصر الدين الألباني في " الإرواء " ( 7 / 106 – 108 ) .
وللحديث شاهد من حديث معاذ .
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " ( 6 / 390 / 11331 ) ، والدارقطني في " سننه " ( 4 / 35 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل " ( 2 / 295 / 1718 ) – ، والبيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 361 ) .
عن إسماعيل بن عياش ، قال : أخبرني حميد بن مالك ، أنه سمع مكحولاً ، يحدث عن معاذ بن جبل ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا معاذ ! ما خلق الله على ظهر الأرض أحب إلي من عتاق ، وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق ، وإذا قال لامرأته : أنت طالق إن شاء الله ، فله استثناءه ، ولا طلاق عليه " .
قال البيهقي : " هو حديث ضعيف ، ومكحول عن معاذ منقطع " .
وقال ابن حجر في " التلخيص " ( 3 / 205 ) : " إسناده ضعيف ، ومنقطع أيضاً " .
قلت : حميد بن مالك هو اللخمي ضعفه ابن معين ، وأبوزرعة .
وقال ابن عدي : " مقدار ما يرويه من الحديث منكر ، وهو قليل الحديث " .
ومكحول لم يسمع من معاذ .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ما صحة حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق ؟
الاجابة:
الحديث هذا ضعيف ، لأنه لا يصح أن نقول حتى بالمعنى "أبغض الحلال إلى الله " لأن ما كان مبغوضاً عند اله . فلا يمكن أن يكون حلالاً . لكن لاشك أن اله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته ، ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة ، ويدل على أن الله لا يحب الطلاق لقوله تعالى في الذين يؤلون من نسائهم قال : -(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)- (البقرة:226،227) ، ففي رجعوهم قال : -( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)-(البقرة: من الآية192) ، يعني الله يغفر لهم ويرحمهم ، وفي عزمهم الطلاق قال : -( فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)-(البقرة: من الآية227)، وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزموا الطلاق . وكما نعلم جميعاً ما في الطلاق من كسر قلب المرأة ، وإذا كان هناك أولاد تشتت الأسرة . وتفويت المصالح بالنكاح ، ولهذا كان الطلاق مكروهاً في الأصل (1) .
(1) فدروس وفتاوى الحرم المكي ، للشيخ ابن عثيمين جـ3/ص260.
السؤال: ما هو مصدر ( أبغض الحلال عند الله الطلاق ) حديث أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث مداره على الراوي الثقة : " معرف بن واصل "، عن الإمام الثقة " محارب بن دثار " ، المتوفى سنة (116هـ) ، وهو من طبقة التابعين ، ولكن جاء عن " معرف " على وجهين :
الأول : مسندا متصلا عن معرف بن واصل ، عن محارب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه محمد بن خالد الوهبي عن معرف ، هكذا ، مسندا ، كما عند أبي داود (2178)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى" (7/322)، وابن عدي في "الكامل" (6/2453) .
الثاني : مرسلاً عن معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بدون ذكر ابن عمر .
رواه هكذا أحمد بن يونس ، ويحيى بن بكير ، ووكيع بن الجراح .
كما عند أبي داود في "السنن" (2177)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/322)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/253)، وذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" (11)، والدارقطني في "العلل" (13/225).
ولمَّا رأى المحدِّثون أنَّ مَن رواه مرسلا أوثق وأكثر ممَّن رواه مسندا متصلا رجحوا الإرسال ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، ونصوا على أن من رواه متصلا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخطأ ووهم .
قال ابن أبي حاتم :
" قال أبي : إنما هو محارب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " انتهى. "العلل" (1/431)
وقال الدارقطني رحمه الله : " والمرسل أشبه " انتهى. "العلل" (13/225).
وقال البيهقي رحمه الله :
" هو مرسل ، وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولا ، ولا أراه حفظه " انتهى. "السنن الكبرى" (7/322)
وقال ابن عبد الهادي رحمه الله عن الإرسال : " وهو أشبه " انتهى. "المحرر في الحديث" (1/567).
ورجح السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص/11) الإرسال، وقال : " وصنيع أبي داود مشعر به فإنه قدم الرواية المرسلة " انتهى.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير" (1/583) : "في صحته نظر كثير" انتهى .
وقال الألباني في "إرواء الغليل" (2040) : "وجملة القول : أن الحديث رواه عن معرف بن واصل أربعة من الثقات ، وهم : محمد بن خالد الواهبي ، وأحمد بن يونس ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى ابن بكير.
وقد اختلفوا عليه ، فالأول منهم رواه عنه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً وقال الآخرون : عنه عن محارب مرسلاً .
ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح ، لأنهم أكثر عدداً ، وأتقن حفظاً ، فإنهم جميعاً ممن احتج به الشيخان في "صحيحيهما" ، فلا جرم أن رجح الإرسال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وكذلك رجحه الدارقطني في "العلل" والبيهقي كما قال الحافظ في "التلخيص" (3/205) وقال الخطابي وتبعه المنذري في "مختصر السنن" (3/92) : "والمشهور فيه المرسل" انتهى .
وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، رواه الدارقطني في "السنن" (4/ 35)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 694) بلفظ: ( ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق )، وله ألفاظ أخرى، ولكن إسناده ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به .
عن الشيخ المنجد من موقع الإسلام سؤال وجواب
عن الإمام الشاطبي:
أخرجه أبو داود في ((السنن)) (كتاب الطلاق ، باب في كراهية الطلاق ، 2/255/ رقم 2178 – ومن طريقه البيهقي في ((الكبرى)) (7/322 ) وابن عدي في ((الكامل)) (6/2453) من طريق محمد بن خالد الوهبي عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا.
وإسناده ضعيف ، شذ محمد بن خالد الوهبي في وصله ، فرواه من هو أوثق منه وأكثر عددا فأرسلوه ، وهذا البيان:
أخرجه أبو داود في ((سننه)) (رقم 2177) – ومن طريقه البيهقي في ((الكبرى)) 7/322 :- ثنا أحمد بن يونس ، والبيهقي أيضا (7/322) من طريق يحي بن بكير ، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (5/253) من طريق وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن المبارك في ((البر والصلة)) – كما في ((المقاصد الحسنة)) (12) - ، وأبو نعيم الفضل بن دكين – كما قال الدارقطني في ((العلل)) (4/ق52/ب)-، خمستهم عن معرف بن واصل عن محارب مرسلا دون ذكر (ابن عمر) فيه ، وهذا هو الصواب ، وهو الذي رجحه أبو حاتم – كما في ((العلل)) (1/431) لابنه – والدارقطني في ((العلل)) (4/ق52/ب) والخطابي في (( معالم السنن)) (4/231) ، وإليه مال البيهقي حيث رجح رواية أبي داود عن أحمد بن يونس المرسلة على رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس الموصولة – وهي عند الحاكم (2/196) ، والبيهقي – حيث قال عقبها : ((ولا أراه – أي: ابن أبي شيبة – حفظه)).
وقد جاء الحديث موصولا من حديث ابن عمر ، ولكن من طريق المعتمد عليها ( كالقابض على الماء)) ، أخرجه ابن ماجه في ((السنن)) ( رقم 2018) ، وأبو أمية الطرسوسي في ((مسند ابن عمر)) (رقم 14) ، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/64) – ومن طريقه ابن الجوزي في ((الواهيات )) (رقم 1056) -، وتمام في ((الفوائد)) (رقم 798- ترتيبه) – ومن طريقه ابن عساكر في (( تاريخ دمشق)) (2/ق103/أ) - ، ابن عدي في ((الكامل)) (4/1630) من طريق عبد الله بن الوليد الوصافي عن محارب به.
والوصافي ليس بشيئ ، كما قال ابن معين ، وقال الفلاس والنسائي : متروك الحديث ، فاسناده ضعيف جدا.
وفي الباب عن معاذ عند الدارقطني في ((السنن)) (4/35) ، وابن عدي في ((الكامل)) (2/694) بلفظ : ((ما أحل الله شيئا أبغض اليه من الطلاق)) ، وله الفاظ أخرى ، واسناده ضعيف.
الموفقات للإمام الشاطبي 1/200 تحيقيق الشيخ مشهور آل سلمان
نقل عن أحد الدعاة:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه والتابعين .
أما بعد :
فهذا تخريج الحديث أخي الفاضل العيدان أسأل الله أن ينفعني وإياك به .
" أبغض الحلال إلى الله الطلاق "
حديث ضعيف .
أخرجه أبوداود في " سننه " ( 2 / 254 / 2177 ) .
قال : حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا معرف ، عن محارب ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : 000 ( فذكره )
قلت و هذا الإسناد صحيح إلى محارب ، و لكنه مرسل .
و خالف أبا داود ، محمد بن عثمان بن أبي شيبة .
فرواه عن أحمد بن يونس ، حدثنا معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن عبد الله بن عمر ، مرفوعاً .
فوصله .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 196 ) ، و عنه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 322 ) .
قال الحاكم : " حديث صحيح الإسناد " !
و زاد الذهبي عليه : " علي شرط مسلم " !!
و قال البيهقي : " لا أراه حفظه " .
قلت : محمد بن عثمان هذا لم يخرج له مسلم ، ورماه عبدالله بن أحمد و محمد بن جعفر الطيالسي و غيرهما بالكذب .
و رماه ابن خراش بالوضع .
و قال مطين : " هو عصا موسى تلقف ما يأفكون " .
و قال الدارقطني : " يقال أنه أخذ كتاب نصير فحدث به " .
و قد توبع أحمد بن يونس ، تابعه وكيع ، عن معرف ، به ، مرسلاً .
أخرجه بن أبي شيبه في " مصنفه " ( 4 / 187 ) .
وتابعهما يحيى بن بكير .
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 322 ) .
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي .
فرواه عن محمد بن خالد ، عن معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر ، مرفوعاً .
فوصله .
أخرجه أبوداود في " سننه " ( 2 / 255 / 2178 ) – ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 322 ) – ، وأبوأمية الطرسوسي في " مسند عبدالله بن عمر " ( 24 / 14 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 6 / 461 ) .
ومحمد بن خالد وثقه الدارقطني ، وقال أبوداود : " لا بأس به " .
والمحفوظ رواية الجماعة ؛ لأنهم أكثر وأوثق .
وأيضاً فإن محمد بن خالد قد اضطرب في هذا الحديث فرواه مرة عن معرف به ، كما سبق .
ورواه مرة أخرى عن الوضاح ، عن محارب بن دثار ، عن عبدالله بن عمر ، مرفوعاً .
ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 431 / 1297 ) .
والحديث أخرجه ابن ماجه في " سننه " ( 1 / 650 / 2018 ) ، وابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 64 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 4 / 323 ) ، وتمام في " فوائده " ( / - الروض البسام ) ، وأبوأمية الطرسوسي في " مسند عبدالله بن عمر " ( 24 / 14 ) ، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1 / 204 / 1056 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( / ) .
من طريق عبيدالله بن الوليد الوصافي ، عن محارب ، عن ابن عمر ، مرفوعاً ، مثله .
قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح..... " .
قلت : عبيدالله الوصافي ضعفه ابن معين ، وأبوزرعة ، وأبوحاتم ، والدارقطني .
وتركه النسائي ، والفلاس .
وقال الحاكم : " روى عن محارب أحاديث موضوعة " .
وقال أبونعيم : يحدث عن محاريب بالمناكير لا شيء " .
ويتلخص مما سبق أن الحديث رواه عن محارب : وكيع وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير فأرسلوه .
واختلف فيه على أحمد بن يونس ، والمعروف إرساله عنه .
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي فرواه موصولاً .
والمحفوظ رواية الثلاثة ؛ لأنهم أوثق وأكثر ، ولأن محمد بن خالد قد اضطرب فيه .
وأما رواية عبيدالله الوصافي فلا تصلح في المتابعات ؛ لأن عبيدالله هذا واهي .
ورجح إرساله أبوحاتم كما في " العلل " ( 1 / 431 / 1297 ) ، [ والدارقطني في " العلل " والبيهقي – كما في " التلخيص " ( 3 / 205 ) ، و "المقاصد الحسنة " ( 36 ) ، و " السبل السلام " ( 3 / 1041 ) – ] ، والخطابي في " معالم السنن " ( 2 / 196 ) ، والشيخ ناصر الدين الألباني في " الإرواء " ( 7 / 106 – 108 ) .
وللحديث شاهد من حديث معاذ .
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " ( 6 / 390 / 11331 ) ، والدارقطني في " سننه " ( 4 / 35 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل " ( 2 / 295 / 1718 ) – ، والبيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 361 ) .
عن إسماعيل بن عياش ، قال : أخبرني حميد بن مالك ، أنه سمع مكحولاً ، يحدث عن معاذ بن جبل ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا معاذ ! ما خلق الله على ظهر الأرض أحب إلي من عتاق ، وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق ، وإذا قال لامرأته : أنت طالق إن شاء الله ، فله استثناءه ، ولا طلاق عليه " .
قال البيهقي : " هو حديث ضعيف ، ومكحول عن معاذ منقطع " .
وقال ابن حجر في " التلخيص " ( 3 / 205 ) : " إسناده ضعيف ، ومنقطع أيضاً " .
قلت : حميد بن مالك هو اللخمي ضعفه ابن معين ، وأبوزرعة .
وقال ابن عدي : " مقدار ما يرويه من الحديث منكر ، وهو قليل الحديث " .
ومكحول لم يسمع من معاذ .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب










