تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم لأمير البيان: شكيب أرسلان

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 29-03-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 43,266

  • زسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    62

  • دائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the rough
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم لأمير البيان: شكيب أرسلان
08-11-2012, 12:00 PM
أهم أسباب تأخُّر المسلمين
1- الجهل والعلم الناقص:

إنَّ الجهل من أعظم أسباب تأخُّر المسلمين؛ فبسببِه لا يُميِّز الجاهل بين الخمر والخلِّ، ويتقبَّل السفسطة قضيَّة مسلمة، ثم لا يستطيع أنْ يرد عليها، كما أنَّ العلم الناقص من أشدِّ الأسباب خطرًا، فهو سببٌ مركَّب عن الجهل البسيط؛ لأنَّ الجاهل إذا قيَّض الله له مرشدًا عالمًا أطاعه، ولم يتفلسف عليه، أمَّا صاحب العلم الناقص فهو لا يَدرِي، ولا يقتَنِع بأنَّه لا يدري، وكما قيل: "ابتلاؤكم بمجنون خيرٌ من ابتلائكم بنصف مجنون"، أقول: "ابتلاؤكم بجاهل خيرٌ من ابتلائكم بشبه عالم".

2- فساد الأخلاق ولا سيَّما فساد الأمراء والعلماء:


إنَّ فساد الأخلاق بفقْد الفضائل التي حَثَّ عليها القرآن، والعزائم التي حمل عليها سلف هذه الأمَّة هو من أعظم أسباب التأخُّر.

فلقد أدرك المسلمون بالأخلاق ما أدرَكُوه من الفلاح والأخلاق في تكوين الأمم فوق المعارف، ولله درُّ شوقي إذ قال:

وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا


هذا عامَّة، أمَّا فساد أخلاق الأمراء فهو من عَوامِل التقهقُر وليس التأخُّر فحسب.

3- الجبن والهلع:


فبعد أنْ كانت الأمَّة الإسلاميَّة أشهرَ الأمم في الشجاعة واحتقار الموت بعد أنْ كان الواحد منهم يقومُ للعشرة وربما للمائة، أصبحوا - إلاَّ مَن رحم الله - يهابون الموت، الذي لا يجتمع خوفه مع الإسلام في قلب واحد.

ومع أنَّ الغرب الكافر ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96] أصبحوا لا يهابُون الموت، ولكن قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104].

4- اليأس والقنوط:


وقد انضمَّ إلى الجبن والهلع اللذَيْن أصابا المسلمين اليأسُ والقنوطُ من رحمة الله، فمنهم فئاتٌ قد وقَر في أنفسهم أنَّ الإفرنج هم الأعلَوْن على كلِّ حال، والله يقول: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

كما وقَر أيضًا أنَّه لا سبيلَ لمغالبتهم بوجهٍ من الوجوه، وأنَّ كلَّ مقاومة عبثٌ، وأنَّ كلَّ مناهضة خرقٌ في الرأي العام، ولم يزلْ هذا التهيُّب يَزدادُ ويتخمَّر في صدور المسلمين أمام الأوروبيِّين، إلى أنْ صار هؤلاء يُنصَرون بالرُّعب، وصار الأقلُّ منهم يقومون للأكثر من المسلمين، وهذا بعكْس ما كان في العصر الأول، يقول أبو الطيب المتنبي في ديوانه:

يَرَى الجُبَنَاءُ أَنَّ العَجْزَ حَزْمٌ
وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيمِ

5- نسيان المسلمين ماضيَهم المجيد:


لقد نَسِيَ المسلمون أيَّامهم السالفة التي كان فيها عشرون مسلمًا لا غير يأتون من (برشلونة) إلى (فراكسيمه)، ويقومون بفتحها وبناء الحصون فيها، ويتزايد عددهم إلى أنْ يصل إلى مائة رجل، فيُؤسِّسون هناك إمارة تَعصِف ريحها بجنوبي فرنسا وشمالي إيطاليا، هذا مثالٌ ولا داعي إلى سرد باقي الفتوحات، فالفتوحات كثيرة جدًّا، وماضي المسلمين عريق وتليد، لكنْ ليتنا نتذكَّره ونضعه دائمًا نصب أعيينا.

