فتنة التكفير....
12-01-2008, 08:58 PM
فتنة التَّكفير[FONT='Arial','sans-serif']



[/FONT]
لقاء مع قناة المجد[FONT='Arial','sans-serif']

[[/FONT]
على إثر تفجيرات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الرياض[FONT='Arial','sans-serif']]



[[/FONT]
مفرّغ[FONT='Arial','sans-serif']]



[/FONT]
بسم الله الرحمن الرحيم[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
راشد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الزهراني (مقدِّم): الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وعلى آله وصحبه أجمعين[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وبركاته... وأهلا ومرحبا بكم في لقاء متجدد في ملفات خاصة والتي تستضيف في هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اللقاء معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ[FONT='Arial','sans-serif']....

[/FONT]
معالي الشيخ .... أولاً أول الأسئلة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التي تتبادر إلى الذهن: هل هذه الأحداث وهذا العنف الذي يقع سواء في بلادنا أو في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]غيرها من البلاد الإسلامية يكون وراءه أفكار أعني معينة أم أنه يهدفون من ورائها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إلى إصلاح أو قضايا أخرى؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بهداه[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أما بعد[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
فلا شك أن تاريخ الانحراف في تاريخ المسلمين قديم،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هو ابتدأ في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خرج رجل يتَّهم النبي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه لم يعدل في قسمته، آل الأمر إلى خروج طائفة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تسمى طائفة الخوارج يتعبدون الله جل وعلا بالقتال غير المشروع للمسلمين ولغير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسلمين، وهذه الطائفة –حسب معتقدها وحسب ظنها وحسب ما تريد- ترمي إلى إحقاق الحق[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان من ذلك في ظنهم قتل عثمان بن عفان وقتل علي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهما صاحبا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وممن شهد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لهما النبي صَلَّى الله عليه وسلم بالجنة، فقتلوهما يريدون من ذلك الأجر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والثواب[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فأحيانا يأتي الشيطان إلى المتلبس بالدين الراغب في نصرة الدين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يأتيه من هذه الجهة؛ من جهة غيرته، من جهة ديانته، من جهة حبه للإسلام للمسلمين حبه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لكتاب الله، حتى يحرفه من هذه الجهة فيقوده إلى الغلو والانحراف[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن هذه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأحداث الأخيرة ليست جديدة في الواقع على الأمة الإسلامية وإن كانت في تصويرها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وهيأتها وشكلها وعُنْفها فيها بشاعة كبيرة ربما قلت أن مرت على الأمة الإسلامية؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لكن أساساتها وهي الفكر المنحرف الغالي الخارج عن طريقة أهل السنة والجماعة الذي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ينحو إلى التكفير؛ تكفير المسلمين أو تكفير أصحاب المعاصي أو تكفير الحكام أو تكفير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الدول، وينحو إلى الغيرة غير المنضبطة بضوابط الشرع هذا الانحراف الكبير والجرأة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أدى إلى مثل هذه الأعمال الكبيرة، فنحن حينما ننظر إليها ننظر إلى تاريخ لأمثال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هؤلاء وليست وليدة اليوم ولا البارحة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: أحسن إليكم معالي الشيخ يعني[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أترون أن من الأسباب التي كان بسببها هذه التفجيرات هي قضية أن بعض من فعل هذا يحمل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فكر التكفير يا شيخ؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: لاشك أن الأحداث هذه سبقتها أحداث في الرياض من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سبع سنوات، وقد قابلوا الذين فجروا في الرياض من سبع سنوات وبيَّنوا أنهم يدينون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالتكفير حتى تكفير العلماء فضلا عن تكفير غيرهم[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فهذا الأمر مستقر وإن لم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يظهروه؛ لأن كون الإنسان يقدم على مثل هذه الأعمال الإجرامية البشعة لابد أن يكون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عنده دافع يبرر له ما فعل، وهذا التبرير لا يكون إلا بتكفير الناس أو تكفير بعضهم،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذلك يؤول إلى عدم قبول العلماء وعدم الرضا عن المجتمع أوالرغبة في الجهاد بحسب ظنه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الجهاد -غير المكتمل الشروط الشرعية[FONT='Arial','sans-serif']-.

[/FONT]
راشد: وهذا ما يفسر معالي الشيخ حينما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كنتم نائبا لوزير الشؤون الإسلامية بعقد دورة بعد أحداث الرياض في مدينة الرياض عن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التكفير والوسطية؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: هذا صحيح لأن موضوع التكفير دائما متجدد في الأمة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هو مرتبط بفكر الخوارج على العموم، والنبي صَلَّى الله عليه وسلم حينما تحدث على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الخوارج قال «لا يزالون يخرجون حتى يقاتِل آخرُهم مع الدجال» فظهور الخوارج ليس[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مقتصرا على الزمن الأول، (لا يزالون يخرجون) لكن في أثواب جديدة، ويجمعها أنّهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يذهبون إلى الغلو، الغلو في مجالات ومنها قضية التكفير، فمسائل التكفير هذه هي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]السبب الذي يُقنع به الشباب هؤلاء أو من ينحو هذا المنحى يقنع به نفسه أن تصرفه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سليم، فهو ينحو إلى شيء يريد تبريرا له، وهذا الذي نحى إليه هو من جهة نفسية يكون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إما من واقع المجتمعات الإسلامية، أو تسلُّط غير المسلمين على المسلمين في أنفسهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أو في بلادهم، أو من حيث كثرة المنكرات الموجودة، أو من حيث تَعَطُّل بعض أنواع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الجهاد ونحو ذلك[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: أحسن الله إليكم، معالي الشيخ مسائل التكفير يعني[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]واضحة وبينة في كتاب الله وسنة رسوله، ويعني في مناهجنا التعليمية والحديث على هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الموضوع وخطورته؛ لكن مع هذا كله وقع بعض الانحراف ما هو السبب معالي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الشيخ؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: أولا أحب أن أقدم أن التكفير حكم؛ التكفير معناه أن تكفر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مسلما، والتكفير أتى في كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى الله عليه وسلم، تكفير من كفره[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله جل وعلا أو تكفير المسلم الذي ارتد عن دينه هذا حكم موجود في الكتاب والسنة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يقول الله جل وعلا ﴿وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ﴾[التوبة:74]، وقال ﴿كَفَرُوا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾[آل عمران:86، 90]، وقال ﴿مَن يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[المائدة:54]، والنبي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صَلَّى الله عليه وسلم بين أن من المرتدين «التَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لِلجَمَاعَةِ[FONT='Arial','sans-serif']».

[/FONT]
فإذن حكم التكفير موجود، ومنهج أهل السنة والجماعة أن الردة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قد تعرض على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إما بقول أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فعل أو اعتقاد أو شك، وهذا هو الذي دونه أهل العلم في كتب التفسير وكتب العقائد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وكتب الفقه من أتباع الذاهب الإسلامية جميعا؛ لكن هذا الأمر الذي هو موجود في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التفاسير وموجود في الأحاديث وموجود في الشروح وموجود في كتب الفقه حتى لا يوجد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مذهب إلا وهناك باب خاص في هذا الأمر اسمه باب حكم المرتد[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
هذا التكفير مع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صعوبته وكونه من أواخر أبواب الفقه خاض فيه من لا يعرف أحكام الصلاة التفصيلية ولا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أحكام الزكاة التفصيلية، وهو أصعب الأبواب من جهة الفهم وجهة التطبيق[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
باب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التكفير على العموم لا يليه أفراد الناس، إذا كان الحكم في مسائل البيوع الموجودة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في كتب الفقه يليه أو يتولاه من هو متخصص في البيوع، أحكام الشركات من هو متخصص في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الشركات، أحكام الأوقاف والوصايا والمواريث من هو متخصص في الفرائض والوصايا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والمواريث، الجنايات من يحكم بأن هذا يقتل وهذا يقتص منه وهذا يعطى الدية وهذا إلى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]آخره من الأحكام الشرعية؟ من هو مختص في أحكام القضاء أو من أهل الفتوى، فكيف[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالحكم على مسلم بالردة، لاشك أن هذا الأمر من أصعب ما يكون من جهة الفتوى ومن جهة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الحكم، ولذلك الحكم فيه ليس للأفراد، وليس هو مما يطالب كل مسلم أنه يطبقه، أو أنه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يقول أنا أحكم على فلان وفلان بحسب ما أرى، هذا مرتبط بوجود شروط ووجود موانع ووجود[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أحكام تفصيلية له، فلهذا أهل العلم يجعلون أبواب التكفير مُوكَلَة إلى القضاة فقط[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وليست إلى عامة الناس، ولا حتى أفراد طلبة العلم أنه يقول فلان ارتد وفلان خرج من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]دينه هذا كافر ونحو ذلك، هذا حكم مختص بالقاضي، القاضي هو الذي يحكم، أو المفتي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الذي اجتمعت فيه شروط القضاء، المفتي الذي يحسن القضاء يعني إثبات الشروط وإثبات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]انتفاء الموانع[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
لهذا نقول: إنّ التسارع الذي حصل في هذه المسائل، أنا لست[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مع من ينفي هذا الحكم الشرعي، لاشك أن هذا خطورة أنه نقول: إنه لا يوجد باب اسمه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]باب ردة، ولا يوجد أن المسلم يمكن يرتد، ولا يصح أن نكفر. حتى هناك من قال: لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تكفروا اليهود والنصارى لا تكفروا غير المسلمين، هذا مناقضة لأحكام الله جل وعلا في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كتابه وأحكام النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ لكن المسألة الحكم موجود في الكتاب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والسنة؛ لكن من يلي هذا الحكم؟ أهل العلم ذكروه، لكن من يلي هذا الأمر؟ هنا يأتي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ضبط المسألة، فإذن المسألة من جهة فقهية ومن جهة عقدية موجودة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
المسألة تعرض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لها في كتب العقائد -مسائل التكفير- وعرضها في كتب العقائد من جهة الاعتقاد لا من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جهة الحكم؛ لأن الأحكام في الواقع هذه مرتبطة بالفقه، العقيدة فيها بعض أنواع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التكفير لتعتقدها؛ يعني من هو الذي يكفر؟ ما هي الأعمال المكفرة ما الصفة؟ حتى يحذر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]منها المسلم ويعتقد ما قاله الله جل وعلا وقاله رسوله صَلَّى الله عليه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وسلم[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
من هنا بدأ الخلل بعد التفجيرات التي ذكرتها سابقا في الرياض وعلى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إثرها عقدها في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عدة محاضرات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ودورات تتعلق بإيضاح مسائل الغلو والدعوة إلى الوسطية وإيضاح مسائل التكفير، ومنها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الدورة التي ذكرتها في مطلع السؤال[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
هذه الدورات تهدف إلى بيان ما يتصل بهذه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسألة وتحذير الشباب من أن يتعاطوا هذه المسألة، وأنا بحكم قربي من طائفة كبيرة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من الشباب وطلبة العلم من قديم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أجد أنّ كثيرا من الشباب يرومون الخوض في هذه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسائل ويأنسون لها، وهذا خلاف ما يجب عليهم الواجب عليهم أن يدخلوا ويبحثوا على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسائل التي تنفعهم في دينهم أما المسائل التي هي من اختصاص القضاء أو من اختصاص[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المفتي أو نحو ذلك ما فيه أحكام كبيرة، هذا ليس من الحسن أن يدخل فيه أفراد الناس؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بل يسبب ضلالا وانحرافا في الطريق، الحظ أيضا أن دخول الناس في هذه المسائل سيؤول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إذا لم يُحَدّ منه إلى أن يكفر بالهوى يعني شخص ما أعجبته تصرفات شخص آخر أو قال أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا التصرف يلزم منه أنه يكره الدين، هذا التصرف يلزم منه أنه يفعل كذا، فيكفِّر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]باللازم، وهذا وجد في بعض البلاد الإسلامية بعض الفئات والجماعات تكفر باللازم؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يعني يقول يلزم من كلامه أنه يكون كذا وكذا وكذا، وكما يقول أهل العلم من الأصوليين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وغيرهم لازم المذهب ليس بمذهب وناقل الكفر ليس بكافر، قد يكون بعض الكلام الذي قد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يؤاخذ صاحبه عليه لكن لا يبلغ به هذا المبلغ[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
من المسائل أيضا التي أدت إلى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فكر التكفير بشكل عام الخوض في مسائل الحكم بغير ما أنزل الله، وهذا الحكم بغير ما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أنزل الله معروف تفاصيل الأحكام عليه في كتب أهل العلم في العقيدة والحديث والفقه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والتفسير أيضا منذ القديم، تكلم فيه ابن عباس رضي الله عنهما وتكلم فيه أئمة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإسلام؛ لكن الآن تجد الشاب بعض الفئات خمسة عشر، سبعة عشرة سنة، عشرين، خمسة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وعشرين سنة ما عرفوا أحكام الفقه ولا أحكام العقيدة تجد أنه يجادل في مسائل الحكم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بغير ما أنزل الله فجعلت هدفا لإحياء قضايا التكفير عند بعض الجماعات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والفئات[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: السبب معالي الشيخ؟ يعني هؤلاء الشباب في هذا السن يتركون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العلوم الواضحة البيِّنة ويقدمون على مثل هذه الأشياء؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: أتصور أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نفسية الشاب وحبذا أيضا في هذا المقام أنه لو يستعان بأطباء أطباء النفس طبيب متخصص[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]طبيب نفسي في عرض وجهة النظر؛ لماذا يجنح الشاب إلى أصعب الأمور، إلى التكفير، إلى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قتل النفس، إلى هذه المسائل التي فيها انحراف وجرم كبير لماذا يلجأ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إليها[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أنا في تصوري من واقع التجربة أن الشاب عنده رغبة في إثبات نفسه،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وإثبات غيرته على الدين، وعنده رغبة في أن يقول للصّح صح وللغلط غلط بمنظوره هو،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فيندفع في وجهته في هذا صح وهذا غلط يؤديه بأن هذا إيمان وهذا كفر، فالشاب يريد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإثبات يريد التميز، فالآن تصرفات الشباب بشكل عام، حتى الشباب الذي عنده تصرفات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]شهوانية أو أشباه ذلك في ملابسه مثلا أو في سلوكه أو في أعماله أو في هيئاته أو نحو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذلك، هو يبحث عن التميز، هذا صراع نفسي في داخله، يبحث عن التميز، لفت النظر إلى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]آخره، هذه قد تلبس أيضا ثوب الدّين، فيذهب إلى هذه المسائل الصعبة التي يَبرز فيها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بحسب ظنه ويترك المسائل التي تنفعه في دينه لأنها لا تُبْرِزه؛ تجعله شخص غير صاحب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]رؤية مثلا، أو كذا؛ لأنه يتكلم، إذا بحث في مسائل العقيدة العامة في الإيمان وأركان[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإيمان ونحو ذلك مسائل الصلاة، العبادة، الطهارة، العبادات، أحكام بعض المعاملات؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العِشْرَة، التعامل، الاجتماعيات؛ البر، طريقة التعامل؛ الصلة، الحقوق؛ حقوق نفسه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عليه، حقوق والديه، حقوق أقاربه، حقوق ولاة الأمر، حقوق أهل العلم، حقوق المسلمين،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يجد أن هذه مسائل تفرض عليه أشياء ولكن لا تعطيه تميُّزا، فلذلك يجنح إلى شيء يثبت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]به صحة إيمانه وغيرته على الدين وصحة محبته للإسلام، فيجنح إلى أشياء صعبة مثل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قضايا التكفير أو الجهاد الذي لم تكتمل شروطه الشرعية[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: ذكرتم معالي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الشيخ في لقائكم بما يتعلق بالتكفير أنه هناك شروط وموانع؛ يعني كون إنسان قد ينتقل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من الإسلام للكفر هذا ثابت كما في كتب الفقه؛ لكن ما هي الشروط التي يأخذ بها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]القاضي أو الفقيه أو العالم حتى يحكم على إنسان بالكفر[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
الشيخ: أولا نعرِف[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أن أحكام الشريعة في تحقيقها منوطة بشروط ومنوطة بموانع، هذا والأصوليون يجعلون من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأحكام الوضعية السبب والشرط والمانع إلى آخره، فهي مرعية في جميع الأحكام، إذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نظرنا للطهارة نقول شروط صحة الوضوء كذا، الصلاة شروط الصلاة كذا، النواقض الوضوء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا، مبطلات الصلاة فيه عدة أشياء، وهكذا في الحج، في الزكاة، في مسائل كثيرة، حتى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]البيوع له شروطه النكاح له شروط أركان إلى آخره، كيف هذه المسألة العظيمة مسألة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إخراج مسلم من دينه، أو الحكم على إنسان بأنه ليس بمسلم ليس بمؤمن، هذا ما فيه شك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أنه سيحتاج إلى قواعد شرعية، الشريعة إذا كانت مسائل العبادات التي لا تؤدي إلى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صراع بين الناس جعلت لها قواعد وشروط وموانع، فكيف بهذه المسألة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العظيمة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
لهذا أهل العلم قالوا: إنه لا يجوز إخراج؛ لا يحل إخراج مسلم شهد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله من دينه إلا ببينة في الوضوح بمثل البينة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التي دخل بها إلى الإسلام. هو دخل بشيء واضح أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]رسول الله، فإخراجه من هذه الشهادة لابد أن يكون بشيء واضح في ذلك، ولذلك جعلوا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هناك شروط وهناك موانع لابد من الانتباه لها[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
من الشروط أن يكون فيما أتى من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قول قاصدا للقول، قاصدا للفعل، أن يكون عنده علم بما يقول، ما يكون مثلا جاهل، ما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يكون مثلا نشأ في مكان بعيد لا يعرف الأحكام، ما يكون عنده شبهة، أيضا لابد من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إزالة الشبه التي عنده في الحكم عليه؛ لأنه احتمال عنده تأويل، احتمال عنده فهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]خاطئ، احتمال احتمال، احتمال، فإذا وردت الاحتمالات على قول أو فعل أو سلوك فلابد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من أن يكون هناك مرجعية، القاضي يستفسر منه، أن فيها إثبات أو المفتي يستفسر منه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ويجاوبه[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
كذلك أن التكفير يكون بمجمع عليه التكفير ما يكون بالمسائل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الخلافية، فإذا كان هناك مسألة اختلف فيها العلماء من المسائل[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
شخص يقول أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا الأمر مكفر والآخر يقول لا، ولا دليل واضح من الكتاب والسنة ينصر أحد القولين،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فإذن المسألة صارت اجتهادية في الحكم على مسألة بالردة هذا لا تكفير فيها؛ لأن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسألة التكفير إخراج من الدين فلابد أن يكون بشيء واضح مجمع عليه متفق عليه، أما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسائل المختلف فيها فكما هو معلوم أنه لا تكفير على ذلك[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
العلماء؛ علماء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الدعوة السلفية بشكل عام خاصة فيما تأصل من المدرسة عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب ومن تبعهم رحمة الله على الجميع لحظوا هذا في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]توسع الكتب الفقهية في أحكام الردة، إذا نظرت مثلا إلى كتب فقهاء السادة الحنفية[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تجد أن باب حكم المرتد طويل وفيه تفصيلات حتى إنهم يحكمون بالكفر على من صغر المصحف[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فقال: مُصَيْحَف، أو صغّر المسجد فقال: مُسَيْجِد، أو قال لفظا أو عمل عملا يوهم أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يُظنه امتهان أو إهانة للإسلام أو عدم تعظيم الواجب، كذلك فقهاء السادة الشافعية،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كذلك فقهاء السادة المالكية، وفقهاء الحنابلة رحمة الله على الجميع، توسعوا في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أبواب الفقه في هذا الأمر[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
جاءت أئمة الدعوة السلفية لحظوا هذا الأمر، وهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الآن يأتون يعني بعض من لا يفهم حقيقة المذاهب وحقيقة أئمة الدعوة السلفية خاصة شيخ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعهم يظنون أنهم هم الذين وسعوا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التكفير، وفي الحقيقة هم الذين ضيقوه؛ لأنك إذا وجدت الشروط تجد الذي يفصل في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الشروط والموانع تجد فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى أنه نفى أن يكون هناك تكفير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لمتأول أو أن يكون هناك تكفير بما ليس بمجمع عليه[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
هنا لما جاء الفقهاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وجعلوا من نواقض الإسلام من شك في كفر الكافر، جاء بعض الناس وقالوا كفر الكافر هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يعني إذا حكمت على واحد بالكفر وشكّ في كفره أحد فالذي شك هو كافر، بيَّن شيخ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإسلام ابن نيمية وابن القيم وأئمة الدعوة أيضا بينوا على أن الكافر الذي أراده[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العلماء بهذه اللفظة من هو؟ هو الكافر الذي كفّره الله وكفّره رسوله صَلَّى اللهُ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنص أو كان تكفيره مما هو مجمع عليه مما هو معروف معلوم من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الدين بالضرورة أن يكون خارجا من الملة، فأما من كان اجتهاديا الحكم عليه أو حكم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عليه البعض وترك البعض فهذا ما يدخل في مثل هذه القواعد[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
إذن علماء الدعوة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ضيقوا الدائرة، إذا نظرت مثلا إلى كتاب ابن حجر العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الفقيه الشافعي المعروف له كتب مشهورة وكان مفتيا في مكة، له كتاب خاص بالمكفرات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كبير جدا عنوانه (الإعلام بقواطع الإسلام)، تكلّم فيها على المكفرات وعن أنواع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]النواقض؛ لكن لما أتى علماء الدعوة ضيَّقوا ذلك في المشهور وبعد وجود الشروط[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وانتفاء الموانع، وذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]طبعا ابن حجر الهيتمي في القرن التاسع والعاشر الهجري[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
بعد ذلك بينوا أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسألة لابد أن تضيق ليست لكل أحد[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن موجود في تراث الفقه الإسلامي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وفيما نص عليه الفقهاء موجود سَعَة فيما يكون به المسلم مرتدا، جعلوا التكفير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالقول بالفعل بالاعتقاد بالشك، فيه أشياء كثيرة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
لما أتت الدعوة السلفية[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ولاحظت هذا الأمر وكان مقصدها الأصل هو في توحيد العبادة، توحيد العبادة عبادة الله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جل وعلا وحده وعدم صرف الدعاء لغير الله جل وعلا والاستغاثة بغير الله أو الذبح[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لغير الله ونحو ذلك، أتوا إلى مسائل مشابهة فوجدوا أنه يُخشى من التوسع في هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمر فضيقوا الخناق، بعض الأتباع نجده في بعض البلاد الإسلامية أو حتى في هنا ما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مضى ربما نحوا إلى هذا المنحى فيردهم أهل العلم، فلذلك أهل العلم الراسخون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المتحققون بفهم الكتاب والسنة وبفهم ما كان عليه سلف الأمة لا يوسعون دائرة التكفير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بل يضيقونها من أجل أن إثباتها ليس بالأمر السهل[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: ترتب عليها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أحكام؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: ترتَّب عليها أحكام شرعية، وفي إقامة الحكم عليه، وفي أحكام[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أهله إلى آخره، حتى وجد أن من يجعل بعض المسائل الخلافية تترتب عليه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأحكام[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
مثلا مسألة ترك الصلاة، ترك الصلاة كما هو معروف عندا الراجح من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أقوال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أهل العلم أن تارك الصلاة تهاونا أو كسلا أنه يكفر لأجل الحديث «من تركها فقد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كفر»، المسألة خلافية تعرف الشافعية لا يكفرونه وهناك مناظرة، وكذلك الحنفية[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وغيرهم، وهنا أتى من طرد هذا الأمر إلى أن قال: من ترك الصلاة فإنه ينفسخ نكاحه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تلقائيا، رتّب عليه أحكام، وهذا ليس بجيد؛ لأن[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
الأحكام تترتّب[FONT='Arial','sans-serif']:

· [/FONT]
إما بمُجْمَع عليه[FONT='Arial','sans-serif'].

· [/FONT]
أو بحكم حاكم شرعي أو بحكم قاض هو الذي يرتب؛ لأنه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ينبني على الحكم أنه لابد يزيل عليه الشبهة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
لذلك الفقهاء حتى فقهاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الحنابلة رحمهم الله حينما تكلموا عن مسألة تارك الصلاة متى يكفر ومتى يحكم عليه،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جعلوها قالوا: يستتاب ويدعى إلى الصلاة فإن أصر حتى ضاق وقت الثانية عنها، ثم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قالوا: إنه يدعوه إمام أو نائبه ويستتيبه ثلاثا فإن تاب وإلا قتل[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
إذن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسألة هنا واحد يجيء ثلاثة أيام ويقال له: صلّ وإلا-جُليت عنه الشبهة- هذا ليس[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عنده تأويل ثم بعد ذلك صل ثلاثة أيام وإلا ترى السيف، ثم يختار هذا الأمر الصعب على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الصلاة، فهنا رجع إلى شيء في نفسه بين أنه يكره هذا الأمر أصلا أو يجحده، أو أنه لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]شبهة عنده وإنما هو استكبار وعدم التزام بالحكم الشرعي[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أنا أقصد من هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المنحى أن مسائل الشروط والموانع هذه هي التي فصل فيها علماء الدعوة السلفية بشكل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]خاص، وهم الذين بيَّنوا الكثير من الضوابط على أحكام الفقهاء[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
ولهذا لابد من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الانتباه إلى أن ما ينسب إلى دعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله تعالى والتي يسميها أعداؤها بالدعوة الوهابية هذه الدعوة هي التي ضيقت ما هو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]موجود في كتب الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة ولم توسعه في مسائل التكفير، وإنما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نظرت إلى ما هو متفق عليه بين أئمة المذاهب دون ما هو مختلف فيه، والشيخ محمد بن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عبد الوهاب له رسالة في هذا الأمر، وكذلك الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب له[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]رسالة، وعلماء الدعوة بشكل عام، شيخ الإسلام وابن القيم رحمهم الله تعالى ورحم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]علماء المسلمين جميعا أيضا لهم تفاصيل في هذا الأمر[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن هناك شرط وهناك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]موانع لابد من استيفائها، لا تكفير إلا بمجمع عليه، المتأول الذي له تأويل سائغ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المقابل له يرى أن فعله أو قوله أو تصرفه أنه كفر، الآن الخوارج على شدة ما قاموا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]به قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وحاربوا المسلمين وأحدثوا فتنة إلى اليوم، العلماء اختلفوا في تكفيرهم للعلماء في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تكفيرهم قولان، ولما سئل عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أكفار هم قال من الكفر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فروا؛ يعني رأى التأويل الذي لديهم في هذه المسألة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فتلخيص الكلام أن هذه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الشروط والموانع لابد من وجودها لابد من استيفاء الشروط للحكم التكفير وانتفاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الموانع، وهذه ليست لآحاد الناس وإنما يقوم بها القاضي أو المفتي الذي ولي القضاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أو يصلح أن يلي القضاء[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: بما يتعلق دعوة محمد بت عبد الوهاب ذكرت أنها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ضيقوا قضية التكفير مع اعتنائهم الشديد بالتوحيد، ما هو السبب؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: السبب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التوحيد تخليص للنفس من عبادة غير الله جل وعلا، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله تعالى له في موضع كلام يقول حينما سئل هل تكفرون من يعبد البدوي أو يعبد من هو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عند قبة الكواز أو أو يعني ممن يعبدون غير الله قال: لا، لا نكفرهم لأجل عدم وجود[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من ينبههم. ونفى أن يكون حكم عليهم، ولما سئل أنك أنت تحكم على الناس بأنهم كفار[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قال: سبحانك هذا بهتان عظيم. فهم من أهل العلم الذين جعلوا هذه الدائرة فيما نُصّ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عليه في الشرع حكم الله جل وعلا حكم رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أجمع عليه أهل العلم، أما ما اختلفوا فيه فإنهم لا يكفرون؛ بل هناك مسائل هي أقل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مثلا في موضع -وأنا أطلت هنا على الدعوة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لأجل كثرة ما يقال عنها في هذا الزمن مما هو متصل بها الموضوع-، لما أتى إلى بعض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسائل مثل بعض مسائل التوسل بالأحياء أو التوسل بالجاه أو بالحرمة أو نحو ذلك،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قال: أنا ما تكلمت في هذه المسائل. في أول دعوته رحمه الله، قال: أنا ما تكلمت في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذه المسائل أنا ما تكلمت إلا فيما أجمع علماء المسلمين على حرمته، أما المسائل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المختلف فيها فأنا ما تكلمت فيها. وهذا من فقهه رحمه الله في أول دعوته حتى يبين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]للناس أنه ليس كل ما نرومه في الدعوة أننا نقوله في كل مكان وفي كل زمان، الدعوة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لابد أن تترتب على حسب فقه الأولويات وحسب المكان والزمان إلى آخره، فليس كل مسألة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هي حق في نفسها أن تقال في كل زمان وفي كل مكان، لابد من ترتيب الأمور مسائل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التكفير لاشك أن الدعوة بحكم دراستي لها ومعرفتي -للدعوة السلفية بالعموم- أنها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ضيقت ما في كتب المذاهب، والمجال مفتوح للباحثين والدارسين أن ينظروا، بس كتاب واحد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإعلام بقواطع الإسلام أو باب حكم المرتد في كتب الحنفية رحم الله الجميع، وينظروا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هل الدعوة وسعت أو ضيقت[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: شيخ بعض الشباب يقولون: أنتم الآن تقولون لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تشتغلوا بالتكفير وما يتعلق به، مع أن من الأشياء المقررة عندنا قضية أنه لا يتم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تحقيق التوحيد إلا بالكفر الطاغوت، فأنا حتى يتحقق توحيدي لابد أن أكفر بالطاغوت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وأن أبيِّن كفره للناس، فكيف الجواب عن هذا؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: هنا ما هو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الطاغوت؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الطاغوت هناك شيء معنوي -يعني نعبر عنها بما يناسب المقام-، معنوي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وهناك ذاتي، الطاغوت هو عبادة غير الله جل وعلا﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾[البقرة:256[FONT='Arial','sans-serif']] ([/FONT]مَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) هذا معنى لا إله، (وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) هذا فيها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإثبات إلا الله[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فمن يكفر بالطاغوت يكفر بعبادة غير الله؛ يعني لما تأتي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لهذه القضية تقول: ما تقول في عبادة الأوثان؟ ما تقولا في عبادة الأصنام؟ ما تقول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في التوجه إلى بشر أو حجر أو جني بالعبادة من دون الله جل وعلا؟ لابد نقول: نكفر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بعبادة غير الله جل وعلا، هذا هو الكفر بالطاغوت، الطاغوت هذا لابد الكفر به، هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما يكفر به معنى[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
ما يكفر به ذاتا –مثل ما ذكر الأئمة – قالوا الطواغيت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كثيرون ورؤوسهم خمسة[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
هنا من دعا إلى عبادة نفسه، واحد يقول للناس تعالوا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اعبدوني، هناك من دعا إلى عبادة نفسه[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أو دعا إلى عبادة غير الله جل وعلا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قال أعبدوا الصنم هذا، اعبدوا الوثن، أعبدوا فلانا من الناس، أعبدوا الجني الفلاني[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إلى آخره[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أو من الطواغيت مثل ما يذكر الأئمة في هذا الحاكم الجائر المغير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لأحكام الله جل وعلا، أتى حاكم في بلد ما وقال: لابد أن أمسح آيات الربا من القرآن[FONT='Arial','sans-serif']. [/FONT]يغير حكم الله، أحاديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي تتكلم عن حرمة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الزنا أنا أريد أن أشطبها، ما فيه كلام في القرآن على اليهود أنا أريد أن أحذفه،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كيف يخرج لنا قرآن مختصر، هذا مغير لأحكام الله جل وعلا، مغير لأحكام الله من جهة[FONT='Arial','sans-serif'] –[/FONT]لاحظ كلمة مغيّر- مغير لحكم الله يريد أن يلغي حكما من أحكام الله جل وعلا الذي هو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في القرآن[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أما من يأتي يقول: أنا والله أعرف أن هذا حكم؛ لكن أنا أعمل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]غيره، هذا ما صار مغير، هو ما قال ألغي هذا الحكم هو يقول أنا لن أغيره هو حكم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]موجود؛ لكن يأتي ويتأول ويقول الزمن فيه كذا وأنا أعمل كذا، والظروف تقتضي أني لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أعمل بهذا وأن أجله وصعب علي تطبيقه ونحو ذلك، فهذا يدخل في منحى آخر قد يكون فيه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]معذورا وقد لا يكون معذورا بحسب الحال[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أقصد من هذا الكلام أن العقيدة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإيمان بالله والكفر بالطاغوت هذه عقيدة نفسية قلبية، فأنت تؤمن بالله وملائكته[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره أليست هذه هي أركان الإيمان؟ فإذن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإيمان بهذه الأركان الستة يتحقق به الإيمان، فنأتي إلى الكفر بالطاغوت أيضا هو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كفر بما يعبد بعبادة غير الله لا إله يعني لا إله لا معبود مستحق للعبادة إلا الله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جل وعلا، المعبودات كثيرة فيهم من عبد الشمس والقمر ومن عبد الإله الفلاني والإله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الفلاني أو الشيخ فلان أو حتى الأنبياء أو بعض الملائكة أو نحو ذلك كما هو معروف في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التاريخ وفي الواقع، لابد أنه يكفر بكل معبود سوى الله جل وعلا بعبادة غير الله جل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وعلا؛ يعني من أتى يقال له أنت تؤمن أو تسهّل في عبادة غير الله إذا قال لك والله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما فيه مانع الناس يعبدون كل واحد زَيْ ما يبغى، فهنا لم يؤمن حقيقة بالله ولم يكفر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالطاغوت، والله جل وعلا بيّن في كتابه هذه المسألة أتم بيان وسيما في سيرة إبراهيم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الخليل كما قال جل وعلا في سورة الزخرف ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ(27)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يَرْجِعُونَ﴾[الزخرف:26-28] هذا الأمر هو المنوط بكلمة التوحيد لا إله إلا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: معالي الشيخ ذكرتم في أكثر من مناسبة أنه عند الاختلاف في قضية[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من القضايا يُرجع إلى الأمر العتيق وإلى كلام السلف قبل أن تقع الفتنة، الشباب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يذكرون في قضية الولاء والبراء وهي جانب من الجوانب التي أيضا أنشأت قضية التكفير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كالتعامل مع الآخر، مع اليهود والنصارى ونحو ذلك يعني حينما نرجع إلى كلام العلماء،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كلام بين وواضح في قضية من والى المشركون ومن والى اليهودي والنصراني، هل فعلا يا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]شيخ الكلام واضح وبين في مسألة الولاء والبراء؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: الولاء والبراء هذه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قضية تحتاج إلى جلسة طويلة أو إلى حلقة مستقلة لأن أهل العلم يفهمون هذه المسألة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بلا شك، وهي مفصلة في الكتاب والسنة وفي كلام أهل العلم؛ لكن الناس خاضوا فيها من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قبيل الغيرة، فرعوا الواقع فأثر الواقع عليهم فضخموا أو اعتقدوا أشياء أكثر مما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أذِن بها الشرع[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فمثلا مسألة الولاء والبراء هذه الولاء، ما هو؟ والبراء ما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هو؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
أولا لفظ الولاء والبراء موجود في الكتاب والسنة؛ يعني بعض الناس يقول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا محدث جاء من الخوارج وبعدين جاء في الدعوة الإصلاحية دعوة الشيخ محمد بن عبد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الوهاب، هذا موجود في الكتاب والسنة ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَالذِينَ آمَنُوا﴾[المائدة:55]، ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾[الزخرف:26-27]، الولاء والبراء موجود؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لكن الولاء ما معناه؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الولاء للدّين يعني أن تعطي محبتك ونصرتك وولاءك[FONT='Arial','sans-serif'] -[/FONT]الولاء الداخلي- لدين الله جل وعلا لله ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا أصل الدين أن تعطي ولاءك لله محبتك ونصرتك، ما معنى أن أسلمت وأمنت؟ ولاءك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وحبتك وانتماءك لهذا الدين[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
البراء هو كرهك وبغضك لما ينافي هذا الدين من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الاعتقادات الكفرية والمذاهب الكفرية والمذاهب الضالة، فهنا تتبرأ من عبادة غير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله جل وعلا، وتعطي الولاء لعبادة الله جل وعلا[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن الولاء والبراء أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الحب والبغض أو الموالاة والمعاداة هذه ألفاظ يستعملها العلماء في هذا المقام وهي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]متساوية، والولاء والبراء والحب والبغض؛ الحب في الله والبغض في الله، الموالاة في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله والمعاداة في الله، هناك رسائل وكتب كثيرة في هذا الموضوع[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راجعة في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأساس إلى حب الدين وبغض الكفر لأنها عقيدة، الولاء معناه مولاة الدين في الله جل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وعلا حب الله جل وعلا حب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبغض الكفر، يتضمن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذلك أنه يحب من أحب الله جل وعلا ويبغض من أحب الكفر ومن أبغض الله جل وعلا،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يتضمنه، يتضمن عقيدة أنك تحب الله وتكره الكفر تكره عبادة غير الله تحب من يحب الله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جل وعلا وتكره من يكره الله جل وعلا أو يحب الطواغيت أو عبادة غير الله جل وعلا أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما أشبه ذلك[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن هذه متضمنة أما مسألة موالاة غير المسلم فهذه لها تفصيلات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كثيرة، ليست كل علاقة ومعاملة مع غير المسلم أو مع اليهودي أو مع النصراني أنها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تعتبر مولاة، النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه النصارى واستضافهم؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]استضافهم في المسجد، أتى اليهودي وزاره وقَبِل دعوة اليهودي في بيته، ولما مرض غلام[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يهودي كان يرجو عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ إسلامه زاره في بيته[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسألة؛ مسألة التعامل لها أحكامها التفصيلية، كذلك مسألة الإجارة، مسألة أنه يعمل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وتستأجر غير المسلم هذه لا علاقة لها بالموالاة، من تزوج امرأة غير مسلمة -يعني[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كتابية- فأحبها هل يمنع منه، الشريعة أباحت أن يتزوج المسلم غير المسلمة بشروطها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المعروفة في كتب أهل العلم، والآية في سورة المائدة كما هو معروف، هل من أحب امرأته[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]النصرانية يعتبر مواليا للنصرانية، مواليا لدين النصرانية، أو والى النصارى أو نحو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذلك؟ لا، لأن هذه مسائل محبة طبيعية، عامَل تاجر من التجار ونفعه في بلاد أي ملة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كانت ونفعه وصار في قلبه له شيء من المودة الدنيوية في قلبه لأنه نفعه، طبيب بفضل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله جل وعلا أنقذ مسلما فتعلق به، هذه مسائل التعامل ليست قادحة في الولاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والبراء؛ بل هذه من المقتضيات الطبيعية، لكن إذا كانت المودة راجعة للدين فهذه هي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]القادحة؛ يعني يود يهودي ليهوديته، يحب امرأته النصرانية ما لأنها معه أو لأنها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جميلة أو لأنه ارتاح معها لا، لأنها نصرانية لنصرانيتها، فإذن رجع هذا من محبة لشيء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وصار محبة للدين، فهنا إذا دخلنا في الأمور الدينية العقدية انتقلنا إلى الموالاة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والمعاداة الشرعية أو الدينية[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: وهذا أي يفسر كلام محمد بن عبد الوهاب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في النواقض، حينما ذكر أن من نواقض الإسلام المعاونة للمشركين ونحو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذلك؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: هذه لها تفصيل معاونة المشركين في الناقض الثامن من نواقض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإسلام لها تفصيل آخر، أنا قصدي هنا التعامل نوعية التعامل كيف تكون هذه لا علاقة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لها بالموالاة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
انظر مثلا إلى قصة حاطب رضي الله عنه حاطب لما سمع بأن النبي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيذهب إلى مكة غازيا كتب بسر النبي صَلَّى اللهُ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة، كتب بالسر أن محمدا بن عبد الله عَلَيْهِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ سيأتيكم فخذوا حذركم الآن أعد العدة سيأتيكم، هذا نوع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]موالاة ما فيه شك موالاة لهم؛ لكن هل هذه صارت مكفرة له؟ أو يعتبر أعان المشركين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]على المسلمين إعانة كفرية؟ هنا نأتي إلى الحديث لما أكتشف أمره أتى به النبي صَلَّى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا فإنه قد نافق،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يا حاطب ما حَمَلَكَ على هذا؟[FONT='Arial','sans-serif']» [/FONT]المسألة فيها اشتباه أن يكون لقصد الدنيا أو لقصد الدين[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
إذا كان هو أفشى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالسر رغبة في الدين أو لحماية دين المشركين أو لحماية ملتهم أو لحماية بلدهم أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نحو ذلك هذا له شأن[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
وإذا كان قصده نفسه أنه ينقذ نفسه أو دنياه أو ماله أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نحو فهذا له شأن[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استفصل منه فدل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]على أن مثل هذه المسائل حتى في الموالاة موالاة المشركين تحتاج إلى استفصال وليست[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كفرا كما يزعم بعض الناس أن كل أنواعها كفر، لا، تحتاج إلى استفصال[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فقال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هنا «يا حاطب ما حَمَلَكَ على هذا؟» فقال: يا رسول الله والله ما حملني على هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]محبة للكفر بعد الإسلام؛ لكن وما من أصحابك أحد إلا وله يد يدفع بها في مكة عن أهله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وماله وليس لي يد فأردت أن يكون لي بها يد أدفع بها عن مالي في مكة. فقال النبي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صدقكم» ثم قال «إن الله اطلع إلى أهل بدر فقال[FONT='Arial','sans-serif']: [/FONT]اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، نزلت فيها أول سورة الممتحنة كما هو معروف في قوله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ﴾[الممتحنة:1] في حاطب فهنا الحظ في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الآية أنه قال (لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) فأثبت فعله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نوع موالاة ثم قال (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ)، (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ[FONT='Arial','sans-serif'])[/FONT]،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فهذا الفعل الذي فعله حاطب إلقاء بالمودة؛ لكن مع ذلك قال أهل العلم من المفسرين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وعلماء التوحيد قال ناده باسم الإيمان قال (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا) قال ﴿[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بِالمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الحَقِّ﴾[الممتحنة:1] الآيات،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فإذن لم يمنع هذا الفعل من بقائه على اسم الإيمان فهو لازال مؤمنا في ذلك؛ لأجل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الاستفصال الذي استفصل منه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مسائل التعامل الولاء البراء ما يصلح الخوض في التكفير بها؛ لأنها مسائل تفصيلية،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وتنبني على مقاصد، ولابد من القصد كما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في قصة حاطب استفصل منه، الاستفصال ما فائدته؟ الظاهر معروف، الاستفصال لأجل القصد،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما الذي حملك على هذا؟ هذا سؤال عن النية وعن القصد في ذلك، إذا كان ينوي دفع ماله،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ينوي حماية نفسه، ينوي كذا وكذا، فضعف من هذا الباب هذا له حكم من أحكام الموالاة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والمودة لا تخرجه من الدين[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: البعض يا شيخ يقول أنا رأيت فلان،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والعلماء لا يكون في أن هذا العمل كفر، ومع ذلك يقول العلماء أن فاعل الكفر قد لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يكون كافرا، هل هذه القاعدة مع إطلاقها معالي الشيخ؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: هناك ثنائية[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]معروفة عند أهل العلم في الأصول وفي العقائد وفي الفقه في أصول الفقه والفقه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والعقائد، وهي ثنائية الكفر والكافر، الكفر والتكفير، الفسق والفاسق، البدعة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والمبتدع، فليس كل من قام به الكفر كافر، ولبس كل من قامت به البدعة مبتدعا، وليس[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كل من قام به الفسق فاسقا؛ لأن إثبات هذه الأحكام هذه قضية ثانية، فهناك الآن قول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أو فعل أو شك أو إلى آخره مما يعمله الإنسان فيقع في البدعة أو يقع في الفسق أو يقع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في الكفر، يعني فيكون فعله بدعة أو يكون فعله فسقا أو يكون فعله كفرا، هنا من يرتب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الحكم هذا يحتاج مثل ما قلنا إلى اجتماع الشروط وانتفاء الموانع، فيأتي واحد يعمل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ببدعة هو يعرف أنها بدعة، أو عنده تأويل فيها ليس مطّرحا، تأويلا قد يكون مقبولا،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مثل -لأن التأويلات مثلا في البدع منها ما هو مقبول ومنها ما هو مطرح- مثل مثلا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التعريف في الأمصار يوم عرفة التحريف في الأبصار قال به بعض الصحابة قال به بعض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التابعين يعني أوش معنى التعريف أننا نجلس في المساجد يوم عرفة و الناس في عرفة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نحرم ونجلس في المساجد مشتركة لهم؛ مشاركة للحجاج، هذا عامة أهل العلم على أنه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بدعة؛ لكن قال به البعض مشاركة في ذلك متأولا في هذا؛ لكن في حقيقته أنه بدعة، لكن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما نحكم على من قال به من الصحابة ومن التابعين على أنه [مبتدع]؛ لأجل وجود بعض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الاشتباه في هذا، مثل قيام ليلة النصف من شعبان عندنا مثلا الصحيح أنه لا يسوغ لأنه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]محدث ولم يثبت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا الخلفاء الراشدين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ولكن فعلها بعض التابعين وهنا نقول الصحيح أنها بدعة؛ ولكن هل كل من فعلها هو مبتدع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]؟ لا[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن هناك مسائل غير متفق عليها التأويل فيها سائغ، فهنا يختلف[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمر[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فمثلا بعض المسائل الفسق ممكن ترك النوافل شخص مستديم على ترك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]النوافل، طائفة من أهل العلم يقول: من استدام على ترك النوافل فهو فاسق، كيف يستديم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]دائما على ترك نوافل العبادات؛ لا يصلي الصلوات الراتبة، لا يصلي الوتر، لا يصوم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]صيام التطوع، دائما لا يفعل أي شيء تطوع، بعض العلماء قال من استدام على ترك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]النوافل فهذا من الفسق؛ لكن هذا فيه نظر أيضا طائفة من أهل العلم يأخذون بحديث[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأعرابي الذي أتى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لما علّمه الفرائض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الخمس قال: والله لا أزيد على هذا وأنقص فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَسَلَّمَ «أفلح إن صدق» فدل على عدم اعتبار مثل هذا الكلام، طبعا العلماء الذين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قالوا بهذا الأمر يريدون التحذير من ترك النوافل؛ لكن هنا أيضا ثنائية بين الفسق[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والتفسيق[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فهناك مسائل لو نطرد فيها –بمعنى نجري فيها – كل ما قال فيه أهل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العلم أنه كفر فمن قال به فهو كافر أو أنه فسق فمن قال به فهو فاسق أو أنه بدعة فمن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قال به فه مبتدع، هنا لم يستقم لنا شيء لأجل كثرة خلاف العلماء في هذه المسائل؛[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ولكن هنا نركز على أشياء[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
أولا أن يكون الكفر مجمعا عليه، أو الخلاف فيه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مطرح لا اعتبار له عند عامة أهل العلم[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
الثاني أن يكون الفسق مجمعا عليه أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أن يكون الخلاف فيه مطرحا لا اعتبار له أو في مناقضة الدليل[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أن تكون البدعة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]متفق عليها أو أن يكون الخلاف فيها مطرحا لأجل عدم وجود ما يدل عليه من فعل السلف[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الصالح[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
طبعا ما نرى هنا ما انتشر في القرون الأخيرة هذه المسائل، نرى في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الخلاف والفواق في ما كان في القرون المفضلة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: معالي الشيخ للتعاطي مع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأزمة، أنا معي فتوى هيئة كبار العلماء حول حادث التفجير الذي وقع في الرياض([1[FONT='Arial','sans-serif']]) [/FONT]ووقّع عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في حينه يقول[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
ولذا فإن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في الأنفس، والأموال، والأمن، والاستقرار، ولا يفعله إلا نفس فاجرة مشبعة بالحقد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تحريمه[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
يعني التعاطي يا شيخ مع هذه الأحداث يمثل هذه الكلمات يعني البعض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يقول أين نحن من قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه إخواننا بغوا علينا، فماذا عن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا يا شيخ؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: أولا إذا وقعت مثل هذه الأحداث ومثل هذه الجرائم فلا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يجوز أن يكون الدفع؛ دفعها بأمر سهل لا يوازي شناعة الفعل؛ لأنه إذا صارت الكلمات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التي تنكر بها على هذا الفعل أو على الفاعلين إذا كانت خفيفة فإن هذا يغري الآخرين[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالتساهل في الأمر أو يوقعهم في شبهة بأن هذا الفعل فيه تأويل ممكن أنه يكون من جهة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أخرى[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فواجب أهل العلم أن يبينوا هذا العمل ومن قام به هل هو عمل إصلاحي أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إجرامي، كونه يكون إصلاحي هذا له شأن، وكونه يكون إجرامي هذا له شأن[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
لذلك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أهل العلم فيما وقع من أحداث من قديم تجد أن عباراتهم شديدة مثل هذا، مثل كلام[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مجموعة من أهل العلم في هيئة كبار العلماء، وكان برئاستها في ذلك الوقت سماحة الشيخ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، لابد أن يكون الرد قويا، أما الذي يأتي ويقول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والله نحن تكلم على الفعل ولا نتكلم على الفاعل، أو نقول هذه أفعال صحيح سيئة وأن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فيها اعتداء ولكن من فعله يريدون الخير ويريدون كذا، هذا ليست طريقة أهل العلم وليس[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فقيها ولا عالما من يستعمل هذا الأسلوب، وإنما هذا عنده شبهة في نفسه فيجب عليه أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يزيل الشبهة عن نفسه أولا، ثم يجب عليه أن لا يغش المسلمين بألفاظه الهينة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]السهلة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
هذه جريمة ما حصل جريمة وكما قال هنا لا تفعلها إلا نفس مشبعة بأمور[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من الكبائر والمنكرات[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
الذي حصل جمع أنواعا من الموبقات[FONT='Arial','sans-serif']:

[/FONT]
أولا فيه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قتل للنفس، والنفس، قتل لنفس الإنسان فجر نفسه ليقتل مسلمين ومعهم غير مسلمين قتل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نفسه لأجل ذلك، والله جل وعلا حرم قتل النفس قال ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾[النساء:29]، ﴿وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾[البقرة:195]، إذا كان هذا في الإنفاق فكيف بقتل النفس صراحة،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وقتل النفس من قتل نفسه بحديدة عذِّب بها يوم القيامة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
الأمر الثاني أن في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذا الفعل قتلا للمسلمين، وقتل المسلم كبيرة من الكبائر العظيمة، يعني بعد الشرك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالله قتل النفس قتل المسلم، والله جل وعلا يقول ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾[النساء:93]، هو يقتل مؤمنا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وهو يعرف أنه سيقتل مؤمنا متعمدا فهذا ذكر الله جل وعلا قال(فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]خَالِدًا فِيهَا)، هذا النوع الثاني قتل المسلمين[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
الثالث قتل لمن لا يستحق[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]القتل شرعا من المعاهدين، أو المستأمنين، أو أهل الذمة، أو من لهم أمان بتأمين ولي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمر، أو بتأمين المسلمين لهم، أو قدموا لغرض من الأغراض، والمسلمون يسعى بذمتهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أدناهم، فضلا عمن أمّنته الأمة وأمّنته الدولة وأمنه ولي الأمر أو جاء بكفالة أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ذلك هذا لا يسوغ الاعتداء عليه، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول «من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة»، كذلك حكم المستأمن والذمي والمعاهد، فمن بيننا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وبينه عهد يجب أن نوفي بالعهد ﴿ يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بِالعُقُودِ﴾[المائدة:1]، وقال جل وعلا ﴿وَأَوْفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كَانَ مَسْؤُولاَ﴾[الإسراء:34]، حينما قدِم هل هو قدم على أنه سيُقتل؟ لو علم هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما أعطانا هذا الأمر لكن أعطيناه عهدا أنه سيأتي لعمل أو يأتي لشيء وهو سالم، فلا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يجوز لمسلم ولا يحل له أن يخفر العهد، وخيانة العهد من خصال المنافقين ليست من خصال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسلمين، فآية المنافق ثلاث ومنها وإذا عاهد غدر، فالغدر في العهد فهذا ليس من سمة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسلم بل من سمة المنافقين[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
كذلك فيها الاعتداء على أموال المسلمين، الآن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذه الأرواح التي أزهقت والموال التي أتلفت ونحو ذلك، أموال من؟ أموال المسلمين هي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في دور مستأجرة لمسلمين إلى آخره فأصابها ما أصابها من الدمار وحرمة المسلم في دمه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وماله وعرضه معروفة، وأكدها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبته يوم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عرفة، إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]شهركم هذا كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
كذلك فيها سلب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]للأمن ورفع للأمن الذي جعله الله جل وعلا من مقاصد الشريعة، من مقاصد الالتزام[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالإسلام عقيدة وشريعة تحقيق الأمن في حياة الناس، وهذه منَّ الله جل وعلا بها على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عباده في قوله تعالى في سورة النور ﴿وَعَدَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَعَمْلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الذِي ارْتَضَى لَهُمْ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ ثم جاء بالنتيجة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]﴿يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾[النور:55] إذن تحقيق الأمن مقصد من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مقاصد الشريعة، الشريعة جاءت لتحقيق الأمن، الذي ينتج عنه عبادة الله جل وعلا وحده[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لا شريك له، وينتج عنته الخيرات وإزالة المنكرات وانتشار الدعوة وانتشار الخير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والإصلاح ونماء الأمة وقوة الأمة وما أشبه ذلك، لهذا الحظ في قول النبي صَلَّى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تسير الضعينة من العراق[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]إلى مكة لا تخشى إلا الله» لاحظ أنه علّق الأمن بإتمام الأمر (والله ليتمن الله هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمر حتى) النتيجة إيش هي؟ الأمن، لهذا جاء حد الحِرَابة في الشريعة، نقول حد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الحِرَابة، كثير من الناس ما يفهم ليش سمي حد الحرابة ؟ الله جل وعلا يقول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِيَن يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا﴾[المائدة:33] الآية، لماذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جعل الإفساد في الأرض إخافة السبيل تنظيم جماعة من الناس على فعل ما جعل حرابة؟ ليش[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كان بنص القرآن حرب لله جل وعلا ولرسوله؟ لأنه حرب للأمن الذي هو هدف ومقصد من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مقاصد الله ورسوله في إنزال الشريعة، فهو حرب للأمن، ومحاربة الأمن حرابة لمن جعل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمن مقصدا وهو الله جل وعلا ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فإذن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]حد الحرابة سمي حد الحرابة، يجيء واحد مثلا في طريق يقول: والله أنا مجرد وقفت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سيارة بالقوة ونزّلت صاحبها وضربته وأخذت منه بعض المال كيف أصير أنا محارب لله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ولرسوله نقول نعم هو محاربة لله ورسوله؛ لأن مقصد الشريعة هو الأمن، الأمن في إيش؟[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمن على الناس في دماؤهم في أعراضهم في أموالهم ونحو ذلك فإذن هذه الأفعال[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإجرامية يجب أن تصد بقوة كبيرة جدا في اللفظ وفي المعنى وإيضاح أحكام الشريعة دون[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مضاربة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فأنا الحقيقة أنتقد بعض تعرض لهذا الموضوع انتقاد شرعي من تعرض لهذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الموضوع بعبارة خافتة باهتة، مثلا يقول هذا الفعل سيئ بس الفاعلين متأولين ويقول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مثل هذا العبارات التي لا تدل على علم بكتاب الله جل وعلا وبكتاب رسوله صَلَّى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبقواعد الشريعة وأحكام الفقه، أو يقول لا يصلح لنا أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نستجرّ هذه المعركة إلى بلاد المسلمين أو نحو ذلك من الألفاظ التي ليست ألفاظا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]شرعية[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
هذه مسائل فيها إجرام كبير وخيانة عظيمة، مثل هذه التفجيرات[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وأشباهها، فكون عبارات بعض طلبة العلم وبعض الدعاة باهتة خافتة في الإنكار هذا لاشك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يغري ولا يحقق مقصود الشارع في إنكار هذه المنكرات والموبقات العظيمة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد[FONT='Arial','sans-serif']: [/FONT]معالي الشيخ أخيرا في ما يتعلق الآن بكلمة توجيهية للشباب، البعض يقول هو محب[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لعلمائه؛ لكن يقول حينما أقرأ بعض الأشياء في الإنترنت وكتب وأشرطة ونحو ذلك يقول[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]سبحان الله يعني أحد الإخوة من طلبة العلم يقول قرأت موقع في أحد الإنترنت فأحسست[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بشيء في قلبي تجاه العلماء ثم استغفر الله سبحانه وتعالى. كيف يحصن الشاب نفسه وهو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يرى هذه الفتنة مثل هذه الأحداث العظيمة؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: أولا الإنترنت وسيلة من[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الوسائل التي حدثت كغيرها من الوسائل، فيجب أن تستثمر في الخير، ويجب أن لا نجعلها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]حجة علينا هذه منة من الله جل وعلا، من استخدمها في شيء فعليه وزرها، ومن استخدمها[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]في حسن فله أجرها مثل أي وسيلة من الوسائل[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
ما ينشر في الإنترنت يفتقد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الكثير من الآداب الشرعية، إذا نظرت أنا للحوار الذي يجري في الإنترنت الواحد يبدي[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما في نفسه طيب ما فيه شيء، تبدي ما في نفسك أو تنتقد بعض الأشياء أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تستفسر ولو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]كان الاستفسار فيه غلظة هذا ليس فيه إشكال من هذه الجهة لكن يتأدب بآداب الشريعة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يأتي واحد ينتقد وضع لكنه يهاجم عالم من العلماء المسلمين، أو يستعدي الناس على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]واقعهم أو على علمائهم أو على دولتهم أو يسمه بأوصاف الكفر أو نحو ذلك، فهذا كله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]خوض في أمور بلا علم، والله جل وعلا يقول ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مَسْؤُولاً﴾[الإسراء:36]، إذا كان الذي يكتب يَكتب بدون ظن منه أنه سيلقى الله جل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وعلا ويحاسبه على ما كتب هذه مصيبة عظيمة، وإذا كان يكتب أو يشارك في الإنترنت وهو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يعلم أنه محاسب وهو ليس كحديثه مع زميل له، أنت الآن تنشر ليقرأها آلاف من الناس أو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مئات الآلاف أو ربما أكثر، فكيف إذا كان بسبب كلمة قلت أنه حصل وهو ما حصل، أو قلت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فلان فيه كذا من الأفعال وهو ليس فيه، أو سمعت كلاما ونشرته على أنه حقيقة وأنت ما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]تثبت منه، وانتقل بين الناس على أنه حقيقة ثابتة[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
مثل عُزِي إلي في الإنترنت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مقال أن فلان صالح آل الشيخ أنه يقول لا يجوز الدعاء على اليهود والنصارى، وطنطنوا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عليها وكثّروا هل يقول أحد من أهل العلم أو ممن عرف بعض أحكام الشريعة فضْلا على أن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يكون عرف كثيرا منها وعلم كثيرا منها أنه يقول لا يجوز الدعاء -بهذا الإطلاق- لا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يجوز الدعاء على اليهود والنصارى، ما فيه أحد، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وَسَلَّمَ كان بآخر حياته قال «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]مساجد» واللعن الطرد والإبعاد من رحمة الله جل وعلا وهو الدعاء عليهم، فنسب هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الأمر مع أن كلامي أنا في هذا الموضوع كان قبل سبع سنوات، نقله أحد من لا يفهم نقله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]من احد الدروس ثم أُوِّل أو صنف على ذلك وهو الكلام إنما كان في قضية -أنا أستطرد[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فيها بس لأجل المناسبة-، كان في قضية محددة وهي أن لا نعارض حكمة الله جل وعلا في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]وجود الكفار وجود اليهود وجود النصارى، ندعو عليهم مثلا بالهلاك العام بالاستئصال،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نحن نعلم أن اليهود والنصارى سيبقون إلى آخر الزمان، يأتي واحد ويقول اللهم أبدهم[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الآن أجمعين، أنت تعارض حكمة الله جل وعلا، تعارض ما أخبر الله جل وعلا في كتابه،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]فمن دعا بدعاء نعلم أنه مستحيل أو أن الشرع أخيرنا بخلافه أو نعلم أنه لن يكون هذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اعتداء في الدعاء من أسباب رد الدعاء[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
وشيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الفتاوى كما ذكره غيره أن من أسباب الاعتداء في الدعاء ورد الدعاء أن يدعو بدعاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نعلم من الشريعة أنه ليس متحققا[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
فنعلم أن اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عيسى ابن مريم، ويأتي واحد ويدعو عليهم بالهلاك جميعا الآن وأن يدعو على جميع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الكفار الآن أو يدعو على أطفالهم وعلى نسائهم هذا الدعاء العام بالاستئصال والهلاك[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العام هذا ليس من الشرع لاشك وهو اعتداء في الدعاء لهذا الأمر لمناقضته لحكمة الله[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]جل وعلا ولما أخبر الله جل وعلا في كتابه قال سبحانه ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ﴾[الزخرف:61]، فأولوا الأمر وصار[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ت المسألة على أن فلان لا يجيز الدعاء على اليهود والنصارى بهذا الإطلاق، وجاء أناس[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]آخرين وعلَّقوا، سبّوا وشتموا[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
هو ليس عليَّ وحدي فقط بل على كثير من أهل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العلم وعلى كثير من الولاة نسبت أقوال أحيانا وأفعال لم يفعلها الإنسان البتة،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ويستغرب كيف جاء الافتراء ثم جاء الانتشار بعد ذلك[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
أيضا هناك مسألة تتعلق[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالإنترنت في آداب الحوار[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد: لو سمحت لي معالي الشيخ بما يتعلق بالدعاء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]بالهلاك يبدو أن هذا هو أيضا هو هدي السلف؟[FONT='Arial','sans-serif']

[/FONT]
الشيخ: هذا يعني يكاد يكون ما[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أعلم أن أحدا نص على الإجماع لكن ما أظن يكون فيه خلاف أصلا، الذِينَ يُقَاتِلُونَ[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أَوْلِيَاَءَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ؛ يعني الدعاء المقيد أنت[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]قصدك[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
آداب على الإنترنت، النشر على الإنترنت لها آداب وأخلاق؛ لأنها حوار[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والسلف وضعوا آداب البحث والمناظرة، كيف تبحث مع إنسان وترد عليه، هذا يسب هذا وهذا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]يشتم هذا؛ بل أتوا إلى أشياء هداهم الله إلى أشياء شخصية، يتكلم عن الإنسان على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عائلته، يتكلم عنه في بيته، طيب من تلقى كيف يثبت له أن هذا صحيح أو غير صحيح،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]والناس عندنا مولعون بشيء، هو من تركيبة المجتمع العربي بعامة مولعون بالشك، الأصل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عندهم دائما عندهم الشك، بداية يقولون واحد والله فعل هذا الفعل يصدقون؛ لأن الأصل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]عندهم الشك هذا ربما مرتبط بالبيئة القبلية أو البيئة البدوية أو الظروف القديمة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]نمت عند الناس الحذر والشك في أي تصرف؛ لكن هذا ليس شرعيا الأصل في المسلم السلامة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]واحد يأتسي ويقول قول في الإنترنت يتهم فيه فلان ويذكون أشياء في الأسر أو يتعلق،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذه أمور سيئة، أو يستخدمون الإنترنت بحوارات هابطة وسباب وشِتَام، هذا يترفع[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]العاقل عنها فضل عن مسلم يخشى الله جل وعلا ويعلم أنه غدا سيحاسبه الله جل وعلا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]﴿مَا يَلْفِظْ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾[ق:18[FONT='Arial','sans-serif']].

[/FONT]
وأنا[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]أرجو أن تخصص حلقة في قناة المجد لآداب الحوار في الإنترنت؛ يعني يشارك فيها بعض[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المعروفين بالاهتمام بهذا المجال من طلبة العلم الشرعي أو الدعاة، كيف نحاور على[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الإنترنت كيف نستثمر هذه الوسيلة، ما الأشياء التي تنشر، ما الأشياء التي لا تنشر[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]التحذير من اتهام الناس الدعوة إلى الإنصاف والعدل في هذا الأمر[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
راشد[FONT='Arial','sans-serif']: [/FONT]معالي الشيخ جزاكم الله خيرا على استجابة هذه الدعوة مع كثرة أعمالكم ومشاغلكم،[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ونسأل الله عز وجل أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
الشيخ: أنا أشكر لقناة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المجد إتاحة هذه الفرصة، ونرجو لها إن شاء الله التقدم المطرد، فهي تقوم برسالة[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]اليوم مهمة، وأشكر لكم أيضا الأخ راشد لهذه النقاط المهمة التي تعرضتم لها، وأرجو[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الله تعالى أن يكون فيما تحدثت به فتح لبعض الأبواب وإلا فالموضوعات كما ترى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]موضوعات كبيرة وحية ومتوسعة، وأنا رميت في الحديث أن يكون الحديث حديث مجالس يعني[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ما نحينا فيه إلى ناحية التأصيل الشرعي المفصل بدقة لأجل أن يناسب ما ينشر في مثل[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]هذه القنوات، داعيا للجميع بالتوفيق وأن يوفق الله جل وعلا ولاة أمورنا إلى ما فيه[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الرشد والسداد وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يوفق علماء[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]المسلمين لنشر كلمة الله جل وعلا لبيان الحق وإرشاد الناس وتبصير[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]الجاهل[FONT='Arial','sans-serif'].

[/FONT]
كما أسأله سبحانه لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها أهل الطاعة، ويعافى[FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]ويهدى فيها أهل المعصية إنه سبحانه جواد كريم[FONT='Arial','sans-serif'].[/FONT]