تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لغير مسجل أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ للفرد أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه -تفضل يا غير مسجل-
19-01-2011, 05:12 PM
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على مَنْ أرْسَلَهُ اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ أشدَّ ما تكون إليه حاجةُ الأُمَّةِ اليوم هو انْضِوَاءُ أفرادها تحت لوائها بحيث يمثِّل كلُّ فرد منهم لَبِنَةً قويَّةً صالحةً، تشيِّد بناءَ الأمَّةِ، وترسِّخ دعائمَه، وتُعلي صرحَه؛ لأنَّ فسادَ الأمَّةِ بفساد أفرادها، ومناطُ صلاحِ الأمَّة بصلاح أبنائها، وقد أَثْنَى اللهُ تعالى على خَيْرِ جِيلٍ عَرَفَتْهُ البشرية يحملُ صفاتٍ لم تبلغها أمَّةٌ لم تَنْعَمْ بنعمة الإسلام، اتَّصَفَ باستيعاب «لاَ إلهَ إلا الله، محمَّدٌ رسولُ الله» على الوجه الّذي أراده الله، فلم تكن عندهم كلمةً عابرةً، وهم بعيدون عن مقتضاها وعن منهجها الشامل لكلِّ مناحي الحياة، ولا قضيَّةً خفيفةَ الوزن يقولونها بألسنتهم وقلوبُهم غافلةٌ عنها، وسلوكهم الواقعيُّ مخالفٌ لها أتمَّ المخالفة، وإنَّما عرفوها حقَّ المعرفة وقَدَّرُوها حقَّ قَدْرِهَا، قال تعالى: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ [آل عمران:110]، فكانوا أفرادً متجانِسِين أهلَ مُعْتَقَدٍ واحد، يسيرون على مسارٍ واحدٍ لا عِوَجَ فيه كما أمرهم ربُّهم سبحانه: ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ [الأنعام:153]، ويُؤَلِّفُونَ مُجْتَمَعًا مؤمنًا له شخصيتُه الفَذَّةُ القويةُ، وهم متكتِّلون على كلمة التوحيد الخالص استيعابًا وسلوكًا، وبصدقٍ وأمانة.
فتَحَقَّقَتْ بعقيدةِ التوحيدِ أوَّلُ وحدةٍ في تاريخ البشرية قائمة على تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها، وتجريدِ متابعة رسول الهدى محمد ج، والاكتفاءِ به إمامًا وقدوةً، والعملِ بسنَّتِه والدَّعوة إليها، وتحذيرِ النَّاس من الابتداع في دين الله تعالى، فكان أنْ وَرَّثَ هذا التَّجريدُ وتلك المتابعة الصادقة ثمراتٍ حسنةً ارتفعوا بها عن الحضيض، واستحقُّو التمكينَ في الأرض، فظهر على يدهم فتحٌ من الله لا مثيلَ له في التاريخ من قبلُ ولا من بعدُ؛ حيث امتدَّ الإسلامُ ـ من خلال نصفِ قَرْنٍ من الزمان ـ من المحيطِ إلى ما وراءَ الهند، قال تعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا﴾ [النور:55] ومن خلالِ مُقَوِّمَاتِ هذا الجيل وثوابتِه الأصِيلةِ، تَبَلْوَرَتْ عنايةُ الإسلام بالعُنصر النَّفسي للفرد؛ لأنَّ الإصلاحَ النَّفسي للفردِ هو القاعدة الأساسيَّةُ لصَلاحِه وصلاحِ أُمَّتِهِ، وهو الدِّعامة الأولى لاستقامتِه وسعادتِه في الدَّارينِ، إذْ أنَّ نفسَ الفردِ مركَّبَةٌ من حيثُ القوَّةُ والغلبَةُ إلى:
ـ شقّ فِطريٍّ إيجابيٍّ أصِيل، جُبِلَتْ فِطْرَتُه على محبَّةِ الحقِّ والخيرِ، ومستعدَّةٌ لإدراك معرفة الحقائق، وتَسْعَدُ بإدراكِها، وتَأْسَى على مخالفتِها، ولول المعارِضُ لبَقيت على حالتِها منَ السَّلامةِ والاستقامةِ، فهيَ مُقتضيةٌ لدينِ الإسلامِ، ومُستلزمةٌ للإقرار بالخالقِ سبحانه ومحبَّته وإخلاصِ الدِّين له، قال ابن تيمية رحمه الله ـ: «لقد أَوْدَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ في قلوب العباد من