ثلاثة لا يدخلون الجنّة
27-01-2011, 06:49 AM
ثلاثة لا يدخلون الجنّة
عن أبي موسى قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''ثلاثة لا يدخلون الجنّة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسِّحر'' رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
أكّد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله عزّ وجلّ حرَّم الجنّة على ثلاثة أصناف وهم: مُدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدِّق بالسِّحر.
والجنّة في قوله صلّى الله عليه وسلّم ''لا يدخل الجنّة'' هي الدار الّتي أعدها الله لأوليائه المُتَّقين، وسُمّيَت بذلك، لكثـرة أشجارها لأنّها تجن من فيها أي تستره.
فـ''مدمن الخمر'' هو الّذي يشرب الخمر كثيرًا، والخمر حدَّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقوله ''كلُّ مُسكرٍ خمر'' رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
والرّحم في قوله صلّى الله عليه وسلّم ''قاطع الرَّحِم'' هُم القرابة، قال الله عزّ وجلّ: {وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} الأنفال: 75، وليس كما يظنُّه العامة أنّهم أقارب الزّوجين؛ لأنّ هذه تسمية غير شرعية، والشّرعية في أقارب الزوجين: أن يُسَمّوا أصهارًا.
ومعنى قاطع الرحم: أن لا يَصِلُه، والصِّلَة جاءت مطلقة في الكتاب والسُنَّة، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} الرعد: 21، ومنه الأرحام وما جاء مطلقًا غير مقيد، فإنه يتبع فيه العرف.
فالصِّلَة في زمن الجوع والفقر: أن يُعطيهم ويساعدهم بالكسوة والطعام دائمًا، وفي زمن الغِنَى لا يلزم ذلك.
والصِّلَة ليس معناها أن تَصِل مَن وَصَلَك؛ لأن هذا مكافأة، وليست صِلَة؛ لأن الإنسان يصل أبعد النّاس عنه إذا وَصَلَهُ، إنّما الواصل، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''مَن إذا قُطِعَتْ رَحِمَه وَصَلَها'' أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود وأحمد، وهذا هو الّذي يريد وجه الله والدار الآخرة.
والظاهر في صلة الرحم أنّها حق للآدمي، كما أنّها حق لله تعالى باعتبار أنّ الله أمر بها. وقوله صلّى الله عليه وسلّم ''ومُصَدِّق بالسِّحر'' ويدخل في السِّحر عِلم التّنجيم، فمَنْ صَدَّق به، فقد صدَّق بنوع من السِّحر، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ''أنّ مَن اقتبس شعبة من النُّجوم، فقد اقتبس شعبة من السِّحر'' أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد، والمُصَدِّق به هو المُصدِّق بما يُخبِر به المنجّمون، فإذا قال المنجم: سيحدث كذا وكذا، وصَدَّق به، فإنّه لا يدخُل الجنّة؛ لأنّه صدَّق بعِلم الغيب لغيرِ الله، قال الله تعالى: {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} النمل: 65
وأشار العلماء أنّ المُصدِّق بما يخبره به السّحرة من عِلْم الغيب يشمله الوعيد هُنَا، وأمّا المُصدِّق بأنّ للسّحر تأثيرًا، فلا يلحقه هذا الوعيد، إذ لا شك أنّ للسحر تأثيرًا، لكن تأثيره تخييل، مثل ما وقع من سحرة فرعون حيث سحروا أعْيُنَ النّاس حتّى رأوا الحبال والعصي كأنّها حَيّات تسعَى، وإن كان لا حقيقة لذلك، وقد يسحر السّاحر شخصًا فيجعله يُحِبّ فلانًا ويبغض فلانًا، فهو مؤثّـر، قال الله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} البقرة: 102، فالتّصديق بأثـر السّحر على هذا الوجه لا يدخله الوعيد لأنّه تصديق بأمر واقع. أمّا مَن صدَّق بأنّ السِّحر يؤثّـر في قلب الأعيان بحيث يجعل الحجر ذهبًا أو نحو ذلك، فلا شك في دخوله في الوعيد؛ لأنّ هذا لا يقدِر عليه إلاّ الله عزّ وجلّ.
عن أبي موسى قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''ثلاثة لا يدخلون الجنّة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسِّحر'' رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
أكّد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله عزّ وجلّ حرَّم الجنّة على ثلاثة أصناف وهم: مُدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدِّق بالسِّحر.
والجنّة في قوله صلّى الله عليه وسلّم ''لا يدخل الجنّة'' هي الدار الّتي أعدها الله لأوليائه المُتَّقين، وسُمّيَت بذلك، لكثـرة أشجارها لأنّها تجن من فيها أي تستره.
فـ''مدمن الخمر'' هو الّذي يشرب الخمر كثيرًا، والخمر حدَّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقوله ''كلُّ مُسكرٍ خمر'' رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
والرّحم في قوله صلّى الله عليه وسلّم ''قاطع الرَّحِم'' هُم القرابة، قال الله عزّ وجلّ: {وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} الأنفال: 75، وليس كما يظنُّه العامة أنّهم أقارب الزّوجين؛ لأنّ هذه تسمية غير شرعية، والشّرعية في أقارب الزوجين: أن يُسَمّوا أصهارًا.
ومعنى قاطع الرحم: أن لا يَصِلُه، والصِّلَة جاءت مطلقة في الكتاب والسُنَّة، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} الرعد: 21، ومنه الأرحام وما جاء مطلقًا غير مقيد، فإنه يتبع فيه العرف.
فالصِّلَة في زمن الجوع والفقر: أن يُعطيهم ويساعدهم بالكسوة والطعام دائمًا، وفي زمن الغِنَى لا يلزم ذلك.
والصِّلَة ليس معناها أن تَصِل مَن وَصَلَك؛ لأن هذا مكافأة، وليست صِلَة؛ لأن الإنسان يصل أبعد النّاس عنه إذا وَصَلَهُ، إنّما الواصل، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''مَن إذا قُطِعَتْ رَحِمَه وَصَلَها'' أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود وأحمد، وهذا هو الّذي يريد وجه الله والدار الآخرة.
والظاهر في صلة الرحم أنّها حق للآدمي، كما أنّها حق لله تعالى باعتبار أنّ الله أمر بها. وقوله صلّى الله عليه وسلّم ''ومُصَدِّق بالسِّحر'' ويدخل في السِّحر عِلم التّنجيم، فمَنْ صَدَّق به، فقد صدَّق بنوع من السِّحر، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ''أنّ مَن اقتبس شعبة من النُّجوم، فقد اقتبس شعبة من السِّحر'' أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد، والمُصَدِّق به هو المُصدِّق بما يُخبِر به المنجّمون، فإذا قال المنجم: سيحدث كذا وكذا، وصَدَّق به، فإنّه لا يدخُل الجنّة؛ لأنّه صدَّق بعِلم الغيب لغيرِ الله، قال الله تعالى: {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} النمل: 65
وأشار العلماء أنّ المُصدِّق بما يخبره به السّحرة من عِلْم الغيب يشمله الوعيد هُنَا، وأمّا المُصدِّق بأنّ للسّحر تأثيرًا، فلا يلحقه هذا الوعيد، إذ لا شك أنّ للسحر تأثيرًا، لكن تأثيره تخييل، مثل ما وقع من سحرة فرعون حيث سحروا أعْيُنَ النّاس حتّى رأوا الحبال والعصي كأنّها حَيّات تسعَى، وإن كان لا حقيقة لذلك، وقد يسحر السّاحر شخصًا فيجعله يُحِبّ فلانًا ويبغض فلانًا، فهو مؤثّـر، قال الله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} البقرة: 102، فالتّصديق بأثـر السّحر على هذا الوجه لا يدخله الوعيد لأنّه تصديق بأمر واقع. أمّا مَن صدَّق بأنّ السِّحر يؤثّـر في قلب الأعيان بحيث يجعل الحجر ذهبًا أو نحو ذلك، فلا شك في دخوله في الوعيد؛ لأنّ هذا لا يقدِر عليه إلاّ الله عزّ وجلّ.
