تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
تاريخ الخوارج باختصار...
03-05-2011, 07:39 PM
تاريخ الخوارج باختصار
للشيخ صالح السحيمي





السؤال:

بارك الله فيكم وفي علمكم، يقول السائل: نرجو توضيح فتنة الخوارج، وخاصة في هذه الأيام؟



الجواب:


هذا سؤالٌ جوابه يطول؛ ولكن سأختصره في بضع دقائق.

تعلمون -رحمني الله وإياكم- أن الإسلام جماعة واحدة أو جماعات؟ جماعة واحدة؛ قال الله -جل وعلا-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}.[1]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -عندما ذكر الفرقة الناجية، وعندما ذكر افتراق الأمم-: ((وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة))[2]، وفي رواية: ((من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))، قال صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة))[3].

فالمسلمون جماعة واحدة لا جماعات، وفرقة لا فرق، وطائفة لا طوائف، وحزب الله لا أحزاب، هذا هو شأن المؤمنين الخُلَّص، المتقين، يعيشون في ظل جماعة واحدة، ينتمون إليها، حتى وإن تباعدت أقطارهم، أو تفرقت بهم الأماكن، أو ذهبوا إلى أي مكان آخر، فهم يشعرون أنهم جماعة واحدة مسلمة لا فرق بين من هم في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، فالمسلمون جماعة واحدة لا جماعات متعددة.

وقد كانوا على هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصدر الخلافة الراشدة، ثم إنه حصلت فتن ظهرت فيها بعض الطوائف الذين انشقوا عن جماعة المسلمين، وأول فرقة ظهرت في الإسلام هي فرقة الخوارج؛ قد يقول قائل: طيب والمنافقون؟ أقول: المنافقون ليست من فرق المسلمين أصلاً؛ بل هم كفار ابتداءً؛ ولكن أول بذرة خرجت على المسلمين هي الخوارج، وكان خروجهم باللسان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما ظهر ذو الخويصرة التميمي، واعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حُنين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قسَّم غنائم حنين في أناس حديثي عهد بالإسلام؛ بل ربما أعطى بعض غير المسلمين، كما أعطى صفوان وغيره، وهذا جائز؛ إما لترغيبهم في الإسلام، أو لتقوية إيمانهم إن كانوا مؤمنين، عندها اعترض ذلكم الشقي على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إنها قسمة ما أريدَ بها وجه الله! اعدل يا محمد فإنك لم تعدل! قال: ((ويحك ومن يعدل إن لم أعدل؟! ألا تأمنوني وأنا أمين من السماء؟)) فهمَّ عمر أو خالد بقتله؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوافق على قتله، وكما تعلمون أنه كثيرًا ما يؤخِّر بعض الأمور لمصلحة راجحة؛ فيقول: ((مَعاذ الله أن يقال إن محمداً يقتل أصحابه)) مع أنه يعرفهم؛ بل ترك من هم شر منهم وهم المنافقون، فقال: ((دعوه فإنه يخرج من ضئضئه؛ -أي: من صلبه أو من أمثاله على الفهمين للسلف- يخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وعبادتكم إلى عبادتهم يقرئون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِية لا يعودون إليه حتى يعود السهم إلى فُوقه))[4]؛ أي: إلى قوسه والمكان الذي أُطلق منه.

وذكر من أوصافهم في أحاديث أخرى: أنهم قوم سفهاء الأحلام، حدثاء الأسنان، سيماهم التحليق، وأنهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، وأنهم يخرجون في كل زمان كلما ظهر منهم قرن قُطع؛ حتى يظهر في عِرَاضهم الدجال، وأن في قتلهم أجرًا عظيمًا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((فإن لمن قتلهم أجرًا)) وقال: عليه الصلاة والسلام: ((خير قتيل من قتلوه)) وهم شر قتيل تحت أديم السماء، وهم شر الخلق والخليقة ويبَشر أن من قتلوه فهو على خير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال خير قتيل من قتلوه))[5].

هذه الفرقة الضالة المبتدعة التي بعض الناس يتردد في هذا الزمان في تسميتهم خوارج، على الرغم من قتلهم الأنفس البريئة المعصومة، وجرأتهم على عباد الله، وهم يقرؤون القرآن ويتكلمون بالقرآن ويتشدقون بالقرآن؛ ولكنه لا يجاوز حناجرهم وتراقيهم؛ لأنهم- والعياذ بالله- لا يتحركون إلا وفق أهوائهم، فلا يفهمون القرآن، ولا يؤمنون بالسنة، ولا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة.

وقد خمدوا في عهد أول الخلافة الراشدة، والنبي صلى الله عليه وسلم وصف ذلكم الرجل بأنه هذه أوصافه؛ ولذلك بحث عنه علي -رضي الله عنه- فوجده بين القتلى يوم النهروان. بعد وفاة أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وبعد أن انكسر باب الفتنة؛ حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُكسر بموته باب الفتنة فتنفتح الفتنة على مصراعيها، عندها بدأ الخوارج يدبون في جسم الأمة، وثاروا على الخليفة الراشد ذي النورين، مُجهزِ جيش العسرة، ولفَّقوا أقاويل لا حقيقة لها، أو أمورًا هو معذور فيها، وأثاروا ما أثاروا ضد هذا الخليفة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يضره شيء بعد اليوم، وأنه مبشرٌ بالجنة على فتنة تصيبه -رضي الله عنه وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه-، عثمان بن عفان من السابقين الأولين إلى الإسلام، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحد العشرة المبشرين بالجنة، زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه، فخرجت عليه الخوارج ومن المألِّبين عليه بعد عبد الله بن سبأ اليهودي، عبد الرحمن بن مُلجم الذي قتل بعد ذلك عليًا -رضي الله عنه-، وكان قد أرسله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى مصر ليُقرئ الناس القرآن؛ لكنه لم يتفقه في لقرأن ولم يفقه القرآن بل سار يتشدق بهواه، فاستحل الدماء المعصومة، وسار في هذا النفق المظلم، فألَّبوا على عثمان -رضي الله عنه- فقتلوه بعد أن منع -رضي الله عنه- الصحابة أن يدافعوا عنه، وعلى رأسهم علي والحسن والحسين -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وفاوضهم وحاول أن يبين لهم الحق غير أنهم مُقدِمون على باطلهم، وفي يوم الخميس هجموا عليه وأحاطوا به وأخافوا أهل المدينة ومن أخاف أهل المدينة أذابه الله كما يُذاب الملح في الماء ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، واقتحموا عليه بيته وكان في ذلك اليوم صائمًا، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((أفطر عندنا يا عثمان))، ثم تقدم هؤلاء الأوغاد وأحاطوا به، وقتلوه ومثَّلوا به وكان أحدهم يركل جمجمته الطاهرة برجله، ويقول: والله ما وجدت يوماً من أيام الله ولا يوماً من أيام الجهاد في سبيل الله أعظم من هذا اليوم!! {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[6].

بعد أن أقدموا على هذه الفتنة الشنعاء انقلبوا على علي -رضي الله عنه-، وزعموا أنه تستر على قتَلة عثمان، وأخذوا يثيرون ضد علي -رضي الله عنه-؛ حتى انتهى الأمر بقتالهم عن الخوارج، وظهرت الفتن وظهرت فِرق أخرى؛ لكن الخوارج ظهروا أكثر على علي -رضي الله عنه-، وأرسل إليهم ابن عباس -رضي الله عنهما- وفاوضهم؛ فرجع منهم الكثير بعد أن بين لهم الحق بدليله، وبقي الكثير فتجهَّز لهم علي -رضي الله عنه- فأبادهم وقتلهم يوم النهروان. وإن كان لم يتبع فارَّهم ولم يُجهز على جريحهم، وعندها ذهب الخوارج وانتهى أمرهم.

لكن عبد الرحمن ابن مُلجِم اتفق مع اثنين آخرين على أن يقتلوا عليًا ومعاوية وعمر بن العاص -رضي الله عنهم أجمعين-، فأما الذي عزم على قتل عمرو فقد تخلَّف عمرو عن الصلاة في ذلك اليوم لمرض أصابه وصلى بدلاً منه رجل يُقال له: خارجة؛ فقتلوه؛ فقيل: (أردتُ عمرًا وأراد الله خارجة). وأما الذي عزم على قتل معاوية -رضي الله عنه- فإنه طعنه؛ لكنه لم يصب مقتلا.

