اسرائيل هددت بتدمير منطقة المزة والقصر الرئاسي ومطار دمشق والأسد هدد بتحويل تل أبيب إلى رماد
19-01-2013, 09:05 AM

اسرائيل هددت بتدمير منطقة المزة والقصر الرئاسي ومطار دمشق والأسد هدد بتحويل تل أبيب إلى رماد بقصفها بـ 700 صاروخ

في خضم المراهنة على سقوط النظام في سوريا وانتظارٍ طال ما يقرب العامين على تفكك الدولة التي تشكل حلقة متينة في محور الممانعة جاء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد كالصاعقة على بعض الدول الغربية والعربية وعدد من الجهات والقوى ليشكل لها صفعة كبيرة ويبدد آمالها، قاطعاً شك الرهان بيقين مفاده أن الحديث عن اسقاط سوريا هو أضغاث أحلام، خطاب استند في ثباته وصدقيته على التقدم الكبير والانجازات الجمّة التي حققها الجيش السوري في وجه المجموعات المسلّحة وإلحاق خسائر فادحة في صفوفهم لم تستطع وسائل الاعلام السورية ذات الامكانيات المتواضعة أن تحسن إظهار ذلك، فيما الدول الداعمة لتلك المجموعات ثَبُت لديها –وبالحقائق- أن الجيش السوري أظهر رباطة جأش وعقيدة قتالية ودفاعية لم تملكها الكثير من الجيوش التي تُعد الأقوى في العالم.

وفي هذا الاطار، تقول مصادر عسكرية سورية إن خطاب الرئيس السوري بشار الاسد كان متعدد الاتجاهات وحمل في طياته رسائل الى عدد من الدول الفاعلة والمؤثرة على الجماعات المسلحة في سوريا، الأمر الذي أحدث إرباكا في صفوفها وأعاد خلط الاوراق بعدما ثَمُلَ البعض بآمال سقوط النظام، إلا أن "اسرائيل" التي تقف في الصفوف الأمامية للمنتظرين سرعان ما أحست بألم السهم المتعدد الشعب الذي أصابها جراء حديث الرئيس الاسد عن قدرة سوريا على استعادة الجولان، فسارعت الى مطالبة أمريكا للاتصال بسوريا وإبلاغها أن العملية ستكون ضخمة وحرب شاملة، وقد هددت -بواسطة الرسالة- ان أي صاروخ يتم إطلاقه على "اسرائيل" فإنها ستقوم بتدمير منطقة المزة والقصر الرئاسي والمرافق الأساسية في العاصمة السورية بما فيها مطار دمشق الدولي، إضافة الى البنى التحتية في كافة المحافظات السورية، لكنّ الذي فاجأ "اسرائيل" هو جواب الرئيس السوري بشار الاسد الجازم والحازم والحاسم:" اذا كانت القضية حياة أو موت بشأن المؤامرة على سوريا فإننا إخترنا الشهادة في سبيل الدفاع عن كل حبة تراب من بلدنا وأنا أول من سيحمل البندقية وينزل الى الشارع وسنحول تل أبيب الى مدينة من الرماد.."، ويضيف المصدر العسكري أن هناك ما بين خمسمئة وسبعمئة وخمسين صاروخ "سكود" موجه نحو أهداف محددة في انحاء مختلفة من "اسرائيل" قادرة على إحداث دمار شامل وهي تعرف ذلك جيداً ولا تجد حلاً لأن المسافة قريبة بين البلدين واذا حدثت أي معركة عندها تكون أكبر ضربة صاروخية منذ حرب فيتنام.

إزاء هذا الموقف تلقفت "اسرائيل" مفهوم ذلك التهديد خصوصاً بعد يقينها أن سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما هوجمت من أي بلد مثل "اسرائيل" او غيرها، خصوصاً في ظل ما تشهده من تآمر على كيانها من دول أوروبية وإقليمية وعربية، ولذلك طلبت الإدارة الأمريكية من موسكو الضغط على سوريا بالتخفيف من حدة لهجتها وضبط النفس إزاء هذه القضايا لأن ذلك سيؤدي الى حرب كونية لن يكون أفق لحدودها.
وفي هذا الاطار -أضافت المصادر- أن الحديث عن التقارب الأمريكي- الروسي حيال الأزمة السورية لا ينفصل عن التهديدات التي أطلقتها دمشق للكيان الصهيوني بعد دخول "الموساد" على خط عملية التفجيرات والاغتيالات التي طالت عدداً من المناطق والضباط العسكريين من ذوي الرتب العالية وتجنيد معارضين سوريين لجمع معلومات حول أماكن تواجد عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والأكاديمية تم إلقاء القبض على عدد منهم. وقد سارعت واشنطن الى تلقف أي مبادرة سياسية من شأنها أن تجد طريقا لحل الأزمة السورية على عكس ما تروجه في العلن مع مطالبتها موسكو بتفهم ذلك لأن الانحدارة السريعة في المواقف الأمريكية من شأنها أن تحدث صدمة كبيرة لدى حلفاء الادارة الامريكية. وقد عزت المصادر تراجع المواقف الامريكية عن الضغط على سوريا إلى الأمور التالية :

-أولاً: ان واشنطن تعلم جيداً أن تهديد سوريا لربيبتها "اسرائيل" جدي جداً ومن شأنه أن يهدد وجود الكيان الصهوني على الخارطة.
-ثانياً: أن الولايات المتحدة الأمريكية لمست رجحان كفة الصراع لمصلحة النظام وتماسك الجيش السوري وتمسكه بعقيدة قتالية حالت أساليب الترهيب والترغيب والاغراءات دون النيل منها، وفي المصطلحات العسكرية أظهرت الوقائع أن ذلك الجيش لم ينكسر أمام الأمواج العاتية ولم تستطع كل الاستخبارات بما فيها الموساد والـ "سي اي اي" أن تستنزف قدراته في ظل استخدامه تكتيكات عسكرية واعتماده إحترازات دفاعية لحرب طويلة الأمد كما لو أن المعركة لن تنتهي قبل أعوام عدة، عدا عن ثبات الدولة السورية قيادة وجيشاً وشعباً ومؤسسات في وجه حرب شرسة لم تشهد البشرية لها مثيلاً.
-ثالثا: (ربطاً بقدرة الجيش السوري على المواجهة) باتت قناعة الإدارة الأمريكية كما غيرها من بعض الدول أن إسقاط النظام –رغم صعوبة تحقيقه- لن يغير في المعادلة ما لم تسقط عقيدةُ الجيش وتُستبدل بأخرى كما حدث في العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين وفي لبيبا بعد إسقاط نظام معمر القذافي.
إضافة إلى ذلك كان المسؤولون الروس أبلغوا الإدارة الأمريكية أن الرئيس الأسد لديه ثابتة لن تستطيع دول العالم كافة أن تبدّلها، مفادها: "لن نسمح بإسقاط سوريا ومصادرة دورها وموقعها وموقفها الجيو استراتيجي والمقاوم والممانع..ونحن نسعى لحفظ السيادة الوطنية ولن نستمع إلى الضجيج الخارجي..جيشنا قوي وأي كلام يتعلق باقصاء النظام هو مهزلة".
وبانتظار ما ستحمله الأيام من تطورات وأحداث في ميزان ميدانيات الوضع السوري التي ترجح كفته نحو تقدم الجيش ونجاحه في القضاء على أعداد كبيرة من المجموعات المسلحة فإن الأمور تتجه إلى حل سياسي عرابه العملاقين الروسي والأمريكي مع مباركة بعض الدول التي فضلت عدم الكشف عن دورها في هذا الحل.