سوريا غير العربية
13-11-2012, 08:13 PM
بالامس اجتمعت مكونات عديدة من المعارضة السورية في قطر راعية ارهاب العرب للعرب. ورغم ان الشعوب العربية بما فيها تلك التي ترى ان سوريا تمر بمؤامرة غربية، تتفائل خيرا بمثل هذه اللقاءات لانقاذ ماتبقى من سوريا الا ان مايجري في الخفاء لايبشر بخير لسوريا بل لكل الشعوب العربية. فما حدث في العراق ومصر وليبيا يبعث على الخوف من القادم لسوريا. فالدور المسنود الى قطر والسعودية وتركيا. لم ياتي من فراغ. فقد كان دور تلك الدول في العراق دورا سلبيا الى حد بعيد، افقد الشعب العراقي ثقته بالدول العربية والاسلامية. فبالامس كانت تركيا تغازل العرب وتلعب على الحبل الاسرائيلي، مع ان هذا الحبل تمسكه امريكا وتشده على عضدها. فاسبلت مقدمته للاتراك كخطوة اولى لتدغدغ به مشاعر الشعوب العربية، وقد افلحت في ذلك الى حد بعيد. ورغم ان زعماء الاردن وقطر والسعودية وبعض السياسين العرب في ليبيا ومصر والعراق وحتى فلسطين تعلم يقينا ان الدور التركي دور هدام الا انهم جميعا. ينتهجون منهج النعامة. بحجج غير مقنعة اقل ما يقال عنها انها تصدر من اجهل الناس سياسيا. اما بالنسبة الى السعودية وقطر، فالمتتبع لسياستهما يجد نفسه امام حكام عابوا على انور السادات رحلته الى اسرائيل لا لانها رحلة عار عربية لم تقبلها الشعوب العربية بل لانها جاءت بصورة علنية، في حين انهم ومنذ عشرات السنين تربطهم باسرائيل علاقات سرية وطيدة. بل وشركات تجارية كبيرة وعديدة موزعة بين اوربا وكندا وامريكا. فالعلاقات بينقطر و إسرائيل مثلا، بدأت بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996م وافتتحاه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب. وفي القضية السورية، فالمعلوم ان رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ذهب إلى إسرائيل لطلب الوساطة للضغط من اجل سحب اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس تحفظاته على التدخل الدولي في سورية. وكان التحفظ الإسرائيلي على التدخل الدولي في سورية ليس حرصاً على بقاء النظام الحاكم الداعم لمقاومة اسرائيل والمحتضن لحركة حماس في سورية بل خوفاً من اندلاع حرب في المنطقة بأكملها تصل نارها إلى إسرائيل.ويقول مؤلف كتاب "قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية" الإسرائيلي سامي ريفيل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس . والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996م إلى عام 1999م انه من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى. وقال أيضا ان الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، ملمحا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي على فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية. اما علاقات السعودية مع اسرائيل فهي اقدم بكثير من علاقات الاخيرة بقطر. ففي العام 1948م كانت المملكة في تلك الفترة دولة حديثة نسبيا وتواجه عدة تحديات, احداها احتمالية سيطرة مجموعات مسلحة على الحرمين. ففي تلك الفترة عقد اتفاق سري بين حكومة ترومان والملك عبد العزيز آل سعود، تدافع أمريكا فيها عن الحكومة السعودية في وجه اي اعتداء مسلح، على ان لا تشارك السعودية في اي هجوم يشنه العرب ضد إسرائيل. وابتعدت السعودية عن الحروب الثلاثة الرئيسية التي خاضها العرب ضد إسرائيل عام 1948م و1967م و1973م. وفي عام 1978م, قال الملك فهد بن عبد العزيز ان السعودية ستنظر في مسألة الاعتراف بإسرائيل، إذا ما اعترفت بها باقي الدول العربية. وبعدها في عام 1981 م تقدم الملك فهد بن عبد العزيز بمشروع من ثمانية بنود لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي, تضمنت اعترافا غير مباشر بإسرائيل. وقد تطورت هذه المبادرة عام 1982م إلى مشروع فاس الذي اتفق عليه بمؤتمر القمة العربية بالمغرب في 6 - 9 أيلول 1982. وفي عام 2005 أعلنت السعودية رفع الحظر على المنتجات والبضائع الإسرائيلية, ازيل الحظر لكي يساعد المملكة في الدخول إلى منظمة التجارة العالمية. مع هذا لم يزل الحظر باقيا (إلى 2006م على الأقل). وقد التقت المخابرات السعودية أكثر من مرة بالموساد ونوقش امور من بينها محاربة الفكر الاصولي الديني في المنطقة, وكانت المخابرات الأمريكية على دراية بهذه المباحثات وشجعت استمرارها. في بداية عام 2010 م وخلال مؤتمر امني انعقد في مدينة ميونيخ صافح تركي الفيصل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون. ان هذه العلاقات العربية الاسرائيلة تشجع على القول ان قطر والسعودية وتركيا تلعب دورا خطيرا يفضي الى الحفاظ على الكيان الاسرائلي وهذا لا يتم الا بتقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة تقوم على اساس طائفي او قومي. وهذا ما تعمل عليه هذه الدول الثلاثة بكل ما اوتيت من ثروة وما يحدث في العراق منذ 2004 الى يومنا هذا خير دليل على ذلك. ولكي ينتهي دور السعودية وال سعود ترتب امريكا واسرائيل الوضع السوري لكي تلتفت الى السعودية بعد انتهاء مهمتها في. ولهذا يتوقع محللون سياسيون ان مشكلة سوريا ستنتهي العام القادم على ان يتم تقسيم البلد بعد دوامة اقتتال داخلي ممنهج. لانها غير عربية! فسيعمل كل العرب الى عودتها الى الصف العربي المتحد!!! بعد تقليص عدد سكانها الى الثلث كي تسعهم قلوب الحكام المحبين لها!! كما عادت فلسطين المحتلة.
محمد التميمي
محمد التميمي







