لماذا كان اول المخلوقات القلم وآخرها آدم عليه السلام؟
19-07-2013, 09:51 PM
كان اول المخلوقات القلم(ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ماخلق الله القلم) ليكتب المقادير قبل كونها وجعل آدم اخر المخلوقات وفي ذلك حكم
الاولى: تمهيد الدار قبل الساكن
الثانية: أنه الغاية التي خلق لاجله ماسواه من السموات والارض والشمس والقمر والبر والبحر.
الثالثة:أن احذق الصناع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه باساسه ومبادئه.
الرابعة:ان النفوس متطلعة الى النهايات والاواخردائما ولهذا قال موسى عليه السلام للسحرة:اولا(ألقوا ماأنتم ملقون) يونس 80 .فلما راى الناس فعلهم تطلعوا إلى مايأتي بعده.
الخامسة:أن الله سبحانه اخر افضل الكتب والانبياء والامم الى اخر الزمان وجعل الاخرة خيرا من الاولى والنهايات اكمل من البدايات فكم بين قول الملك للرسول اقرا فيقول(ماانا بقارئ) وبين قوله تعالى: ( اليوم اكملت لكم دينكم)المائدة 3
السادسة:أنه سبحانه وتعالى جمع مافرقه في العالم في آدم فهو العالم الصغير وفيه مافي العالم الكبير.
السابعة: انه خلاصة الوجود وثمرته فناسب ان يكون خلقه بعد الموجودات.
الثامنة:ان من كرامته على خالقه انه هيأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته واسباب حياته، فما رفع رأسه إلا وذلك حاضر عتيد.
التاسعة:انه سبحانه اراد ان يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات ،عليه في الخلق، ولهذا قالت الملائكة :ليخلق ربنا ماشاء فلن يخلق خلقا أكرم عليه منا. فلما خلق آدم وامرهم بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة ، فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة ان الفضل قد نسخ ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة، فلما تاب الى ربه وأتى بتلك العبودية علمت الملائكة أن لله في خلقه سرا لايعلمه سواه.
العاشرة:انه سبحانه لما افتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من احسن المناسبة ان يختمه بخلق الانسان فإن القلم ألة العلم والانسان هو العالم ولهذا اظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خص به دونهم.
ورد بلفظ" أن أول ما خلق الله القلم"، أخرجه أبو داود في السنة
4700 ، والترمذي 2156 وأحمد في المسند عن عبادة بن الصامت،
من كتاب الفوائد
ابن القيم