الذب عن الصحابي ابي هريرة ورد شبه الطاعنين
11-01-2012, 09:45 AM
الذب عن الصحابي ابي هريرة ورد شبه الطاعنين
ترجمة مختصرة
هو دوسي أزدي { يماني } مكثر حافظ ، وفي اسمه اختلاف شديد ، أفرده بعض الحفاظ بجزء وأشهره : عبد الرحمن بن صخر ، وقال الحاكم أبو أحمد : إنه أصح ، وقال ابن عبد البر في الاستعاب : عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي يسكن القلب إلى اسمه في الإسلام ، وقال النووي : الأصح أنه عبد الرحمن من نحو ثلاثين قولاً ، وقال غيره أكثرمن ذلك .
اسمه وكنيته
وقال ابن حبان في ثقاته : الأشبه أن اسمه في الجاهلية عبدنهم فسماه رسول الله r عبد الله وهو أول من كني بأبي هريرة لهرة كانت له يعلب بها صغيراً { أول } من كناه بها فيه قولان : أحدهما: النبي r قال أبو عمر : وهو الأشبه .
والثاني : والده ، وكان يكره تصغير ه ويقول : كناني رسول الله r بأبي هر ، ذكره ابن عساكر ، وكان يكنى في الجاهلية بابي الأسود .
عام إسلامه
أسلم عام خبير سنة سبع من الهجرة .
صفته
ومن صفته أنه كان أدم ، بعيد مابين المنكبين ، صاحب ضفيرتين ، أفرق الثنيتين ، وكان يخضب بالحمرة، صحب النبي r على ملء بطنه ، وكان يدور معه حيث ما دار ، وكان غيره يشغله الصفق بالأسواق ، فقال عليه السلام مرة : (( من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئاً سمعه مني )) قال : فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إليَّ ، فوالذي نفسي بيده ما نسيت بعد شيئاَ سمعته منه . ( رواه البخاري ومسلم ) وكان ذَكَر له قبل ذلك : إني أخشى أن أنسى ما أسمعه منك ففعل به { ذلك } ، وشهد له بالحرص على العلم .
وروى سليم بن حبان عن أبيه عن أبي هريرة قال : نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً وكنت أجيراًلابنة غزوان / بطعام بطني وعقبة رجلي ، أحدو بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا ، { فالحمد لله } الذي جعل الدين قواماً وأبا هريرة إماماً .
وروى أبو يزيد المديني عنه أنه قام على منبر رسول الله r مقاماً دون مقام رسول الله r بعينه ، ثم قال : الحمد لله الذي هدى أبا هريرة للإسلام ، الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن ، الحمد لله الذي منَّ على أبي هريرة بمحمد r ، الحمد لله الذي أطعمني الخمير ، وألبسني الحبير ، الحمد لله الذي زوجني ابنة غزوان بعدما كنت أجيراً لها بطعام بطني وعقبة رجلي ، أرحلتنتي فأرحلتها كما أرحلتني .
عنه قال كنت أصرع بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا مجنون (البخاري في الفتح 9/128) و (أحمد في الزهد 31)
وفي (( طبقات ابن سعدي 4/328)) دعا له النبي r أن يحببه إلى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال الإمام أحمد : رأيت النبي r في المنام فقلت : يا رسول الله ماروى أبو هريرة عنك حق ؟ قال : نعم .
عدد ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
روى عن النبي r فأكثر ، وهو أكثر الصحابة حديثاً ، قال : حفظت { عن } رسول الله r ثلاث حُرُب أخرجت منها جرابين ، وفي رواية : حفظت عنه وعائين فأما أحدهما فبثثته للناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.
( روي له عن النبي r خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثاً ) .