وأما أشقاهم، وهو قاتل علي -رضي الله عنه- عبد الرحمن بن ملجم كان قد سمَّم حربة لمدة شهر كان لهذه الحربة تسعة رؤوس؛ يقول: أما ثلاثة فلله ولرسوله، وأما الستة فلبُغضه لعلي -رضي الله عنه-؛ فقتله، ولما أرادوا أن يقتلوه ويقتصوا منه قال: (لا تقتلوني دفعة واحدة؛ بل قطِّعوني إربًا إربًا وابدؤوا بأصابعي، وآخر ما تقطعوا لساني حتى أستمر على الذكر) ذكر على ضلال {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}[7] فكان هو من شر البرية - نسأل الله العافية والسلامة- قاتل علي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من أسلم من الصبيان، وزوج فاطمة الزهراء -رضي الله عنهم أجمعين-، فكان هذا هو أشقى القوم في ذلك الوقت.

هذه خلاصة لظهورهم؛ ثم إنهم ما زالوا يظهرون إلى يومنا هذا، وعقيدتهم تكفير المسلمين بالذنوب أو بالمعاصي؛ حتى ولو كان من وجهة نظرهم في أنها ذنوب؛ وإلاَّ فقد أثاروا على علي قضايا ليست ذنوبًا فضلاً عن أن تكون كفرًا؛ يعني ليست ذنوبًا أصلاً؛ وإنما هي من المسائل الاجتهادية؛ بل وتقوَّلوا أشياء ووقعوا في أمور يرون أنها سهلة وهم -والعياذ بالله- يفعلون شرًا منها.

من ذلك أنهم لما قتلوا عبد الله ابن خباب بن الأرت -رضي الله عنهما- وبقروا بطن امرأته قتلوها وقتلوا جنينها، بعد قليل مرّوا بنخل لنصراني فأرادوا أن يأخذوا منه رطبًا بالثمن؛ فقال: أنا أهدي إليكم؛ فقالوا: لا، نحن لا نقبل الهدية، ولا نأخذه إلا بثمنه؛ قال: "عجبًا لكم أيها القوم، قبل قليل فعلتم ما فعلتم بهذا الرجل وزوجته وجنينه، والآن لا تأخذون هذا التمر إلا بثمن؟! إن أمركم لعجيب".

ثم هم بعد ذلك يتساءلون عن حكم قتل البعوض أهو حلال أم حرام؟ قتل علي حلال! ومعاوية وعمر -رضي الله عنهم أجمعين-! وقتل البعوض اختلفوا فيه! يتناقشون أهو حلال أم حرام! وهكذا كل من لجأ إلى غير الكتاب والسنة يقع في هذه التناقضات{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[8] {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[9].

عقيدتهم التكفير بالمعصية، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وكفَّروا جملة من الصحابة ومنهم علي وعمر ومعاوية، وكل من ينتمي إلى بني أمية، كل أولاء عندهم كفار، وكل من خالفهم في عدم تكفير صاحب الكبيرة يعتبرونه كافرًا حلال الدم والمال....

استباحوا دماء المسلمين وأموالهم، استباحوا الدماء المعصومة والله -عز وجل- يقول: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[10] ويقول الله -عز وجل-: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[11].

وما أشبه الليلة بالبارحة! النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال، وفعلاً ظهروا في عهد جميع الدول الإسلامية المتعاقبة، وقد ظهروا في هذا الزمان منذ أن قرر لهم بعض زعماء الأحزاب هذا الفكر وهو تكفير المسلمين، فأفتوهم بأن الناس كلهم قد ارتدوا عن الإسلام، وأنه لم يبقَ على الإسلام إلا هم هؤلاء الخوارج، وأخذوا يفتون الشباب، وأنه ليس بينهم وبين الجنة إلا أن يقتلوا فلانًا وعلانًا من أهل السنة! وأن يقتلوا رجال الأمن في بلاد أهل السنة! وأن يقتلوا كل من خالفهم! أفتاهم صاحب الظلال وغير صاحب الظلال، أفتاهم زعماء يقبعون في الدهاليز وفي الكهوف، يفتونهم وهم كالنعام الذي يدس رأسه في التراب؛ حتى أفسدوا شريحة من شباب الأمة، وكتاب الظِّلال وغيره مليء بالضَّلال والبدع والخرافات وتكفير المسلمين، وبعضهم يزعم أنه ما بقي على الإسلام إلا هو وحده! أحدهم وقف في بلد ما من إحدى البلاد العربية وهو يقول: أشهدكم أنه لم يبقَ على الإسلام إلا أنا وزوجتي ورجل يذكر في الهند!!

وهكذا يصنفون المسلمين ويكفِّرونهم كما يحلو لهم، ومعلوم أن من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهم. في الحديث الآخر أنه من قال لأخيه يا كافر حارت عليه؛ أي رجعت عليه؛ يقول بعض السلف: لأن أخطئ في عدم تكفير كافر أحب إلي من أن أخطئ في تكفير مسلم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لزوال الدنيا وما عليها أهون على الله من إراقة دم امرئ مسلم))[12].

إن ما يفعله هؤلاء الأوغاد من خوارج هذا العصر الذين ضموا إلى خارجيتهم المارقة تَقيَّة الرافضة، فأصبحوا منافقين؛ يعني جمعوا بين سوأتين! بين النفاق وبين مذهب الخوارج؛ لذلك هم أعظم وأخطر من الخوارج القدامى، فمَن يتردد من الأئمة والخطباء في تسميتهم خوارج؛ فهو جاهل بمذهب السلف، لا يعرف منهج السلف واقرأ يا عبد الله! الشريعة للآجرِّي، واقرأ السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد، واقرأ السنة لابن أبي عاصم، واقرأ السنة للخَلاّل، واقرأ شرح السنة للبغوي، واقرأ شرح السنة للبربهاري، واقرأ الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية، والإيمان لأبي عبيد القاسم ابن سلاّم، والإيمان لابن أبي شيبة، واقرأ واقرأ ما تشاء، واقرأ الإبانة لابن بطة، واقرأ الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، تجد خطورة مذهب هؤلاء الخوارج وأنهم من أخطر الناس على الأمة، هم أخطر من اليهود والنصارى ليش؟ انتبهوا أنا ما قلت أَكْفَر، أنا قلتُ: أخطر من اليهود والنصارى، لماذا؟ لأن كل مسلم يعرف أن اليهودي والنصراني أعداء، والشيوعي وغيرهم أن الكفار أعداء؛ لكن هؤلاء يتسترون بالإسلام، ويقرئون القرآن، وهو لا يُجاوز حناجرهم، فاحذروا منهم، يجدون مفتين من الداخل والخارج، البعض مُفتون من وراء الكواليس، من وراء الكهوف، من تحت الكهوف، وهم مندسّون كالنعام وتجدهم يحرضون ضد حتى من يطبق شرع الله كما هو الحال في هذه البلاد (المملكة العربية السعودية بلد العلم والعلماء وبلد التوحيد وبلد نشر العقيدة وبلد إقامة حدود الله -سبحانه وتعالى-). نعم، نحن لا ندّعي الكمال عندنا قصور؛ لكن مهما كان أروني وأعطوني دولة تنفذ حدود الله وترفع شعار العقيدة، وتُدرس عقيدة التوحيد منذ الصفوف الأولى إلى آخر المراحل الجامعية، وكل الدول الإسلامية على خير؛ لكن ينقصها الكثير من هذا الأمر، فمن يُكفِّرون هؤلاء الناس ويكفرون جميع المسلمين ويركزوا بعضهم على الحكام خاصة، هؤلاء مجرمون خدموا أعداء الإسلام، والله ما خدموا إلا اليهود والنصارى، والله ما خدم الظواهري ومن معه إلا إسرائيل وفّروا لها الجو

«خلا لكِ الجو فَبيضي واصفري .. ونقري ما شئت أن تنقري»

فتنوا المسلمين ببعضهم، شغلوهم بأنفسهم، استحلوا دماء المسلمين في أقدس بقاع الأرض؛ في مكة والمدينة بفتاوى من هؤلاء الأوغاد تلاميذ إبليس.

فانتبهوا! انتبهوا لهذا المذهب الخطير، واعرفوا منهج السلف، واعرفوا خطورة التكفير؛ فإنه من أخطر الأمور في هذا الزمان.

الآن علَّموا شباب، أعمارهم لا تتجاوز سبعة عشر وثمانية عشر، علَّموهم أنهم لا يعرفون من الدين إلا فلان كافر وفلان كافر وفلان كافر هذا هو دينهم؛ حتى العلماء الأجلاء لم يسلموا من شرهم، والأحكام عليهم من قبل هؤلاء الأوغاد، وأخشى أن يكون بعضهم دسيسة يهودية أو ماسونية والبعض مغرَّر به ينفِّذ خطط أعداء الإسلام وهو لا يشعر -والعياذ بالله-، لست بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعني.

انتبه لهذا يا عبد الله! واحذر هؤلاء الأئمة المضلين فقد حذَّر منهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((إنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين))[13] وقال: ((إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا وإنما يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالم، اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا))[14].

انتبهوا واعرفوا عمن تأخذوا دينكم، اسألوا العلماء الربانيين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، والذين يفتون في وضح النهار ليس عندهم فتاوى مخبأة في الكهوف! ليس عندهم فتاوى مخبأة في زبالات الإنترنت! ليس عندهم فتاوى يخفونها عن الناس! خذوا عنهم وابتعدوا عن أدعياء العلم الذين هم أجهل من حُمُرِ أهلهم.

وانتبه -يا عبد الله!- أن تقع في هذا الفكر الخطير جدًا الذي يدخلك في نفق مظلم لا تستطع الخلاص منه، هم الآن ظمّوا إلى خارجيتهم: التقية، فأصبحوا يحلقون لحاهم ويلبسون الثياب الضيقة؛ بل ويلبسون ملابس النساء ويتسترون ويلبسون ملابس الخنافس؛ لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة؛ كما صرّح أحد زعمائهم، الموجودون عندنا، من القعدة قال في شريط له إنه يضطر إلى تطبيق نظرية ميكافيللي وهي: إن الغاية تبرر الوسيلة، اقتل من شئت من أجل أن تصل إلى هدفك.

فانتبهوا واسألوا العلماء وانظروا إلى بيانات المشايخ في الرد على تفجير هؤلاء سواء في المملكة أو في مصر أو في الجزائر أو في لبنان أو في الأردن أو في أي مكان مما يفعل أولئك المجرمون كلاب النار، من الذي سماهم كلاب النار؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء عبد الله بن أبي أَوفى الصحابي الجليل المعروف، جاء -رضي الله عنه- وقد نُصبت بعض رؤوس الخوارج على سور جامع دمشق، وهي سبعون رأسًا من رؤوس الخوارج المارقين، فوقف أمام تلك الرؤوس وبكى كثيرًا، بكى بكى كثيرًا، ثم في النهاية نظر إليهم وقال: كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار؛ فسأله أحد التابعين بقوله: يا صاحب رسول الله!: عندما رأيتهم بكيت وفعلت ما فعلت ثم ختمت بهذه المقولة، آلله! أسمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لو سمعتها مرة أو مرتين أو ثلاثًا أو سبعًا وفي رواية عشرين لما حدَّثت بها. ثم ذكر أوصافهم التي ذكرت لكم بعضها في ضوء الأحاديث النبوية. [4]

انتبهوا يا إخواني! إلى من يسرح بأبنائكم في الفلوات والخلوات والاستراحات الخالية، لا تتركوهم فريسة لهؤلاء، لهم ولأهل الشهوات، راقبوا حركاتهم وسكناتهم، تنبَّهوا إلى ما يجري من هؤلاء واحفظوا أولادكم، ربّوهم على طاعة الله، ربّوهم على منهج السلف، ربّوهم على ما يحفظهم الله به من العلم والتعلم والفقه في دين الله، اقرؤوا فتاوى الأئمة المجموعة في كتاب اسمه: (فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة)، اقرؤوا بيانات شيخنا سماحة المفتي -حفظه الله- وصحبه الكرام ، اقرؤوا كتاب: (الأجوبة المفيدة في المناهج الجديدة) لشيخنا الشيخ صالح الفوزان حفظه الله، اقرؤوا كتب السلف القديمة والحديثة، اقرؤوا كتاب: (وجادلهم بالتي هي أحسن)، اقرؤوا الكتب، لا تكونوا إمَّعوات بَبّغوات يسوقونكم إلى حَتفِكم باسم الدين والدين منهم براء، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمِية.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ علينا وإياكم ديننا وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لا يجعله ملتبسًا علينا فنضل. وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والهمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






--------------------------------------------------------------------------------

[1] [الأنعام: 153].

[2] رواه ابن ماجه، وصححه الألباني: 3982.

[3] لم أجد حديث بهذا اللفظ؛ وإنما وجدت: ( .. عليكم بالجماعة وإياكم و الفرقة فإن الشيطان مع الواحد و هو مع الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة .. ) رواه أحمد وصححه الألباني.

ووجدت: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة)) رواه الترمذي وصححه الألباني.



[4] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: ((وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟)) قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ؛ قَالَ: ((دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ فِي رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ أَوْ قَالَ ثَدْيَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ قَالَ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ)) قَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَشْهَدُ سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ جِيءَ بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَنَزَلَتْ فِيهِ {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}. صحيح البخاري: 6421.

[5] عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُؤوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ؛ ثُمَّ قَرَأَ { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ. روه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.

[6] [الكهف: 103].

[7] [الكهف: 103].

[8] [محمد: 24].

[9] [النساء: 82].

[10] [النساء: 93].

[11] [المائدة: 32].

[12] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.

[13] رواه أبو داود والترمذي. وصححه الألباني.

[14] عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ فَيَرْفَعُ الْعِلْمَ مَعَهُمْ وَيُبْقِى فِى النَّاسِ رُؤوسًا جُهَّالاً يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ)) رواه مسلم.





المصدر
http://alsoheemy.net/play.php?catsmktba=2130
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تاريخ الخوارج باختصار...
04-05-2011, 07:24 PM
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم،
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) رواه البخاري ومسلم.

الخوارج لا يعرفهم كثير من الناس لأن أهل البدع بصفة عامة لا يستطيع تمييزهم عامة الناس إلا إذا كانوا أهل منعة وشوكة أو أن يكونوا منعزلين عن المخالفين لهم، قال شيخ الإسلام في كتاب النبوات (1/139) : " وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس".

وللخوارج لهم صفات يعرفون بها ، لكن ينبغي أن يعلم أن بعض هذه الصفات عرفت عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء ،
ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها
، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (13/49) : " وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف "

بل إن الباحث يجد أن الخوارج الأولين المتفق على ضلالهم قد استشكل أمرهم على أهل عصرهم فكيف بمن يظهرون الانتساب إلى السنة في هذا العصر وهم خوارج شعروا أم لم يشعروا .

وإليك أخي الكريم بعضاً من صفاتهم مستقاة من فتاوى علماء العصر:

1- التدين بالخروج على ولاة الأمر وعدم السمع والطاعة لهم بالعمروف:

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

س: بعض الأخوة – هداهم الله – لا يرون وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد، فما هي نصيحتكم سماحة الوالد؟

فأجاب رحمه الله :

ننصح الجميع بالهدوء والسمع والطاعة – كما تقدم –
والحذر من شق العصى والخروج على ولاة الأمور لأن هذا من المنكرات العظيمة، هذا دين الخوارج ، هذا دين الخوارج دين المعتزلة، الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم في غير معصية، وهذا غلط خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسل
م ، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع ولطاعة بالمعروف وقال: (( من رأى من أميرة شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة )) وقال: (( من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه )) فلا يجوز لأحد أن يشق العصا أويخرج على ولاة الأمور أو يدعوا إلى ذلك فهذا من أعظم المنكرات وأعظم أسباب الفتنة والشحناء والذي يدعوا إلى ذلك هذا دين الخوراج والشاق يقتل لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا ، فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا من يدعوا إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة. [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

وقال – رحمه الله - :

(( وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيحون الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ،
الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان،
وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم إنهم: (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) وقال: (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) متفق عليه. والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة )) [مجموع فتاوى سماحته (4/91)]



قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله تعالى:

عند حديث ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ..) بعد أن رد على الخوارج قال: والمقصود أنهم سنّوا في الإسلام سنةً سيئة
،وجعلوا الخروج على حكام المسلمين ديناً على مر الزمان والأيام
، رغم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منهم في أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ((الخوارج كلاب النار)).

ورغم أنهم لم يروا كفراً بَواحاً منهم ، وإنما ما دون ذلك من ظلم وفجور وفسق
.

واليوم – والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون- ؛
فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم لم يتفقهوا في الدين إلا قليلا ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلا فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم بل ركبوا رؤوسهم أثاروا فتناً عمياء وسفكوا الدماء في مصر وسوريا , والجزائر وقبل ذلك فتنة الحرم المكي فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا إلا الخوارج)
. [أنظر السلسلة الصحيحة المجلد السابع / القسم الثاني صـ1240-1243]



2- تكفير مرتكب الكبيرة:

وسئل الإمام إبن باز رحمه الله :

سماحة الوالد : نعلم . أن هذا الكلام أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، ولكن هناك- للأسف- من أبناء أهل السنة والجماعة
من يرى هذا فكرا انهزاميا ، وفيه شيء من التخاذل
، وقد قيل هذا الكلام؛ لذلك يدعون الشباب إلى تبني العنف في التغيير

فأجاب :
هذا غلط من قائله ، وقلة فهم ؛ لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي ، وإنما تحملهم الحماسه والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة ، حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق ، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج ، أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة
.

فالخوارج كفروا بالمعاصي ، وخلدوا العصاة في النار ، والمعتزلة وافقوهم في العاقبة ، وأنهم في النار مخللدون فيها . ولكن قالوا : إنهم في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين ، وكله ضلال .

والذي عليه أهل السنة- وهو الحق- أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها فإذا زنا لا يكفر ، وإذا سرق لا يكفر ، وإذ شرب الخمر لا يكفر ، ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا تقام عليه الحدود ، ولا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال : إنها حلال ، وما قاله الخوارج في هذا باطل ، وتكفيرهم للناس باطل ؛ ولهذا قال فيهم النبي : ( إنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميه ثم لا يعودون إليه يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )

هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم ، فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة ،
بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية
، فيقفوا مع النصوص كما جاءت ، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه ، بل عليهم المناصحة بالمكاتبه والمشافهة ، بالطرق الطيبة الحكيمة ، وبالجدال بالتي هي أحسن ، حتى ينجحوا ، وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير .
هكذا جاءت النصوص عن رسول . الله صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل يقول : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "
فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا حدود الشرع ، وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور ، بالكلام الطيب ، والحكمة ، والأسلوب الحسن ، حتى يكثر الخير ويقل الشر ، وحتى يكثر الدعاة إلى الله ، وحتى ينشطوا لي دعوتهم بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، ويناصحوا من ولاهم الله الأمر بشتى الطرق الطيبة السليمة ، مع الدعاء لهم بظهر الغيب : أن الله يهديهم
، ويوفقهم ، ويعينهم على الخير ، وأن الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق .

هكذا يدعو المؤمن الله ويضرع إليه : أن يهدي الله ولاة الأمور ، وأن يعينهم على ترك الباطل ، وعلى إقامة الحق بالأسلوب الحسن ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، وبهذا يكثر الخير ، ويقل الشر ، ويهدي الله ولاة الأمور للخير والاستقامة عليه ،
وتكون العاقبة حميدة للجميع .


[ من كتاب: "المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم" ]
.................................

3- تهييج الناس وإيغار صدروهم على الحكام بذكر معايبهم والطعن فيهم والتظاهر ضدهم:

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله – :

عن المنشورات
الوافدة من لندن، ومضمون كلام السائلين أنهم سمعوا كلاماً لبعض العلماء لكن يريدون الفتيا التي تصدرونها أنتم حتى نكون على بينة من أمرنا.

فأجاب – رحمه الله - :

أما المنشورات التي تصدر من المسعري
ومن معه في لندن للتشويش على هذه الدولة وهذه البلاد، قد صدر منا غير مرة الوصية بعدم نشرها، أو بإتلاف ما يوجد منها، وأنها تجر إلى الفتن والفرقة والاختلاف، فالواجب إتلاف ما يصدر وعدم تداوله بين المسلمين، والدعاء لولاة الأمور بالتوفيق والهداية والصلاح وأن الله يعينهم على كل خير وأن الله يسدد خطاهم، ويمنحهم البطانة الصالحة، في الصلاة وغيرها؛ يدعوا الإنسان ربه في سجوده، وفي آخر صلاته، وفي آخر الليل، للمسلمين ولولاة الأمر بالتوفيق والهداية وصلاح الأمر والبطانة، أما نشر العيوب فهذا من أسباب الفتن، ولما نشرت الخوارج العيوب في عهد عثمان قام الظلمه والجهلة على عثمان فقتل حتى قتل علي بسبب هذه المنشورات الخبيثة، ما بين كذب وبين صدق لا يوجب الخروج على ولاة الأمور، بل يوجب الدعاء لهم بالهداية والتوفيق، هذه الأشياء التي سلكها المسعري وأشباهه هي من جنس ما سلكه عبد الله بن سبأ وأشباهه في عهد عثمان وعلي حتى فرقت الأمة، وحتى وقعت الفتنة وقتل عثمان ظلماً، وقتل علي ظلما وقتل جمع كثير من الصحابة ظلماً. [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]



وسئل رحمه الله :

يرى البعض :
أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم؟
فأجاب : هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن .


والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي ، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : { من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة } وقوله صلى الله عليه وسلم : { على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله }

وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة ، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

والمشروع في مثل هذه الحال : مناصحة ولاة الأمور ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير ، حتى يقل الشر ويكثر الخير .

نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ، إنه جواد كريم.

وقال الإمام إبن عثيمين – رحمه الله - :

(( بل العجب أنه وجه الطعن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل له : (إعدل) وقيل له : (هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الرسول: إنه ( يخرج من ضئضئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم)، (ضئضئ أي: نفسه)، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، لأن هذا ما أخذ السيف على الرسول، لكنه أنكر عليه وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف، فمرادهم من ذلك الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام : الزنى يكون بالعين، يكون بالأذن، يكون باليد، يكون بالرجل، لكن الزنا الأعظم الذي هو الزنا في الحقيقة هو: زنى الفرج ولهذا قال: والفرج يكذبه، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال، أنه لا يمكن أن يكون خروجاً بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول، الناس لا يمكن أن يحملوا السيف على الإمام بدون شيء يثيرهم، فلا بد من أنه هناك شيء يثيرهم وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقةً دلت عليه السنة ودل عليه الواقع، أما السنة فعرفناها، وأما الواقع فإننا نعلم عليم اليقين:
أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لن يخرجوا على الإمام بمجرد (يالله أمش) خذ السيف لا بد أن يكون هناك شوكة وتمهيد وقدح للإمة وسلب لمحاسنهم، ثم تتمليء القلوب غيضاً وحقداً وحينئذ يحصل البلاء
)). [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

وسئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط أم يدخل في ذلك الطعن فيهم وتحريض الناس على منابذتهم والتظاهر ضدهم؟

ج:
ذكرنا هذا لكم، قلنا الخروج على الأئمة يكون بالسيف وهذا أشد الخروج ويكون بالكلام، بسبهم وشتمهم والكلام فيهم في المجالس وعلى المنابر، هذا يهيج الناس ويحثهم على الخروج على ولي الأمر وينقص قدر الولاة عندهم، فالكلام خروج.




وقال العلاّمة الفوزان عن الخوارج:

وفي عصرنا ربما سمّوا من يرى السمعَ والطاعةَ لأولياء الأمور في غير ما معصية عميلاً، أو مداهنًا، أو مغفلاً‏.‏ فتراهم يقدحون في وَليَّ أمرهم، ويشِّهرون بعيوبه من فوق المنابر، وفي تجمعاتهم، والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ‏:‏ ‏(
‏من أرادَ أن ينصحَ لسلطان بأمر؛ فلا يبدِ له علانيةً ولكن ليأخذْ بيدِه، فيخلوا به، فإن قَبِلَ منه فذَّاكَ، وإلا كان قد أدَّى الذي عليه
‏)‏ رواه أحمد‏:‏ ‏(‏3/404‏)‏ من حديث عياض بن غنم - رضي الله عنه -، ورواه - أيضًا - ابن أبي عاصم في ‏"‏السنة‏"‏‏:‏ ‏(‏2/522‏)‏‏.‏

أو إذا رأى وليُّ الأمرِ إيقافَ أحدِهم عن الكلام في المجامع العامة؛ تجمعوا وساروا في مظاهرات، يظنونَ - جهلاً منهم -
أنَّ إيقافَ أحدِهم أو سجنَهُ يسوغُ الخروج،
أوَلَمْ يسمعوا قولَ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -، عند مسلم ‏(‏1855‏)‏‏:‏ ‏(‏لا‏.‏ ما أقاموا فيكم الصلاة‏)‏‏.‏

وفي حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في ‏"‏الصحيحين‏"‏‏:‏ ‏(‏إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم فيه من الله برهان‏)‏ وذلك عند سؤال الصحابة واستئذانهم له بقتال الأئمة الظالمين‏.‏

ألا يعلمُ هؤلاء كم لبثَ الإمامُ أحمدُ في السجنِ، وأينَ ماتَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية‏؟‏‏!‏‏.‏

ألم يسجن الإمام أحمد بضع سنين، ويجلد على القول بخلق القرآن، فلِمَ لَمْ يأمر الناس بالخروج على الخليفة‏؟‏‏!
‏‏.‏

وألم يعلموا أن شيخ الإسلام مكث في السجن ما يربو على سنتين، ومات فيه، لِمَ لَمْ يأمرِ الناسَ بالخروجِ على الوالي - مع أنَّهم في الفضلِ والعلمِ غايةٌُ، فيكف بمن دونهم -‏؟‏‏؟‏‏!‏‏.‏

إنَّ هذه الأفكارَ والأعمالَ لم تأتِ إلينا إلا بعدما أصبحَ الشبابُ يأخذون علمَهم من المفكِّرِ المعاصرِ فلان، ومن الأديب الشاعرِ فلان، ومن الكاتبِ الإسلامي فلان، ويتركونَ أهل العلمِ، وكتبَ أسلافِهم خلفَهم ظهريًا؛ فلا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله‏.‏

"‏من محاضرة ألقاها الشيخ بمدينة الطائف يوم الاثنين الموافق 3/3/1415هـ في مسجد الملك فهد بالطائف‏. "‏

.................................

فائدة:

وقال عبد الله بن محمد الضعيف – أحد أئمة السلف - : " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج " [رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح]

قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك " [((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان]



3- تكفير من لم يحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً :

سئل الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله –
متى يكفر الحاكم بغير ما أنزل الله؟

فقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ : إذا كان مستحلا له أو يرى أنه ماهو مناسب أو يرى الحكم بغيره أولى ، المقصود أنه محمول على المستحل أو الذي يرى بعد ذا أنه فوق الاستحلال يراه أحسن من حكم الله ، أما إذا كان حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون عاصيا مثل من زنا لهواه لا لاستحلال ، عق والديه للهوى ، قتل للهوى يكون عاصيا ، أما إذا قتل مستحلا ، عصى والديه مستحلا لعقوقهما ، زنا مستحلا : كفر ، وبهذا نخرج عن الخوارج ، نباين الخوارج يكون بيننا وبين الخوارج حينئذ متسع ولا ـ بتشديد اللام بمعنى أو ـ وقعنا فيما وقعت فيه الخوارج ، وهو الذي شبه على الخوارج هذا ، الاطلاقات هذه .

وسئل في نفس الشريط هل ترون أن هذه المسألة اجتهادية ؟

فقال الشيخ ابن باز : والله أنا هذا الذي اعتقده من النصوص يعني من كلام أهل العلم فيما يتعلق في الفرق بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة ، خصوصا الخوارج ، أن فعل المعصية ليس بكفر إلا إذا استحله أو دافع عن دونها بالقتال . [ شريط مناقشة التكفير ]



سئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

عمن يكفر حكام المسلمين فقال: ( هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-،
والكافر من كفّره الله ورسوله، وللتكفير شروط؛ منها: العلم، ومنها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، وأراد المخالفة، ولم يكن متأولاً ..
.). [ من شريط كشف اللثام عن أحمد سلام – دار بن رجب ]

فائدة:

قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (2/736):

استشهاد الخوارج على كفر الحاكم بقوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44]
وهذا الاستشهاد ليس وليد عصرنا، بل خوارج عصرنا رووه بالإسناد المتصل إلى شيوخهم الخوارج الأوّلين، الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه { تشابهت قلوبهم ...}

أخرج ابن وهب عن بُكير أنه سأل نافعاً: كيف راي ابن عمر في الحرورية (أي: الخوارج) ؟

قال: ( يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أُنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)

فسُّر سعيد بن جبير من ذلك، فقال: ( مما يتّبع الحرورية من المتشابه قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ ويقرنون معها: ﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ فإذا رأو الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، ومن كفر عدل بربه؛ ومن عدل بربه فقد أشرك، فهذه الأمة مشركون. فيخرجون – أي:الحرورية – فيقتلون ما رأيت، لأنهم يتأولون هذه الآية ).



4- تكفير الحاكم بحجة أنه عطّل الجهاد :

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هناك من يقول: إن ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفر بالله، فما هو رأيكم في كلامه؟

ج:
هذا كلام جاهل، يدل على أنه ما عنده بصيرة ولا علم وأنه يكفر الناس،
وهذا رأي الخوارج والمعتزلة، نسأل الله العافية، لكن مانسيء الظن بهم نقول هؤلاء جهال يجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا أما إن كان عندهم علم ويقولون بهذا القول، فهذا رأي الخوارج وأهل الضلال.

[الجهاد وضوابطه الشرعية للعلامة الفوازان ص 49]

5- التفجير:

قال الإمام ابن عثيمين في حادث تفجير الخبر:

(( لا شك أن هذا العمل لا يرضاه أحد، كل عاقل، فضلا عن المؤمن، لأنه خلاف الكتاب والسنة، ولأن فيه إساءة للإسلام في الداخل والخارج.. ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم، ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون، سوف يعثر عليهم إن شاء الله، ويأخذون جزاءهم، ولكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث،
منهج الخوارج الذي استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين )) ·

[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]



6- تجويز قتل رجال الأمن:

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

انتشر بين الكثير من الشباب منشورات تفيد جواز قتل رجال الأمن وخاصة "المباحث" وهي عبارة عن فتوى منسوبة لأحد طلاب العلم وأنهم في حكم المرتدين، فنرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في ذلك والأثر المترتب على هذا الفعل الخطير؟

ج: هذا مذهب الخوارج، فالخوارج قتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر وعثمان، فالذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا يقتل رجال الأمن؟؟ هذا هو مذهب الخوارج،
والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية.

[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]



7- من أقوالهم: أن الإمام من يجتمع عليه جميع المسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب :

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هل هذا القول صحيح ان الإمام من يجتمع عليه جميع المسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب؟

ج: هذا كلام الخوارج، الإمام من بايعه أهل الحل والعقد من المسلمين، ويلزم الباقين طاعته. وليس بلازم أنه يبايعه كلهم من المشرق والمغرب، رجالاً ونساء، هذا ليس منهج الإسلام في عقد الإمامة.

وبـعـد:

هل يوجد خوارج في هذا الزمان ؟!!

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله -: هل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج؟

فقال الشيخ:

يا سبحان الله، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج،
وهو تكفير المسلمين، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم، هذا مذهب الخوارج.

وهو يتكون من ثلاثة أشياء:

أولاً: تكفير المسلمين.

ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر.

ثالثاً: استباحة دماء المسلمين.

هذه من مذهب الخوارج، حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً، صار خارجياً، في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه.

[ كتاب : "الفتاوى الشرعية في القضايا العصري" لفهد الحصين ]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 01-09-2007
  • المشاركات : 6,800

  • اجمل رسمة بالقلم جائزة3 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • بذرة خير will become famous soon enough
الصورة الرمزية بذرة خير
بذرة خير
شروقي
رد: تاريخ الخوارج باختصار...
04-05-2011, 07:25 PM
الحزبية






إعداد
محمد المعيقلي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :


نعم. قاتل الله الحزبية -حزبية الدين والمطاوعة-، فأما الناس فكثير منهم لا يعلم عن ذلك التحزب شيئاً، فهم يظنون التيار الديني يحمل نفس الأفكار والمبادئ والمنهج الدعوي وهذا غير صحيح، فعالمهم مليء بالاختلاف والانشقاق الحزبي، وكل حزب بما لديهم فرحون.
وأي منتمي لهذا الحزب أو ذاك فله رجاله الذين يأوي إليهم ويستمد الأوامر منهم وفق تنظيم هرمي، لا يعرف المنتمي منه سوى من تحته ورجلاً أو رجلين ممن فوقه، هذا إن كان يعلم أنه في تنظيم، وتبدأ المعركة ويحرص كل حزب على تكثير الأنصار وأصحاب الولاء وبالذات من ذوي النفوذ وصنع القرار، سواءً بالانتماء المباشر على شكل نشاط دعوي أو خيري، أو حتى تحييده والاكتفاءبخدماته التي يفعلها لوجه الله ولنصرة الدين،ولا مانع إن استدعى الأمر تخويفه ولو بفوات دنيا، وفي الوقت الذي تجري فيه منافساتٌ ومعاهداتٌ واتفاقاتٌ بين التنظيمات - على اختلاف مناهجها الدعوية - أيهم يظفر بقيادة نشاطٍ ما، أو دائرةٍ، أو قطاع ولو حكومي فإنهم جميع ٌيدٌ واحدة ضد التيار القديم تيار السلفية النقي الذي قامت ونشأت عليه هذه البلاد فملأت بالسعادة قلوب السلفيين في كل أنحاء العالم وأقرت أعينهم بإقامة دولة التوحيد، فهب كثير منهم لمناصرتها بعدما أصبح حلم الدولة السلفية حقيقةً على الواقع.
أقول هذا التيار السلفي الذي كان من أواخره وليس آخرهم الشيخين (ابن باز وابن العثيمين) رحمهما الله، سُحب البساط من تحته، وأصبح أتباعه ينسبون إلى الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله-، لا لشيء إلا لأنه كان من أبرز دعاتهم المتخصصين في كشف فضائح الحزبيين، والتنظيمات الخفية، فاشتغلت المكنة الإعلامية الحزبية لتبِّين أن الشيخ محمد أمان أتى بمنهجٍ جديد ليلبسوا على الناس وليجعلوه تهمةً ينسبون إليها كل سلفي صادق مع أن العلماء في حياته ومن بعده على نفس الخط.
لقد أصبح السلفيون بعد عشيةٍ وضحاها غرباء محاربون في كل القطاعات والدوائر التي استولى عليها الحزبيون والمتعاطفون معهم بأساليبهم غير الشرعية، وعلى حين غفلة من السلفيين، وصار كثيرٌ منهم لا يظهر سلفيته في مواطن كثيرة خوفاً من تعقيد معاملته، أو حرمانه من حقوقه، أو محاربته نفسياً في عمله وترقياته، أو خوفاً من بعض القضاة الموالين لهم،والذين لا يمانعون إن استدعى الأمر إصدار الأحكام تقرباً إلى الله، وكل ذلك حدث ويحدث.
إن مصلحة الدعوة لدى التنظيمات الحزبية هي الصنم الذي يعلقون عليه ثيابهم وجلودهم فلا تستغرب من تلونهم وتغيرهم فهي المصلحة الحزبية، وهؤلاء دعاتهم - ولا أقول قياداتهم فهي سرية - تراهم قد غيروا جلودهم بناءًا على الأوامر العليا وبدلوا ثيابهم وتبادلوا الأدوار لتمرير أفكارهم المخالفة للمنهج السلفي النقي، وهناك أمثلة كثيرة فمنها على سبيل المثال لا الحصر :

أن السلفيين لهم منهج متميز ومنه طاعة ولي أمر المسلمين في هذه البلاد، والتأكيد عليها بناءًا على النصوص الشرعية إلا في معصية الله، ولكن بعض دعاة الحزب وإعلامهم بدأ يركب نفس الموجة مؤخراً لقطع الطريق على السلفيين أولاً، وللوصول إلى مكان صنع القرار ثانياً ،ولمآرب أخرى، وكل ذلك على عكس ما يدور وراء الكواليس وفي جلساتهم السرية من التكفير والاستهزاء، إلا إذا كانوا يقصدون بالطاعة إماماً آخر في دولتهم الإسلامية التي لم تظهر بعد إلى الوجود.


وهنا مثال آخر على التلون بداعي مصلحة الدعوة، ففي وقت كانوا فيه يلعنون من سيطر على وسائل الإعلام ورؤساء التحرير وكتاب الأعمدة من العلمانيين والليبراليين - وهي التهم التي كثيراً ما يلقونها من غير بينة أو تثبت - إذ بهم الآن يرحبون بهم ويثنون عليهم.. وهذا عجيب.! وسيزول عجبك إذا عرفت أن هذا التلوُّن له فوائد ومصالح لديهم، فهم وإن كانوا لا يطمعون في انضمامهم للحزب والتنظيم فليس على الأقل من إشهار أعمالهم وأفكارهم ودعاتهم أو حتى تحييدهم وعدم نصرتهم للأخر المخالف، ولكي لا نظلمهم.. فلظنهم أيضاً أن هذا فيه تقليل من المخالفات الشرعية لدى اولئك.


خذ مثالاً آخر على التلون المصلحي، ففي بدايات انتشار حزب وتنظيم معين كما في أوائل هذا القرن الهجري - وهو المعني في هذه المقالة أكثر من غيره - كانوا يدندنون حول العلم الشرعي والتوحيد ونصبوا اثنين من أشهر دعاتهم ونفخوا فيهما أمام الناس أحدهما: تخصصه في العقيدة.. والآخر: في الحديث، وكانت مصيدة يصطادون فيها العلماء الكبار وأكثر المتدينة لأن طبيعة هذه البلاد فيها من حب العقيدة والحديث ما هو معلوم، فكان طعماً ابتلعه الكثيرون كما فيه سحباً للبساط من تحت الجماعة الأم التي أنشق عنها مؤسس الحزب الجديد وأكابر قياداتهم، وتلك الجماعة الأم ذات الصدى الدولي متهمة بقلة الاهتمام بالعلم والعقيدة، فنجح الحزب المنشق وبسط أذرعه في شتى البقاع وحصل على تعاطف الكثيرين، فصار هو الأقوى في الساحة والأكثر نفوذاً وأنصاراً في بلادنا.


ثم ها هم هؤلاء هدؤوا من اندفاعهم وقل نشاط التنظيم في هذا الاتجاه مع بقاء القدر اللازم فيما يريدونه وليتحولوا إلى التركيز على جوانب أخرى وهكذا يكون تبادل الأدوار وتغيير السياسات والجلود وليبقى المخدوعين حول دعاتهم المضخمون اعلامياً بينما قياداتهم السرية ترسم الخطط وتضع البرامج وراء الكواليس وفي جلساتهم الخاصة.

إن السلفي الحق واضح وصريح، لا يجيد التلوُّن المصلحي، راسخ المباديء، لا يحب المؤامرات والمكائد الحزبية،لا يستخدم ورقة التهييج والتنوير للناس، لأن جمع الأنصار لا يكون بتنويرهم ودغدغة عواطفهم المشحونة ضد الحكومات والولاة، مبغض للحرب وإراقة الدماء،يعطي الحاكم المسلم حقوقه ويسأل الله حقوقه، والنصيحة عنده لها طريقتها السلمية بعيداً عن الهيجان وإيغال الصدور نحو الحكام، وليس ذلك كله عن خوف وهلع وإنما عن إتباع لمنهج السلف الصالح المبني على الكتاب والسنة وآثار الصحابة وهو مبثوث في كتب العقائد السلفية منذ القدم.

إن للحزبيين سياسة قديمة،وهي محاولة احتواء العلماء أو على الأقل تحييدهم وعمل كماشة حولهم، أما إذا مست فتاوى العلماء دعاتهم بنقدٍ أو خالفت منهجهم فإنهم يصفونهم عند الناس بالجهل بفقه الواقع وبمكائد الأعداء أو أنها استجابةً لضغط الحكام بل بعضهم كان قد وصفهم بأنهم (كبار العملاء لا كبار العلماء ) وأنهم عبيد السلطان.
ولكن المشكلة الكبرى تكمن الآن في مشروع تجهيز علماء حزبيين بدءوا يجنون بعض ثماره، وهذا العالم أو ذاك ليس بالضرورة أن يدعو بصراحة إلى الحزب والتنظيم، ولا أن يتبنى جميع آرائهم، فهذا مما لا يريدونه أصلاً، وإنما يسيروا وفق برنامج وضع له علم به أم لم يعلم، وعلى رأس ذلك البرنامج مدح دعاتهم والإشادة بأعمالهم والدفاع عنهم.

إن الحزبية والتنظيمات الكبرى لا يؤمن أن يدنس فيها أصحاب دعواتٍ قومية، أو شعوبية، أو طائفية، أو حتى دولة معادية، بل ولا نستطيع أن نجزم بعدم الانتكاسة والحنين لتلك التوجيهات لمن كان منهم صادقاً في تركها.
إن النظام الحزبي يكون جاهزاً بهيئته ووضعيته - وبالذات إذا كان سرياً - ليكون أداة لتلك التوجيهات، وقد تستغل جاهزيته للضربة الكبرى، وأما الانقلابات في داخل الأحزاب فمعروفة على مر التاريخ،كونها طريقاً للكثيرين للوصول إلى أعلى التنظيم، ومن ثم تحويله ليخدم خطاً آخر ولو شخصي.

إن التنظيمات السرية لم تكن معروفة في التاريخ الإسلامي إلا لدى الفرق الباطنية وتلك التي مهدت لإسقاط الخلافة الأموية لصالح العباسيين وأشباهها من الفرق، وكل ذلك تم لأغراض سياسية، فأما أحمد بن حنبل فلم ينشئ حزباً سرياً ولا حتى معلناً رغم كل ما جرى له في الفتنة على يد الخلفاء العباسيين، رغم أن الناس كانوا ينتظرون منه إشارةً لكي يخرجوا على الخلفاء، فما يجيبهم إلا بقوله : ( هذا خلاف الآثار )، وليس أحمد بن حنبل لوحده على هذا النهج، فمن قبله ومن بعده من كبار الأئمة والعلماء لم يشكلوا أحزاباً سريةً ولا حتى معلنة بل كانت دعوتهم مفتوحةٌ للجميع، ولا بأس أن أذكر محبي شيخ الإسلام -ابن تيمية- بمواقفه القوية التي أبت الخروج على الحاكم واكتفت بالنصيحة السلمية للولاة بعيداً عن التحزبات والفرق السرية.


إن اختراق التنظيم الحزبي - وبالذات إذا كان سرياً - من قبل تيارات معادية ليس أمراً صعباً، فإن الحزبي يتربى على أن يتلقى مبادئه ومنهجه من التنظيم على التسليم والإذعان ووفق ما يراه التنظيم من مصلحة ولو أدى ذلك إلى أن يترك واجباً أو يفعل محرماً وكل ذلك مغلف بالمصلحة العامة وإنقاذ الأمة ومقتضيات المرحلة،كما أن مبادئه ومنهجه مرتبط ببضعة رجال في الخفاء ينظِّرون ويضعون البرامج لا يمنعهم شيء عن التعاون مع جميع الطوائف والتيارات والأحزاب بل والدول وفق المصلحة التي يرونها تخدم الإسلام من وجهة نظرهم، ولو أدى ذلك إلى أن يدوس الحزبي المغرر به على وطنيته وانتماءه وبالذات إذا علمنا تلوُّن هذا الحزب وعلى مستوى القيادة بشتى الجنسيات والعرقيات والتي في بعضها بقايا جاهلية نفسية نحو دول وشعوب معينة لم يهذبها إيمانها بعد تماماً، ألم أقل لكم قاتل الله الحزبية.


· أما السلفييون فلن يؤثر عليهم كثيراً إذا ما اندس بينهم أحد، فالعلاقة بينهم علاقة تعاون بعيدة كل البعد عن الإجبار والإلزام والتنظيم الهرمي عالي الرتبة وحتى هذا التعاون يظل محدوداً في دائرة ليست واسعة لأن طريقتهم في الدعوة لا تستلزمه،
· كما أن منهجهم في الردود والحوار والنقاش المفتوح يقطع الطريق على كل مندس أو مخطيء أو حتى كبوة عالم مهما كانت للرجل بينهم مكانة،
· فيبقى المنهج السلفي حينئذٍ محتفظاً بنقائه وصفائه، بينما الحزبيون بالتكتم والتعتيم والحرص على سمعة الحزب ودعاته ومقتضيات المرحلة يحرمون أتباعهم من استنشاق الهواء النقي، إنهم ينتهجون سياسة التدجين وذلة المريد بين يدي شيخه وإن تبرأوا من ذلك،
· خطة قائمة على قولبة الحزبي وقرطسته وعزله عن الآراء المخالفة والتنظيمات الأخرى وإغراقه بسيل من الأنشطة والتي من أهدافها أن لا تجعل له متنفساً من الوقت ليعرف الآخر ويحاوره، بل تجعله لا يعرف إلا هم ولا يسمع إلا منهم ولا يتأثر إلا بهم.


إن الحزبيين يتفاوتون في تعصبهم والتزامهم بالمنهج الدعوي والحركي، وذلك حسب إخلاصهم وقوة انتمائهم إلى أن يهبط إلى درجة التعاطف الدنيا، على أن هذا التفاوت ليس سيئاً دائماً للتنظيم، فهو أمر مطلوب إلى حد ما لتحقيق أهداف معينة مثل الانتشار وقضاء ما يحتاجونه من شتى الدوائر وفي كل الأماكن ولو أمنية وأيضاً للتمويه وخلط الأوراق.


إن هذه الدرجة الدنيا من التنظيم هي درجة التعاطف والاحترام ليست بالصورة السيئة تماماً لديهم، فهي تضمن دفاع هذا المحب وإن لم يكن في أنشطتهم عن دعاة التنظيم وعدم سماحه بأي نقد موجه إليهم، وهنا تكمن الخطورة فهو يظن أن دفاعه عنهم إنما هو دفاع عن الدين والملة والمنهج الصحيح.


إن من أتباع الحزب ومحبيه من لا يعلم عن ذلك التنظيم شيئاً، والكثير ممن يعلم يظن أن هذا التنظيم يسير، كأي مؤسسةٍ أو جمعيةٍ دعويةٍ صغيرة، وأن تشابه البرامج والمناهج والرؤى في شتى النواحي أمر طبيعي وغير مقصود، كما أن بعض المنتمين إليهم وإن علم تلك الحقيقة وأن هنالك تنظيم هرمي على نطاق واسع فإنه يظن أن المسألة سهلة ولا تستدعي كل ذلك الصراخ، وهذا - وأرجو أن يتحملني - من جهله أُخذ، فالمنهج الدعوي والحركي بل والعقدي والذي ينبني عليه سائر أعمالهم وبرامجهم بل وحياتهم يخالف ما عليه المنهج السلفي، ناهيك عن الاحتكار الدعوي ودكتاتورية الحزب فهي ليست من أخلاق المؤمن وشرفه،كما أن السلفية ليست توحيداً فقط على عظمته وتقصيرهم المتفاوت والواضح فيه، وهذا الرجل وأمثاله ننصحه بالإطلاع على الكتب والرسائل والأشرطة المتخصصة فيهم والتي لا يجدها إلا في بعض المكتبات والتسجيلات النادرة والمحاربة دون غيرها.
إنني لا أستطيع ذكر أسماء تلك المكتبات والتسجيلات.! لكني أستطيع ذكر علامة لها وهي وجود كتب أو أشرطة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله المتخصص في كشف عوارهم وفضح رموزهم، وحينئذٍ ستجد لديها لهذا الشيخ أو غيره ما يحتاجه عن الجماعات والتنظيمات الحزبية.

ولكني أنصحه إذا لم يخلع ثوب التعصب واستباق الأحكام أن لا يتعب نفسه، وإني لأشفق على الصادقين حينئذٍ من الصدمة لأنه سيتكشَّف له شيئاً فشيئاً أن المنهج الذي يدافع عنه ويضحي من أجله طوال تلك السنين هو منهج يخالف السلفية النقية بعيداً عن ادعياءها.


ولكي تتضح له الصورة أكثر فإني لأحثه إن كان مشرفاً على نشاط دعوي أو خيري شيد هو دعائمه أن يكتفي بكادره الإداري في ذلك الموقع، ويوقف تدخلات من فوقه ليفاجئ حينئذٍ بالجلسات الخاصة التي ستعقد مع الشباب الذين رباهم بنفسه وتعب في رقيهم لسحبهم وإرجاعهم للتنظيم ولو كان ذلك بتشويه صورته، إنها النذالة والاحتكار الدعوي.

إن انتشار أعوانهم ومحبيهم المخدوعون بهم في كل مكان يستدعي توضيح منهجهم وكشف أخطائهم ومجانبتهم لجادة السلفية، ومهما كانت أعماله الدعوية والخيرية فإن ذلك ليس مبرراً أبداً للسكوت عنهم وخيانة الأمانة، كما أنه لا بد من تفتيت أحزابهم سلمياً ومبكراً وعدم التهاون في شأنهم قبل أن نندم كما ندمنا من قبل وننسى وما أسرع نسياننا لتجاربنا وتجارب الشعوب من حولنا ولنعلم أن استخدامهم كورقةٍ لتحقيق وإظهار أمور معينة سياسية أو اجتماعية ليس مأمون الجانب دائماً وضرره أكبر من نفعه ومن درس تاريخ الجماعات والتنظيمات الاسلامية علم ذلك.


وأما نصرة السلفية الحقَّة فهذا مما لا مجال فيه للتشكيك والتردد فهي صمام الأمان القديم لهذا البلد ولسائر بلاد المسلمين، ولا بد من إعانة أنصارها ليقوموا بدورهم بعيداً عن تحكمات الحزبيين وأساليبهم القذرة وغير الشريفة.


إنهم خطر قادم بدأ يستفحل ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، فليست المشكلة في السرية والتنظيم الحزبي فقط ولا حتى تقديسهم لسيد قطب فقط رمز التثوير والفتن ومكفر المجتمعات الإسلامية، وكتبه المليئة بالفساد العقدي والقدح في كبار الصحابة ،بل لدى الحزبيين المزيد والمزيد من الانحراف لتنظيم متجدد الأخطاء لا متناهيها، لأنه بني على جهل أو تجاهل للمنهج السلفي الصحيح، وآه من أمةٍ سلمت زمامها لغير العلماء الربانيين ،وأتبعت أهواء قوم ٍ قد ضلوا من قبل، وأضلوا كثيراً فضلوا عن سواء السبيل.

هناك أشياء كثيرة أود أن أنتناولها بالتفصيل، والتوثيق عن هذا العالم السـري، متحدياً بالحجة والبرهان ،إلا إذا تدخـل اللوبي بدعـوى الخوف من الهيجان، وأرجـو أن لا ينجح لأنه كما قال الأول : رمتني بدائها وانسلت.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


كتبه : محمد المعيقلي


نشر وتنسيق: مجموعة آل سهيل الدعوية.
بإشراف:سهيل بن عمر بن عبد الله بن سهيل الشريف.
  • ملف العضو
  • معلومات
the.edge
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-01-2007
  • المشاركات : 23,152
  • معدل تقييم المستوى :

    42

  • the.edge is on a distinguished road
the.edge
شروقي
رد: تاريخ الخوارج باختصار...
29-07-2025, 12:31 AM
lessons learned year doing remote virtual events
avoid pitfalls when starting remote legal
freelance consulting good students beginners
avoid pitfalls when starting transcription home
companies hiring freelance coaching experts
remote interviews find clients fast keep them
transcription home real examples
niches within freelance video editing explore
companies hiring remote virtual events experts
seo freelance services find clients fast keep
remote legal boards actually free
makes great seo freelance services resume 2025
inside life full-time freelance app development freelancer
makes great online accounting resume 2025
secrets building 6-figure income freelance video editing
stand freelance podcast production professional
must-have tools anyone working remote interviews
niches within remote translation explore
remote product management good students beginners
freelance video editing find clients fast keep
stand remote product management professional
avoid pitfalls when starting virtual customer onboarding
day-to-day reality freelance podcast production professionals
freelance podcast production real examples
niches within virtual customer onboarding explore
beginner pro remote interviews 3-month plan
must-have tools anyone working freelance video editing
secrets building 6-figure income voice-over remote gigs
transition traditional remote testing
must-have tools anyone working remote testing
lessons learned year doing seo freelance services
makes great online research resume 2025
beginner pro freelance video editing 3-month plan
need succeed blockchain freelance 2025
freelance podcast production find clients fast keep
remote virtual events boards actually free
avoid pitfalls when starting remote recruiting
avoid pitfalls when starting remote virtual events
grow brand remote translation specialist
remote legal good students beginners
avoid pitfalls when starting freelance podcast production
companies hiring freelance video editing experts
avoid pitfalls when starting seo freelance services
secrets building 6-figure income virtual customer onboarding
inside life full-time transcription home freelancer
niches within remote interviews explore
remote virtual events find clients fast keep
remote legal real examples
inside life full-time freelance coaching freelancer
lessons learned year doing online research
secrets building 6-figure income seo freelance services
need succeed virtual customer onboarding 2025
mistakes hold back online research
online research good students beginners
need succeed remote testing 2025
seo freelance services good students beginners
online accounting find clients fast keep them
grow brand remote interviews specialist
remote recruiting real examples
stand remote translation professional
avoid pitfalls when starting freelance app development
remote translation find clients fast keep them
grow brand virtual customer onboarding specialist
secrets building 6-figure income online research
mistakes hold back blockchain freelance
remote translation real examples
beginner pro blockchain freelance 3-month plan
remote testing find clients fast keep them
beginner pro seo freelance services 3-month plan
remote content creation boards actually free
makes great freelance coaching resume 2025
need succeed freelance app development 2025
avoid pitfalls when starting remote product management
secrets building 6-figure income remote recruiting
seo freelance services real examples
grow brand remote virtual events specialist
beginner pro voice-over remote gigs 3-month plan
avoid pitfalls when starting remote interviews
inside life full-time remote product management freelancer
stand freelance video editing professional
freelance consulting real examples
need succeed remote recruiting 2025
ultimate checklist start career remote recruiting
companies hiring freelance consulting experts
secrets building 6-figure income remote translation
blockchain freelance boards actually free
day-to-day reality remote testing professionals
ultimate checklist start career virtual customer onboarding
stand online accounting professional
lessons learned year doing virtual customer onboarding
mistakes hold back freelance podcast production
day-to-day reality remote translation professionals
grow brand freelance consulting specialist
transition traditional seo freelance services
grow brand online accounting specialist
secrets building 6-figure income freelance coaching
freelance video editing good students beginners
avoid pitfalls when starting freelance consulting
remote content creation good students beginners
secrets building 6-figure income remote legal
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:11 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى