حقيقة الرؤيا في المنام
23-03-2008, 11:18 PM
حقيقة الرؤيا:

الرؤيا اعتقاد بالقلب أن الله يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان، وهو سبحانه يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علماً على أمور أخر تلحقها في ثاني الحال أو كان قد خلقها، فإذا خلق في قلب النائم الطيران وليس بطائر فأكثر ما فيه أنه اعتقد أمرا على خلاف ما هو فيكون ذلك الاعتقاد علما على غيره، كما يكون خلق الله الغيم علما على المطر، والجميع خلق الله تعالى ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علما على ما يسر بغير حضرة الشيطان ويخلق ما هو علم على ما يضر بحضرة الشيطان فتنسب إلى الشيطان مجازاة لحضوره عندها وإن كان لا فعل له حقيقة.

* سبب الرؤيا:

سبب الرؤيا إذا نام الإنسان سطع نور النفس حتى يجول في الدنيا ويصعد إلى الملكوت فيعاين الأشياء ثم يرجع إلى معدنه، فإن وجد مهلة عرض على العقل والعقل يستودع الحافظة وفي العالم يخرج النفس ويبقى الروح عند النوم .يخرج الروح ويبقى شعاعه في الجسد فبذلك يرى الرؤيا وأرواح الأموات والأحياء تلتقي في المنامات فتتعارف ما شاء الله تعالى والمفهوم من محاكاة كلام الحكماء أن توجه النفس في اليقظة إلى المحسوسات مانع من الوصول إلى المعقولات، وإذا ارتفع المانع بالنوم تستعد النفس بالاتصال بالجواهر الروحانية العقلية الذي ارتسم فيها جميع الموجودات المعبر عنها في الشرع باللوح المحفوظ وعند أهل الشرع إن للرؤيا ملكا يقال له ملك الرؤيا فعند اليقظة تعدم المناسبة وعند النوم تحصل المناسبة مع ذلك الملك فينطبع في النفس من الملك ما أخذه من اللوح والإلهامات الفائضة من جانب القدس

وأما الكاذبة فإما بسبب تخيل فاسد في اليقظة أو سوء مزاج أو امتلاء أو لأمراض ثم قيل

الرؤيا إما صادقة وهي أيضا ثلاث.

1- تبشير يبشره ملك الرؤيا بما يسره من الأخروي أو الدنيوي.

2- تحذير يخوفه بما يبعد عن الطاعة ويقرب إلى المعصية.

3- إلهام يلهمه ما هو نفع محض كالحج والتهجد

وإما كاذبة وهي ثلاث :

1- رؤيا همة وهي ما تخيلها في اليقظة فليس لها اعتبار.

2- رؤيا علة ناشئة من الأمراض فليس لها اعتبار

3- رؤيا شيطان أضغاث أحلام فليست بمعتبرة خصوصا إذا خالفا كتاب العليم العلام أو سنة محمد عليه الصلاة والسلام