أسامة القوصي: أنا أول الخائفين من السلفية.. وأقبل المسيحي رئيسا لمصر!
18-01-2012, 01:52 PM
هذا حوار أجراه موقع "إسلام أون لاين" مع د.أسامة القوصي وأظهر فيه آراء مثيرة للجدل..
http://www.islamonline.net/ara/article/1304971295939
تنبيه: الموضوع يُنقل للتباحث والإثراء.. آمل أن لا يكون سلما للطعن في شخص أو جماعة ما..
إسلام أون لاين تحاور أشهر المشايخ المحسوبين على السلفية المدخلية في مصر
أسامة القوصي: أنا أول الخائفين من السلفية.. وأقبل المسيحي رئيسا لمصر
• السلفية ليست ملكا لأحد وهي والإسلام وجهان لعملة واحدة
• أنا سعيد لأن السلفية بدأت تتطور وتتعامل مع الواقع
• الإسلام ليس شرطا لرئاسة الجمهورية.. وأقبل بالمرأة حاكما
• الدعوة السلفية في الإسكندرية إساءة للسلفية نفسها
• الشيخ مقبل كان سبب تحولي من القطبية إلى لسلفية
إسلام أون لاين – القاهرة
في حواره يؤكد الداعية السلفي المثير للجدل أسامة القوصي، والمحسوب على تيار السلفية المدخلية في مصر، والذي يجد رفضا من داخل السلفية المصرية أكثر مما يجده خارجها، أنه مع تولي المرأة والقبطي أي منصب سياسي حتى رئاسة الجمهورية لأن ذلك المنصب منصب إداري وليس دينياً. ويرى أنه في حالة من الخوف من صعود التيار السلفي للساحة لأنه أعلم الناس بهم، ويتوقع أفول التيار الإسلامي، وأيضا رفض المجتمع لهم، لأنهم يقدمون أسوأ ما عندهم وما يحدث هو لعب على العواطف بدون وعي.
ود. أسامة القوصي خريج طب القصر العيني عام 1977، ويدرس حاليا في معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة. وتنقل ما بين العديد من التيارات الفكرية من أقصاها لأقصاها من القطبية إلى المدخلية، وكان لهذه التنقلات الفكرية السبب في عداء كافة التيارات السلفية له ولكافة أفكاره التي يرون فيها مخاصمة لقواعد ومناهج السلفية التي وُضعت منذ قرون، ولذلك ترفض انتسابه إلى السلفية في حين يؤكد هو أنه ينتمي للتيار السلفي العقلاني.
نص الحوار:
- في الفترة الأخيرة يُلاحظ حالة من الخوف والارتباك والشكوك من قبل فئات متنوعة من المجتمع تجاه السلفيين، ما مدى صحة هذا الخوف من عدمه؟
- حقيقة يحق للناس أن يخافوا من السلفيين لأني سلفي وأعرف من ينتسب إلى هذه النسبة، وأنهم ليسوا سواء، ففي هذه النسبة هناك من هو في طرف كالسلفية الجهادية، هؤلاء أناس يستبيحون قتل المدنيين في سبيل تحقيق هدفهم حتى ولو كان هذا المدني مسلما!!. ويقولون يبعث على نيته وذلك إذا كان هذا يُوصله لما يبتغيه من أجل تحقيق الخلافة الإسلامية من جديد.. يستبيح قتل طفل مسلم فما بالك بمدني ليس مسلماً!.
وفي الجهة الأخرى هناك من ينتسب إلى نفس النسبة، فهو سلفي ولكن هو ملكي أكثر من الملك كمن أهدر دم البرادعي مثلا في الشهور السابقة لأن البرادعي بكل بساطة يطالب بالتغيير مثلا!، هذا يشق الجماعة ويراه يدخل في الحديث "من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان"، فنزل النص على من يطالب بالتغيير، وبين هذين الطرفين أطياف كثيرة جدا، وكلما أوغلت وتعمقت في دراسة فكر كل طائفة ستجد أنها منقسمة على نفسها.
النسبة جميلة جدا ولكنّ المنتسبين لها يسيئون إليها، نحن السبب في تخلف المسلم وذلك لأننا ما فهمنا الإسلام ولا السلفية، أسأنا الفهم ومن ثم أسأنا التطبيق. النبي الكريم عندما أراد أن يُعرف المسلم لم يُعرفه بتعريف الإسلام، فالإسلام أركانه الخمسة معروفة، ولكنه لما عرف المسلم عرفه سلوكا، فـ"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، ومن أقام هذه الأركان لا بد أن يصل لهذا السلوك، فليفهم الأركان فهما صحيحا فضلا عن التفاصيل، فالمصلي صلاة حقيقية لا بد أن يسلم الناس من لسانه ويده.
أنا نفسي أول الخائفين.. لأنه إذا وجد الفهم الخاطئ توقع من هذا الإنسان أي تصرف خاطئ، من الممكن أن يكون هذا التصرف تطرفا فقط بمعنى أنه يحمل فكرا يكرهك به، يبث هو نفسه روح الكراهية في المجتمع حيث يجب أن تكره الآخر، لا بد أن تكره كل ما يخالفك في هذا الفهم.. هذا تطرف والتطرف هو فكرة تولد الكراهية والبغضاء والعداء مع محاولة فرضها على الناس وأنها الحق الذي لا يقبل النقاش، والأخرى أنه يمد يده على الناس لعلي أعتبر محاولة فرضها على الناس إرهابا وليس تطرفا، سمه إن شئت إرهابا فكريا، سمه مرحلة وسطى ما بين التطرف والإرهاب، لو حاولت أن أفرض فكري على الآخر وأن أخوفه بأنه خروج من الإسلام وبأنه أغضب ربه وبأنه معرض لجهنم فهذا نوع من الإرهاب والتخويف الخطير جدا أُسميه "إرهابا فكريا"، لو حاول أن يمد يده لأذية الآخرين فهذا وصل إلى مرحلة الإرهاب، فالناس يحق لهم أن يخافوا، خصوصا لأنهم يتعاملون مع أطياف متعددة.
توظيف السلفية
- هل ترى أن السلفيين أنفسهم هم من يثيرون الفزع عن عمد أو جهل أم يُستخدمون من قبل تيارات أخرى مثل ما سُميَ بفلول النظام؟ أم أن هناك جهات أجنبية تحركهم لمصالحها الخاصة سيما بعد عدد من الحوادث كان فيها السلفيون المتهم الأول؟
- كل العوامل التي ذكرتها متوقعة دائما، الحدث الواحد يستغله كل واحد بحسب مصلحته، فأنا لا ألوم العدو الذي يستغل الحدث لصالحه، نحن دائما نتبنى نظرية المؤامرة.. العدو هو عدو ويعلن العداوة لك، فإذا جاءت فرصة سانحة لصالحه هل نتوقع منه أن يفوّتها؟ سيستغلها.
فلا يلزم أن يكون هناك نوع من التنسيق ما بين هذه الأطراف، فكل طرف يلعب لصالحه كما يقال، لكن في النهاية الكل يعمل ويتحرك، والكل يستفيد من الموقف بحسب رؤيته، وبحسب ما يراه هو مصلحة له فكل العوامل التي ذكرتها موجودة.. فلول النظام، هناك من لا يعيش إلا في الظلام لا يريدون نورا، هناك من يتربص بك من الخارج فلا يريد الاستقرار لك، لأن هذا يقويك عليه ويجعل لك يدا في اللعبة السياسية في المنطقة.. هناك من كان مكبوتا ومقهورا فوجد فرصة فخرج، وأنا من النوع الذي لا يميل في أي تحليل إلى اعتماد الحصر أو الإطلاق، أي لا نحصر في سبب واحد ولا نجعل الأمور مفتوحة هكذا.
التنوع والتعدد هو سنة الحياة.. باختصار هناك تداخل في العوامل وهناك تداخل في المسميات، هناك تنوع في النتائج، وكل يدعي وصلا لليلى..
السلفية تعدد وانقسامات
- لماذا تحولت السلفية إلى كيانات متعددة ومنقسمة على نفسها تُعرّف بأسماء شيوخها: فهناك سلفية أسامة القوصي والمقدّم وحسان وغيرهم من الشيوخ.. ما تفسيركم؟
- هذا ضعف وخطأ، تَصوُّر الأمور على أنها منسوبة لأشخاص هذه مصيبة! السلفية تنسب للصحابة والتابعين، رأيي الشخصي أن السلفية ليست ملكا لأحد، ولا نحن نفتخر بالنسبة إلى السلفية وهي لا تفتخر أن تنسب إلينا، نحن الذين نريدها كالإسلام تماما، الإسلام قيِّم بذاته والسلفية قيِّمة بذاتها، الإسلام والسلفية وجهان لعملة واحدة فأنا لست سلفيا أتبرأ من السلفية، فالسلفية هي الإسلام.. وذلك لأن الإسلام الأول ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قيما ومبادئ وتأصيلا وتقليدا وليس تفصيلا ووسائل، إن هذا يختلف حسب المواقف، فأنت تتعامل مع متغيرات ولا نتعامل بطريقة واحدة.. العدل ثابت لكن العدل في هذا الموقف والحكمة يختلفان، أنا أنزله على ذلك الموقف كالمريض الذي يصف له الطبيب علاجا يناسبه، تعريف الحكمة أن تتصرف التصرف المناسب في الوقت المناسب والحال المناسب وبالطريقة المناسبة أيا كانت التعريفات أو الألفاظ.
وفي النهاية هو شيء مرن، كل موقف له مستجدات العصر الدنيوية التي تختلف. مشايخنا أحدهم يفتي بحرمة المظاهرات لأنها من الأمور الدخيلة على مجتمعاتنا. فماذا عن الإنترنت والسيارات والفضائيات والصواريخ.. كل هذا دخيل على المجتمع هل سنرفضه؟ الفيصل هنا ما كان ديناً فهو ثابت وما كان من أمور الدنيا لا، فالأصل فيه الإباحة والحِل. وهذا هو الذي به ساد أجدادنا العالم في يوم من الأيام، ولولا حضارة أجدادنا التي امتدت إلى الأندلس وهي التي على أكتافها قامت الحضارة الأوربية، وهي التي على أكتافها قامت الحضارة الأمريكية، ما تحضّر العالم، فالفضل لله ثم لديننا القويم في حضارة الدنيا بأكملها.
إذن علينا إن كنا نريد أن نعيد الكرّة كما قال الإمام مالك: "لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها". نحن في حاجة إلى أن نسلك الطريق الذي سلكه الصحابة والتابعون من التجديد والتطور والحداثة والاكتشافات والابتكارات في أمور الدنيا التي بها يُنصر الدين. هذا هو المطلوب.
الإسلاميون والثورة
- بالنسبة للثورة.. كانت هناك تناقضات كثيرة منها أن الإسلاميين كانوا أكبر المناهضين للثورة وبعد نجاحها كانوا أكثر المستفيدين من الثورة.. كيف تفسر هذا التناقض في الموقف؟
- هم لعبوا على وتر الدين، اللعب على وتر الدين يؤثر على الشعب المصري فهو شعب عاطفي وشعب لا يحب المشاكل ويحب الاستقرار، وليس في الإمكان أحسن مما كان وعايزين نعيش.. إلخ. فهم شعروا أنهم سيخسرون كل شيء ولذلك اضطروا إلى النزول إلى أرض الواقع، ولذلك نسمع فتاوى عجيبة وغريبة لم نكن نتوقعها أبدا من مشايخ لهم سنين يقولون فتاوى معينة، انتهى كل شيء سبحان ربي ماذا حدث؟ أين كنتم قبل ذلك؟! وكان من ينادي بالنزول لأرض الواقع والتعامل معه بما يناسبه كان مطرودا، كان مرفوضا وكان متهما بممالأة النظام، ومتهما بالتخاذل والانتكاس، سبحان ربي!!
الآن أسمع كلاماً أسمعه لأول مرة، في الحقيقة أنا سعيد لأننا بدأنا نتحول لواقعيين وأرى أن هذا تطور في الفكر السلفي، فأنا كنت من المؤمنين وما زلت أرفع هذا الشعار سلفية القيم والمبادئ والتأصيل وليست سلفية الوسائل، أنادي بكلامي هذا منذ سنين، ولكن كلامي كان مرفوضا ليس مقبولا إذ إنهم يتصورون أن السلفية هي أن نرجع إلى زمن الصحابة بتفاصيله وهذا ليس صحيحا، الصحابة أنفسهم لم يعيشوا زمان من سبقهم، عمر ما عاش زمان أبي بكر، وعثمان ما عاش زمان عمر، ولا علي عاش زمان عثمان رضي الله عن الجميع، بالعكس كل منهم من كان يتعامل مع المستجدات بما يناسبه، فالسلفية الحقيقية هي سلفية المبادئ والقيم.
المراهقة الفكرية والسياسية
- كيف تنظر لانتشار الأحزاب ذات المرجعية السلفية؟ وهل هذا التوجه في صالح المجتمع أم لا؟ ولماذا التغير الحاد من مهاجمة الإخوان إلى التحالف معهم، ومن المقاطعة إلى المشاركة السياسية؟
- هو في صالح المجموع في النهاية وإن لم يكن في صالح السلفيين ولا أصحاب التيارات ولكنهم (مساكين) ليسوا مؤهلين لهذا، بالنسبة إليهم هو نوع من التجربة والتطوير ومواكبة الواقع، فرض الواقع نفسه عليهم، سمه ما شئت لكن السؤال هل هم سينجحون؟ طبعا لا، لأنهم ليس عندهم خبرة سياسية كافية، وطبعا الإخوان مستعدون، الإخوان عمرهم 80 عاماً. أما بالنسبة للتحولات فهذا التصرف سياسة وليست تصرفات دينية، والسياسة لا تدوم.
