بين زيزو و نونو
17-03-2007, 02:16 PM
نورالدين مرسلي و زين الدين زيدان، وإن تقاطعا في أشياء قليلة عديمة الأهمية، مثل اشتراك اسميهما في كلمة "الدين" وانتسابهما إلى عالم الرياضة، فإن المقارنة البسيطة التالية تكشف اختلاف أحدهما عن الآخر اختلافا جذريا وفي كثير من الأشياء المهمة :
1. نور الدين مرسلي هو أحسن رياضي أنجبته الجزائر. أما زين الدين زيدان فهو أحسن رياضي أنجبته فرنسا.
2. عقب كل منافسة، أي عقب كل تألق، أي عقب كل تشريف للجزائر، كان نور الدين مرسلي يعود إلى أرض الوطن عبر رحلة عادية كعامة الجزائريين. أما زين الدين زيدان فإنه يدخل الجزائر على متن الطائرة الرئاسية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية!
3. رغم كون نور الدين مرسلي رمزا للشباب الجزائري الناجح، فقليلا ما كان ينوّه بذلك مسؤول جزائري. هذا عندما كان يحصد الألقاب ويصنع أفراح الجزائريين، أما اليوم فقد أصبح المسكين نسيا منسيا! وعلى العكس من ذلك فإن وجود زين الدين زيدان بالجزائر حدث تُعلن لأجله حالة الطوارئ، ويغص المطار بالمستقبلين من كل حدب وصوب، فيتزاحمون ويتدافعون إلى درجة سقوط الوزراء! كل ذلك في سبيل الظفر بمصافحة النجم الفرنسي، أو على الأقل رأيته عن قرب. الصحافة بدورها تواكب الحدث، فتتابع حركات زيزو وسكناته يوما بيوم، فحق المواطن في الإعلام يتطلب ذلك! ليس هذا فحسب، بل حتى المنابر السياسية التي عودتنا على الحديث الحصري في السياسة والاقتصاد ونحوه، تشذ عن المألوف هذه المرة لتتحدث، وبإسهاب، عـن مهارات النجم الفرنسي في مداعبة الكرة وعـن مشواره الحافل بالانتصارات. وكانت الانطلاقة من لندن قبل أسابيع من الزيارة، ليتواصل موسم المدح بعدها في الجزائر عبر منابر أخـرى.
ألم أقل لكم أن هناك فرقا شاسعا بين "زيزوهم" و "نونونا"، بل بين "زيزونا" و "نونوهم" ؟!

...وتستمر المهازل في بلد الشهداء.
التعديل الأخير تم بواسطة الهمذاني ; 17-03-2007 الساعة 05:21 PM