عقيدة التجسد ثم الصلب فالقيامة في ضوء التاريخ
25-11-2012, 10:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تجسد الإله صلبه وموته ثم قيامته. كل هذه العقائد و التي تعتبر العقائد المركزية في الديانة المسيحية أو الأساسات لديانة يسوع الناصري هل نجد لها اثر في التاريخ ..يا ترى .
بطبع هناك ما تسمى بالوثائق الرسمية أو الأناجيل التي دونت على شكل روايات وسير تحكي عن شخص "المخلص" او يسوع الناصري . ومع ذلك فالتناقضات الموجودة في هذه الأسفار "المقدسة" عند النصارى خلقة مشاكل فكرية وعقائدية عند الدارسين كيف يمكن أن يحدث فيها تناقض!!! وهي وحي تم بواسطة الروح القدس وتمت كتابته من طرف أربعة أشخاص كنا منهما شاهدين على الحوادث كمتى الرسول ويوحنا الرسول!!! .
وكيف يحدث التناقض حول قصة الصلب والقيامة مثلا وهي قصة واحد ولا يحتمل الخطأ عند سرده من طرف أربعة أشخاص مسوقين بالروح القدس وكان منهم شهود على الحادثة !!!
لهذا فشك يحوم حول هذه الوثائق التي تم تقديمها من طرف الكنيسة على أنها الأناجيل الصحيحة والتي تم تلقيها بواسطة "الوحي الإله".
هنا كان من الضروري على الدارسين و الباحثين أن يبحث عن سند أخر لهذه الحوادث.. سند تاريخي يكون موضوعي ومحايد في نقله للإخبار .
وقد عثروا على ضالتهم في المؤرخين القدامى و الوثنيين وحتى معاصري النهضة عرف عنهم الإلمام بكل ما يتعلق بالحوادث حتى ولو كانت تافهة.
المؤرخون القدامى
1- المؤرخون اليهود:
فيلون السكندري (13-20 ق.م – 54 م)
فيلسوف ومثقف ولد أيام هيرود الأكبر توفي عام 54 م أي انه فرضا يعد معاصرا تماما ليسوع وهو شديد الإلمام بكل ما يتعلق باليهود وتتضمن أعماله 57 عملا منها كتاب بعنوان"عصر بيلاطس" وهو كتاب لو استطاع أن يضمنه شيئا عن يسوع المسيح لوجد عشرات الإمكانيات لكنه لم يذكر يسوع مطلقا.
ويعد فيلون من كبار مثقفي عصره وانه شديد الأمانة الموضوعية ومشهود له بأنه لا يغفل كبيرة ولا صغيرة في الموضوع الذي يتناوله وذلك ما اتبعه في كل كتابته المتعلقة بالطوائف الدينية المتعددة لذلك لا يملك المرء إلا أن يتساءل : لماذا لم يذكر شيء عن يسوع وحواريه خاصة أن شعبية المسيح قد تخطت حدود فلسطين نحوا سوريا-كما جاء في الأناجيل- وبعد المعجزات كمداواة المرضى وإحياء الموتى وإطعام الألف من الناس ولماذا لم يكتب شيء عن عملية الصلب ليسوع ولا عن تلك القيامة أو عن أولئك الموتى القديسين الذين عادوا إلى حياة وكانوا يطوفون شوارع أورشليم لا يمكن لمؤرخ بمثل دقة فيلون أن يغفل مثل هذه الأمور العظيمة .
و الأكثر من ذلك أن القس الايطالي ليوجي كاتشيولي الذي خرج عن سلك الرهبنة وهو من مواليد عام 1924 م يؤكد في كتابه المعنون "مهزأة المسيح" ان فيلون السكندري كان ينتمي إلى جماعة الاسينيين ورغم ذلك [ لا يذكر أبدا أي شيء عن يسوع او المسيحيين بل على العكس تماما نراه يستبعدهم من أعماله المكتوبة فيما بين سنة 50م و 60م ويتحدث عن "لوغوس" لا يزال سوف يأتي روحيا وبذلك فهو ينكر أي مجيء ليسوع بشكل مادي ]
فلافيوس جوزيف " حوالي 37م-100م"
ولد جوزيف عام 37م من أسرة يهودية ميسورة الحال وتم تعينه حاكما على الجليل في بداية ثورة 66 م وقد تولى قيادة المحاربين ضد الرومان ثم اعتقله الامبراطور فسبازيان وسرعان ما انقلب موقف فلافيوس جوزيف إنقاذا لحياته ليصبح متعاونا بحماس مع الرومان الأمر الذي سمح له بالحصول على الجنسية الرومانية وهذا لا يمنع من انه من كبار مؤرخي عصره من اهم مؤلفاته " حرب اليهود ضد الرومان" من سبع مجلدات و " الآثار اليهودية " او "التاريخ القديم لليهود" من عشرين مجلدا إضافة الى ضد "ابيون" من جزئين وسيرته الذاتية .
وفي كل هذا الكم المستفيض خاصة في كتابه أثار اليهود وقد ضمنها منذ عصر التكوين حتى حرب اليهود مع الرومان سنة 66م لا يوجد سوى فقرة من بضعة اسطر تقول :
( وفي نفس العصر أتى يسوع انه رجل عاقل إذا ما كان يجب أن نطلق عليه رجلا لانه كان صانع معجزات وسيد الرجال الذين يتلقون عنه الحقيقة بسعادة وقد جذب اليه العديدمن اليهود والهلينيين انه كان المسيح وعندما حكم عليه بلاطس بالصلب بناء على وشاية من مواطنينا الأوائل لم يكف الذين كانوا يحبونه عن الإعجاب به لأنه ظهر لهم بعد ثلاثة أيام لقد قام إذ كان الأنبياء القدامى قد اعلنوا ذلك وآلاف الأشياء الأخرى بشأنه . والجماعة التي يطلق عليها المسيحيين لم تختلف بعده ) !
هذه الفقرة ليست نص أصليا وبهذا اجمع العلماء من ناحية لم تكن موجودة في أقدم نسخة من "اثار اليهود" تلك التي كان يمتلكه اوريجين في مطلع القرن الثالث والذي كان يؤكد ان فلافيوس جوزيف كان يرفض "الاعتقاد بالمسيح " والنص المفبرك يناقض كلام اورجين .
يقول الأب جيلييه أمين مكتبة سانت جنقييف ومترجم أعمال فلافيوس سنة 1756 : " ان التناقضات والتحريف يتولد امامي في كل خطوة . انني مضطر الى القول بان كتابته قد تم تعديله بحيث اصبح يتناقض مع نفسه و اخشى من تكرار ذلك القول واثره غير الحميدة على اعماله "
ويقول روجيه بترينييه في كتابه "يسوع المسيح اسطورة ام شخص تاريخي صفحة 29 " :" ان المسيحيين قد استولوا على اعمال جوزيف اذ ان مواطنيه قد تباعدوا عنه لانضمامه الى صفوف الرومان وراحوا يحرفونها وفقا لهواهم "
ويشرح اندريه فوتييه بإسهاب ان فلافيوس جوزيف قد كتب عدة ترجمات " لحروب اليهود " وان النص الارامي له يرجع الى عام 75 م و النص اليوناني الى 79 م وان هذه الترجمة اليونانية لا تتضمن اية إشارة إلى يسوع الا ان الجزء الاول والاجزاء من ثلاثة الى سبعة رائعة الصياغة و المضمون الدقيق ام الجزء الثاني الذي يقص الاحداث التي تتوافق مع الفترة التي عاش فيها يسوع رديئة الصياغة وغير متناسقة المضمون وذلك يؤكد على أنها الحاقية مفبركة على يد النساخ المسيحيين يقول اندريه " يجب علينا الا ننسى ان القساوسة وحدهم الذين كانوا يجيدون القراءة والكتابة وان الاجزاء المتعلقة بيسوع وبيوحنا المعمدان قد قاموا بالغائها من النسخ التي عملوه لنص اليوناني "
و في إشارته في الفصل الثالث من كتابه لمقدمة كتاب " حرب اليهود ضد الرومان " النص اليوناني يتضمن ملخصا لما سوف يتناوله الكتاب و في هذه المقدمة فان الكتاب في وضعه الراهن ينتقل فجاة من حكم الإمبراطور أغسطس الى السنة الثانية عشر من حكم الإمبراطور نيرون " !
وهي فجوة تاريخية تشتمل على حوالي ستين سنة وهي نفس الفترة التي عاش فيها ياسوع
نستخلص من كلام الباحثين ان مؤرخ في مثل دقة فلافيوس جوزيف في جمع المعلومات لا يمكنه ان يترك حقبة تاريخية مهمة دارت فيها احدث كانت مصيرية لقومه اليهود
من دون شك ان للكنيسة دور في هذا العبث التخريبي الذي حدث في مؤلفات فلافيوس
ويؤكد هذا ما جاء على لسان لويجي كاتشيولي في كتابه "مهزاة المسيح صفحة 111" و هو : ان الكنيسة قد حرفت الفقرات الواردة في مؤلفات فلافيوس جوزيف واختلقت حريق روماالذي نسبته الى نيرون حتى يمكن اعتبار الضحايا او شهداء الاسينيين انهم شهداء المسيحيين و العديد من الاكاذيب ما ان يكتشفه القارىء حتى تؤدي الى نتيجة عكسية لما اراد المزيفون وتكفي الاشارة الى كم التحريف الذي قام به يوسبيوس اسقف القيصرية (314-330) والذي يطلق عليه المؤرخون لقب "المزور" لنرى ما الذي قام به المسيحيون لمواجهة نقص الوثائق ولمحاولة اثبات الوجود التاريخي للشبح الذي اطلقوا عليه اسم يسوع "
لحد ألان قمت بنقل شهادتين فقط لمؤرخين من اليهود وهم من القدماء عصروا الفترة التي كان فيها يسوع يسوح في الأرض . وللمزيد عن قدماء المؤرخين احيل القارىء لكتاب الاستاذة زينب عبد العزيز (المساومة الكبرى) الذي قمت بنقل منه و بشيء من التصرف .
التلمود
وقبل ان نقفز الى اقول المؤرخين الوثنيين عليا ان اقدم كتاب تاريخي اخر وهو يهودي الاصل مكانته عند اليهود تسوي مكانة التوراة بل و يفوقه عند بعد الحاخامات أصحاب الطليعة عند اليهود ورؤسائهم الدينيين هذا الكتاب هو التلمود وبالعبرية يعني "التعاليم" وهو يتضمن التعليمات و التعليقات المتعلقة بنصوص التوراة او العهد القديم فهو بمتابة التكمل لشريعة التوراة المكتوبة عن طريق التقنين الشفهي .
التلمود الذي تلقاه الحاخامات عن طريق الوحي كما يزعمون قد صيغة نصوصه العقائدية في القرن الثالث الميلادي
في التلمود نصوص تكيل للمسيحية الكثير من الاتهامات وقد تم اصدر مرسوم كنسي في العصور الوسط يقضي بعدم قراءة هذا الكتاب وتم إدانته رسميا وأدانت كل من يعتقد بصحته .
يسخر التلمود من اله المسيحيين الذي ولد من غير دنس ان امه اي "مريم البتول " كانت يهودية عاهرة قامت بزنا مع جندي روماني اسمه بانتيرة" وأما المعجزات التي كان يقوم بها يسوع فتلمود يفنده على انها كانت تحدث بواسطة السحر ومعاونة بعل زابول رئيس الشياطين
ولهذا استحق يسوع الصلب لمحاولته التغرير باليهود وحثهم على الثورة .
و التلمود كذلك يقول ان المسيح رجم ولم يصلب كما جاء في الأناجيل
ان أي محاولة للمسيحيين للاستشهاد بالتلمود هي على حساب الأناجيل المقدسة الموحى بها .لان التلمود يناقض ما جاء في الأناجيل ويحكي أحداث غير التي سطرت في أسفارهم أضف الى ذلك منع الكنيسة لهذا الكتاب الذي يحوي أساطير و خرافة من وجهة نظره .
المشناه
تعتبر المشناه مجموعة من الابحاث التي تتكون من 63 بحث وتعليق على أسفار التوراة وهي غير ملهمة بخلاف التلمود او التوراة عثر احد الحاخامات وهو هيلال البابلي على نسخة من المشناه سنة 40 ق.م في منطقة طبرية بفلسطين ورغم أنها تتناول كل أقول المخالفون و هرطقتهم منذ سنة 40 ق. م حتى حوالي سنة 236 م مع ذلك فهيا لا تتضمن اي شيء عن يسوع و أحداث صلبه و قيامته . مع ان المشناه تعتبر أشبه باليوميات لأعمال المعبد اليهودي وتاريخ الفارسيين قتلة يسوع و الغريب أنهم لا يقول أي شيء عن صلبه أو حتى رفع هذه التهمة المنسوب لهم
لو قمنا بالبحث في الوثائق اليهودية القديمة لن نصل سوى لنتيجة واحدة وهي : إن هذه الأحداث التي تبشر بها أناجيل المسيحيين لا سند لها في التاريخ اليهودي
تعرفنا على رأي المؤرخون من اليهود
و الان ما قول المؤرخون الوثنيون حول هذه الأحداث !!!
هذا ما سنتعرف عليه في الجزء القادمة من هذا الموضوع ان شاء الله
تحياتي لكم ..
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01
قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .
https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01
قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .
من مواضيعي
0 شرح كتاب -الوابل الصيب- للإمام إبن القيم رحمه الله
0 مٌبارك عليكم الشهر
0 مُختارات من فوائد أحاديث البُخاري-رحمه الله-
0 هل صح حديث في فضل شهر -رجب-
0 المفيد في عظمة التوحيد
0 التداوي{ بالكتاب و السُنة }
0 مٌبارك عليكم الشهر
0 مُختارات من فوائد أحاديث البُخاري-رحمه الله-
0 هل صح حديث في فضل شهر -رجب-
0 المفيد في عظمة التوحيد
0 التداوي{ بالكتاب و السُنة }
التعديل الأخير تم بواسطة ل.ب.هواري ; 27-11-2012 الساعة 11:17 AM










