محمد الزاوي./هذه قصة الطاهر وطار مع بڤار حادة و"أوباما" وموقفه من الأمازيغية
06-06-2015, 08:58 PM
قدم المخرج الجزائري محمد الزاوي فيلمه الوثائقي "آخر كلام" أمس الأولّ، بقاعة "السينماتيك" بوهران ضمن منافسة الأفلام الوثائقية بمهرجان وهران للفيلم العربي في دورته الثامنة، وكشف عبره أسرار الروائي الراحل الطاهر وطار وعلاقته بالكتابة وقضايا جدلية والدين الإسلامي والموت والتراث.
عنون محمد الزاوي فيلمه عن الروائي المرحوم الطاهر وطار بـ"آخر كلام"، لأنه رصد المحطات الأخيرة للرجل وهو على فراش المرض، بفرنسا، ونقل جانبا من صبره هناك، لأنّ عمي الطاهر لم يكن ذاك الشخص الذي يخضع للمرض، بل يقاومه ويصبر.
ورصدت كاميرا الزاوي بعفوية طيلة 68 دقيقة، عمي الطاهر الإنسان والأديب والفنان والمجادل فحمل جنريك الفيلم كلمات: "قبل رحيله بشهرين، أقام الراحل الطاهر وطار في بيتي في الضاحية الباريسية، وحينما بدأ يغني حملت كاميرتي وبدأت أصور".
كما صور المخرج شغف عمي الطاهر بالفنانة الجزائرية الراحلة بڤار حدة من خلال التركيز على مشاهد عمي الطاهر وهو يغني لهذه الفنانة، وكذا تأديته لأغان شاوية، فضلا على أنّه كان يسمعها مسجلة في هاتفه النقال، وأغاني المرحوم عيسى الجرموني، وهي العلاقة الحميمية التي تجمعه بالتراث.
وحمل الفيلم شهادات لكتاب ورفاق عرفوا الراحل عن قرب على غرار الوزير الحالي عزالدين ميهوبي وعمار مرياش وواسيني الأعرج ومحمد ساري وسعيد بوطاجين وغيرهم، فضلا عن فرنسيين عرفهم في فرنسا.
ولم يغفل المخرج بعض الصراعات التي رافقت حياة عمي الطاهر وأبرزها قضية المعربين والمفرنسين، ودعمه للتعريب دون التضاد مع الفرنسية، وعلاقته بالدين واعتذراه عن التكريم لثلة من المثقفين يقودهم عزالدين ميهوبي وغيرها، إضافة إلى الجاحظية التي جعلها منبرا للكتاب والأدباء، وعمل على تشجيع المبدعين الشباب. وعن علاقة الطاهر وطار بالموت، يقول واسيني: "في لحظة الموت، يريد أن يرى الإنسان كيف يراه الناس، وماذا يفرغون ما لديهم تجاه الشخص من مواقف".
لعمي الطاهر حسب العمل علاقة خاصة مع "العصا" التي يسميها أوباما، التي كانت تحملها ابنة المخرج زاوي وتعلقت بها بعفوية البراءة.
من جهة أخرى الفيلم أبدى التوجه الديني لعمي الطاهر من خلال قول عمي الطاهر: "كان والدي ينتظر مني أن أصبح شيخا جليلا، أصلي التراويح بالناس، شققت طريقي وحدي، كان عندي عالم آخر، لا أدخل إلى جامع الزيتونة ليعلمونني كيف أذبح، وهذا هو مشكل الإسلام والمسلمين".