- وماذا عن الكيانات الجديدة كالهيئة الشرعية على سبيل المثال؟
- كل هذا أسميه المراهقة الفكرية والسياسية، إنسان كان مضغوطا مقهورا فجأة بدأ يشعر بأن له ذاتا وكيانا يعبر عنه. فهو كالمراهق الذي يدخن تارة ثم يلجأ إلى التدين المتشدد ثم يعود فيدمن المخدرات ثم يطلق شعره ثم يحلق هي مراهقة من نوع المراهقة السياسية.
الخلافة والرئاسة
- ماذا تعني كلمات مثل الدولة ورئيس الدولة والخلافة بالنسبة إليك؟
- الدولة عندي وحدة إدارية ليست وحدة دينية، هناك وحدات داخل الدولة دينية كما قلت، شيخ معهد الأزهر يشترط فيه الإسلام ورئيس الجمهورية لا يشترط فيه الإسلام، رئيس بعثة الحج يشترط فيه الإسلام، وزير الأوقاف يشترط فيه الإسلام، ورئيس الجمهورية لا يشترط فيه الإسلام.
وأنبه إلى أنه ليست رئاسة الجمهورية هي الخلافة أو الولاية العظمى، وليست مصر هي دولة الخلافة.. الخلاصة هنا أن الذي يبحث في كتب الفقه يبحث عن الخلافة يشترط في الخليفة أن يكون رجلا، ويشترط فيه أن يكون مسلماً.. نحن نتكلم عن خليفة المسلمين فهل رئيس مصر هو خليفة المسلمين؟ ليس هذا صحيحا، وهل مصر دولة الخلافة؟ مصر شعب.
- الخلافة حلم في خيال الإسلاميين بمختلف فصائلهم هل هي قابلة للتطبيق؟ وما هو موقع مصر في تصور الخلافة؟ وما تصوركم لكيفية التطبيق؟
- الخلافة غير قابلة للتطبيق بطريقتهم، وتكون قابلة بتصور الواقع الموجود في العالم، ومصر دولة إسلامية كهوية باعتبار أنها الحضارة، أما مشروع الخلافة فيأتي من خلال تجمع دول إسلامية. دعنا نفكر بطريقة منطقية، هناك صور كثيرة للاتحاد فقد اتحدت الدول الأوروبية في الاتحاد الأوروبي، وكذلك اتحدت دول كثيرة، هذا هو السبيل الذي يناسب هذا التوقيت، يمكن في توقيت آخر أن يكون الطريق مختلفاً.
- هل نحن في حاجة إلى الخلافة؟ وهل تطالب بالخلافة في فترات زمنية قادمة؟
- طبعا، لأن الأحاديث صريحة في هذا لأنها ستكون خلافة على منهج النبوة، ثم يكون ملك عاض، ثم يكون ملك جبري، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. أخبرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن هذا سيكون، ولكن هذا في حق مجموع المسلمين، لأن الخلافة الإسلامية هي التي تمثل دين الإسلام، أين الدول الإسلامية التي تمثل دين الإسلام؟ وهذه لا بد أن يكون قائدها مسلما، الخلافة الإسلامية دولة تمثل الدين الإسلامي.
ويجب أن نكون منطقيين، لن يحدث ذلك عن طريق أن رئيس مصر هو الذي سيكون خليفة، ولا السعودية ولا أي بلد، لا بد أن يُفرق بين جزء من العالم الإسلامي وبين من يمثل هذه الجُموع الهائلة، ننتبه أن دولة الخلافة شاملة الدول الإسلامية من ماليزيا وإندونيسيا.
سلفية الإسكندرية
- كيف ترى الدعوة السلفية في الإسكندرية؟ وهل كانت لكم بها علاقة فكرية من قبل؟
- أراها إساءة للدعوة السلفية، وقد عرض علي الانضمام إليهم قبل عشرين عاما ورفضت، لأنها جماعة وتنظيم أدخل معنا تنظيما، هم منظمون وعندهم كتب في العمل الجماعي.
- ما سبب رفضك؟
- أرفض فكرة تحويل الدعوة السلفية إلى تنظيم.
- لماذا ترفض وأنصار السنة المحمدية وكذلك الإخوان أنشأت تنظيمات؟
- هناك فرق كبير، وهذا الذي أطالب به الآن أن أعمل في هيئات المجتمع المدني خدمة لبلدي، هذا عمل طيب يحبه الله ويرضاه، وجماعة أنصار السنة تعمل كجماعة خيرية مسجلة في وزارة التضامن الاجتماعي.
- يعني تريد أن تتحول الدعوة السلفية إلى جمعية؟
- هذا هو المطلوب من كل التيارات الدينية التي تدعو إلى الله إن أرادت أن تمارس نشاطا دعويا.
- هذا يعني أن الدولة ستسيطر عليها؟!
- إشرافاً، وخصوصا من الناحية الدعوية حتى لا ينفرط العقد، لأننا نقول إننا نُطالب بدولة مدنية، وهذه الدولة المدنية دولة قانون ومؤسسات لا ينبغي فيها أن يعمل أحد من تلقاء نفسه كأنه دولة داخل الدولة، فأنت إذا كنت تريد أن تمارس العمل السياسي فأسس حزبا سياسياً، تُريد أن تمارس العمل الدعوي أسس جمعية خيرية دينية دعوية كالجمعية الشرعية وأنصار السنة بحيث يكون للدولة من خلالها قانونها ومؤسساتها الحق أن تشرف عليك وأن تحاسبك إن تجاوزت بقانون. وزارة الأوقاف هي المسؤولة عن الدعوة الإسلامية، والمرجعية العلمية للإسلام في مصر هي الأزهر الشريف.
المسيحيون والإسلام السياسي
- كيف ترى المسيحي في فكر الإسلام السياسي؟
- أنا الآن أعتقد كُفر كل من دان بدين غير دين الإسلام، وأن هذه العقائد عقائد كفرية وشركية، والقرآن الكريم ينطق بهذا ليل نهار في إذاعة القرآن الكريم، وإخواننا المسيحيون لم يعترضوا على إذاعة القرآن الكريم هم يمرون على المتاجر والبيوت ويسمعون القرآن الكريم فيه مثلا قول الله تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة".. هو يسمعها بأذنه وما قال أبدا إن إذاعة القرآن الكريم تؤذينا فامنعوا هذه الإذاعة لأنه يعرف أن هذا قرآن وأنه ليس موجها لشخص بعينه وإنما هو كلام الله يُتلى.
- إذن أين المشكلة؟
- المشكلة هنا أني آتي أنا (أسامة) وأقول لجاري جرجس أنت كافر، هنا ليس كلام الله هذا كلامي أنا، فأصبحت أنا أعامله وأوجه له كلاماً بينما هو إنسان شريك في الوطن ومسالم ومتسامح ولا يؤذيني ولا يحاربني في الدين، ربنا أمرني في حق هذا الجار الشريك في الوطن المواطن أن أعامله بالبر والقسط كما قال في سورة الممتحنة: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم".
يعني هذا الذي يدين بدين غير دين الإسلام لا بد من تقسيمه إلى محارب ومسالم، فالمسالم يعامل بالبر والقسط، هل من القسط أن تقول له أنت كافر؟ هل من البر والقسط أن تقول له أنا أُكفرك؟ أنا أبغضك في الله؟ ليس هذا برا ولا قسطا، وتصور أنها زوجتك التي تخاطبها بهذا الخطاب بدلا أن تقول لها صباح مساء أنا أحبك.. أنت طيبة.. أنت جميلة حين ذلك تقول لها أنا أبغضك في الله فلماذا تزوجتها إذن؟ فالإسلام يبيح لنا أن نتزوج غير المسلمة الكتابية وربنا قال لنا في القرآن الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) وهذه داخلة في هذا العموم قطعا.
إذن المفترض أن يكون بيني وبين هذه الزوجة مودة ورحمة فهل من المودة أن أقول لها أنا أكفرك؟ ستقول أنت تعرفني من الأول أني مسيحية وتزوجتني على هذا الأساس فليس من البر ولا من القسط ولا من المودة ولا من الرحمة أن تصبحني وأن تمسيني أمام أولادي وأن تقول لي إنني كافرة وأن تقول لي إنني أبغضك في الله، هذه الكلمات التي لا تعتبر لا برا ولا قسطا ولا مودة ولا رحمة.
قريب جداً دعيت لحلقة في إحدى القنوات الخاصة، وكانت عن هذا الموضوع، وكانت لأول مرة في حياتي أرى أسراً فيها زوج مسلم وزوجة مسيحية عيانا، وليس الخبر كالمعاينة فرأيت أناساً لهم ثلاثون سنة وهم متزوجون وعندهم أولاد، أعمامهم مسلمون وأخوالهم مسيحيون. وقالت واحدة من الزوجات المسيحيات إن إحدى بناتها تحجبت، فقالت يا ابنتي راجعي نفسك جيدا، لأنه إذا لبست هذا الحجاب لا ينبغي أن تخلعيه مرة أخرى فكوني على قناعة، لا تقدمي على هذه الخطوة، قالت البنت الحمد لله في النهاية لبست الحجاب بعد أن نصحتها أمها المسيحية على قناعة حتى لا تكون البنت مذبذبة ولُعبة يلعب بها فكريا، الأعجب من هذا أن هذه البنت كانت في المدرسة ومدرس الدين يقول لهم لا بد أن نبغض غير المسلمين وهذا من ديننا الولاء والبراء، فقالت البنت بعد أن رفعت إصبعها للأستاذ لو سمحت أمي مسيحية وأنا لا أسمح لحضرتك أن تتكلم في أمي بمثل هذا، أنا أحبها ولا أبغضها ولا أسمح لأحد أن يتكلم فيها لأنها أم طيبة وربتني جيدا. وكلام من هذا القبيل.
- هل ترى المسيحي له حق المواطنة أم هو مواطن من الدرجة الثانية؟
- طبعا المسيحي مواطن وهذا هو الأصل، يحسبونه ذميا وليتهم يعتبرونه ذميا بالمعنى الطيب لأن كلمه ذمة في الإسلام كلمة طيبة يعني كأن أقول التاجر "دا عنده ذمة".. أمدحه أم أذم فيه؟ فأنا أستخدمها في مقام المدح، المصيبة هنا أنها أصبحت سـُــبة لا بيني وبينك كمسلم ما يسمى. اليهودي مواطن والمصري مواطن في بلده بغض النظر عن ديانته نحن نتكلم عن شعب وليس عن دين، وربنا ذكر الشعوبية والقبلية في القرآن الكريم قال في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
المرأة والجماعات الإسلامية
- هل من الممكن أن يشهد الموقف السلفي من المرأة تطورا مماثلاً في التعامل والنظرة كما حدث بالنسبة لرؤيته للإخوان؟ وماذا سيكون دورها؟
- أنا شخصيا لا أميز بين امرأة وأخرى، هذه التيارات التي تتكلم عنها لا تنتظر منهم ذلك، يمكن أن يأخذوا المرأة إلى صناديق الانتخابات من أجل أن تشارك في التصويت، إنما أنها تترشح فلا تتوقع من هؤلاء ذلك. هم يؤمنون بفكرهم غير القابل للتطور لأنهم يظنون دينيا أن المرأة لا تصلح..
- وما رؤيتك لدور المرأة السياسي والاجتماعي؟
- بالنسبة لي أقبل المرأة رئيسة للجمهورية، وأقبل المرأة قاضية لأن هذا بالنسبة إلي أمر دنيوي بحت ولا أعتبر المرأة فيه باعتبارها أنثى، وإنما باعتبارها إنسانا له كفاءة، فيُقدم صاحب الكفاءة بغض النظر عن جنسه ذكرا كان أو أنثى وبغض النظر عن دينه مسلما أو مسيحيا.
الإخوان والأزهر
- كيف تنظر إلى الإخوان وما علاقتك بهم؟
- الإخوان كجماعة لست مطمئنا لهم، شعاراتهم جميلة جدا، وتاريخهم غير مطمئن.
- وماذا عن علاقتك بالأزهر؟
- الأزهر هو المرجعية العلمية الدينية المعتمدة الممثلة بالدين الإسلامي في جمهورية مصر العربية.
- هناك حرب خفية بين التيارات السلفية والمؤسسة الدينية الرسمية؟
- هذا خطير وأعتبره سلبية، لا أعتبر هذا إيجابية مفترض أننا نعترف بالأزهر كمرجعية علمية في بلدنا لها تأثير عالمي إقليمي ثم عالمي ثم الأزهر بعثاته موجودة في كل البلاد.
المداخلة في مصر
- يُقدم أسامة القوصي كأنه أحد رموز التيار السلفي وفي المقابل هناك تجاهل له من كافة الرموز السلفية، لماذا؟
- أفكارهم.. فأنا أقول أنا مسلم سلفي عقلاني، هذا العنوان نفسه مرفوض للأسف، السلفية عقلانية فما الداعي لهذا التمييز.. هذا التمييز أنكم فعلا جامدون أنا أفهم التيارات السلفية في مصر لأني كنت على طريقتهم فأنا أقول أنا كنت متطرفا ولم أكن إرهابيا.
- أنت محسوب على المداخلة في مصر وأنهم وراء تخليك عن الفكر التكفيري فضلاً عن أن هناك هجوماً على مواقفك من الثورة والخروج على الحكام كيف ترى الأمر؟
- لا.. المداخلة يتبرؤون مني، والشيخ مقبل هو من كان السبب الأساسي في أن أتخلى عن الفكر التكفيري القطبي، بمعنى أني لم أكن تكفيريا كجماعة شكري مصطفى، بل قطبيا والتكفير فيها هلامي بمعنى أنه ليس تكفيرا للأشخاص بالتعيين، وأنا ما زلت عند منهج السلف الذي يحرم الخروج على الحكام.
http://www.islamonline.net/ara/article/1304971295939
http://www.islamonline.net/ara/article/1304971295939
تنبيه: الموضوع يُنقل للتباحث والإثراء.. آمل أن لا يكون سلما للطعن في شخص أو جماعة ما..
إسلام أون لاين تحاور أشهر المشايخ المحسوبين على السلفية المدخلية في مصر
أسامة القوصي: أنا أول الخائفين من السلفية.. وأقبل المسيحي رئيسا لمصر
• السلفية ليست ملكا لأحد وهي والإسلام وجهان لعملة واحدة
• أنا سعيد لأن السلفية بدأت تتطور وتتعامل مع الواقع
• الإسلام ليس شرطا لرئاسة الجمهورية.. وأقبل بالمرأة حاكما
• الدعوة السلفية في الإسكندرية إساءة للسلفية نفسها
• الشيخ مقبل كان سبب تحولي من القطبية إلى لسلفية
إسلام أون لاين – القاهرة
في حواره يؤكد الداعية السلفي المثير للجدل أسامة القوصي، والمحسوب على تيار السلفية المدخلية في مصر، والذي يجد رفضا من داخل السلفية المصرية أكثر مما يجده خارجها، أنه مع تولي المرأة والقبطي أي منصب سياسي حتى رئاسة الجمهورية لأن ذلك المنصب منصب إداري وليس دينياً. ويرى أنه في حالة من الخوف من صعود التيار السلفي للساحة لأنه أعلم الناس بهم، ويتوقع أفول التيار الإسلامي، وأيضا رفض المجتمع لهم، لأنهم يقدمون أسوأ ما عندهم وما يحدث هو لعب على العواطف بدون وعي.
ود. أسامة القوصي خريج طب القصر العيني عام 1977، ويدرس حاليا في معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة. وتنقل ما بين العديد من التيارات الفكرية من أقصاها لأقصاها من القطبية إلى المدخلية، وكان لهذه التنقلات الفكرية السبب في عداء كافة التيارات السلفية له ولكافة أفكاره التي يرون فيها مخاصمة لقواعد ومناهج السلفية التي وُضعت منذ قرون، ولذلك ترفض انتسابه إلى السلفية في حين يؤكد هو أنه ينتمي للتيار السلفي العقلاني.
نص الحوار:
- في الفترة الأخيرة يُلاحظ حالة من الخوف والارتباك والشكوك من قبل فئات متنوعة من المجتمع تجاه السلفيين، ما مدى صحة هذا الخوف من عدمه؟
- حقيقة يحق للناس أن يخافوا من السلفيين لأني سلفي وأعرف من ينتسب إلى هذه النسبة، وأنهم ليسوا سواء، ففي هذه النسبة هناك من هو في طرف كالسلفية الجهادية، هؤلاء أناس يستبيحون قتل المدنيين في سبيل تحقيق هدفهم حتى ولو كان هذا المدني مسلما!!. ويقولون يبعث على نيته وذلك إذا كان هذا يُوصله لما يبتغيه من أجل تحقيق الخلافة الإسلامية من جديد.. يستبيح قتل طفل مسلم فما بالك بمدني ليس مسلماً!.
وفي الجهة الأخرى هناك من ينتسب إلى نفس النسبة، فهو سلفي ولكن هو ملكي أكثر من الملك كمن أهدر دم البرادعي مثلا في الشهور السابقة لأن البرادعي بكل بساطة يطالب بالتغيير مثلا!، هذا يشق الجماعة ويراه يدخل في الحديث "من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان"، فنزل النص على من يطالب بالتغيير، وبين هذين الطرفين أطياف كثيرة جدا، وكلما أوغلت وتعمقت في دراسة فكر كل طائفة ستجد أنها منقسمة على نفسها.
النسبة جميلة جدا ولكنّ المنتسبين لها يسيئون إليها، نحن السبب في تخلف المسلم وذلك لأننا ما فهمنا الإسلام ولا السلفية، أسأنا الفهم ومن ثم أسأنا التطبيق. النبي الكريم عندما أراد أن يُعرف المسلم لم يُعرفه بتعريف الإسلام، فالإسلام أركانه الخمسة معروفة، ولكنه لما عرف المسلم عرفه سلوكا، فـ"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، ومن أقام هذه الأركان لا بد أن يصل لهذا السلوك، فليفهم الأركان فهما صحيحا فضلا عن التفاصيل، فالمصلي صلاة حقيقية لا بد أن يسلم الناس من لسانه ويده.
أنا نفسي أول الخائفين.. لأنه إذا وجد الفهم الخاطئ توقع من هذا الإنسان أي تصرف خاطئ، من الممكن أن يكون هذا التصرف تطرفا فقط بمعنى أنه يحمل فكرا يكرهك به، يبث هو نفسه روح الكراهية في المجتمع حيث يجب أن تكره الآخر، لا بد أن تكره كل ما يخالفك في هذا الفهم.. هذا تطرف والتطرف هو فكرة تولد الكراهية والبغضاء والعداء مع محاولة فرضها على الناس وأنها الحق الذي لا يقبل النقاش، والأخرى أنه يمد يده على الناس لعلي أعتبر محاولة فرضها على الناس إرهابا وليس تطرفا، سمه إن شئت إرهابا فكريا، سمه مرحلة وسطى ما بين التطرف والإرهاب، لو حاولت أن أفرض فكري على الآخر وأن أخوفه بأنه خروج من الإسلام وبأنه أغضب ربه وبأنه معرض لجهنم فهذا نوع من الإرهاب والتخويف الخطير جدا أُسميه "إرهابا فكريا"، لو حاول أن يمد يده لأذية الآخرين فهذا وصل إلى مرحلة الإرهاب، فالناس يحق لهم أن يخافوا، خصوصا لأنهم يتعاملون مع أطياف متعددة.
توظيف السلفية
- هل ترى أن السلفيين أنفسهم هم من يثيرون الفزع عن عمد أو جهل أم يُستخدمون من قبل تيارات أخرى مثل ما سُميَ بفلول النظام؟ أم أن هناك جهات أجنبية تحركهم لمصالحها الخاصة سيما بعد عدد من الحوادث كان فيها السلفيون المتهم الأول؟
- كل العوامل التي ذكرتها متوقعة دائما، الحدث الواحد يستغله كل واحد بحسب مصلحته، فأنا لا ألوم العدو الذي يستغل الحدث لصالحه، نحن دائما نتبنى نظرية المؤامرة.. العدو هو عدو ويعلن العداوة لك، فإذا جاءت فرصة سانحة لصالحه هل نتوقع منه أن يفوّتها؟ سيستغلها.
فلا يلزم أن يكون هناك نوع من التنسيق ما بين هذه الأطراف، فكل طرف يلعب لصالحه كما يقال، لكن في النهاية الكل يعمل ويتحرك، والكل يستفيد من الموقف بحسب رؤيته، وبحسب ما يراه هو مصلحة له فكل العوامل التي ذكرتها موجودة.. فلول النظام، هناك من لا يعيش إلا في الظلام لا يريدون نورا، هناك من يتربص بك من الخارج فلا يريد الاستقرار لك، لأن هذا يقويك عليه ويجعل لك يدا في اللعبة السياسية في المنطقة.. هناك من كان مكبوتا ومقهورا فوجد فرصة فخرج، وأنا من النوع الذي لا يميل في أي تحليل إلى اعتماد الحصر أو الإطلاق، أي لا نحصر في سبب واحد ولا نجعل الأمور مفتوحة هكذا.
التنوع والتعدد هو سنة الحياة.. باختصار هناك تداخل في العوامل وهناك تداخل في المسميات، هناك تنوع في النتائج، وكل يدعي وصلا لليلى..
السلفية تعدد وانقسامات
- لماذا تحولت السلفية إلى كيانات متعددة ومنقسمة على نفسها تُعرّف بأسماء شيوخها: فهناك سلفية أسامة القوصي والمقدّم وحسان وغيرهم من الشيوخ.. ما تفسيركم؟
- هذا ضعف وخطأ، تَصوُّر الأمور على أنها منسوبة لأشخاص هذه مصيبة! السلفية تنسب للصحابة والتابعين، رأيي الشخصي أن السلفية ليست ملكا لأحد، ولا نحن نفتخر بالنسبة إلى السلفية وهي لا تفتخر أن تنسب إلينا، نحن الذين نريدها كالإسلام تماما، الإسلام قيِّم بذاته والسلفية قيِّمة بذاتها، الإسلام والسلفية وجهان لعملة واحدة فأنا لست سلفيا أتبرأ من السلفية، فالسلفية هي الإسلام.. وذلك لأن الإسلام الأول ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قيما ومبادئ وتأصيلا وتقليدا وليس تفصيلا ووسائل، إن هذا يختلف حسب المواقف، فأنت تتعامل مع متغيرات ولا نتعامل بطريقة واحدة.. العدل ثابت لكن العدل في هذا الموقف والحكمة يختلفان، أنا أنزله على ذلك الموقف كالمريض الذي يصف له الطبيب علاجا يناسبه، تعريف الحكمة أن تتصرف التصرف المناسب في الوقت المناسب والحال المناسب وبالطريقة المناسبة أيا كانت التعريفات أو الألفاظ.
وفي النهاية هو شيء مرن، كل موقف له مستجدات العصر الدنيوية التي تختلف. مشايخنا أحدهم يفتي بحرمة المظاهرات لأنها من الأمور الدخيلة على مجتمعاتنا. فماذا عن الإنترنت والسيارات والفضائيات والصواريخ.. كل هذا دخيل على المجتمع هل سنرفضه؟ الفيصل هنا ما كان ديناً فهو ثابت وما كان من أمور الدنيا لا، فالأصل فيه الإباحة والحِل. وهذا هو الذي به ساد أجدادنا العالم في يوم من الأيام، ولولا حضارة أجدادنا التي امتدت إلى الأندلس وهي التي على أكتافها قامت الحضارة الأوربية، وهي التي على أكتافها قامت الحضارة الأمريكية، ما تحضّر العالم، فالفضل لله ثم لديننا القويم في حضارة الدنيا بأكملها.
إذن علينا إن كنا نريد أن نعيد الكرّة كما قال الإمام مالك: "لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها". نحن في حاجة إلى أن نسلك الطريق الذي سلكه الصحابة والتابعون من التجديد والتطور والحداثة والاكتشافات والابتكارات في أمور الدنيا التي بها يُنصر الدين. هذا هو المطلوب.
الإسلاميون والثورة
- بالنسبة للثورة.. كانت هناك تناقضات كثيرة منها أن الإسلاميين كانوا أكبر المناهضين للثورة وبعد نجاحها كانوا أكثر المستفيدين من الثورة.. كيف تفسر هذا التناقض في الموقف؟
- هم لعبوا على وتر الدين، اللعب على وتر الدين يؤثر على الشعب المصري فهو شعب عاطفي وشعب لا يحب المشاكل ويحب الاستقرار، وليس في الإمكان أحسن مما كان وعايزين نعيش.. إلخ. فهم شعروا أنهم سيخسرون كل شيء ولذلك اضطروا إلى النزول إلى أرض الواقع، ولذلك نسمع فتاوى عجيبة وغريبة لم نكن نتوقعها أبدا من مشايخ لهم سنين يقولون فتاوى معينة، انتهى كل شيء سبحان ربي ماذا حدث؟ أين كنتم قبل ذلك؟! وكان من ينادي بالنزول لأرض الواقع والتعامل معه بما يناسبه كان مطرودا، كان مرفوضا وكان متهما بممالأة النظام، ومتهما بالتخاذل والانتكاس، سبحان ربي!!
الآن أسمع كلاماً أسمعه لأول مرة، في الحقيقة أنا سعيد لأننا بدأنا نتحول لواقعيين وأرى أن هذا تطور في الفكر السلفي، فأنا كنت من المؤمنين وما زلت أرفع هذا الشعار سلفية القيم والمبادئ والتأصيل وليست سلفية الوسائل، أنادي بكلامي هذا منذ سنين، ولكن كلامي كان مرفوضا ليس مقبولا إذ إنهم يتصورون أن السلفية هي أن نرجع إلى زمن الصحابة بتفاصيله وهذا ليس صحيحا، الصحابة أنفسهم لم يعيشوا زمان من سبقهم، عمر ما عاش زمان أبي بكر، وعثمان ما عاش زمان عمر، ولا علي عاش زمان عثمان رضي الله عن الجميع، بالعكس كل منهم من كان يتعامل مع المستجدات بما يناسبه، فالسلفية الحقيقية هي سلفية المبادئ والقيم.
المراهقة الفكرية والسياسية
- كيف تنظر لانتشار الأحزاب ذات المرجعية السلفية؟ وهل هذا التوجه في صالح المجتمع أم لا؟ ولماذا التغير الحاد من مهاجمة الإخوان إلى التحالف معهم، ومن المقاطعة إلى المشاركة السياسية؟
- هو في صالح المجموع في النهاية وإن لم يكن في صالح السلفيين ولا أصحاب التيارات ولكنهم (مساكين) ليسوا مؤهلين لهذا، بالنسبة إليهم هو نوع من التجربة والتطوير ومواكبة الواقع، فرض الواقع نفسه عليهم، سمه ما شئت لكن السؤال هل هم سينجحون؟ طبعا لا، لأنهم ليس عندهم خبرة سياسية كافية، وطبعا الإخوان مستعدون، الإخوان عمرهم 80 عاماً. أما بالنسبة للتحولات فهذا التصرف سياسة وليست تصرفات دينية، والسياسة لا تدوم.
- وماذا عن الكيانات الجديدة كالهيئة الشرعية على سبيل المثال؟
- كل هذا أسميه المراهقة الفكرية والسياسية، إنسان كان مضغوطا مقهورا فجأة بدأ يشعر بأن له ذاتا وكيانا يعبر عنه. فهو كالمراهق الذي يدخن تارة ثم يلجأ إلى التدين المتشدد ثم يعود فيدمن المخدرات ثم يطلق شعره ثم يحلق هي مراهقة من نوع المراهقة السياسية.
الخلافة والرئاسة
- ماذا تعني كلمات مثل الدولة ورئيس الدولة والخلافة بالنسبة إليك؟
- الدولة عندي وحدة إدارية ليست وحدة دينية، هناك وحدات داخل الدولة دينية كما قلت، شيخ معهد الأزهر يشترط فيه الإسلام ورئيس الجمهورية لا يشترط فيه الإسلام، رئيس بعثة الحج يشترط فيه الإسلام، وزير الأوقاف يشترط فيه الإسلام، ورئيس الجمهورية لا يشترط فيه الإسلام.
وأنبه إلى أنه ليست رئاسة الجمهورية هي الخلافة أو الولاية العظمى، وليست مصر هي دولة الخلافة.. الخلاصة هنا أن الذي يبحث في كتب الفقه يبحث عن الخلافة يشترط في الخليفة أن يكون رجلا، ويشترط فيه أن يكون مسلماً.. نحن نتكلم عن خليفة المسلمين فهل رئيس مصر هو خليفة المسلمين؟ ليس هذا صحيحا، وهل مصر دولة الخلافة؟ مصر شعب.
- الخلافة حلم في خيال الإسلاميين بمختلف فصائلهم هل هي قابلة للتطبيق؟ وما هو موقع مصر في تصور الخلافة؟ وما تصوركم لكيفية التطبيق؟
- الخلافة غير قابلة للتطبيق بطريقتهم، وتكون قابلة بتصور الواقع الموجود في العالم، ومصر دولة إسلامية كهوية باعتبار أنها الحضارة، أما مشروع الخلافة فيأتي من خلال تجمع دول إسلامية. دعنا نفكر بطريقة منطقية، هناك صور كثيرة للاتحاد فقد اتحدت الدول الأوروبية في الاتحاد الأوروبي، وكذلك اتحدت دول كثيرة، هذا هو السبيل الذي يناسب هذا التوقيت، يمكن في توقيت آخر أن يكون الطريق مختلفاً.
- هل نحن في حاجة إلى الخلافة؟ وهل تطالب بالخلافة في فترات زمنية قادمة؟
- طبعا، لأن الأحاديث صريحة في هذا لأنها ستكون خلافة على منهج النبوة، ثم يكون ملك عاض، ثم يكون ملك جبري، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. أخبرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن هذا سيكون، ولكن هذا في حق مجموع المسلمين، لأن الخلافة الإسلامية هي التي تمثل دين الإسلام، أين الدول الإسلامية التي تمثل دين الإسلام؟ وهذه لا بد أن يكون قائدها مسلما، الخلافة الإسلامية دولة تمثل الدين الإسلامي.
ويجب أن نكون منطقيين، لن يحدث ذلك عن طريق أن رئيس مصر هو الذي سيكون خليفة، ولا السعودية ولا أي بلد، لا بد أن يُفرق بين جزء من العالم الإسلامي وبين من يمثل هذه الجُموع الهائلة، ننتبه أن دولة الخلافة شاملة الدول الإسلامية من ماليزيا وإندونيسيا.
سلفية الإسكندرية
- كيف ترى الدعوة السلفية في الإسكندرية؟ وهل كانت لكم بها علاقة فكرية من قبل؟
- أراها إساءة للدعوة السلفية، وقد عرض علي الانضمام إليهم قبل عشرين عاما ورفضت، لأنها جماعة وتنظيم أدخل معنا تنظيما، هم منظمون وعندهم كتب في العمل الجماعي.
- ما سبب رفضك؟
- أرفض فكرة تحويل الدعوة السلفية إلى تنظيم.
- لماذا ترفض وأنصار السنة المحمدية وكذلك الإخوان أنشأت تنظيمات؟
- هناك فرق كبير، وهذا الذي أطالب به الآن أن أعمل في هيئات المجتمع المدني خدمة لبلدي، هذا عمل طيب يحبه الله ويرضاه، وجماعة أنصار السنة تعمل كجماعة خيرية مسجلة في وزارة التضامن الاجتماعي.
- يعني تريد أن تتحول الدعوة السلفية إلى جمعية؟
- هذا هو المطلوب من كل التيارات الدينية التي تدعو إلى الله إن أرادت أن تمارس نشاطا دعويا.
- هذا يعني أن الدولة ستسيطر عليها؟!
- إشرافاً، وخصوصا من الناحية الدعوية حتى لا ينفرط العقد، لأننا نقول إننا نُطالب بدولة مدنية، وهذه الدولة المدنية دولة قانون ومؤسسات لا ينبغي فيها أن يعمل أحد من تلقاء نفسه كأنه دولة داخل الدولة، فأنت إذا كنت تريد أن تمارس العمل السياسي فأسس حزبا سياسياً، تُريد أن تمارس العمل الدعوي أسس جمعية خيرية دينية دعوية كالجمعية الشرعية وأنصار السنة بحيث يكون للدولة من خلالها قانونها ومؤسساتها الحق أن تشرف عليك وأن تحاسبك إن تجاوزت بقانون. وزارة الأوقاف هي المسؤولة عن الدعوة الإسلامية، والمرجعية العلمية للإسلام في مصر هي الأزهر الشريف.
المسيحيون والإسلام السياسي
- كيف ترى المسيحي في فكر الإسلام السياسي؟
- أنا الآن أعتقد كُفر كل من دان بدين غير دين الإسلام، وأن هذه العقائد عقائد كفرية وشركية، والقرآن الكريم ينطق بهذا ليل نهار في إذاعة القرآن الكريم، وإخواننا المسيحيون لم يعترضوا على إذاعة القرآن الكريم هم يمرون على المتاجر والبيوت ويسمعون القرآن الكريم فيه مثلا قول الله تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة".. هو يسمعها بأذنه وما قال أبدا إن إذاعة القرآن الكريم تؤذينا فامنعوا هذه الإذاعة لأنه يعرف أن هذا قرآن وأنه ليس موجها لشخص بعينه وإنما هو كلام الله يُتلى.
- إذن أين المشكلة؟
- المشكلة هنا أني آتي أنا (أسامة) وأقول لجاري جرجس أنت كافر، هنا ليس كلام الله هذا كلامي أنا، فأصبحت أنا أعامله وأوجه له كلاماً بينما هو إنسان شريك في الوطن ومسالم ومتسامح ولا يؤذيني ولا يحاربني في الدين، ربنا أمرني في حق هذا الجار الشريك في الوطن المواطن أن أعامله بالبر والقسط كما قال في سورة الممتحنة: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم".
يعني هذا الذي يدين بدين غير دين الإسلام لا بد من تقسيمه إلى محارب ومسالم، فالمسالم يعامل بالبر والقسط، هل من القسط أن تقول له أنت كافر؟ هل من البر والقسط أن تقول له أنا أُكفرك؟ أنا أبغضك في الله؟ ليس هذا برا ولا قسطا، وتصور أنها زوجتك التي تخاطبها بهذا الخطاب بدلا أن تقول لها صباح مساء أنا أحبك.. أنت طيبة.. أنت جميلة حين ذلك تقول لها أنا أبغضك في الله فلماذا تزوجتها إذن؟ فالإسلام يبيح لنا أن نتزوج غير المسلمة الكتابية وربنا قال لنا في القرآن الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) وهذه داخلة في هذا العموم قطعا.
إذن المفترض أن يكون بيني وبين هذه الزوجة مودة ورحمة فهل من المودة أن أقول لها أنا أكفرك؟ ستقول أنت تعرفني من الأول أني مسيحية وتزوجتني على هذا الأساس فليس من البر ولا من القسط ولا من المودة ولا من الرحمة أن تصبحني وأن تمسيني أمام أولادي وأن تقول لي إنني كافرة وأن تقول لي إنني أبغضك في الله، هذه الكلمات التي لا تعتبر لا برا ولا قسطا ولا مودة ولا رحمة.
قريب جداً دعيت لحلقة في إحدى القنوات الخاصة، وكانت عن هذا الموضوع، وكانت لأول مرة في حياتي أرى أسراً فيها زوج مسلم وزوجة مسيحية عيانا، وليس الخبر كالمعاينة فرأيت أناساً لهم ثلاثون سنة وهم متزوجون وعندهم أولاد، أعمامهم مسلمون وأخوالهم مسيحيون. وقالت واحدة من الزوجات المسيحيات إن إحدى بناتها تحجبت، فقالت يا ابنتي راجعي نفسك جيدا، لأنه إذا لبست هذا الحجاب لا ينبغي أن تخلعيه مرة أخرى فكوني على قناعة، لا تقدمي على هذه الخطوة، قالت البنت الحمد لله في النهاية لبست الحجاب بعد أن نصحتها أمها المسيحية على قناعة حتى لا تكون البنت مذبذبة ولُعبة يلعب بها فكريا، الأعجب من هذا أن هذه البنت كانت في المدرسة ومدرس الدين يقول لهم لا بد أن نبغض غير المسلمين وهذا من ديننا الولاء والبراء، فقالت البنت بعد أن رفعت إصبعها للأستاذ لو سمحت أمي مسيحية وأنا لا أسمح لحضرتك أن تتكلم في أمي بمثل هذا، أنا أحبها ولا أبغضها ولا أسمح لأحد أن يتكلم فيها لأنها أم طيبة وربتني جيدا. وكلام من هذا القبيل.
- هل ترى المسيحي له حق المواطنة أم هو مواطن من الدرجة الثانية؟
- طبعا المسيحي مواطن وهذا هو الأصل، يحسبونه ذميا وليتهم يعتبرونه ذميا بالمعنى الطيب لأن كلمه ذمة في الإسلام كلمة طيبة يعني كأن أقول التاجر "دا عنده ذمة".. أمدحه أم أذم فيه؟ فأنا أستخدمها في مقام المدح، المصيبة هنا أنها أصبحت سـُــبة لا بيني وبينك كمسلم ما يسمى. اليهودي مواطن والمصري مواطن في بلده بغض النظر عن ديانته نحن نتكلم عن شعب وليس عن دين، وربنا ذكر الشعوبية والقبلية في القرآن الكريم قال في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
المرأة والجماعات الإسلامية
- هل من الممكن أن يشهد الموقف السلفي من المرأة تطورا مماثلاً في التعامل والنظرة كما حدث بالنسبة لرؤيته للإخوان؟ وماذا سيكون دورها؟
- أنا شخصيا لا أميز بين امرأة وأخرى، هذه التيارات التي تتكلم عنها لا تنتظر منهم ذلك، يمكن أن يأخذوا المرأة إلى صناديق الانتخابات من أجل أن تشارك في التصويت، إنما أنها تترشح فلا تتوقع من هؤلاء ذلك. هم يؤمنون بفكرهم غير القابل للتطور لأنهم يظنون دينيا أن المرأة لا تصلح..
- وما رؤيتك لدور المرأة السياسي والاجتماعي؟
- بالنسبة لي أقبل المرأة رئيسة للجمهورية، وأقبل المرأة قاضية لأن هذا بالنسبة إلي أمر دنيوي بحت ولا أعتبر المرأة فيه باعتبارها أنثى، وإنما باعتبارها إنسانا له كفاءة، فيُقدم صاحب الكفاءة بغض النظر عن جنسه ذكرا كان أو أنثى وبغض النظر عن دينه مسلما أو مسيحيا.
الإخوان والأزهر
- كيف تنظر إلى الإخوان وما علاقتك بهم؟
- الإخوان كجماعة لست مطمئنا لهم، شعاراتهم جميلة جدا، وتاريخهم غير مطمئن.
- وماذا عن علاقتك بالأزهر؟
- الأزهر هو المرجعية العلمية الدينية المعتمدة الممثلة بالدين الإسلامي في جمهورية مصر العربية.
- هناك حرب خفية بين التيارات السلفية والمؤسسة الدينية الرسمية؟
- هذا خطير وأعتبره سلبية، لا أعتبر هذا إيجابية مفترض أننا نعترف بالأزهر كمرجعية علمية في بلدنا لها تأثير عالمي إقليمي ثم عالمي ثم الأزهر بعثاته موجودة في كل البلاد.
المداخلة في مصر
- يُقدم أسامة القوصي كأنه أحد رموز التيار السلفي وفي المقابل هناك تجاهل له من كافة الرموز السلفية، لماذا؟
- أفكارهم.. فأنا أقول أنا مسلم سلفي عقلاني، هذا العنوان نفسه مرفوض للأسف، السلفية عقلانية فما الداعي لهذا التمييز.. هذا التمييز أنكم فعلا جامدون أنا أفهم التيارات السلفية في مصر لأني كنت على طريقتهم فأنا أقول أنا كنت متطرفا ولم أكن إرهابيا.
- أنت محسوب على المداخلة في مصر وأنهم وراء تخليك عن الفكر التكفيري فضلاً عن أن هناك هجوماً على مواقفك من الثورة والخروج على الحكام كيف ترى الأمر؟
- لا.. المداخلة يتبرؤون مني، والشيخ مقبل هو من كان السبب الأساسي في أن أتخلى عن الفكر التكفيري القطبي، بمعنى أني لم أكن تكفيريا كجماعة شكري مصطفى، بل قطبيا والتكفير فيها هلامي بمعنى أنه ليس تكفيرا للأشخاص بالتعيين، وأنا ما زلت عند منهج السلف الذي يحرم الخروج على الحكام.
http://www.islamonline.net/ara/article/1304971295939






