لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
19-02-2008, 11:05 PM
بنبرة حزينة وصوت متأجج قالت والدته ''موت ياسر قتلنا جميعا'' فقد كان الحفيد الأول لهذه العائلة، أتى لهذا العالم في 18 أوت 2004 بعد طول انتظار وبعد ''الجري الطويل بين الأطباء'' لينير حياتنا، ياسر عوضني اليتم الذي عشته، فأمي ماتت وأنا لا أتجاوز الثلاث سنوات ووالدي توفى بعد زواجي بشهرين.. لقد كانت الفرحة الكبرى في حياتي والأمل الذي أعيش من أجله..''.
بعيون مغرورقة بالدموع وزفرة طويلة استرسلت والدة ياسر في الحديث قائلة ''كنا نعيش مع أهل زوجي ثم شاءت الأقدار أن نسكن مسكنا خاصا بنا، والجيد في الأمر أنه بنفس الحي، والأفضل من ذلك أن عمارتنا خلف عمارة أهل زوجي مباشرة، ولذلك فإن ولدي كان بقربي دائما رغم أنه يبيت في أغلب الأوقات لدى جديه لأنه يحب الجو العائلي وسط أعمامه، وبما أن أهل زوجي يسكنون الطابق الأرضي فمن السهل عليه الخروج للعب والجلوس مع جارهم الخضار.. جميع الجيران وأصدقاء أعمامه يحبونه ويصطحبونه معهم، لم يكن يحب اللعب مع أقرانه يقول دائما ''أنا لا أريد اللعب مع الأطفال يخمجوني''.
سألناها عن الأيام التي سبقت موته فسكتت قليلا ثم عادت للحديث، في الأيام الأولى من ذلك الأسبوع كان يبيت في بيت جده ثم حضر مع عمته وجدته اللتين سهرتا معنا، وبقي معي الأربعاء والخميس صباحا، وفي المساء دعانا والد زوجي للانضمام إليهم للعشاء لأن اليوم كان مصادفا لتاسوعاء، تناولنا العشاء وسهرنا في جو عائلي حميم وكان ياسر يقفز من مكان لآخر ويلعب ثم قام بتشغيل شريط وبدأ يرقص ويدعو الجميع لمشاهدته وهو يرقص، ولما تعب نام وعدت أنا ووالده إلى بيتنا وتركناه هناك''..
كنا نستمع بانتباه حيث بدا أن أم ياسر تخرج مكبوتاتها بالحديث عن ولدها، فلم نشأ مقاطعتها وهي تقول ''في يوم عاشوراء أعلمني زوجي بأننا سنذهب عند أهله بعد الإفطار وأثناء جلوسنا لنفطر رن جوال زوجي وكان صديقه فيصل يتصل يسأل عما إذا ما كان ياسر عندنا لأنهم يبحثون عنه منذ المساء..''.
تتنهد أم ياسر وتواصل حديثها ''لقد انتابني الخوف لأننا سمعنا أن طفلة اختطفت في ذلك الأسبوع، ذهب زوجي وبعد ساعة عاد وأخذني إلى بيت أهله وواصل الجميع البحث عن ياسر، الأهل والأصدقاء والجيران، كنت أضع راسي على باب الجيران وأبكي، كنت أقول لهم أحس بأن ياسر قريب من هنا ويخيل لي أحيانا أنني أسمع صوته، كان الجاني يراقبنا من منظار الباب ويستمع لبكائي دون مبالاة.. أتمنى أن يعدم على جسر سيدي مسيد وأن يعلق من رجليه حيا فوق الجسر حتى يموت''، كان هذا ما قالته أم ياسر بكل حقد وغضب على المجرم.
سألناها ماذا حدث بعد ذلك، فردت قبل أن نكمل السؤال ''بقي الجميع يبحثون دون جدوى ذهبوا إلى مركز الشرطة لكن الشرطة لا يمكنها اتخاذ أي إجراء إلا بعد مرور 24 ساعة، تواصل البحث حتى الثالثة والنصف صباحا، دخل الجميع وكان زوجي آخرهم، استلقى وهو يبكي، كنا نظن أن الخاطف يريد فدية فجهزنا النقود والمصوغات استعدادا لدفع المبلغ الذي سيطلبونه.
كانت أم ياسر تحكي وزوجة والدها أو أمها، كما تسميها، تمسح الدموع التي كانت تنهمر من عينها خلسة، لقد كانت تبكي كاتمة أنفاسها كي لا تزيد من آلام ابنتها.
أضافت الأم المفجوعة قائلة ''كنت جالسة مع والدة زوجي لم يغمض لنا جفن، ثم فجأة سمعنا صوتا لم نميزه، وكأنه شيء سقط.. كانت الرابعة صباحا فظننا أن جارنا الخضار يخرج صناديقه، لكن حماتي فتحت الباب وخرجت أمام العمارة لترى ماذا يجري، وقفت أنتظرها عند الباب وإذا بها تدخل وهي تحمل صغيري، لقد تعثـرت فيه أمام مدخل العمارة، فرحت لما رأيته وعاد الأمل إليه أسرعت نحوه وأخذت أحركه لأوقظه كما جرت العادة ياسر.. ياسر.. نهرتني حماتي قائلة أين هو ياسر؟ من تنادين.. لقد مات ياسر.. مددت يدي لساقيه.. لقد كانتا جامدتين وبشرته بيضاء كأنها الورق.. أسرعت ورفعت الوشاح عن رقبته فوجدته مذبوحا من الوريد إلى الوريد، فقدت وعيي ولم أدرك ماذا أفعل حينها كيف صرخت وكيف ثـرت وكيف وكيف.. أما زوجي المسكين فقد أغمي عليه من فرط الصدمة لقد سقط أرضا وهو يمسك بياسر ولم يستطع أحد افتكاكه منه إلا بعد جهد جهيد.. لقد مات ياسر.. قتله المجرم.. في تلك الليلة لم نسمع أية حركة في منزل المجرم ولم نر ضوءا لكنه جاء في الصباح يسأل عن ياسر وعن إذا ما وجدنا وكيف وأين، رغم أننا لا نعرفه جيدا ولا يعرفنا هو أيضا''.
الشرطة العلمية حظرت بكلبها الذي اشتم وشاح ياسر وذهب إلى المكان الذي رمي فيه ومن ثمة إلى باب الجاني الذي ما إن فتح الباب حتى اتجه الكلب مباشرة إلى الغرفة التي كان بها ياسر حيث وجدت الشرطة أن المجرم كان ينير طيلة الليل بالشموع، ووجدت جوارب ياسر التي أحرقها بالمرحاض دون أن يسكب الماء عليها، ثم وجدت قطرات من الدم على جوارب المجرم.
بعد التحقيقات -تقول أم ياسر- اعترف المجرم بفعلته ودل الشرطة على مكان أداة الجريمة وقميص قطني كان الطفل يرتديه، تضيف الأم، التي ذهبت مسرعة لإحضار بعض الصور التي التقطت له في عيد الأضحى التي لم يرها حتى لأنهم سحبوها هذا الأسبوع، فقط أرتنا السيدة الحزينة الصور وقالت كان ياسر يرتدي هذه الجزمة وهذا المعطف لما اختطف. أردنا توديع الأم ودعونا لها بأن يرزقها الله بطويل العمر فابتسمت وقالت حتى ولو رزقت بـ10 أطفال لن يكونوا أبدا مثل ياسر وفي مكانته.
منقول عن جريدة الخبر
بعيون مغرورقة بالدموع وزفرة طويلة استرسلت والدة ياسر في الحديث قائلة ''كنا نعيش مع أهل زوجي ثم شاءت الأقدار أن نسكن مسكنا خاصا بنا، والجيد في الأمر أنه بنفس الحي، والأفضل من ذلك أن عمارتنا خلف عمارة أهل زوجي مباشرة، ولذلك فإن ولدي كان بقربي دائما رغم أنه يبيت في أغلب الأوقات لدى جديه لأنه يحب الجو العائلي وسط أعمامه، وبما أن أهل زوجي يسكنون الطابق الأرضي فمن السهل عليه الخروج للعب والجلوس مع جارهم الخضار.. جميع الجيران وأصدقاء أعمامه يحبونه ويصطحبونه معهم، لم يكن يحب اللعب مع أقرانه يقول دائما ''أنا لا أريد اللعب مع الأطفال يخمجوني''.
سألناها عن الأيام التي سبقت موته فسكتت قليلا ثم عادت للحديث، في الأيام الأولى من ذلك الأسبوع كان يبيت في بيت جده ثم حضر مع عمته وجدته اللتين سهرتا معنا، وبقي معي الأربعاء والخميس صباحا، وفي المساء دعانا والد زوجي للانضمام إليهم للعشاء لأن اليوم كان مصادفا لتاسوعاء، تناولنا العشاء وسهرنا في جو عائلي حميم وكان ياسر يقفز من مكان لآخر ويلعب ثم قام بتشغيل شريط وبدأ يرقص ويدعو الجميع لمشاهدته وهو يرقص، ولما تعب نام وعدت أنا ووالده إلى بيتنا وتركناه هناك''..
كنا نستمع بانتباه حيث بدا أن أم ياسر تخرج مكبوتاتها بالحديث عن ولدها، فلم نشأ مقاطعتها وهي تقول ''في يوم عاشوراء أعلمني زوجي بأننا سنذهب عند أهله بعد الإفطار وأثناء جلوسنا لنفطر رن جوال زوجي وكان صديقه فيصل يتصل يسأل عما إذا ما كان ياسر عندنا لأنهم يبحثون عنه منذ المساء..''.
تتنهد أم ياسر وتواصل حديثها ''لقد انتابني الخوف لأننا سمعنا أن طفلة اختطفت في ذلك الأسبوع، ذهب زوجي وبعد ساعة عاد وأخذني إلى بيت أهله وواصل الجميع البحث عن ياسر، الأهل والأصدقاء والجيران، كنت أضع راسي على باب الجيران وأبكي، كنت أقول لهم أحس بأن ياسر قريب من هنا ويخيل لي أحيانا أنني أسمع صوته، كان الجاني يراقبنا من منظار الباب ويستمع لبكائي دون مبالاة.. أتمنى أن يعدم على جسر سيدي مسيد وأن يعلق من رجليه حيا فوق الجسر حتى يموت''، كان هذا ما قالته أم ياسر بكل حقد وغضب على المجرم.
سألناها ماذا حدث بعد ذلك، فردت قبل أن نكمل السؤال ''بقي الجميع يبحثون دون جدوى ذهبوا إلى مركز الشرطة لكن الشرطة لا يمكنها اتخاذ أي إجراء إلا بعد مرور 24 ساعة، تواصل البحث حتى الثالثة والنصف صباحا، دخل الجميع وكان زوجي آخرهم، استلقى وهو يبكي، كنا نظن أن الخاطف يريد فدية فجهزنا النقود والمصوغات استعدادا لدفع المبلغ الذي سيطلبونه.
كانت أم ياسر تحكي وزوجة والدها أو أمها، كما تسميها، تمسح الدموع التي كانت تنهمر من عينها خلسة، لقد كانت تبكي كاتمة أنفاسها كي لا تزيد من آلام ابنتها.
أضافت الأم المفجوعة قائلة ''كنت جالسة مع والدة زوجي لم يغمض لنا جفن، ثم فجأة سمعنا صوتا لم نميزه، وكأنه شيء سقط.. كانت الرابعة صباحا فظننا أن جارنا الخضار يخرج صناديقه، لكن حماتي فتحت الباب وخرجت أمام العمارة لترى ماذا يجري، وقفت أنتظرها عند الباب وإذا بها تدخل وهي تحمل صغيري، لقد تعثـرت فيه أمام مدخل العمارة، فرحت لما رأيته وعاد الأمل إليه أسرعت نحوه وأخذت أحركه لأوقظه كما جرت العادة ياسر.. ياسر.. نهرتني حماتي قائلة أين هو ياسر؟ من تنادين.. لقد مات ياسر.. مددت يدي لساقيه.. لقد كانتا جامدتين وبشرته بيضاء كأنها الورق.. أسرعت ورفعت الوشاح عن رقبته فوجدته مذبوحا من الوريد إلى الوريد، فقدت وعيي ولم أدرك ماذا أفعل حينها كيف صرخت وكيف ثـرت وكيف وكيف.. أما زوجي المسكين فقد أغمي عليه من فرط الصدمة لقد سقط أرضا وهو يمسك بياسر ولم يستطع أحد افتكاكه منه إلا بعد جهد جهيد.. لقد مات ياسر.. قتله المجرم.. في تلك الليلة لم نسمع أية حركة في منزل المجرم ولم نر ضوءا لكنه جاء في الصباح يسأل عن ياسر وعن إذا ما وجدنا وكيف وأين، رغم أننا لا نعرفه جيدا ولا يعرفنا هو أيضا''.
الشرطة العلمية حظرت بكلبها الذي اشتم وشاح ياسر وذهب إلى المكان الذي رمي فيه ومن ثمة إلى باب الجاني الذي ما إن فتح الباب حتى اتجه الكلب مباشرة إلى الغرفة التي كان بها ياسر حيث وجدت الشرطة أن المجرم كان ينير طيلة الليل بالشموع، ووجدت جوارب ياسر التي أحرقها بالمرحاض دون أن يسكب الماء عليها، ثم وجدت قطرات من الدم على جوارب المجرم.
بعد التحقيقات -تقول أم ياسر- اعترف المجرم بفعلته ودل الشرطة على مكان أداة الجريمة وقميص قطني كان الطفل يرتديه، تضيف الأم، التي ذهبت مسرعة لإحضار بعض الصور التي التقطت له في عيد الأضحى التي لم يرها حتى لأنهم سحبوها هذا الأسبوع، فقط أرتنا السيدة الحزينة الصور وقالت كان ياسر يرتدي هذه الجزمة وهذا المعطف لما اختطف. أردنا توديع الأم ودعونا لها بأن يرزقها الله بطويل العمر فابتسمت وقالت حتى ولو رزقت بـ10 أطفال لن يكونوا أبدا مثل ياسر وفي مكانته.
منقول عن جريدة الخبر
من مواضيعي
0 قصة فلاشية جد مؤثرة
0 أغرتك امراة . . .
0 اللي ما ضحك ما يزعف .
0 تحدي من نوع خاص
0 بن باديس
0 التدخين
0 أغرتك امراة . . .
0 اللي ما ضحك ما يزعف .
0 تحدي من نوع خاص
0 بن باديس
0 التدخين