وليس لأحد من الصحابة هذا القدر ولا مايقاربه ، أخرج له في ( الصحيحين ستمائة حديث وتسعة أحاديث ، اتفقا منهما على ثلاثمائة وستة وعشرين / حديثاً ، وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين ومسلم بمائة وتسعين )
قال الشافعي : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره . قال أبو هريرة فيما يثبت عنه : ليس أحد أكثر حديثاً مني إلا فلانا ، كان يكتب ولا أكتب . وأراد عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) ، وقد عاش عبد الله أكثر منه إلاَّ أن أبا هريرة كان مقيما بالمدينة ولم يخرج منها وكان الناس يأتونها من كل ناحية بعد رسول الله r لكونها محط الركاب لأجل الخلافة ولزيارة قبر رسول الله r ، والصلاة في مسجده ، ولأجل العلم ، وكان أبو هريرة متصدياً للرواية ونشر العلم ، بخلاف عبد الله بن عمرو فإنه سافر إلى البلاد وغلب عليه العبادة فلهذا لم يشتهر حديثه ولم تكثر روايته ، واشتهر وكثر حديث أبي هريرة ، رضي الله عنهما .
قال رضي الله عنه : إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ، والله لولا اثنان في كتاب الله ما حدثت شيئاً وتلى ]إنَّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات [ البقرة (159) . إلى قوله :] الرحيم [ البقرة (160) . وكان يقول : إخوننا من المهاجرين شغلهم الصفق في الأسواق ، وإخواننا من الأنصار شغلهم العمل في أموالهم .
رآه أبو بكر بن داود في المنام ، وقال له : إني أحبك ، فقال : أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا .
وكان رضي الله عنه من أصحاب الصفة ، قال أبو نعيم في الحلية : كان عريفهم وأشهر من سكنها ، قال البخاري : روى { عنه } أكثر من ثمانمائة رجل مابين صاحب وتابع .
وكان أحد من يفتي بالمدينة مع ابن عمر وابن العباس (رضي الله عنهما)
وكان يسبح في اليوم اثنتي عشر ألف تسبيحة ، وكان يدمن من الصيام والقيام والضيافة .
ولي المدينة لمعاوية ثم عزل بمروان ، وكان يمر بالسوق يحمل الحزمة من الحطب . وهو يقول : أوسعوا الطريق للأمير – كان فيه دعابة t قال له عمر : كيف وجدت الإمارة ؟
قال : بعثتني وأنا كاره ، ونزعتني وقد أحببتها . وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين وعزله ، ثم أراده على العمل فأبى .
ولم يزل يسكن المدينة ، وكان ينزل ذا الحليفة وله بها دار تصدق بها على مواليه فباعوها من عمرو بن بزيغ . وصلى على عائشة رضي الله عنها وأم سلمة { زَوْجَي } النبي r . وكان يقول لبنته : (( لاتلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب )) .
وقال أبو عثمان { المهدي } : تضيفت أبا هريرة سبعاً فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً يصلى هذا ثم يوقظ الآخر فيصلي ثم يوقظ الثالث .
كثرة حديثه وأسبابها : كان أبو هريرة رضي الله عنه يبين أسباب كثرة حديثه فيقول : إنكم لتقولون أكثر أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والله الموعد ، ويقولون : ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأحاديث ، وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها ، وإني كنت امرءاً مسكيناً :" ألزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملء بطني " وكنت أكثر مجالسة رسول الله، أحضر إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا ، وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا يوماً فقال: " من يبسط ثوبه حتى أفرغ فيه من حديثي ، ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً سمعه مني أبداً " فبسطت ثوبي - أو قال نمرتي - فحدثني ثم قبضته إلىّ ، فوالله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه .
وكان يقول: وأيم الله.. لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً، ثم يتلوا: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّهُ لِلنَّاسِ فىِ الْكِتَبِ أُوْلئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّعِنُونَ }. وكان يدعو الناس إلى نشر العلم، وعدم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من ذلك ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه قال: " من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة " وعنه أيضاً : " ومن كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" متفق عليه .
وقد شهد له إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكثرة سماعه وأخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه الشهادات تدفع كل ريب أو ظن حول كثرة حديثه ، حتى إن بعض الصحابة رضي الله عنهم رووا عنه لأنه سمع من النبي الكريم ولم يسمعوا ، ومن هذا أن رجلا جاء إلى طلحة ابن عبيد الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني- يعني أبا هريرة - أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم ؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم ، أم هو يقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل ؟ قال : أما أن يكون سمع ما لم نسمع ، فلا أشك ، سأحدثك عن ذلك : إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل ، كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفى النهار ، وكان مسكيناً ضيفاً على باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده مع يده ، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ، ولا تجد أحداً فيه خير يقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل وقال في رواية : " قد سمعنا كما سمع ، ولكنه حفظ ونسينا " .
وروى أشعث بن سليم عن أبيه قال : سمعت أبا أيوب " الأنصاري " يحدّث عن أبي هريرة فقيل له : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحدّث عن أبي هريرة رضي الله عنه ؟ فقال: إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع ، وإني أن أحدث عنه أحبّ إليّ من أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعني ما لم أسمعه منه .
ثم إن جرأة أبى هريرة رضي الله عنه في سؤال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أتاحت له أن يعرف كثيراً مما لم يعرفه أصحابه ، فكان لا يتأخر عن أن يسأله عن كل ما يعرض له، حيث كان غيره لا يفعل ذلك ، قال أٌبي بن كعب : كان أبو هريرة رضي الله عنه جريئاً على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عن أشياء لا نسأله عنها .
كما كان يسأل الصحابة الذين سبقوه إلى الإسلام ، فكان لا يتأخر عن طلب العلم ، بل كان يسعى إليه في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد وفاته .
وهو الذي يروى عنه : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" .
وقد رأينا أبا هريرة رضي الله عنه يحب الخير ويعمل من أجله ، فما أظنه يتأخر عن خير من هذا النوع، وهو الذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكلمة يعلمه إياها، ولحكمة يعظه بها
مرضه ووفاته :
لما حضرته المنية رضي الله عنه قال: لاتضربوا علي فسطاطاً ، ولاتتبعوني بنار وأسرعوا بي إسراعاً ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إذا وضع الرجل الصالح - أو المؤمن - على سريره قال: قدموني، وإذا وضع الرجل الكافر - أو الفاجر - على سريره ، قال ياويلي أين تذهبون بي ؟ وكانت وفاته في السنة التي توفيت فيها عائشة أم المؤمنين عام (58 هـ).
مكان موته :
ومات بها (أي المدينة المنورة) وقيل : بالعقيق ، ودفن بالبقيع ، وأما ماشتهر { بأن } قبره بقرية بسناجية بالقرب من عسقلان ، وعقد عليه الملك الأشرف ابن منصور قبة ، فليس بصحيح ، بل ذاك قبر جندرة بن حبيشة أبي قر صافة .
مولده ووفاته :
ولد في سنة إحدى وثلاثين من الفيل ، قاله {العتيقي والقعنبي} في (( تاريخه )) وفي وفاته أقوال : أحدها :{ سنة سبع وخمسين ، وفيها ماتت عائشة رضي الله عنها . ثانيها : سنة ثمان } ثالثها : سنة تسع قال النووي في (( شرح مسلم )) : وهو الصحيح .
وقال الواقدي : صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع ، ثم توفي بعدها في هذه السنة وله ثمان وسبعون سنة ، وكان يقول (( اللهم لا تدركني سنة ستين )) فتوفي فيها أو قبلها بسنة .
ترجمة مختصرة
ترجمة أبي هريرة رضي الله عنه
هو دوسي أزدي { يماني } مكثر حافظ ، وفي اسمه اختلاف شديد ، أفرده بعض الحفاظ بجزء وأشهره : عبد الرحمن بن صخر ، وقال الحاكم أبو أحمد : إنه أصح ، وقال ابن عبد البر في الاستعاب : عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي يسكن القلب إلى اسمه في الإسلام ، وقال النووي : الأصح أنه عبد الرحمن من نحو ثلاثين قولاً ، وقال غيره أكثرمن ذلك .
اسمه وكنيته
وقال ابن حبان في ثقاته : الأشبه أن اسمه في الجاهلية عبدنهم فسماه رسول الله r عبد الله وهو أول من كني بأبي هريرة لهرة كانت له يعلب بها صغيراً { أول } من كناه بها فيه قولان : أحدهما: النبي r قال أبو عمر : وهو الأشبه .
والثاني : والده ، وكان يكره تصغير ه ويقول : كناني رسول الله r بأبي هر ، ذكره ابن عساكر ، وكان يكنى في الجاهلية بابي الأسود .
عام إسلامه
أسلم عام خبير سنة سبع من الهجرة .
صفته
ومن صفته أنه كان أدم ، بعيد مابين المنكبين ، صاحب ضفيرتين ، أفرق الثنيتين ، وكان يخضب بالحمرة، صحب النبي r على ملء بطنه ، وكان يدور معه حيث ما دار ، وكان غيره يشغله الصفق بالأسواق ، فقال عليه السلام مرة : (( من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئاً سمعه مني )) قال : فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إليَّ ، فوالذي نفسي بيده ما نسيت بعد شيئاَ سمعته منه . ( رواه البخاري ومسلم ) وكان ذَكَر له قبل ذلك : إني أخشى أن أنسى ما أسمعه منك ففعل به { ذلك } ، وشهد له بالحرص على العلم .
وروى سليم بن حبان عن أبيه عن أبي هريرة قال : نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً وكنت أجيراًلابنة غزوان / بطعام بطني وعقبة رجلي ، أحدو بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا ، { فالحمد لله } الذي جعل الدين قواماً وأبا هريرة إماماً .
وروى أبو يزيد المديني عنه أنه قام على منبر رسول الله r مقاماً دون مقام رسول الله r بعينه ، ثم قال : الحمد لله الذي هدى أبا هريرة للإسلام ، الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن ، الحمد لله الذي منَّ على أبي هريرة بمحمد r ، الحمد لله الذي أطعمني الخمير ، وألبسني الحبير ، الحمد لله الذي زوجني ابنة غزوان بعدما كنت أجيراً لها بطعام بطني وعقبة رجلي ، أرحلتنتي فأرحلتها كما أرحلتني .
عنه قال كنت أصرع بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا مجنون (البخاري في الفتح 9/128) و (أحمد في الزهد 31)
وفي (( طبقات ابن سعدي 4/328)) دعا له النبي r أن يحببه إلى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال الإمام أحمد : رأيت النبي r في المنام فقلت : يا رسول الله ماروى أبو هريرة عنك حق ؟ قال : نعم .
عدد ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
روى عن النبي r فأكثر ، وهو أكثر الصحابة حديثاً ، قال : حفظت { عن } رسول الله r ثلاث حُرُب أخرجت منها جرابين ، وفي رواية : حفظت عنه وعائين فأما أحدهما فبثثته للناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.
( روي له عن النبي r خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثاً ) .
وليس لأحد من الصحابة هذا القدر ولا مايقاربه ، أخرج له في ( الصحيحين ستمائة حديث وتسعة أحاديث ، اتفقا منهما على ثلاثمائة وستة وعشرين / حديثاً ، وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين ومسلم بمائة وتسعين )
قال الشافعي : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره . قال أبو هريرة فيما يثبت عنه : ليس أحد أكثر حديثاً مني إلا فلانا ، كان يكتب ولا أكتب . وأراد عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) ، وقد عاش عبد الله أكثر منه إلاَّ أن أبا هريرة كان مقيما بالمدينة ولم يخرج منها وكان الناس يأتونها من كل ناحية بعد رسول الله r لكونها محط الركاب لأجل الخلافة ولزيارة قبر رسول الله r ، والصلاة في مسجده ، ولأجل العلم ، وكان أبو هريرة متصدياً للرواية ونشر العلم ، بخلاف عبد الله بن عمرو فإنه سافر إلى البلاد وغلب عليه العبادة فلهذا لم يشتهر حديثه ولم تكثر روايته ، واشتهر وكثر حديث أبي هريرة ، رضي الله عنهما .
قال رضي الله عنه : إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ، والله لولا اثنان في كتاب الله ما حدثت شيئاً وتلى ]إنَّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات [ البقرة (159) . إلى قوله :] الرحيم [ البقرة (160) . وكان يقول : إخوننا من المهاجرين شغلهم الصفق في الأسواق ، وإخواننا من الأنصار شغلهم العمل في أموالهم .
رآه أبو بكر بن داود في المنام ، وقال له : إني أحبك ، فقال : أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا .
وكان رضي الله عنه من أصحاب الصفة ، قال أبو نعيم في الحلية : كان عريفهم وأشهر من سكنها ، قال البخاري : روى { عنه } أكثر من ثمانمائة رجل مابين صاحب وتابع .
وكان أحد من يفتي بالمدينة مع ابن عمر وابن العباس (رضي الله عنهما)
وكان يسبح في اليوم اثنتي عشر ألف تسبيحة ، وكان يدمن من الصيام والقيام والضيافة .
ولي المدينة لمعاوية ثم عزل بمروان ، وكان يمر بالسوق يحمل الحزمة من الحطب . وهو يقول : أوسعوا الطريق للأمير – كان فيه دعابة t قال له عمر : كيف وجدت الإمارة ؟
قال : بعثتني وأنا كاره ، ونزعتني وقد أحببتها . وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين وعزله ، ثم أراده على العمل فأبى .
ولم يزل يسكن المدينة ، وكان ينزل ذا الحليفة وله بها دار تصدق بها على مواليه فباعوها من عمرو بن بزيغ . وصلى على عائشة رضي الله عنها وأم سلمة { زَوْجَي } النبي r . وكان يقول لبنته : (( لاتلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب )) .
وقال أبو عثمان { المهدي } : تضيفت أبا هريرة سبعاً فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً يصلى هذا ثم يوقظ الآخر فيصلي ثم يوقظ الثالث .
كثرة حديثه وأسبابها : كان أبو هريرة رضي الله عنه يبين أسباب كثرة حديثه فيقول : إنكم لتقولون أكثر أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والله الموعد ، ويقولون : ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأحاديث ، وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها ، وإني كنت امرءاً مسكيناً :" ألزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملء بطني " وكنت أكثر مجالسة رسول الله، أحضر إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا ، وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا يوماً فقال: " من يبسط ثوبه حتى أفرغ فيه من حديثي ، ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً سمعه مني أبداً " فبسطت ثوبي - أو قال نمرتي - فحدثني ثم قبضته إلىّ ، فوالله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه .
وكان يقول: وأيم الله.. لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً، ثم يتلوا: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّهُ لِلنَّاسِ فىِ الْكِتَبِ أُوْلئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّعِنُونَ }. وكان يدعو الناس إلى نشر العلم، وعدم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من ذلك ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه قال: " من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة " وعنه أيضاً : " ومن كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" متفق عليه .
وقد شهد له إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكثرة سماعه وأخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه الشهادات تدفع كل ريب أو ظن حول كثرة حديثه ، حتى إن بعض الصحابة رضي الله عنهم رووا عنه لأنه سمع من النبي الكريم ولم يسمعوا ، ومن هذا أن رجلا جاء إلى طلحة ابن عبيد الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني- يعني أبا هريرة - أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم ؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم ، أم هو يقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل ؟ قال : أما أن يكون سمع ما لم نسمع ، فلا أشك ، سأحدثك عن ذلك : إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل ، كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفى النهار ، وكان مسكيناً ضيفاً على باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده مع يده ، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ، ولا تجد أحداً فيه خير يقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل وقال في رواية : " قد سمعنا كما سمع ، ولكنه حفظ ونسينا " .
وروى أشعث بن سليم عن أبيه قال : سمعت أبا أيوب " الأنصاري " يحدّث عن أبي هريرة فقيل له : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحدّث عن أبي هريرة رضي الله عنه ؟ فقال: إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع ، وإني أن أحدث عنه أحبّ إليّ من أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعني ما لم أسمعه منه .
ثم إن جرأة أبى هريرة رضي الله عنه في سؤال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أتاحت له أن يعرف كثيراً مما لم يعرفه أصحابه ، فكان لا يتأخر عن أن يسأله عن كل ما يعرض له، حيث كان غيره لا يفعل ذلك ، قال أٌبي بن كعب : كان أبو هريرة رضي الله عنه جريئاً على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عن أشياء لا نسأله عنها .
كما كان يسأل الصحابة الذين سبقوه إلى الإسلام ، فكان لا يتأخر عن طلب العلم ، بل كان يسعى إليه في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد وفاته .
وهو الذي يروى عنه : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" .
وقد رأينا أبا هريرة رضي الله عنه يحب الخير ويعمل من أجله ، فما أظنه يتأخر عن خير من هذا النوع، وهو الذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكلمة يعلمه إياها، ولحكمة يعظه بها
مرضه ووفاته :
لما حضرته المنية رضي الله عنه قال: لاتضربوا علي فسطاطاً ، ولاتتبعوني بنار وأسرعوا بي إسراعاً ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إذا وضع الرجل الصالح - أو المؤمن - على سريره قال: قدموني، وإذا وضع الرجل الكافر - أو الفاجر - على سريره ، قال ياويلي أين تذهبون بي ؟ وكانت وفاته في السنة التي توفيت فيها عائشة أم المؤمنين عام (58 هـ).
مكان موته :
ومات بها (أي المدينة المنورة) وقيل : بالعقيق ، ودفن بالبقيع ، وأما ماشتهر { بأن } قبره بقرية بسناجية بالقرب من عسقلان ، وعقد عليه الملك الأشرف ابن منصور قبة ، فليس بصحيح ، بل ذاك قبر جندرة بن حبيشة أبي قر صافة .
مولده ووفاته :
ولد في سنة إحدى وثلاثين من الفيل ، قاله {العتيقي والقعنبي} في (( تاريخه )) وفي وفاته أقوال : أحدها :{ سنة سبع وخمسين ، وفيها ماتت عائشة رضي الله عنها . ثانيها : سنة ثمان } ثالثها : سنة تسع قال النووي في (( شرح مسلم )) : وهو الصحيح .
وقال الواقدي : صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع ، ثم توفي بعدها في هذه السنة وله ثمان وسبعون سنة ، وكان يقول (( اللهم لا تدركني سنة ستين )) فتوفي فيها أو قبلها بسنة .
من مواضيعي
0 بيان حال عبد الفتاح حمداش الحزبي مدعي السلفية والتحذير من الحزبية
0 بيان حال عبد الفتاح حمداش الحزبي مدعي السلفية والتحذير من الحزبية
0 تبرئة الشيخ ابن باديس وأسلاف الجمعية من الانتساب إلى الأشاعرة والصوفية
0 حقيقة الخلاف بين الدعوة السلفية و الطرق الصوفية
0 هكذا تروج الشروق لمن يكفر المسلمين ويفتي بقتل الجزائريين
0 اعتنائي اليوم بالقبور
0 بيان حال عبد الفتاح حمداش الحزبي مدعي السلفية والتحذير من الحزبية
0 تبرئة الشيخ ابن باديس وأسلاف الجمعية من الانتساب إلى الأشاعرة والصوفية
0 حقيقة الخلاف بين الدعوة السلفية و الطرق الصوفية
0 هكذا تروج الشروق لمن يكفر المسلمين ويفتي بقتل الجزائريين
0 اعتنائي اليوم بالقبور
التعديل الأخير تم بواسطة محمد تلمساني ; 11-01-2012 الساعة 09:51 AM







