بايرن ميونيخ // نبذة تاريخية
05-04-2012, 10:45 PM
نبذة تاريخية

يتردد اسم فرانز مراراً وتكراراً في أوقات دقيقة وبارزة من تاريخ نادي بايرن ميونيخ الألماني. ففي بداية القصة، ظهر شخص يدعى فرانز جون، ارتأى في ليلة السابع والعشرين من فبراير/شباط 1900 أن يجتمع بسبع عشرة شخصية تقاسمه نفس طريقة التفكير وتحدوها نفس الرغبة والطموحات، ويقرروا خلال اجتماعهم ذاك الانفصال عن نادي mtv 1879 وتأسيس فريق جديد يحمل اسم "إف سي بايرن ميونيخ".
وقد كان السبب الرئيس الذي دفع هؤلاء الأشخاص إلى اتخاذ قرار من هذا القبيل أن يتفرغوا بشكل كلي للاهتمام بشؤون الساحرة المستديرة؛ وبحلول سنة 1920، كان النادي البافاري، الذي بلغ عدد أعضائه سبعمئة عضو، قد أصبح أكبر نادٍ لكرة قدم في مدينة ميونيخ. وما لبث هذا النادي أن خطف الأضواء في الساحة الكروية الألمانية، غير أن تألقه السريع هذا لم يكتب له أن يدوم طويلاً، إذ سرعان ما توقف مدّه بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وكان على ألمانيا والنادي البافاري الانتظار لبعض الوقت كي يتمكنا من تجديد الصلة بعالم كرة القدم وتجاوز تبعات تلك الفترة الحرجة من تاريخ الإنسانية. وقد كان للاعب جوبست الفضل في تتويج بايرن ميونيخ بكأس ألمانيا لأول مرة في تاريخه سنة 1957 بعد تسجيله هدف الفوز الوحيد في مرمى نادي فورتونا دوسلدورف؛ ففي تلك الحقبة، لم تكن خزانة النادي تزخر بالألقاب والكؤوس، كما أنه لم يكن عضواً مؤسساً للدوري الألماني الممتاز سنة 1963. وفي سنة 1964، عجز النادي الأحمر عن تحقيق الفوز في مباريات الملحق المؤدية إلى الدوري الممتاز؛ إلا أنه تمكن أخيراً من إدراك مبتغاه في الموسم التالي وضمن لنفسه موطئ قدم في قسم الصفوة تحت قيادة المدرب الأسطوري تشيك كايكوفسكي. وقد ضمّ الوافد الجديد على الدوري الألماني الممتاز آنذاك مواهب فتية مثل سيب ماير وجيرد مولر، إضافة إلى موهبة واعدة كان اسمها فرانز بكنباور.
وساهم هذا الثلاثي الذهبي، الذي يتقلد اليوم مهام مختلفة داخل النادي، مساهمة كبيرة في تطور مستوى الفريق إلى أن أصبح يصنف ضمن عمالقة اللعبة في العالم. وقد كان موسم بايرن الأول في الدوري الألماني الممتاز فاتحة خير لفترة مزدهرة ورائعة استمر عطاؤها إلى يومنا هذا. وكان النادي البافاري قد أنهى منافسات الموسم الأول ثالثاً في ترتيب الدوري وفاز بلقب كأس ألمانيا. وعلى المستوى الدولي، بدأ النادي تألقه سنة 1967 حين انتزع كأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس أمام العملاق الاسكتلندي جلاسكو رينجرز بفضل هدف المباراة الوحيد الذي سجله لاعبه فرانز روث.
وبدا أن ذلك التتويج فتح شهية الجماهير البافارية للمزيد من الإنجازات والألقاب، حيث تابع بايرن مسيرته الباهرة وفاز بكل الألقاب التي خاض مسابقاتها. وخلال العصر الذهبي الذي امتد من 1968 إلى 1976، تمكن ماير ومولر وبكنباور وزملاؤهم من الفوز بلقب البوندسليجا أربع مرات، وبكأس ألمانيا مرتين وبكأس أبطال أوروبا ثلاث مرات (من 1974 إلى 1976) وبكأس الإنتركونتيننتال سنة 1976. غير أن هذه المسيرة المتألقة على المستوى الدولي توقفت بعد رحيل هؤلاء اللاعبين البارزين الذين صنعوا مجد بايرن ميونيخ، لتنطلق مرة أخرى مع بداية القرن الجديد.
وقد تلت تلك الفترة الانتقالية مرحلة غابت خلالها الكؤوس والألقاب عن النادي الألماني. فقد شدّ بكنباور الرحال إلى نادي نيويورك كوزموس سنة 1977، ولحق به بعد سنة من ذلك مولر الذي انضم لصفوف فورت لودردال سترايكرز. وفي سنة 1979، صار أولي هونيس – الذي كان يبلغ حينها سبعاً وعشرين سنة – مديراً عاماً للنادي.
وقد أحيا تشكيل الفريق الذي ضم بول برايتنر والموهبة الواعدة كارل هاينز رومنيجه عهد النادي بالأمجاد والنجاح. ففي سنة 1980، فاز بايرن بأول لقب دوري له خلال ست سنوات، وسطر بذلك صفحة مجيدة أخرى من تاريخه التليد. وكان الفريق الأحمر قاب قوسين أو أدنى من الظفر بكأس أبطال أوروبا سنة 1982 أمام نادي أستون فيلا بمدينة روتردام؛ إلا أن هدف بيتر ويت منح التتويج لممثل الكرة الإنجليزية. وبعد خمس سنوات من ذلك، عاد بايرن مجدداً ليحتل مركز وصيف البطل بعد هزيمته أمام نادي بورتو البرتغالي بمدينة فيينا بهدفين لهدف واحد.
ونادرا ما كانت تنقضي سنة دون أن يحقق النادي البافاري لقباً واحداً على الأقل على المستوى المحلي. ولكنه كان عليه الانتظار حتى سنة 1996 لكي يتذوق لحظات تتويج دولي آخر في نهائي كأس أبطال أوروبا uefa أمام نادي بوردو الفرنسي. ففي تلك الموقعة الحاسمة، فاز الألمان في مباراة الذهاب على أرضهم بهدفين نظيفين وزكّوا انتصارهم في الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وبعد ثلاث سنوات، تلقى النادي الأحمر هزيمة قاسية ومريرة بهدفين لهدف واحد في نهائي دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي عاد في النتيجة في الأنفاس الأخيرة من المباراة وخطف لقباً كان البافاريون واثقين من حيازته.
غير أن مطلع الألفية الجديدة كانت فأل خيرٍ على النادي الألماني، عندما تمكن أبناء أوتمار هيتسفيلد أخيراً من الفوز بأغلى الألقاب الأوروبية سنة 2001 بعد تغلبهم على نادي فالينسيا الأسباني في نهائي مثير احتضنته مدينة ميلانو الإيطالية. ففي تلك المباراة، تمكن الحارس المتألق أوليفر كان من صدّ ثلاث ركلات ترجيحية ومنح بذلك أول لقب في دوري أبطال أوروبا لزملائه. وكان الوقت الأصلي والإضافي من تلك الموقعة المصيرية قد انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1. وفي وقت لاحق من السنة نفسها، ساهم سامي كوفور في تتويج النادي البافاري بكأس تويوتا على حساب بوكا جونيورز الأرجنتيني بعد تسجيله الهدف الوحيد في المباراة.
ومع توالي السنين، تمكن بايرن من تأكيد مكانته كأفضل نادٍ في ألمانيا دون منازع، ويعود جل الفضل في ذلك للاعبين البارزين الذين واصلوا مسيرتهم خارج الميادين في أهم مراكز القرار داخل إدارة النادي في ميونيخ. ولا شك أن اسم النادي يستحق أن يذكر في أي لائحة تضم أفضل الأندية على المستوى الدولي، وهي حقيقة لا يبدو أنها ستتغير ما دامت أسماء وازنة من أمثال فرانز بكنباور (رئيس المجلس الإداري)، وأولي هونيس (المدير العام)، وكارل هاينز رومنيجه (الرئيس)، تشرف على إدارة شؤون هذا النادي العريق.
***************








من صراخ ابو العيال.gif)

.gif)

