يا زمان الحب قد ولي الشباب..
12-03-2007, 10:12 AM
يا زَمانَ الحُبِّ قَد وَلّى الشَّبـاب وَتَوارى العُمرُ كَالظلِّ الضَّئيـل
وَامّحى الماضي كَسَطرٍ مِن كِتاب خَطَّهُ الوَهمُ عَلى الطّرس البَليـل
وَغَـدَت أَيّامُنـا قَيـد العـذاب في وُجـودٍ بِالمَسَـرّات بخَيـل
فَالَّـذي نَعشَقُـهُ يَأسـاً قَضـى وَالَّـذي نَطلُـبُـه مَــلَّ وَراح
وَالَّذي حُزناهُ بِالأَمـسِ مَضـى مِثلَ حُلـمٍ بَيـنَ لَيـلٍ وَصَبـاح
يا زَمانَ الحُبِّ هَل يغني الأَمَـل بِخُلودِ النَّفسِ عَن ذكـرِ العُهـود
هَل تَرى يَمحو الكَرى رَسم القُبَل عَن شِفـاهٍ مَلّهـا وَردُ الخُـدود
أَو يُدانينـا وَيُنسيـنـا المَـلَـل سَكرَة الوَصلِ وَأَشواق الصُّـدود
هَل يصمّ المَوتُ آذانـاً وَعَـت أَنّـة الظُّلـمِ وَأَنغـام السّكـون
هَل يُغشّي القَبـرُ أَجفانـاً رَأَت خافيات القَبر وَالسـرّ المَصُـون
كَم شَرِبنا مِن كُـؤوس سَطَعـت في يَدِ السّاقـي كَنـورِ القَبَـس
وَرَشَفنـا مِـن شِفـاهٍ جَمَعَـت نَغمَـةَ اللّطـفِ بِثَغـرٍ أَلعَـس
وَتَلَونا الشّعـرَ حَتّـى سَمِعـت زهرُ الأَفلاكِ صَـوتَ الأَنفُـس
تِلـكَ أَيّـامٌ تَوَلّـت كَالزُّهـور بِهُبوطِ الثَّلجِ مِن صَـدرِ الشِّتـاء
فَالَّذي جادَت بِهِ أَيـدي الدُّهـور سلَبَتـه خلسَـةً كَـفُّ الشّقـاء
لَـو عَرَفنـا مـا تَرَكنـا لَيلَـةً تَنقَضـي بَيـنَ نُعـاسٍ وَرقـاد
لَو عَرَفنـا مـا تَرَكنـا لَحظَـةً تَنثَنـي بَيـنَ خُلـوٍّ وَسُـهـاد
لَو عرَفنـا مـا تَرَكنـا بُرهَـةً مِن زَمان الحُبِّ تَمضي بِالبعـاد
قَـد عَرَفنـا الآنَ لَكِـن بَعدَمـا هَتَف الوجدان قُومـوا وَاِذهَبـوا
قَـد سَمِعنـا وَذَكَرنـا عِنـدَمـا صَرَخ القَبـرُ وَنـادى اِقتَرِبُـوا