المعارفِ الفطريَّة الضروريَّة ما يفرِّقون به بين الحقِّ والباطل، وما يجعله مستعدَّةً لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من هذا الاستعداد والتمَكُّنِ لما أفاد النَّظَرُ والاستدلالُ ولا البيانُ، كما أنَّه سبحانه جعل الأبدان مستعدَّةً للاغتذاء بالطَّعام والشَّراب، ولولا هذا الاستعدادُ لما أمكَنَ تغذيتُها وتربيتُها، وكما أنَّ في الأبدان قوَّةً تفرِّق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوبِ قوَّةٌ تفرِّق بين الحقِّ والباطل أعظم من ذلك(1).«
ـ وشقٌّ سلبيٌّ عارضٌ على الفطرة التي قد تَضْعُفُ ويَخْفُتُ نورُها فيَعْرِضُ لها ما يغيِّرُها ويحوِّلها إلى مِلَلِ الكفر والشِّرك بسبب مؤثِّرات خارجيَّةٍ كالطَّبائع الشِّرِّيرة، والبيئة السَّيِّئة الَّتي يتربَّى فيها الإنسان منذ صغَرِه، ففي الحديث: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ(2)«، أو بسبب نَزَغَاتٍ شيطانيةٍ طائشةٍ تميل به عن الجَادَّةِ وتنحرف به عن سَوَاءِ السَّبيلِ، وإلى هذا المعنى يشير النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله فيما يَرْوِي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال: «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانً(3)«، فارْتَبَطَ مصيرُ الإنسانِ في دنياه وآخرتِه بِرُجْحَانِ أحدِ الشِّقَّيْنِ: شقِّ الخير والتقوى، أو شقِّ الشَّرِّ والفجور؛ فمن طهَّر نفسَه بطاعة الله، وأصلحَها من الأخلاق الدَّنيئة والرَّذائل فقد أفلح وربِح، ومن أخملها ودسَّها حتى ركب المعاصي وترك طاعةَ الله فقد خابَ وخَسِرَ، وأصلُ هذا المعنى قول الله تعالى: ﴿ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها﴾[الشمس: 7-10].
لذلك أرسل اللهُ الرسلَ لتذكِّرَ النفسَ بوجوب المحافظةِ على طهارة فِطْرَتِها المتجلّيةِ في معرفةِ الله ومحبَّتِه والإخلاصِ له وإيثارِه على غيرِه، وتُنبِّهها عليه، مع التَّفصيلِ والبيانِ، وتعرِّفُها الأسبابَ المعارضةَ لموجبِ الفِطرةِ المانعةِ من اقتفَاء أثرِها، كما حذَّرتْ من الاستسلامِ للنَّزعاتِ الشّيطانيَّةِ والطبَّائعِ الشِّرِّيرةِ الطَّارئةِ على النَّفس التي تُضْعِفُ من عَزْمِهَا، وتَرمي بها في بُؤَرِ الضَّلال وساحاتِ الهوَى، وتَنحرفُ بها عن سَواء السَّبيل؛ فدَعَتْ إلى تخليصِ الفطرةِ من كلِّ ما قد يعكِّر صفاءَها ويَذهبُ بنقائِها ممَّا يُلابسُها من الشَّوائبِ والعوالقِ المدنِّسةِ، قال تعالى: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾[الروم:30]، قال ابن القيم رحمه الله ـ: «وهكذا شأنُ الشَّرائعِ الَّتي جاءت بها الرُّسلُ، فإنَّها أمرٌ بمعروفٍ، ونهيٌ عن منكرٍ، وإباحةُ طيِّبٍ، وتحريمُ خبيثٍ، وأمرٌ بِعَدْلٍ، ونهيٌ عن ظلمٍ، وهذا كلُّه مَرْكُوزٌ في الفطرة، وكمالُ تفصيلِهِ وتَبيينه موقوفٌ على الرُّسل(4)«.
وعلى أساسِ معاييرِ الهدايةِ الَّتي جاءتْ بها الرُّسلُ تقوم دعوةُ المصلحين إلى توحيدِ الله ربِّ العالمين وعبادتِه ومحبَّتِه والإخلاصِ له، فهو أصل الدِّين، ودعوةُ جميع الأنبياءِ والمرسلينَ، وهو ركنُ الأعمال وشرطُ التَّمكين في الدُّنيا، والنجاةِ في الآخرةِ، وبِهِ تَتَّحِدُ الأمَّةُ وتجتمع على إمَامِها وقدوَتِها محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، فلا وحدةَ بدونِ توحيدٍ، ول اجتماعَ بلا اتباعٍ.