6- شبهات الجبناء والجهلاء:


إنَّ بعض السخفاء الآيسين الذين ينبَهِرون بقوَّة الغرب يدَّعون أنَّ انتصار المسلمين على الغرب كان ممكنًا، لكن قبل أنْ يخترع الإفرنج آلات القتال الحديثة، وقبل المدافع والطائرات والدبَّابات، وقبل أنْ يصير الإفرنج إلى ما صاروا إليه من القوَّة المبنيَّة على العلم.

كأنَّ هذا الآيس القانط تَناسَى قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾ [التوبة: 25] كما نسي أنَّه لما قال المسلمون (لن نُهزَم اليوم عن قلة) أعطاهم الله درسًا بالتضييق عليهم.

إنَّ الدبَّابات والطائرات ليستْ هي مصدرَ العزيمة وموقدَ النار في صدور البشر، فإنَّ هذه المواد صمَّاء لا فرق بينها وبين أيِّ حجر، لكنَّ العزيمة في قلوب الرجال، و(بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدِّين) كما قال شيخ الإسلام - عليه من الله الرحمة والغفران.

قال تعالى: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65] وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّه ﴾ [الأنفال: 66]، وقال: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].

7- ضَياع الإسلام بين الجامدين والجاحدين وعمل كلٍّ منهما:


فلقد أضاع الإسلامَ جاحدٌ وجامدٌ؛ أمَّا الجامد الذي لا يريد أن يُغيِّر شيئًا، ولا يرضى أن يدخل أقلَّ تعديل أو اجتهاد على أصول التعليم الإسلامي ظنًّا منه أن الاقتداء بالكفار كفر، وأنَّ نظام التعليم الحديث من وضع الكفار.

هذا عن الجامد، ومثله مثل الجاحد أيضًا الذي يريد أنْ يُلغِي كلَّ شيء قديم من دون نَظَرٍ فيما هو ضارٌّ أو نافع، فهو يريد أنْ يُفَرنِج المسلمين وسائر الشرقيين، ويخرجهم عن جميع مُقوِّماتهم، ويحملهم على إنكار ماضيهم.

وكلا الجانبين له هوًى وحظٌّ في نفسه، فلا يصحُّ الرفض كله مطلقًا وجحوده كما لا يصحُّ الجمود مطلقًا أيضًا، كما أنَّ إنكار الإنسان لماضيه مخالفٌ لسنن الطبيعة، ولا أدلَّ على ذلك من ميل كلِّ شعبٍ للاحتِفاظ بمقوماته من لغةٍ وعقيدة وعادة، وطعام وشراب ومسكن، وغير ذلك إلا ما ثبت ضرَرُه، حتى الشعوب الإفرنجيَّة تُحافِظ على قوميَّتها؛ فالإنجليز يريدون إنْ يبقوا إنجليزًا، كذلك الطليان والألمان والإفرنسيس والروس... وغيرهم.

لقد أطال الأمير كلامه عن الرجعيَّة والتقدُّم والجمود والجحود، وذكر ضمن كلامه اليابان ورقيَّها، وجعَلَها عبرةً للعرب وسائر المسلمين، وقد ذكر كلامًا يستحقُّ أنْ يُكتَب بمداد الذهب، وهذا الكلام ملخَّصه أنَّ الغرب يتَّهموننا بالتخلُّف والرجعيَّة وأنَّ السبب في ذلك ديننا، لكنَّهم قد تقدَّموا وازدهرت حضارتهم وارتقوا بسبب تمسُّكهم بدينهم - كما يَزعُمون - ودينهم باطل لا شكَّ، لكن السؤال: لماذا لا نُسمِّي أوروبا واليابان رجعيَّة بتديُّنها (الكافر)؟!

وهذا ما وضَّحَه الأمير في كلامه عن بعض عقائدهم الباطلة، ولا مجال لذِكرها هنا، بعد ذلك ذكر - رحمه الله - آيات العمل في القُرآن، المُبطِلة لتفسير القدَر بالجبْر والكسل، وفَساد الزَّعم الإفرنجي، وأوضح أنَّ المسلمين الجامِدين فتنةٌ لأعداء الإسلام وحجَّة عليه، وإنما يُؤتَى الإسلام من قِبَلِه.

أمَّا عن شُبهة (مدنية الإسلام) فلقد أفرد - رحمه الله - حديثًا خاصًّا في جوابه، وردَّ على زعْم مَن زعم أنَّ الإسلام لم يتمكَّن من تأسيس مدينة خاصَّة، ثم ساق الاستدلالَ على ذلك بحالته الحاضرة، وقال أنَّ هذا الكلام خُرافة يُموِّه بها بعض أعداء الإسلام من الخارج وبعض جاحِديه من الداخل، ولكلٍّ منهم هدفُهم، فالأعداء يريدون أنْ يصبغوا المسلمين بالصبغة الأوروبيَّة، أمَّا الجاحدون فيريدون أنْ يزرعوا في العالم الإسلامي بُذورَ الإلحاد.

ثم قال: نحن لا نُنكِر أثرَ الدِّين في المدينة، ولكنَّنا لا نُسلِّم بأنَّه لا يصحُّ أنْ يكون لها ميزان؛ وذلك لأنَّه كثيرًا ما يَضعُف تأثيرُ الدِّين في الأمم، فتتفلَّت من قُيوده، وتفسد أخلاقها، وتَنهار أوضاعُها، فيكون فَساد الأخلاق هو علَّةَ السقوط، ولا يكون الدِّين هو المسؤولَ.

وكثيرًا ما تَطرَأ عوامل خارجيَّة غير مُنتظَرة، فتتغلَّب على أثلته الشرائع من حضارة، وتزلزل أركانها، وقد تهدمها من بوانيها، ولا يكون القُصور من الشريعة نفسها.

فتأخُّر المسلمين في القرون الأخيرة لم يكنْ من الشريعة، بل من الجهل بالشريعة، أو كان من عدم إجراء أحكامها كما ينبغي.

ولَمَّا كانت الشريعة جاريةً على حَقِّها كان الإسلام عظيمًا عزيزًا، وأيُّ عظمة أعظم ممَّا كان عليه الإسلام في أيَّام ابن الخطاب مثلاً.

إنَّ مدينة الإسلام لا تقبل المُماحَكة، فليس من أمَّةٍ إلا وعندها تَآلِيف لا تُحصَى في مدنيَّة الإسلام، فلو لم تكن للإسلام مدنيَّة حقيقيَّة سامية راقية مطبوعة بطابعه، مبنيَّة على كتابه وسنَّته، ما كان علماء أوروبا - حتى الذين عرفوا منهم بالتحامُل على الإسلام - يُكثِرون من ذِكر المدنيَّة الإسلامية ومن سرْد تواريخها، ومن المقابلة بينها وبين غيرها من المدنيَّات.

فالمدنيَّة الإسلاميَّة هي من المدنيَّات الشهيرة التي يَزدان بها التاريخ العام، ثم ذكر أمثلةً لبلاد الإسلام؛ مثل: بغداد، دمشق، القاهرة، حلب، سمرقند، وحواضر أخرى كثيرة من بلاد الإسلام.

بعد ذلك ردَّ الأمير - رحمه الله - على حُسَّاد المدنيَّة الإسلاميَّة المُكابِرين، الذين نَسُوا فضلَ الإسلام وحضارته وتراثه.

ولقد قام بضرب أمثلة على الأمم الأخرى لأجْل المقابلة، فذكر اليونان والرومان قبلَ النصرانية وبعدَها.

فلقد كان اليونان أرقى أمم الأرض قبلَ النصرانية؛ فقد وضعوا أسس الفلسفة، وحملوا ألوية العلم والمعرفة والآداب، كما كان الإسكندر المقدوني أعظمَ فاتحٍ عرَفَه التاريخ، استمرَّت هذه الحال إلى أنْ تنصَّرت اليونان بعد ظهور الدِّين المسيحي بقليلٍ، فمنذ أنْ دانَتْ هذه الأمَّة بالدين الجديد بدأت في التردِّي والانحِطاط وفقْد مَزاياها القديمة، ولم تزلْ تنحطُّ قرنًا بعد قرن، وتتدَهوَر بطنًا عن بطن، إلى أنْ صارَتْ بلاد اليونان ولايةً من جُملة ولايات السلطنة العثمانيَّة، ولم تَعُدْ إلى شيءٍ من النُّهوض والرُّقيِّ إلا في القرن الماضي، أفمِن العدل أنْ نقول: إنَّ النصرانية هي المسؤولة عن انحِطاط اليونان؟

إنَّ القائلين بأنَّ الإسلام قد كان سببَ انحطاط الأمم الدائنة به لا مفرَّ له من القول بأنَّ النصرانيَّة قد أدَّت إلى انحِطاط اليونان، كذلك كانت رومية/رومة في عصرها الدولةَ العُظمَى التي لا يُذكَر معها دولةٌ، ولم تزل هكذا إلى أنْ تنصَّرت لعهد قسطنطين، فبدَأتْ في الانحِطاط.

أيُعقَل أنْ نقول أيضًا: إنَّ تديُّنها هو سبب تخلُّفها؟!

إنَّ السبب الحقيقي وَراء هذا التخلُّف والانهِيار لليونان والرومان إنما هو الغارات البربريَّة من الخارج، وبعض العوامل من الداخل.

فلو فرَضْنا أنَّ النصرانيَّة لم تكن جاءَتْ وقتئذٍ، لم يكن اليونان والرومان نجوا من عَواقِب تلك الحوادث، ولا تخطَّتْهم نتائج تلك الأسباب، فهي بمثابة (القشَّة التي قَصمتْ ظهر البعير).

ثم ذكر - رحمه الله - أنَّ سبب تأخُّر أوروبا واليابان الماضي وسبب نهضتهما الحاضرة ليس هو الدِّين، فلا داعي لإدْخال الأديان في هذا المُعتَرك، وجعلها هي وحدَها مِعيارَ التقدُّم والرقي والتردِّي، ليس من النَّصَفة في شيءٍ، فالله - عزَّ وجلَّ - يَنصُر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يَنصُر الدولة الظالمة وإنْ كانت مسلمة.

أمَّا الإسلام فلا جِدال في كونه سببَ نهضة العرب وفُتوحاتهم المدهشة ممَّا أجمَعَ على الاعتِراف به المؤرِّخون شرقًا وغربًا، لكنَّه لم يكن سببَ انحطاطهم فيما بعدُ، كما يَزعُم المُفتَرون الذين لا غرض لهم سوى نشر الثقافة الأوروبية بين المسلمين دون ثقافة الإسلام، وبسْط سِيادة أوروبا على بلدانهم، بل كان السبب في تردِّي المسلمين هو أنهم اكتفوا في آخِر الأمر من الإسلام بمجرَّد الاسم، ولكنَّ الإسلام اسمٌ وفعلٌ.




التكملة في هذا الرابط.
http://www.alukah.net/Library/0/31108/
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية HISKOS
HISKOS
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 21-10-2009
  • المشاركات : 237
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • HISKOS is on a distinguished road
الصورة الرمزية HISKOS
HISKOS
عضو فعال
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:37 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى