الأنثـى المكلومة
14-11-2010, 08:28 PM
الأنثى المكلومة
الوطن..الفجيعة..و تشرين أبى أن ينجلي ، كما تفعل باقي الشهور
و باقي الفصول، وثورة قامت على أنقاض ثورة ، و أجراس إنذار
تحولت إلى أجراس استغاثة، و عقد أحمر ، و ربيع أسود ، و
تغيرت معالم الزمن ، و سنين اختلفت ألوانها...تشرين جذوة
إشتعلت ، فتولد عنها إنفجار..
و باقي الفصول، وثورة قامت على أنقاض ثورة ، و أجراس إنذار
تحولت إلى أجراس استغاثة، و عقد أحمر ، و ربيع أسود ، و
تغيرت معالم الزمن ، و سنين اختلفت ألوانها...تشرين جذوة
إشتعلت ، فتولد عنها إنفجار..
ذات أكتوبر قفز بنا الزمن قفزة نوعية لم يتوقعها أحد ، و من كان
يتوقع أن يقفز الزمن إلى الوراء، ..و الحمد لله زدنا خطوة إلى
الهاوية ، وما أدراك ماهي ، فوضى حامية ، و قلوب دامية...و
صوت جهوري بديع يصلح لإلقاء القصائد الناعمة ،يضخ في أذني
طلب رقيق ، غن لي عن الوطن...نعم يا صديقي لدي ما أقول عن
الوطن ، و الفجيعة ، و البندقية التي خانت صاحبها ، فزخت
رصاصة في صدره، سأغني لك عن القتلى ، و ما أدراك ما القتلى..
نفس الصوت يتكرر، أقصد عن المجد..
أي مجد يا صديقي الذي صنعنا أم الذي أضعنا؟
الشهداء إثنين، الأول خلده التاريخ ، و الثاني قيد التخليد.
أنثى خامدة ، بلغ حلمها سنا متقدمة ، تحمل ابتسامة شاردة ،
مغبرة شعثاء ، باهت لونها .. لا أحد يصدقها.و نور ينبعث من
عين الأنثى..نور انعكاس أشعة الشمس في دمعة شاردة إنحنت
على فاه الأنثى لتستفيق من دهشتها على مذاق مالح ...و الفجر لم
يحن بعد ، و الليل كلما تقدم بنا العمر صار أطول ، و البرد صار
أقسى.و القمر غاب منذ مدة ذهب ليبحث عن شمس للوطن ، و
ليس علينا إكمال العدة لممارسة الحياة ، بل علينا الإنتظار حتى
تثبت رؤيته.
الصلح خير ، و عفا الله عما سلف ، و أصلح ما تلف ، هكذا قال
صديقي بصوته الجهوري البديع ..الذي أظنه لم يختلط يوما
بصوت البندقية ، أو نواح الثكالى ، و العذارى. يواصل حديثه:
...لم تزل لدينا فرص ..فرص ضخمة ، و فخمة ..
نعم يا صديقي لم تزل لدينا فرص ..أخرى لنضل أكثر ، و نبهت
أكثر ، و نخفت أكثر..و نغرق أيضا..
ليس بيننا و بين الأمل الباقي سوى قطعة زرقاء مذاقها كمذاق
دمعة الأنثى ذات الحلم الذي بلغ سن اليأس..ليس بيننا و بين الأمل
سوى زورق ، و رحلة ،قد تنتهي بالغرق..و الموت أصبح سائغ
طعمه ، ليس لأنه لذيذ ، و لكن لأن ما قبله أمر منه ..
عزاءك أيتها الأنثى المكلومة ، أنك قد دفعت ثمن للأمة المهزومة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد العزيز بوفافه
14/11/2010