وميدانُ الإصلاحِ يدعُو القائمينَ به إلى تطهيرِ الفطرةِ من الأَخْلاَطِ والشَّوائبِ ممَّا يُضَادُّ التوحيدَ الخالصَ، والتَّحذيرِ من دعاوَى الجاهليَّة ومظاهرِ الشِّركِ وأشكالِ الخُرَافَةِ وأنماط البدَعِ، ومحاربةِ كلِّ أسبابِ الانحرافِ عن دينِ الفطرةِ بإظهارِ الحقِّ، والأمرِ بالمعروف والنَّهيِ عن المنكرِ بوسيلةِ العلمِ الشَّرعيِّ الصَّحيحِ الَّذي هو مادَّةُ الإسلام وموضوعُه، وبمنهجٍ مُستمَدٍّ من الكتابِ والسُّنَّةِ وما عليه سلفُ الأمَّة.
كما أنّ ميدانَ الإصلاح يُنادي أصحابَه إلى رَبْطِ النُّفوسِ بشريعة الله الشَّاملةِ لجميع ميادين الحياةِ فيما يحتاجُه النَّاسُ لصَلاح دنيَاهُم وآخرتِهم، وغرسِ الأخلاقِ الفاضلةِ ومبادئ البِرِّ والإحسان والتَّعاون على الحقِّ والخير بالأسلوب الدَّعويِّ المنْبَثِقِ من قوله تعالى: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾[العنكبوت:125].
كما أنَّ ميدانَ الإصلاح يَتَطَلَّبُ من القائمين عليه من دعاةِ الحقِّ أن يكونوا على بصيرةٍ بالمجال الدَّعوي: مِنْ علمٍ دقيقٍ بالشَّرع ومقاصدِه العُلْيَا، ومَرَامِيهِ النَّبيلةِ مع الصِّلة الوثيقة بالله تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين﴾ [يوسف: 108]، وأنْ يَبْتَعِدُوا في مسيرتهم الدَّعويَّة عن الجَفْوَةِ والغِلْظَةِ وسُوءِ الأدَبِ والمنْقَلَبِ، فالرِّفقُ في الأسلوب من أبرزِ خصائصِ دعوةِ الحقِّ، وأنْ يَتَنَزَّهُوا عن الأغراضِ الدَّنيئةِ والاغترارِ بالدُّنيا؛ لأنَّ الانشغالَ بها والتَّلَهِّي عن الآخرةِ أوَّلُ طريق الضَّيَاع، قال تعالى: ﴿يا أيها اللذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون﴾ [المنافقون: 9]، وأن يلتزموا التوكُّلَ على الله والتحلِّي بالصَّبر على دعوتهم إلى الخير والرُّشد والسُّؤْددِ، ويعتبروا بما واجهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من كلِّ أشكال الصُّدُودِ والفُجُورِ، وكلِّ ألوان الكُنُودِ والجُحُودِ، فَصَبَرَ عليها وصَابَرَ ورَابَطَ حتَّى أتمَّ اللهُ دعوتَه، وانتشرتْ في الآفاقِ.
إنَّ صبرَ الدُّعاةِ المصلحينَ على ما يُصيبُهم هو من عَزَائِمِ الأمور؛ لأنَّه صبرٌ على استكبارِ الجاحدِين، وجَفْوَةِ العُصاةِ، وعَنَتِ المدْعُوِّينَ، وهو من علامات أهلِ الصَّلاح المتَّقين، قال تعالى: ﴿وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدان سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون﴾[إبراهيم: 12]، كما هو من صفاتِ الأئمَّةِ المقتدَى بهم، قال تعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لم صبروا وكانو بآياتنا يوقنون﴾ [السجدة: 24].
هذا، وإذ تحقَّقتِ الدِّعامةُ الأولى لصَلاح الفردِ بإصلاح نفسِه، فقد استقامَت لَبِنَةٌ لمجتمعه المسلم، تنتظِمُ إلى جانبها لَبِنَاتٌ قويَّةٌ صالحةٌ يُشيَّدُ بها صَرْحُ أمَّة الإسلامِ كالبنيانِ المرصوصِ يشدُّ بعضُه بعضًا، تَقرُّ بها أعينُ الموحِّدين في تماسُكها وعزَّتِها وتَمْكِينِها وهَيْمَنَتِهَا، وتحتلُّ صدارةَ المجتمعات على مدى الزَّمانِ وفي كلِّ الأحوالِ، قال تعالى: ﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأن ربكم فاعبدون﴾ [الأنبياء: 92].
نسألُ الله تعالى أنْ يفتحَ علينَا بالاعتصامِ بحبلهِ المتينِ، وأنْ يجمَعَ كلمتَنا على التَّقوى والدِّينِ، وأنْ يوفِّقَ القائمينَ على الإصلاحِ في دعوتِهم، ويسدِّدَ خُطاهم، ويجمعَهم على التَّعاونِ على البِرِّ والتَّقْوَى والتَّواصِي بالحقِّ والصَّبرِ، واللهُ من وراء القصدِ وهو يهدي السَّبيل.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين وسلَّم تَسْلِيمً.

فضيلة الشيخ د. محمد علي فركوس (1)«درء تعارض العقل والنَّقل» لابن تيمية: (5/62).
(2) أخرجه البخاري في الجنائز: (3/219)، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يُصَلَّى عليه، ومسلم في القدر: (16/207)، باب معنى كلّ مولود يولد على الفطرة، وأبو داود في السُّنَّةِ: (5/86)، باب في ذَرَارِي المشركين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه مسلم في الجَنَّة وصفة نعيمها وأهلها: (17/196)، باب الصِّفات التي يُعرف به في الدُّنيا أهلُ الجنَّة وأهلُ النَّار، وأحمد (1794) من حديث عياض بن حمار المجَاشِعِيّ رضي الله عنه.
(4) «شفاء العَليل» لابن القيِّم: (2/821)
التعديل الأخير تم بواسطة بذرة خير ; 20-01-2011 الساعة 06:21 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لبنالعياط أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه
20-01-2011, 06:59 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة radoan_barika مشاهدة المشاركة
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على مَنْ أرْسَلَهُ اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ أشدَّ ما تكون إليه حاجةُ الأُمَّةِ اليوم هو انْضِوَاءُ أفرادها تحت لوائها بحيث يمثِّل كلُّ فرد منهم لَبِنَةً قويَّةً صالحةً، تشيِّد بناءَ الأمَّةِ، وترسِّخ دعائمَه، وتُعلي صرحَه؛ لأنَّ فسادَ الأمَّةِ بفساد أفرادها، ومناطُ صلاحِ الأمَّة بصلاح أبنائها، وقد أَثْنَى اللهُ تعالى على خَيْرِ جِيلٍ عَرَفَتْهُ البشرية يحملُ صفاتٍ لم تبلغها أمَّةٌ لم تَنْعَمْ بنعمة الإسلام، اتَّصَفَ باستيعاب «لاَ إلهَ إلا الله، محمَّدٌ رسولُ الله» على الوجه الّذي أراده الله، فلم تكن عندهم كلمةً عابرةً، وهم بعيدون عن مقتضاها وعن منهجها الشامل لكلِّ مناحي الحياة، ولا قضيَّةً خفيفةَ الوزن يقولونها بألسنتهم وقلوبُهم غافلةٌ عنها، وسلوكهم الواقعيُّ مخالفٌ لها أتمَّ المخالفة، وإنَّما عرفوها حقَّ المعرفة وقَدَّرُوها حقَّ قَدْرِهَا، قال تعالى: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ [آل عمران:110]، فكانوا أفرادً متجانِسِين أهلَ مُعْتَقَدٍ واحد، يسيرون على مسارٍ واحدٍ لا عِوَجَ فيه كما أمرهم ربُّهم سبحانه: ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾ [الأنعام:153]، ويُؤَلِّفُونَ مُجْتَمَعًا مؤمنًا له شخصيتُه الفَذَّةُ القويةُ، وهم متكتِّلون على كلمة التوحيد الخالص استيعابًا وسلوكًا، وبصدقٍ وأمانة.
فتَحَقَّقَتْ بعقيدةِ التوحيدِ أوَّلُ وحدةٍ في تاريخ البشرية قائمة على تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها، وتجريدِ متابعة رسول الهدى محمد ج، والاكتفاءِ به إمامًا وقدوةً، والعملِ بسنَّتِه والدَّعوة إليها، وتحذيرِ النَّاس من الابتداع في دين الله تعالى، فكان أنْ وَرَّثَ هذا التَّجريدُ وتلك المتابعة الصادقة ثمراتٍ حسنةً ارتفعوا بها عن الحضيض، واستحقُّو التمكينَ في الأرض، فظهر على يدهم فتحٌ من الله لا مثيلَ له في التاريخ من قبلُ ولا من بعدُ؛ حيث امتدَّ الإسلامُ ـ من خلال نصفِ قَرْنٍ من الزمان ـ من المحيطِ إلى ما وراءَ الهند، قال تعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا﴾ [النور:55] ومن خلالِ مُقَوِّمَاتِ هذا الجيل وثوابتِه الأصِيلةِ، تَبَلْوَرَتْ عنايةُ الإسلام بالعُنصر النَّفسي للفرد؛ لأنَّ الإصلاحَ النَّفسي للفردِ هو القاعدة الأساسيَّةُ لصَلاحِه وصلاحِ أُمَّتِهِ، وهو الدِّعامة الأولى لاستقامتِه وسعادتِه في الدَّارينِ، إذْ أنَّ نفسَ الفردِ مركَّبَةٌ من حيثُ القوَّةُ والغلبَةُ إلى:
ـ شقّ فِطريٍّ إيجابيٍّ أصِيل، جُبِلَتْ فِطْرَتُه على محبَّةِ الحقِّ والخيرِ، ومستعدَّةٌ لإدراك معرفة الحقائق، وتَسْعَدُ بإدراكِها، وتَأْسَى على مخالفتِها، ولول المعارِضُ لبَقيت على حالتِها منَ السَّلامةِ والاستقامةِ، فهيَ مُقتضيةٌ لدينِ الإسلامِ، ومُستلزمةٌ للإقرار بالخالقِ سبحانه ومحبَّته وإخلاصِ الدِّين له، قال ابن تيمية رحمه الله ـ: «لقد أَوْدَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ في قلوب العباد من المعارفِ الفطريَّة الضروريَّة ما يفرِّقون به بين الحقِّ والباطل، وما يجعله مستعدَّةً لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من هذا الاستعداد والتمَكُّنِ لما أفاد النَّظَرُ والاستدلالُ ولا البيانُ، كما أنَّه سبحانه جعل الأبدان مستعدَّةً للاغتذاء بالطَّعام والشَّراب، ولولا هذا الاستعدادُ لما أمكَنَ تغذيتُها وتربيتُها، وكما أنَّ في الأبدان قوَّةً تفرِّق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوبِ قوَّةٌ تفرِّق بين الحقِّ والباطل أعظم من ذلك(1).«
ـ وشقٌّ سلبيٌّ عارضٌ على الفطرة التي قد تَضْعُفُ ويَخْفُتُ نورُها فيَعْرِضُ لها ما يغيِّرُها ويحوِّلها إلى مِلَلِ الكفر والشِّرك بسبب مؤثِّرات خارجيَّةٍ كالطَّبائع الشِّرِّيرة، والبيئة السَّيِّئة الَّتي يتربَّى فيها الإنسان منذ صغَرِه، ففي الحديث: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ(2)«، أو بسبب نَزَغَاتٍ شيطانيةٍ طائشةٍ تميل به عن الجَادَّةِ وتنحرف به عن سَوَاءِ السَّبيلِ، وإلى هذا المعنى يشير النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله فيما يَرْوِي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال: «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانً(3)«، فارْتَبَطَ مصيرُ الإنسانِ في دنياه وآخرتِه بِرُجْحَانِ أحدِ الشِّقَّيْنِ: شقِّ الخير والتقوى، أو شقِّ الشَّرِّ والفجور؛ فمن طهَّر نفسَه بطاعة الله، وأصلحَها من الأخلاق الدَّنيئة والرَّذائل فقد أفلح وربِح، ومن أخملها ودسَّها حتى ركب المعاصي وترك طاعةَ الله فقد خابَ وخَسِرَ، وأصلُ هذا المعنى قول الله تعالى: ﴿ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها﴾[الشمس: 7-10].
لذلك أرسل اللهُ الرسلَ لتذكِّرَ النفسَ بوجوب المحافظةِ على طهارة فِطْرَتِها المتجلّيةِ في معرفةِ الله ومحبَّتِه والإخلاصِ له وإيثارِه على غيرِه، وتُنبِّهها عليه، مع التَّفصيلِ والبيانِ، وتعرِّفُها الأسبابَ المعارضةَ لموجبِ الفِطرةِ المانعةِ من اقتفَاء أثرِها، كما حذَّرتْ من الاستسلامِ للنَّزعاتِ الشّيطانيَّةِ والطبَّائعِ الشِّرِّيرةِ الطَّارئةِ على النَّفس التي تُضْعِفُ من عَزْمِهَا، وتَرمي بها في بُؤَرِ الضَّلال وساحاتِ الهوَى، وتَنحرفُ بها عن سَواء السَّبيل؛ فدَعَتْ إلى تخليصِ الفطرةِ من كلِّ ما قد يعكِّر صفاءَها ويَذهبُ بنقائِها ممَّا يُلابسُها من الشَّوائبِ والعوالقِ المدنِّسةِ، قال تعالى: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾[الروم:30]، قال ابن القيم رحمه الله ـ: «وهكذا شأنُ الشَّرائعِ الَّتي جاءت بها الرُّسلُ، فإنَّها أمرٌ بمعروفٍ، ونهيٌ عن منكرٍ، وإباحةُ طيِّبٍ، وتحريمُ خبيثٍ، وأمرٌ بِعَدْلٍ، ونهيٌ عن ظلمٍ، وهذا كلُّه مَرْكُوزٌ في الفطرة، وكمالُ تفصيلِهِ وتَبيينه موقوفٌ على الرُّسل(4)«.
وعلى أساسِ معاييرِ الهدايةِ الَّتي جاءتْ بها الرُّسلُ تقوم دعوةُ المصلحين إلى توحيدِ الله ربِّ العالمين وعبادتِه ومحبَّتِه والإخلاصِ له، فهو أصل الدِّين، ودعوةُ جميع الأنبياءِ والمرسلينَ، وهو ركنُ الأعمال وشرطُ التَّمكين في الدُّنيا، والنجاةِ في الآخرةِ، وبِهِ تَتَّحِدُ الأمَّةُ وتجتمع على إمَامِها وقدوَتِها محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، فلا وحدةَ بدونِ توحيدٍ، ول اجتماعَ بلا اتباعٍ.
وميدانُ الإصلاحِ يدعُو القائمينَ به إلى تطهيرِ الفطرةِ من الأَخْلاَطِ والشَّوائبِ ممَّا يُضَادُّ التوحيدَ الخالصَ، والتَّحذيرِ من دعاوَى الجاهليَّة ومظاهرِ الشِّركِ وأشكالِ الخُرَافَةِ وأنماط البدَعِ، ومحاربةِ كلِّ أسبابِ الانحرافِ عن دينِ الفطرةِ بإظهارِ الحقِّ، والأمرِ بالمعروف والنَّهيِ عن المنكرِ بوسيلةِ العلمِ الشَّرعيِّ الصَّحيحِ الَّذي هو مادَّةُ الإسلام وموضوعُه، وبمنهجٍ مُستمَدٍّ من الكتابِ والسُّنَّةِ وما عليه سلفُ الأمَّة.
كما أنّ ميدانَ الإصلاح يُنادي أصحابَه إلى رَبْطِ النُّفوسِ بشريعة الله الشَّاملةِ لجميع ميادين الحياةِ فيما يحتاجُه النَّاسُ لصَلاح دنيَاهُم وآخرتِهم، وغرسِ الأخلاقِ الفاضلةِ ومبادئ البِرِّ والإحسان والتَّعاون على الحقِّ والخير بالأسلوب الدَّعويِّ المنْبَثِقِ من قوله تعالى: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾[العنكبوت:125].
كما أنَّ ميدانَ الإصلاح يَتَطَلَّبُ من القائمين عليه من دعاةِ الحقِّ أن يكونوا على بصيرةٍ بالمجال الدَّعوي: مِنْ علمٍ دقيقٍ بالشَّرع ومقاصدِه العُلْيَا، ومَرَامِيهِ النَّبيلةِ مع الصِّلة الوثيقة بالله تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين﴾ [يوسف: 108]، وأنْ يَبْتَعِدُوا في مسيرتهم الدَّعويَّة عن الجَفْوَةِ والغِلْظَةِ وسُوءِ الأدَبِ والمنْقَلَبِ، فالرِّفقُ في الأسلوب من أبرزِ خصائصِ دعوةِ الحقِّ، وأنْ يَتَنَزَّهُوا عن الأغراضِ الدَّنيئةِ والاغترارِ بالدُّنيا؛ لأنَّ الانشغالَ بها والتَّلَهِّي عن الآخرةِ أوَّلُ طريق الضَّيَاع، قال تعالى: ﴿يا أيها اللذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون﴾ [المنافقون: 9]، وأن يلتزموا التوكُّلَ على الله والتحلِّي بالصَّبر على دعوتهم إلى الخير والرُّشد والسُّؤْددِ، ويعتبروا بما واجهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من كلِّ أشكال الصُّدُودِ والفُجُورِ، وكلِّ ألوان الكُنُودِ والجُحُودِ، فَصَبَرَ عليها وصَابَرَ ورَابَطَ حتَّى أتمَّ اللهُ دعوتَه، وانتشرتْ في الآفاقِ.
إنَّ صبرَ الدُّعاةِ المصلحينَ على ما يُصيبُهم هو من عَزَائِمِ الأمور؛ لأنَّه صبرٌ على استكبارِ الجاحدِين، وجَفْوَةِ العُصاةِ، وعَنَتِ المدْعُوِّينَ، وهو من علامات أهلِ الصَّلاح المتَّقين، قال تعالى: ﴿وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدان سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون﴾[إبراهيم: 12]، كما هو من صفاتِ الأئمَّةِ المقتدَى بهم، قال تعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لم صبروا وكانو بآياتنا يوقنون﴾ [السجدة: 24].
هذا، وإذ تحقَّقتِ الدِّعامةُ الأولى لصَلاح الفردِ بإصلاح نفسِه، فقد استقامَت لَبِنَةٌ لمجتمعه المسلم، تنتظِمُ إلى جانبها لَبِنَاتٌ قويَّةٌ صالحةٌ يُشيَّدُ بها صَرْحُ أمَّة الإسلامِ كالبنيانِ المرصوصِ يشدُّ بعضُه بعضًا، تَقرُّ بها أعينُ الموحِّدين في تماسُكها وعزَّتِها وتَمْكِينِها وهَيْمَنَتِهَا، وتحتلُّ صدارةَ المجتمعات على مدى الزَّمانِ وفي كلِّ الأحوالِ، قال تعالى: ﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأن ربكم فاعبدون﴾ [الأنبياء: 92].
نسألُ الله تعالى أنْ يفتحَ علينَا بالاعتصامِ بحبلهِ المتينِ، وأنْ يجمَعَ كلمتَنا على التَّقوى والدِّينِ، وأنْ يوفِّقَ القائمينَ على الإصلاحِ في دعوتِهم، ويسدِّدَ خُطاهم، ويجمعَهم على التَّعاونِ على البِرِّ والتَّقْوَى والتَّواصِي بالحقِّ والصَّبرِ، واللهُ من وراء القصدِ وهو يهدي السَّبيل.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين وسلَّم تَسْلِيمً.

فضيلة الشيخ د. محمد علي فركوس (1)«درء تعارض العقل والنَّقل» لابن تيمية: (5/62).
(2) أخرجه البخاري في الجنائز: (3/219)، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يُصَلَّى عليه، ومسلم في القدر: (16/207)، باب معنى كلّ مولود يولد على الفطرة، وأبو داود في السُّنَّةِ: (5/86)، باب في ذَرَارِي المشركين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه مسلم في الجَنَّة وصفة نعيمها وأهلها: (17/196)، باب الصِّفات التي يُعرف به في الدُّنيا أهلُ الجنَّة وأهلُ النَّار، وأحمد (1794) من حديث عياض بن حمار المجَاشِعِيّ رضي الله عنه.
(4) «شفاء العَليل» لابن القيِّم: (2/821)
******
صحيح لا خروج لنا إلا من هنا..!!!!
اتمنى أن تَعصره و تُعصره...
لأنّ العصر أذيق من هذ...
----------------بمعني: الحق الله وتعال.. أخفى علينا ..
و جعل الاسباب و العلل مظهرا لكل ما ظهر في الوجود..
و خلق الاسباب و المسبب...
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لغير مسجل أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه
21-01-2011, 05:31 PM
( نجاة المتبعين وهلاك المعرضين )بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبهأمابعد:قال الإمام أبو القاسم هبة الله اللالكائي رحمه الله : فمن أخذ في مثل هذه المحجة وداوم بهذه الحجج على منهاج الشريعة أمن في دينه التبعة في العاجلة والآجلة وتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها واتقى بالجنة التي يتقي بمثلها ليتحصن بجملتها ويستعجل بركتها ويحمد عاقبتها في المعاد والمآل إن شاء الله ومن أعرض عنها وابتغى في غيرها مما يهواه أو يروم سواها مما تعداه أخطأ في اختيار بغيته وأغواه، وسلكه سبيل الضلالة، وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب الله وسنة رسوله بضرب الأمثال ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل القال مما لم ينزل الله به من سلطان ولا عرفه أهل التأويل واللسان ولا خطر على قلب عاقل بما يقتضيه من برهان ولا انشرح له صدر موحد عن فكر أو عيان فقد استحوذ عليه الشيطان وأحاط به الخذلان وأغواه بعصيان الرحمن حتى كابر نفسه بالزور والبهتان (1) اهــوصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه(1):"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"[8/1]ط/دارطيبة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لبنالعياط أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه
27-01-2011, 06:23 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة radoan_barika مشاهدة المشاركة
( نجاة المتبعين وهلاك المعرضين )بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبهأمابعد:قال الإمام أبو القاسم هبة الله اللالكائي رحمه الله : فمن أخذ في مثل هذه المحجة وداوم بهذه الحجج على منهاج الشريعة أمن في دينه التبعة في العاجلة والآجلة وتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها واتقى بالجنة التي يتقي بمثلها ليتحصن بجملتها ويستعجل بركتها ويحمد عاقبتها في المعاد والمآل إن شاء الله ومن أعرض عنها وابتغى في غيرها مما يهواه أو يروم سواها مما تعداه أخطأ في اختيار بغيته وأغواه، وسلكه سبيل الضلالة، وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب الله وسنة رسوله بضرب الأمثال ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل القال مما لم ينزل الله به من سلطان ولا عرفه أهل التأويل واللسان ولا خطر على قلب عاقل بما يقتضيه من برهان ولا انشرح له صدر موحد عن فكر أو عيان فقد استحوذ عليه الشيطان وأحاط به الخذلان وأغواه بعصيان الرحمن حتى كابر نفسه بالزور والبهتان (1) اهــوصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه(1):"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"[8/1]ط/دارطيبة
أن شاء الله نكون متتبعين ولا مقلدين لأن صاحب التقليد ميت و المتتبع حي
و شتان بين الحياة و الموة من فوارق ..
كذالك المقلد ميت و الميت لا ينتج و هذا حال المسلم اليوم..
و الحي ساعد متحرك هو يعصي ويتوب و يعرق و يأكل و يوكل ..
أخيرا خرج لدنيا ليزرع ويحصد ..
أم المقلد فهو ميت لا يزرع ولا يحصد...
لا كسب في الدنيا ولا وفر للأخرة..
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
نجيب نون
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 29-04-2007
  • المشاركات : 1,256
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • نجيب نون is on a distinguished road
نجيب نون
عضو متميز
Re: رد: الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لنجيب نون أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه
28-01-2011, 08:58 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نعيم إحسان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

لعلك تنظر في عنوانك و تصححه أخي
شكرا على التنبيه سيدي الكريم
انها مسئولية عظيمة أعظم من الامانة التي نحملها اذا كانت استقامتي هي صلاح للامة
ولكنها تبقى صحيحة في سياق لو كل عاقل غير نفسه واستقام على الطريقة لأانصلحت الأمة
ان تغير الفرد هو طريق لتغير المجتمع
شكرا جزيلا
  • ملف العضو
  • معلومات
نجيب نون
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 29-04-2007
  • المشاركات : 1,256
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • نجيب نون is on a distinguished road
نجيب نون
عضو متميز
Re: الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لغير مسجل أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه
28-01-2011, 09:01 PM
شكرا لك أخي الكريم رضوان ونفعنا الله بما عندك ونفع بك وبأمثالك الامة جمعاء
هذا هو الطريق الحق وما عدا هذا هو اثارة للفتن وزرع للخوف ونشر للغوغائية
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية hamza-rck
hamza-rck
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 16-10-2009
  • الدولة : ALGERIA
  • المشاركات : 1,347
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • hamza-rck is on a distinguished road
الصورة الرمزية hamza-rck
hamza-rck
عضو متميز
رد: الإصْلاَحُ النَّفْسِيُّ لغير مسجل أساسُ استقامتِه وصلاحُ أمَّتِه
02-02-2011, 03:07 PM
جزك الله خيرا أخي رضوان و بارك الله فيكم
يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك......................
موقع محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
www.rasoulallah.net
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:55 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى