تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
كيف يتعامل المسلمون مع الكفار
30-12-2010, 06:00 PM
كيف يتعامل المسلمون مع الكفار





الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا وجعلنا به خير أمة أخرجت للناس والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد خلق الله الخلق لعبادته قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) وكان الناس من عهد آدم عليه السلام أمة واحدة يعبدون الله على دين أبيهم آدم إلى أن مضى عشرة قرون كما قال ابن عباس رضي الله عنهما عند تفسير قوله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) وكما قال تعالى في الآية الأخرى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا) وفي الحديث القدسي: (يقول الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن فطرتهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، فشياطين الجن والإنس غيروا كثيراً من الناس عن فطرتهم ولما انقسم الناس إلى مؤمنين وكفار فقد مايز الله سبحانه وتعالى بينهم في الأحكام والجزاء فقال سبحانه: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) وقال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وقال تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ* أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) وشرع الله الولاء والبراء في الدين ليتميز المؤمنون من الكفار فقال سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)، ولما نهى الله المؤمنين عن موالاة الكافرين وأمرهم بموالاة المؤمنين أخبر أن ذلك هو ملة إبراهيم الذي أمر نبينا بإتباع ملته فقال سبحانه: (أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ) وقال سبحانه: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)، وأخبر سبحانه أن إبراهيم عليه السلام لما تبين له أن أباه عدو لله تبرأ منه وقال سبحانه: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) فأخبر سبحانه أن موادة الكفار تنافي الإيمان وأخبر سبحانه المؤمنين أن الكفار وإن أظهروا للمسلمين شيئاً من التسامح والتقارب فإن قلوبهم تغلي من الحقد والضغينة عليهم فهم يتربصون بهم الدوائر فقال سبحانه: (هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا) وأخبر سبحانه أنهم إذا استولوا على المسلمين وتمكنوا منهم ساءوهم سوء العذاب فقال سبحانه: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) والواقع شاهد بذلك وأخبر سبحانه أنهم لن يرضوا عنا حتى نتخلى عن ديننا ونتبع دينهم فقال سبحانه: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا) فمهما حاولنا التقارب معهم فإنهم يبتعدون عنا ومهما حاولنا التودد إليهم فإن عداوتهم تزداد لنا فالذين يحاولون الآن التقارب مع اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار يحاولون مستحيلاً كيف نتقارب معهم والله تعالى يقول عن اليهود: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً* وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً* وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) إلى قوله تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً* وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) وقال عن النصارى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)، (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) فكيف يمكن التقارب مع هؤلاء وجميعهم يكفرون بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونه وهو الذي أرسل إلى الناس كافة وأمر جميع الناس ومنهم اليهود والنصارى بأتباعه قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) وقال تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وذلك بعد قوله تعالى: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) إن اليهود والنصارى لا يقولون هذا الذي نقوله وإنما يقولون: (نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) وكيف نتقارب مع قوم لا يؤمنون بنبينا ولا بكتابنا – أما من كان منهم مؤمناً بالأنبياء والكتب قبل تحريفها ومات على ذلك قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فإنه مؤمن حقاً قال تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك من الصالحين) والذين استمروا على إيمانهم بالكتب الصحيحة غير المحرفة والرسل حتى أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم وآمنوا به فإنهم ينالون الأجرين من الله تعالى قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وقال تعالى: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) وقال تعالى عنهم: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) فهؤلاء إخواننا في الدين نقول في حقهم: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) أما الذين يكفرون ببعض الأنبياء أو يقتلونهم والذين يقولون إن الله ثالث ثلاثة أو عن الله هو المسيح بن مريم فهم أعداؤنا لأنهم أعداء الله ورسله وقد قال الله تعالى لنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) لكن لا يمنعنا هذا من دعوتهم إلى الله وإقامة الحجة عليهم ومحاولة إنقاذهم من الكفر كما لا يمنعنا هذا من التعامل معهم فيما أباح الله من إبرام العهود والبيع والشراء وعقد الذمة والهدنة والأمان والإحسان إلى من أحسن إلينا منهم قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) دون أن نحبهم أو أن نتنازل عن شيء من ديننا في سبيل ذلك أو نداهن في ديننا لإرضائهم فقد حاولوا من قبل مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاءوا إلى عمه أبي طالب وطلبوا أن يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكف عن دعوته إلى الله في مقابل أن يبذلوا له المغريات من الملك والجاه والمال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله يا عم لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالي على أن أترك هذا الأمر لن أتركه حتى أهلك دونه"، وأمره الله بالثبات على دينه والبراءة من دينهم وأنزل عليه قوله: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فلا يجوز للمسلمين أن يساوموا على دينهم أما التعامل المباح مع الكفار فهو مأذون به شرعاً إذا لم يكن على حساب دين المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه




صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: كيف يتعامل المسلمون مع الكفار
30-12-2010, 06:01 PM
واجب المسلم تجاه الكافر
ما الواجب على المسلم تجاه غير المسلم سواء كان ذميا في بلاد المسلمين أو كان في بلاده والمسلم يسكن في بلاد ذلك الشخص غير المسلم؟ والواجب الذي أريد توضيحه هو المعاملات بأنواعها ابتداء من إلقاء السلام، وانتهاء بالاحتفال معه في أعياده. أفيدونا جزاكم الله خيرا.




إن واجب المسلم بالنسبة إلى غير المسلم أمور متعددة منها:
أولا: الدعوة إلى الله عز وجل، وهي أن يدعوه إلى الله ويبين له حقيقة الإسلام حيث أمكنه ذلك وحيث كانت لديه البصيرة؛ لأن هذا أعظم وأكبر إحسان يهديه إلى مواطنه وإلى من اجتمع به من اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))، وقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو اليهود إلى الإسلام قال: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)) فدعوته إلى الله وتبليغه الإسلام ونصيحته في ذلك من أهم المهمات ومن أفضل القربات.
ثانيا: لا يظلمه في نفس ولا في مال ولا في عرض، إذا كان ذميا أو مستأمنا أو معاهدا، فإنه يؤدي إليه حقه، فلا يظلمه في ماله لا بالسرقة ولا بالخيانة ولا بالغش ولا يظلمه في البدن بالضرب ولا بالقتل. لأن كونه معاهدا أو ذميا في البلد أو مستأمنا يعصمه.
ثالثا: لا مانع في معاملته في البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اشترى من الكفار عباد الأوثان واشترى من اليهود، وهذه معاملة، وقد توفي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام لأهله.
رابعا: لا يبدؤه بالسلام ولكن يرد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام)) رواه مسلم. وقال: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم)) متفق عليه، فالمسلم لا يبدأ الكافر بالسلام، ولكن متى سلم عليه اليهودي أو النصراني أو غيرهما من الكفار يقول وعليكم كما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا من الحقوق المشروعة بين المسلم والكافر، ومن ذلك حسن الجوار، فإذا كان جارا لك تحسن إليه ولا تؤذه في جواره وتتصدق عليه إن كان فقيرا أو تهدي إليه إن كان غنيا وتنصح له فيما ينفعه؛ لأن هذا مما يسبب رغبته في الإسلام ودخوله فيه، ولأن الجار له حق عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) متفق عليه، ولعموم قوله عز وجل: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[1].
وفي الحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن أمها وفدت عليها وهي مشركة في فترة الصلح الذي عقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة تريد المساعدة فاستأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هل تصلها؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((صليها))،
وليس للمسلم مشاركتهم في احتفالاتهم أو أعيادهم، لكن لا بأس أن يعزيهم في ميتهم إذا رأى المصلحة الشرعية في ذلك بأن يقول: جبر الله مصيبتك أو أحسن لك الخلف بخير، وما أشبهه من الكلام الطيب، ولا يقول غفر الله له، ولا يقول رحمه الله: إذا كان كافرا أي لا يدعو للميت وإنما يدعو للحي بالهداية وبالعوض الصالح ونحو ذلك.
من موقع الشيخ بن باز رحمه الله
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: كيف يتعامل المسلمون مع الكفار
30-12-2010, 06:06 PM
كيفية معاملة الكفار من اليهود والنصاري
للشيخ بن عثيمين رحمه الله
الحمد لله احمده واستعينه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله وامينه على وحيه أرسله الله تعالي إلى الناس جميعا فبلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلوات الله وسلامه عليه واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها المسلمون فان في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وعلى اله وسلم و أقوال أئمة المسلمين وعلمائهم في معاملة الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ما فيه الكفاية لمن اعتبر ولكننا ولكننا بل كثير منا لا يفهمون هذا ولكننا لا نفهم كثيرا من هذه الا إن الحاجة في وقتنا هذا داعية إلى معرفة ذلك لأنهم كثروا بيننا فلابد أن أن نعرف كيف نعاملهم حتى لا نذل فنضل ونضل ولكل وقت ولكل مكان ولكل حال ما يليق بها لذلك ادعوا إخواننا طلبة العلم إلى أن يبحثوا في أحكام أهل الذمة وغيرهم من الكفار حتى نعاملهم المعاملة المشروعة في ديننا ومن المعلوم أن ديننا ولله الحمد دين العز والكرامة البعيد عن الإهانة ولكن مع ذلك ديننا مشتمل إلي غاية العدل وعلى غاية الرحمة فلا يظلم أحدا أبدا بل يعامل بالعدل من كأن مسلما ومن لم يكن مسلما ارايتم إذا كان لأحدكم جار من غير المسلمين فانه يجب عليكم أن تحسنوا جواره لا بقول ولا بفعل بل قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) ولكنه كرم لا يمس الدين بخلل قال العلماء رحمهم الله إن الجار إذا كان مسلما فله حقان حق الجوار وحق الإسلام وإن كان قريبا فله ثلاثة حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة وإن كان كافرا فله حق واحد حق الجوار ولهذا أوجب النبي صلي الله عليه وسلم إذا سلم علينا أهل الكتاب أن نرد عليهم لان الله تعالي قال ( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وهذا عام للمسلمين وغيرهم فمن حياك بتحية فحيه بمثلها أو أحسن فحيه بحسن منها أو مثلها الا أن تكون تحية محرمة فانه لا يجوز ردها بل ينصح المحي بها ويبين له وقال عليه الصلاة والسلام:(لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا سلموا علينا أن نقول وعليكم ) وذلك لان اليهود في المدينة كانوا يسلمون على المسلمين يقولون: ( السأم عليكم ) أتدري ما السأم ؟ السأم هو الموت يعني إنهم يمرون على المسلمون ويقولون الموت عليكم مرة يهودي على الرسول صلي الله عليه وعلى اله وسلم فسلم عليه وقال السأم عليك يا محمد فقالت عائشة رضي الله عنها: (عليك السأم واللعنة ) فنهاها النبي صلي الله عليه وسلم وذلك لأنها زادت على ما قال فهو قال السأم عليكم وهي قالت السأم واللعنة وهذا أمر لا ينبغي في مواجهة اليهود والنصارى وإن كنا نقول لعنة الله على اليهود والنصارى ولكن إذا سلم عليك اليهودي أو النصراني أو الكافر وقال السلام عليكم باللام الواضحة فانك تقول عليك السلام لان النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم قال: ( إن اليهود يقولون إذا مروا بكم يقولون السأم عليكم فقولوا وعليكم قولوا وعليكم) إنه كانوا يقولون السام فعليهم السأم وإن كانوا يقولون السلام فعليهم السلام ولهذا قال بن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة: ( إذا قال السلام عليك باللام الواضحة فانك قول وعليك السلام لقول الله تعالي:إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) ردوا بأحسن منها علمتم انه لا يجوز ابتداء الكفار بالسلام ولكن الإنسان قد يبتلي ولكن الإنسان قد يبتلي قد يكون رئيس الشركة مثلا غير مسلم فيدخل عليه موظف فماذا يقول نقول يمكن أن تقول صباح الخير صباح الخير لمن ؟ لك وله أيضا ومن صباح الخير بالنسبة له أن يهديه الله عز وجل للإسلام فإذا قلت صباح الخير فانك لم تبدأه بالسلام وإنما قلت صباح الخير وصباح الخير لا يدري أتريد نفسك أم تريد غيرك ولكنك تريد نفسك في الواقع وغيرك من مَن يرجى له الخير أيها الاخوة إن من عدل الإسلام إن من رحمة الإسلام إذا كان غير المسلم لا ينال المسلمين منه سوء فانه لا حرج أن يهدي إليه وان يحسن إليه لقول الله تبارك وتعالي: ( لم ينهاكم الله عن الذين يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ) فالبر إحسان والإقساط عدل يعني لا بأس أن تبروهم لا بأس أن تعاملوهم بالإحسان أو بالعدل (إن الله يحب المقسطين ) أيها الاخوة إن دين الإسلام مملوء بالشرائع العظيمة التي لا يمكن أن يسنها بشر من البشر اسأل الله أن يثبتني وإياكم عليه اللهم ثبتنا على الإسلام ظاهرا وباطنا وتوفنا على الإيمان يا رب العالمين انك على كل شئ قدير واعلموا أيها الاخوة إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي أن تجتمعوا على دين الله متآلفين متحابين ليس في قلوبكم أحقاد ولا بغضاء عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلي الله عليه وسلم اللهم اجعلنا من مَن اتبعهم بإحسان فانه إمامكم ورسولكم الذي من الله به عليكم وهو أعظم الخلق حقا عليكم فأكثروا له من الصلاة والسلام عليه وإنكم إذا فعلتم ذلك فإنما أديتم إحسانا إلي أنفسكم لان من صل عليه مرة واحدة صلي الله عليه بها عشرة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضي عن خلفاءه الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم ارضي عن الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين اللهم اجعلنا من مَن اتبعهم بإحسان اللهم اجعلنا من مَن اتبعهم بإحسان يا رب العالمين اللهم اعز الإسلام والمسلمين و أذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا ورعيتنا يا رب العالمين اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وابعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين .
من موقع الشيخ رحمه الله
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 29-03-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 43,266

  • زسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    62

  • دائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the rough
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:15 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى