اشكالية اختلاف الفهم لدى الخلف....في ادراك ، فهم السلف؟؟(2)
10-04-2008, 08:57 PM
- السلام عليكم.
* في هذا الجزء نواصل، البحث في الاشكاليات التي تطرحها السلفية المعاصرة (الوهابية)، او الفرقة الثالثة والسبعون المنصورة والناجية، او العروة الوثقى،... ولو ان ادعاءها وتزكيتها لنفسها بأنها هي المقصودة في الحديث وهي الصراط المستقيم ، اي هي الاسلام الحق، يمكن بسهولة تفنيد والرد على هذا الادعاء، في نقطتين اساسيتين:انطلاقا من النظريتين اللتان تنظران لهذه المدرسة الفقهية الاصلاحية الجديدة،
*"...لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها..."
*"...الكتاب والسنة ....بفهم السلف الصالح...."
- وانطلاقا من هاتين المقولتين سوف نوضح قضيتين اولا: عدم امكانية الاتفاق بالاجماع على تعيين كوكبة او مجموعة بعينها ، يمكن ان يطلق عليها تعريفا و تمييزا وتعيينا "السلف الصالح" ، بل مجتمعات السلف من السابقين منذ فجر البعثة النبوية الشريفة والتابعين وتابعي التابعين ،لم يختلفوا عن سنة الله في خلقه فقد كانوا ، بشر ،تفقهوا في دينهم وعملوا عقولهم، بعدما اخذوا بالكتاب والسنة على طريقتهم ، كل حسب موقعه وذكائه وما تيسر له من العلم ،وكل حسب عصره وبيئته، ولهذا فلا غرابة ان تجد الاختلاف بينهم، وهذا ما يفسر ظهور المدارس الفقهية مبكرا، وحتى الفكرية، والعودة الى تاريخ وفقه وفكر السلف الصالح ممن عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعا والتابعين لهم باحسان ....فاننا نجد الاختلاف الذي بلغ احيانا حد الخلاف والنزاع، والذي لم يكن فقط فقهي بل كان ايضا سياسي،وفكري وحتى فلسفي، وانتهى ذلك بوجود مذاهب وبل تيارات سياسية ، وفكرية وفقهية متمايزة،....بل وعن كل مدرسة انبثقت مدارس و تيارات متمايزة فيما بينها، ولنأخذ على سبيل المثال مدرسة اهل السنة والجماعة، مدرسة من لا مدرسة له وسبيل من انقطعت به السبل ..او المدرسة التي صنعت التاريخ الاسلامي وبقيت رغم كل المطبات والفتن والانعطافات، بقيت ولا زالت هي النهر منبعه الأصلي كتاب الله وسنة رسول الله وتصب فيه عبر مسار التاريخ السيول والوديان ، وتنشق عنه كذلك انهار ووديان فرعية ،صغيرة ..... ولكن بقيت على طول التاريخ هي النهر الذي يحوي ولا يحتوى ، ويضاف اليه ، ولا يضاف الى غيره ...وينشق عنه ولا ينشق هو عن المسار الطبيعي للنهر ويجد فيه السبيل من انقطعت به السبل الأخرى ، ورغم التمايزات والاختلافات بين هذه المدرسة في حد ذاتها الى انها بقيت منفتحة على غيرها وملتزمة الوسطية .على باقي المدارس الأخرى.... واي "خلف" يأتي اليوم ان كان صادقا في ابتغاء سبل الحق، بالسعي لأن يكون خير خلف لخير سلف، وان يكون من تابعي التابعين بالاحسان ....فلا شك ان تكون هذه المدرسة الفقهية التي صنعت التاريخ الاسلامي وكانت الأكثر تأثيرا...هي بالذات من يسعه ، ويسع غيره ....وعندما يأتي اليوم الخلف من السلفية المعاصرة، ويحاول الانتساب لهذه المدرسة فهذا شئ لا خلاف ولا لغط او مؤاخذة عليه..ولكن ما هو مرفوض منطقيا وعقليا وحتى شرعيا ،هو ان يحاول اتباع المدرسة السلفية الوهابية ان يصادروا ، ويستولوا على ارث هذه المدرسة ويتصرفون فيه على حسب حاجتهم اخذا وردا ، وتزكية وتصحيحا و تجريحا ،....ويدعون حق الملكية الشرعية على هذا الارث دون غيرهم بل واكثر من ذلك ، يغلقون هذه المدرسة على انفسهم ويقصون منها غيرهم.،فلا يترددون في الزعم انهم هم اهل السنة والجماعة، وما اهل السنة والجماعة الا جماعتهم ، ومن خالفهم او عارضهم او انتقدهم ،...فلابد وان يكون على ضلال، وبل ويربون الشباب ممن رغب في الانتماء اليهم على هذه الروح والنزعة الاستكبارية الضيقة في تزكية انفسهم وجماعتهم ومنهجهم والنظر للاخرين بمنظار الاستصغار، والتبديع ، وحتى الاتهام في العقيدة،.....ولهذا فالسلفية الوهابيةالمعاصرة ما هي الا مدرسة "متطرفة"، كغيرها من الطرق والمذاهب التي ظهرت في التاريخ الاسلامي ، وكانت بغلوها وتطرفها وتعصبها لمنهجها وشيوخها ،تحمل بذور انحرافها و تيهها ، وكانت سببا في ظهور فتن ، واضطرابات ...... كما هي اليوم السلفية الوهابية ، بدل ان تطلب الحق بالحق راحت تطلب ما تراه حقا ولو بالباطل ....فيحدث كثيرا ان تقع في "الباطل" في سعيها وابتغاءها للحق...فزرعت الفتنة في الكثير من البلدان ، وهي تسعى للاصلاح ، والوقاية من البدع والشرك...وفرقت صفوف المسلمين في سعيها لتكريس عقيدة "التوحيد" ، واساءت للدين القيم ،وقيمه الذهبية الخالدة،...في اطار التمكين للدين "الحق" من وجهة نظرها هي حصرا....
-
02-"..لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به اولها.."، بمعنى ان المنهج الذي ساد في فترات الأمة التي امتازت بالصلاح والفلاح هو الأحق بأن يتبع،....وهذه نظرية رجعية سليمة من الناحية المنطقية ، ولكنها غير عملية بالنظر الى استحالة تحقيقها وانجازها فلكل زمان ولكل عصر، معطياته وظروفه ورجاله ،ووسائله الخاصة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعادة التاريخ الى الوراء او انجاز تاريخ بصورة ستيريوتيبية، على نسق تاريخ سابق، .... فالمنهج قد تطرقنا اليه وهو منهج السلف الصالح ،واوضحنا عدم دقة وسلامة الاستدلال الذي يقدمه السلفيين ، لأن منهج السلف الصالح لم يكن خريطة تاريخ جاهزة ولا منظومة ايديولوجية شمولية بل كان منتوج يجمع بين الفقه والفكر والبحث المؤسس على الكتاب والسنة، و لم يكن منسجما ولا على نفس النسق بل كان متمايزا وفسيفساء فيه الاختلاف وحتى الخلاف...
- ونعود ل"الفترات"أ لتي ينتقيها السلفيين ويقدمونها كنمازج صالحة للعادة استنساخها، ....في القرن الواحد والعشرون، وهي:
1-فترة البعثة النبوية الشريفة: وهذه بالذات يستحيل استنساخها، لسبب بسيط جدا لا يخفى على اي عاقل فهذه الفترة كانت فترة التأسيس وتبليغ الرسالة النبوية، وفيها كان المسلمين محظوظين جدا بكون الرسول صلى الله عليه وسلم،كان من بينهم وكان يوحى اليه ومؤزر بالعصمة من فوق سبع سموات.وكان من المحال ان يفتن ويتيه المسلمين والرسول بينهم ..ففي ظل انقطاع الوحي وانتفاء العصمة، بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يبقى على وجه الأرض من يوحى اليه ولا معصوم...والكل بشر، يخطئ ويصيب،...ولهذا لا يمكن اعادة انتاج واستنساخ فترة البعثة الشريفة بل يمكن السعي لمحاكتها والتمثل بها ، وهذا هو "ديدن "، ومبتغى ومنتهى كل من اتى بعده يسعى للمنهج والسبيل الأقرب ، لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ...
2- فترة الخلافة الراشدة: وهذه الفترة على عكس ما يحاول البعض المغالطة، فهذه الفترة كانت فترة عرفت الكثير من الأحداث والاختلافات، فهي بدأت بفتنة الردة ، والاضطراب العام الذي اصاب صفوف المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتم تأسيس الدولة وتنظيم شؤونها الا بعد حروب مريرة وقتال شديد،....وهذا العصر الذهبي عرف فترات متمايزة وفترات عاصفة مضطربة فالاستقرار ميز فترة خلافة الخليفة عمر بن الخطاب الذي ارسى قواعد الدولة الاسلامية ونظم الدواوين والأمصار ، وافرز القضاء ،وارسل الفتوحات ...ولكن الفترة بمجملها عرفت اغتيال 3 من بين الخلفاء الراشدين الأربع ، عمر وعثمان وعلى رضوان الله عليهم ....وعرف ثلاث فتن كبرى مات فيها الالاف من الناس....حروب الردة......الفتنة الكبرى التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم حرب الجمل... وصفين....والحرب الطاحنة بين على ومعاوية التي انتهت بعد مقتل علي كرم الله وجهه.... ليبادر ابنه الحسن بن علي الى حقن دماء المسلمين فيما سمي بعام الجماعة....وبالتاي فالفترة لم تكن فترة ازدهار وصلاح وفلاح مستمر بل كانت فترة فتنة ايضا وانتهت بانقلاب مسلح ودموي قاده الأمويين ضد الخليفة علي بن ابي طالب. فانهوا دولة الخلافة الراشدة ....ليؤسسوا على انقاضها "الدولة الأموية"، حيث تحولت الخلافة الى مملكة وراثية بين خلفاء بني امية دون سواهم...وهذه الحادثة تعتبر اكبر "كسر"، غير مسار التاريخ الاسلامي .
3- الفترات الذهبية من العصرين العباسي والأموي: ...وتاريخ هاتين الامبراطوريتين فيه الكثير مما يخالف حتى الكتاب والسنة النبوية الصريحة،حيث كان الملوك والحكام والخلفاء ...يصادرون حتى الدين نفسه ، لصالح تعزيز ،وتوطيد سلطتهم ،... ، وابسط مثال هو عدم انسجام اسلوب الوراثة في الحكم والاستبداد بالأمر على الناس في دمائهم واموالهم وحياتهم ..مع الدين الاسلامي ......
وفي الخلاصة : نتوصل الى ان المدرسة السلفية الوهابية ما هي الا مدرسة فقهية كغيرها من المدارس، تحاول ان تأخذ الأفضل والأحسن والأصلح من الكتاب والسنة..متأسية في ذلك بما تراه "الأصلح " من ارث السلف، وتحاول محاكية في نهجها لاعادة استنساخ عصر الصلاح والفلاح او العصور اذهبية من تاريخ الأمة.... وتبقى مدرسة اجتهادية،بعقلانية انسانية قد تصيب وقد تخطئ، وادعاءها مزكية نفسها بانها الطائفة المنصورة والناجيةن ماهو الا دليل على كونها، مثلها مثل الطرق والمذاهب المتطرفة...اذ يعتبر هذا الادعاء بالذات القاسم المشترك والمميز لهذه الفرق.....................................يتبع.......... ..................
* في هذا الجزء نواصل، البحث في الاشكاليات التي تطرحها السلفية المعاصرة (الوهابية)، او الفرقة الثالثة والسبعون المنصورة والناجية، او العروة الوثقى،... ولو ان ادعاءها وتزكيتها لنفسها بأنها هي المقصودة في الحديث وهي الصراط المستقيم ، اي هي الاسلام الحق، يمكن بسهولة تفنيد والرد على هذا الادعاء، في نقطتين اساسيتين:انطلاقا من النظريتين اللتان تنظران لهذه المدرسة الفقهية الاصلاحية الجديدة،
*"...لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها..."
*"...الكتاب والسنة ....بفهم السلف الصالح...."
- وانطلاقا من هاتين المقولتين سوف نوضح قضيتين اولا: عدم امكانية الاتفاق بالاجماع على تعيين كوكبة او مجموعة بعينها ، يمكن ان يطلق عليها تعريفا و تمييزا وتعيينا "السلف الصالح" ، بل مجتمعات السلف من السابقين منذ فجر البعثة النبوية الشريفة والتابعين وتابعي التابعين ،لم يختلفوا عن سنة الله في خلقه فقد كانوا ، بشر ،تفقهوا في دينهم وعملوا عقولهم، بعدما اخذوا بالكتاب والسنة على طريقتهم ، كل حسب موقعه وذكائه وما تيسر له من العلم ،وكل حسب عصره وبيئته، ولهذا فلا غرابة ان تجد الاختلاف بينهم، وهذا ما يفسر ظهور المدارس الفقهية مبكرا، وحتى الفكرية، والعودة الى تاريخ وفقه وفكر السلف الصالح ممن عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعا والتابعين لهم باحسان ....فاننا نجد الاختلاف الذي بلغ احيانا حد الخلاف والنزاع، والذي لم يكن فقط فقهي بل كان ايضا سياسي،وفكري وحتى فلسفي، وانتهى ذلك بوجود مذاهب وبل تيارات سياسية ، وفكرية وفقهية متمايزة،....بل وعن كل مدرسة انبثقت مدارس و تيارات متمايزة فيما بينها، ولنأخذ على سبيل المثال مدرسة اهل السنة والجماعة، مدرسة من لا مدرسة له وسبيل من انقطعت به السبل ..او المدرسة التي صنعت التاريخ الاسلامي وبقيت رغم كل المطبات والفتن والانعطافات، بقيت ولا زالت هي النهر منبعه الأصلي كتاب الله وسنة رسول الله وتصب فيه عبر مسار التاريخ السيول والوديان ، وتنشق عنه كذلك انهار ووديان فرعية ،صغيرة ..... ولكن بقيت على طول التاريخ هي النهر الذي يحوي ولا يحتوى ، ويضاف اليه ، ولا يضاف الى غيره ...وينشق عنه ولا ينشق هو عن المسار الطبيعي للنهر ويجد فيه السبيل من انقطعت به السبل الأخرى ، ورغم التمايزات والاختلافات بين هذه المدرسة في حد ذاتها الى انها بقيت منفتحة على غيرها وملتزمة الوسطية .على باقي المدارس الأخرى.... واي "خلف" يأتي اليوم ان كان صادقا في ابتغاء سبل الحق، بالسعي لأن يكون خير خلف لخير سلف، وان يكون من تابعي التابعين بالاحسان ....فلا شك ان تكون هذه المدرسة الفقهية التي صنعت التاريخ الاسلامي وكانت الأكثر تأثيرا...هي بالذات من يسعه ، ويسع غيره ....وعندما يأتي اليوم الخلف من السلفية المعاصرة، ويحاول الانتساب لهذه المدرسة فهذا شئ لا خلاف ولا لغط او مؤاخذة عليه..ولكن ما هو مرفوض منطقيا وعقليا وحتى شرعيا ،هو ان يحاول اتباع المدرسة السلفية الوهابية ان يصادروا ، ويستولوا على ارث هذه المدرسة ويتصرفون فيه على حسب حاجتهم اخذا وردا ، وتزكية وتصحيحا و تجريحا ،....ويدعون حق الملكية الشرعية على هذا الارث دون غيرهم بل واكثر من ذلك ، يغلقون هذه المدرسة على انفسهم ويقصون منها غيرهم.،فلا يترددون في الزعم انهم هم اهل السنة والجماعة، وما اهل السنة والجماعة الا جماعتهم ، ومن خالفهم او عارضهم او انتقدهم ،...فلابد وان يكون على ضلال، وبل ويربون الشباب ممن رغب في الانتماء اليهم على هذه الروح والنزعة الاستكبارية الضيقة في تزكية انفسهم وجماعتهم ومنهجهم والنظر للاخرين بمنظار الاستصغار، والتبديع ، وحتى الاتهام في العقيدة،.....ولهذا فالسلفية الوهابيةالمعاصرة ما هي الا مدرسة "متطرفة"، كغيرها من الطرق والمذاهب التي ظهرت في التاريخ الاسلامي ، وكانت بغلوها وتطرفها وتعصبها لمنهجها وشيوخها ،تحمل بذور انحرافها و تيهها ، وكانت سببا في ظهور فتن ، واضطرابات ...... كما هي اليوم السلفية الوهابية ، بدل ان تطلب الحق بالحق راحت تطلب ما تراه حقا ولو بالباطل ....فيحدث كثيرا ان تقع في "الباطل" في سعيها وابتغاءها للحق...فزرعت الفتنة في الكثير من البلدان ، وهي تسعى للاصلاح ، والوقاية من البدع والشرك...وفرقت صفوف المسلمين في سعيها لتكريس عقيدة "التوحيد" ، واساءت للدين القيم ،وقيمه الذهبية الخالدة،...في اطار التمكين للدين "الحق" من وجهة نظرها هي حصرا....
-
02-"..لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به اولها.."، بمعنى ان المنهج الذي ساد في فترات الأمة التي امتازت بالصلاح والفلاح هو الأحق بأن يتبع،....وهذه نظرية رجعية سليمة من الناحية المنطقية ، ولكنها غير عملية بالنظر الى استحالة تحقيقها وانجازها فلكل زمان ولكل عصر، معطياته وظروفه ورجاله ،ووسائله الخاصة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعادة التاريخ الى الوراء او انجاز تاريخ بصورة ستيريوتيبية، على نسق تاريخ سابق، .... فالمنهج قد تطرقنا اليه وهو منهج السلف الصالح ،واوضحنا عدم دقة وسلامة الاستدلال الذي يقدمه السلفيين ، لأن منهج السلف الصالح لم يكن خريطة تاريخ جاهزة ولا منظومة ايديولوجية شمولية بل كان منتوج يجمع بين الفقه والفكر والبحث المؤسس على الكتاب والسنة، و لم يكن منسجما ولا على نفس النسق بل كان متمايزا وفسيفساء فيه الاختلاف وحتى الخلاف...
- ونعود ل"الفترات"أ لتي ينتقيها السلفيين ويقدمونها كنمازج صالحة للعادة استنساخها، ....في القرن الواحد والعشرون، وهي:
1-فترة البعثة النبوية الشريفة: وهذه بالذات يستحيل استنساخها، لسبب بسيط جدا لا يخفى على اي عاقل فهذه الفترة كانت فترة التأسيس وتبليغ الرسالة النبوية، وفيها كان المسلمين محظوظين جدا بكون الرسول صلى الله عليه وسلم،كان من بينهم وكان يوحى اليه ومؤزر بالعصمة من فوق سبع سموات.وكان من المحال ان يفتن ويتيه المسلمين والرسول بينهم ..ففي ظل انقطاع الوحي وانتفاء العصمة، بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يبقى على وجه الأرض من يوحى اليه ولا معصوم...والكل بشر، يخطئ ويصيب،...ولهذا لا يمكن اعادة انتاج واستنساخ فترة البعثة الشريفة بل يمكن السعي لمحاكتها والتمثل بها ، وهذا هو "ديدن "، ومبتغى ومنتهى كل من اتى بعده يسعى للمنهج والسبيل الأقرب ، لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ...
2- فترة الخلافة الراشدة: وهذه الفترة على عكس ما يحاول البعض المغالطة، فهذه الفترة كانت فترة عرفت الكثير من الأحداث والاختلافات، فهي بدأت بفتنة الردة ، والاضطراب العام الذي اصاب صفوف المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتم تأسيس الدولة وتنظيم شؤونها الا بعد حروب مريرة وقتال شديد،....وهذا العصر الذهبي عرف فترات متمايزة وفترات عاصفة مضطربة فالاستقرار ميز فترة خلافة الخليفة عمر بن الخطاب الذي ارسى قواعد الدولة الاسلامية ونظم الدواوين والأمصار ، وافرز القضاء ،وارسل الفتوحات ...ولكن الفترة بمجملها عرفت اغتيال 3 من بين الخلفاء الراشدين الأربع ، عمر وعثمان وعلى رضوان الله عليهم ....وعرف ثلاث فتن كبرى مات فيها الالاف من الناس....حروب الردة......الفتنة الكبرى التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم حرب الجمل... وصفين....والحرب الطاحنة بين على ومعاوية التي انتهت بعد مقتل علي كرم الله وجهه.... ليبادر ابنه الحسن بن علي الى حقن دماء المسلمين فيما سمي بعام الجماعة....وبالتاي فالفترة لم تكن فترة ازدهار وصلاح وفلاح مستمر بل كانت فترة فتنة ايضا وانتهت بانقلاب مسلح ودموي قاده الأمويين ضد الخليفة علي بن ابي طالب. فانهوا دولة الخلافة الراشدة ....ليؤسسوا على انقاضها "الدولة الأموية"، حيث تحولت الخلافة الى مملكة وراثية بين خلفاء بني امية دون سواهم...وهذه الحادثة تعتبر اكبر "كسر"، غير مسار التاريخ الاسلامي .
3- الفترات الذهبية من العصرين العباسي والأموي: ...وتاريخ هاتين الامبراطوريتين فيه الكثير مما يخالف حتى الكتاب والسنة النبوية الصريحة،حيث كان الملوك والحكام والخلفاء ...يصادرون حتى الدين نفسه ، لصالح تعزيز ،وتوطيد سلطتهم ،... ، وابسط مثال هو عدم انسجام اسلوب الوراثة في الحكم والاستبداد بالأمر على الناس في دمائهم واموالهم وحياتهم ..مع الدين الاسلامي ......
وفي الخلاصة : نتوصل الى ان المدرسة السلفية الوهابية ما هي الا مدرسة فقهية كغيرها من المدارس، تحاول ان تأخذ الأفضل والأحسن والأصلح من الكتاب والسنة..متأسية في ذلك بما تراه "الأصلح " من ارث السلف، وتحاول محاكية في نهجها لاعادة استنساخ عصر الصلاح والفلاح او العصور اذهبية من تاريخ الأمة.... وتبقى مدرسة اجتهادية،بعقلانية انسانية قد تصيب وقد تخطئ، وادعاءها مزكية نفسها بانها الطائفة المنصورة والناجيةن ماهو الا دليل على كونها، مثلها مثل الطرق والمذاهب المتطرفة...اذ يعتبر هذا الادعاء بالذات القاسم المشترك والمميز لهذه الفرق.....................................يتبع.......... ..................
من مواضيعي
0 بوتفليقة قد يسمح بمنح "الاعتماد" :لحركة طالبان الجزائر
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
0 كيف قضى فتى زموري"حمزة بلعربي"..نحبه: قتل خطأ او"تعسف بوليسي"؟
0 الطيار الجزائري"لطفي رايسي":يحصّل تعويضا من "بريطانيا "قضية(9/11
0 بين "الهويّة البيومتريّة"؟ وفحص.....؟ والحصار؟..ينحصر "الخيار"؟
0 خواطر دييغو....
0 الطّاهر وطّار:لوتعلمون مدى توغل "حزب فرنسا" في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة
التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الكريم ; 10-04-2008 الساعة 09:13 PM








.gif)

