زرعوا...فهل نتعهّد؟
07-12-2011, 06:48 PM
بعد أن كنا مضربا للمثل بين العالمين،وكانت جزائرنا قبلة الثوار ومحجّ الأنظار، صرنا اليوم إلى ما صرنا إليه من التخلّف والتراجع والفوضى والتسيّب في كلّ المجالات،وأصبحت بلادنا تصنّف في أدنى منازل معالي الأمور وفي أعلى رتب أدانيها...
فما سبب هذه الحالة التي نحن عليها والتي لا تليق ببلد إسمه الجزائر؟ وما علّة هذه القطيعة بين عصرنا اليوم وبين عصر ثورتنا المجيدة؟...
إنني أكاد أجزم أن الإجابة على هذا السؤال الأخير هي إجابةٌ في الوقت ذاته على ما قبله...
فلو أننا عرفنا مخرجا لقطيعتنا وإنفصالنا عن مبادئ ومناقب الثورة التحريرية التي كانت ثورة القرن العشرين الأولى بشهادة الشاهدين وبإعتراف البعيد قبل القريب،لوجدنا حلاًّ لمشكلة تخلفنا على كلّ المستويات، فثورة نوفمبر التي حررت الوطن وأبهرت العالم قبل 57 عاما من الآن،تحمل بين طلقات رصاصها و تكبيرات مجاهديها و دوريات أبطالها بذرة الحضارة المقتدرة والأمة المزدهرة والشعب الرائد.
فقد كان المجاهد الجزائري يحمل بين جوانحه قلبا ذا عزيمة لا تكلّ أمام الصعاب ولا تستسلم لها، فكان يعبر بعتاده القليل الحدود الشرقية إلى مصدر السلاح والتموين، دونما إعتبار لحصار وسياج وكهرباء وألغام المستدمر، على الرغم من أن مجرد وجود سياج أمام الإنسان لا يمكن أن يوحي له إلا بفكرة واحدة وهي : إستحالة المرور،لكن الجزائري آنذاك لم يكن يعرف ما المستحيل،بل يقطع السلك المكهرب ويضحي بالنفس ليعبر وإخوانه بين ألغام الأرض ورصاص السماء، فلتندهش لهذا العزم الحديدي وهذا النشاط البنّاء وهذه الحركة المباركة،ولتزدد دهشتك وإكبارك عندما تعلم أنّ هذا الجهاد الصعب الشاقّ لم يكُن للعبور إلى جنان أو مزارع للراحة والدعة، بل عبورا للرجوع إلى ميدان الجهاد والقتال والمكابدة...
وكان مبدعا ذا عقل متفتح ناضج واع،فكانت ثورتنا ثورة فكر وتنظيم وتخطيط قبل أن تكون ثورة مدفع و قنابل ورصاص...
وكان مجاهدا إسلاميا يعتنق الإسلام عقيدة وسلوكا ودستورا لأقواله وأفعاله، فكانت صيحة التكبير عنوانا وتوقيعا لكل مواقعه ومعاركه المجيدة،ومسيرة 8 ماي أُطلق الرصاص على منفّذيها لأنهم رفعوا عاليا شعار " الجزائر مسلمة"...
وكان جزائري ثورة نوفمبر مُخلصا وفيا للأمة وللإخوة، فإن كان بيننا آنذاك خونة وحركى فإن وجودهم ما هو إلا دليلٌ آخر على وجود بشر بمعدن نفيس ثمين إسمه الإخلاص للوطن والتضحية في سبيل ذلك، فالأمور تُعرف بأضدادها ، ولو لم يكُن على أرض الجزائر مُخلصون أوفياء يُقبّل الثرى تحت نعالهم ما كان الحركي والخائن والعميل بهذه الذمامة وهذا القُبح في النفوس...
إنّ العزم والحركة والكفاح والإبداع والإلتزام بالإسلام والإخلاص للوطن بذورٌ زرعها جزائري نوفمبر 54 في تربة التاريخ في سبيل أن ينعم كلّ جزائري عبر الزمن في بساتين وجنان الحضارة والإزدهار والحياة الطيّبة بعد أن يتعهدوها بقراءة التاريخ والنظر فيه والعزم على الإقتباس من أنواره والمشي على خطى المجاهدين والشهداء لأجل أن تحيا الجزائر حرّة متقدمة مسلمة ...
فلنتعهد بذور أسلافنا ولنبني حضارة بلادنا ومجد أمتنا والله معنا سبحانه وتعالى.
فما سبب هذه الحالة التي نحن عليها والتي لا تليق ببلد إسمه الجزائر؟ وما علّة هذه القطيعة بين عصرنا اليوم وبين عصر ثورتنا المجيدة؟...
إنني أكاد أجزم أن الإجابة على هذا السؤال الأخير هي إجابةٌ في الوقت ذاته على ما قبله...
فلو أننا عرفنا مخرجا لقطيعتنا وإنفصالنا عن مبادئ ومناقب الثورة التحريرية التي كانت ثورة القرن العشرين الأولى بشهادة الشاهدين وبإعتراف البعيد قبل القريب،لوجدنا حلاًّ لمشكلة تخلفنا على كلّ المستويات، فثورة نوفمبر التي حررت الوطن وأبهرت العالم قبل 57 عاما من الآن،تحمل بين طلقات رصاصها و تكبيرات مجاهديها و دوريات أبطالها بذرة الحضارة المقتدرة والأمة المزدهرة والشعب الرائد.
فقد كان المجاهد الجزائري يحمل بين جوانحه قلبا ذا عزيمة لا تكلّ أمام الصعاب ولا تستسلم لها، فكان يعبر بعتاده القليل الحدود الشرقية إلى مصدر السلاح والتموين، دونما إعتبار لحصار وسياج وكهرباء وألغام المستدمر، على الرغم من أن مجرد وجود سياج أمام الإنسان لا يمكن أن يوحي له إلا بفكرة واحدة وهي : إستحالة المرور،لكن الجزائري آنذاك لم يكن يعرف ما المستحيل،بل يقطع السلك المكهرب ويضحي بالنفس ليعبر وإخوانه بين ألغام الأرض ورصاص السماء، فلتندهش لهذا العزم الحديدي وهذا النشاط البنّاء وهذه الحركة المباركة،ولتزدد دهشتك وإكبارك عندما تعلم أنّ هذا الجهاد الصعب الشاقّ لم يكُن للعبور إلى جنان أو مزارع للراحة والدعة، بل عبورا للرجوع إلى ميدان الجهاد والقتال والمكابدة...
وكان مبدعا ذا عقل متفتح ناضج واع،فكانت ثورتنا ثورة فكر وتنظيم وتخطيط قبل أن تكون ثورة مدفع و قنابل ورصاص...
وكان مجاهدا إسلاميا يعتنق الإسلام عقيدة وسلوكا ودستورا لأقواله وأفعاله، فكانت صيحة التكبير عنوانا وتوقيعا لكل مواقعه ومعاركه المجيدة،ومسيرة 8 ماي أُطلق الرصاص على منفّذيها لأنهم رفعوا عاليا شعار " الجزائر مسلمة"...
وكان جزائري ثورة نوفمبر مُخلصا وفيا للأمة وللإخوة، فإن كان بيننا آنذاك خونة وحركى فإن وجودهم ما هو إلا دليلٌ آخر على وجود بشر بمعدن نفيس ثمين إسمه الإخلاص للوطن والتضحية في سبيل ذلك، فالأمور تُعرف بأضدادها ، ولو لم يكُن على أرض الجزائر مُخلصون أوفياء يُقبّل الثرى تحت نعالهم ما كان الحركي والخائن والعميل بهذه الذمامة وهذا القُبح في النفوس...
إنّ العزم والحركة والكفاح والإبداع والإلتزام بالإسلام والإخلاص للوطن بذورٌ زرعها جزائري نوفمبر 54 في تربة التاريخ في سبيل أن ينعم كلّ جزائري عبر الزمن في بساتين وجنان الحضارة والإزدهار والحياة الطيّبة بعد أن يتعهدوها بقراءة التاريخ والنظر فيه والعزم على الإقتباس من أنواره والمشي على خطى المجاهدين والشهداء لأجل أن تحيا الجزائر حرّة متقدمة مسلمة ...
فلنتعهد بذور أسلافنا ولنبني حضارة بلادنا ومجد أمتنا والله معنا سبحانه وتعالى.









