هل ظلم ابن المقفع ؟
18-07-2013, 10:37 PM
ادا كان اهل الادب يعرفون ابن المقفع الاديب والمترجم البارع فان الكثير من اصحاب النظم والادارة يجهلون ابن المقفع المصلح السياسي والمفكر والناقد الاجتماعي العظيم الدي لم يترك جانبا من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية في عصره الا وشرحه بطريقة عبقرية وجراة مطلقة وكشف عن مواضع العلة فيه مقترحا العلاج وقد وثق افكاره في كتاب شهير بعنوان – رسالة الصحابة – خيث يعتبر هدا الكتاب من بين اهم اعمال المفكرين في السياسة العملية في العهدين الاموي والعباسي وقد حظي هدا الكتاب بسمعة عالمية واثنى على رسالته العديد من الباحثين والمفكرين والنقاد ندكر من بينهم الباحث والمستشرق الانجليزي جواتياين الدي حقق فيه واعتبره نقطة تحول في تاريخ الدولة الاسلامية كما اشاد باهمية ابن المقفع واعتبره مفكرا من طراز ومعدن ابن خلدون ونيقولو مكافيلي *1
والمقصود بالصحابة هم حاشية الخليفة حيث انتقد بشكل جرئ جدا وغير مالوف نظام الحكم في عهد المنصور العباسي فكانت رسالته تمثل بحق برنامجا اصلاحيا وسياسيا واداريا متكاملا حيث شمل الجند والقضاء والنظام المالي والحياة الاجتماعية فاولى اهتماما بالغا بالجند ودعا الى وضع قانون داخلي للجند يكون بمثابة الميثاق والعهد الدي يسير عليه الجند في اخلاقهم وعلاقاتهم بالرعية ودورهم في الدولة وجعل حجر الزاوية لرسالته السياسية – الاعتقاد الصحيح – فيقول في دات الشان – دون دلك تعهد ادبهم في تعلم الكتاب والتفقه في السنة والامانة والعصمة والمباينة لاهل الهوى يظهر فيهم من القصد والتواضع واجتناب راي المترفين –*2
اد تنبه الى خطورة الجند ادا ما نشؤوا وتكونوا على يد قواد باعتقادات فاسدة
وقد اخد فيما بعد برايه كل من الساسانيين والمماليك والعثمانيين بصدد تربية الجند الخلقية وشكلت التربية الدينية جزءا هاما في اعداد قواتهم العسكرية خاصة .
اما في القضاء فقد عاين الفوضى في الاحكام وتناقض الاراء حتى في القضية الواحدة والبلدة الواحدة فشدد على ضرورة ضبطه وتقييده بالشريعة وحدها كما دعا الحاكم وحاشيته الى دلك واشار الى ان هدا الاخير لا يطاع الا بقدر دلك التقيد .
وعموما يمكن الحكم على ان ابن المقفع كان مصلحا عظيما دا افكار منطقية مدروسة ومتكاملة الى ان صدر فيه حكم التاريخ بالزندقة ترديدا لما قاله عنه المهدي والدي غير نظرة الكثير فهل ناقض نفسه فعلا صاحب رسالة الصحابة المفعمة بالمبادئ الاسلامية السامية بباب برزويه المتضمن انتقاده للاديان ام انه ظلم بتعمد اطلاق حكم جزافي دون محاولة لفهم النية والاستقصاء من طرف المهدي بسبب جراته المطلقة في نقد الخلفاء ؟
*1 : دراسات التاريخ الاسلامي والنظم الاسلامية ترجمة عطية القوصى وكالة المطبوعات الكويت : 1980 ص 57
*2 : محمد كرد علي رسائل البلغاء – رسالة ابن المقفع في الصحابة ص 123 .
اماني اريس
والمقصود بالصحابة هم حاشية الخليفة حيث انتقد بشكل جرئ جدا وغير مالوف نظام الحكم في عهد المنصور العباسي فكانت رسالته تمثل بحق برنامجا اصلاحيا وسياسيا واداريا متكاملا حيث شمل الجند والقضاء والنظام المالي والحياة الاجتماعية فاولى اهتماما بالغا بالجند ودعا الى وضع قانون داخلي للجند يكون بمثابة الميثاق والعهد الدي يسير عليه الجند في اخلاقهم وعلاقاتهم بالرعية ودورهم في الدولة وجعل حجر الزاوية لرسالته السياسية – الاعتقاد الصحيح – فيقول في دات الشان – دون دلك تعهد ادبهم في تعلم الكتاب والتفقه في السنة والامانة والعصمة والمباينة لاهل الهوى يظهر فيهم من القصد والتواضع واجتناب راي المترفين –*2
اد تنبه الى خطورة الجند ادا ما نشؤوا وتكونوا على يد قواد باعتقادات فاسدة
وقد اخد فيما بعد برايه كل من الساسانيين والمماليك والعثمانيين بصدد تربية الجند الخلقية وشكلت التربية الدينية جزءا هاما في اعداد قواتهم العسكرية خاصة .
اما في القضاء فقد عاين الفوضى في الاحكام وتناقض الاراء حتى في القضية الواحدة والبلدة الواحدة فشدد على ضرورة ضبطه وتقييده بالشريعة وحدها كما دعا الحاكم وحاشيته الى دلك واشار الى ان هدا الاخير لا يطاع الا بقدر دلك التقيد .
وعموما يمكن الحكم على ان ابن المقفع كان مصلحا عظيما دا افكار منطقية مدروسة ومتكاملة الى ان صدر فيه حكم التاريخ بالزندقة ترديدا لما قاله عنه المهدي والدي غير نظرة الكثير فهل ناقض نفسه فعلا صاحب رسالة الصحابة المفعمة بالمبادئ الاسلامية السامية بباب برزويه المتضمن انتقاده للاديان ام انه ظلم بتعمد اطلاق حكم جزافي دون محاولة لفهم النية والاستقصاء من طرف المهدي بسبب جراته المطلقة في نقد الخلفاء ؟
*1 : دراسات التاريخ الاسلامي والنظم الاسلامية ترجمة عطية القوصى وكالة المطبوعات الكويت : 1980 ص 57
*2 : محمد كرد علي رسائل البلغاء – رسالة ابن المقفع في الصحابة ص 123 .
اماني اريس












