استيقظوا يا ''أهل الكهف''!
05-05-2008, 09:32 PM
جاءت قضية الأطفال العراقيين، التي وقفت فيها الجزائر وحدها دون العرب أجمعين في مواجهة إسرائيل، بأن هذه البلاد ليست تافهة ولا صغيرة، كما يحاول بعض إخواننا المرضى تصويرها.. الجزائر تحمل من الرصيد التاريخي والسياسي والاقتصادي والثقافي، ما يؤهلها إلى فتح الكثير من الأبواب المغلقة واقتحام الكثير من الفضاءات الدبلوماسية التي لا زالت بعض العواصم العربية تحاول احتكارها انطلاقا من قاعدة ''كان أبي''.
وليست قضية الأطفال العراقيين هي الأولى التي أثبتت فيها الجزائر ''قوتها الليّنة''، على حد تعبير الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، فعكس الكثير من العواصم العربية التي تملك ألسنة أطول من قوائم إنجازاتها، فإن بلادنا، كرويا، هي الدولة العربية الأولى التي هزمت فريقا كبيرا بحجم ألمانيا، وسينمائيا، هي الوحيدة التي نالت جائزة بحجم سعفة ''كان'' الذهبية بفضل ''وقائع سنوات الجمر''، وموسيقيا، هي التي أدخلت الموسيقى العربية العالمية عبر خالد ومامي.
وقوميا، فإن الجزائر هي التي قادت مفاوضات إنهاء الحرب الأهلية في لبنان عبر الأخضر الإبراهيمي، وهي التي احتضنت ما لا يقل عن 9 دورات للمجلس الوطني الفلسطيني، وإسلاميا هي التي احتضنت اتفاق السلام بين إيران والعراق، وإفريقيا هي التي احتضنت مراسيم التوقيع على نفس الاتفاق بين أريتريا وإثيوبيا، ودوليا هي التي توسطت لإنهاء أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران.
الجزائر هي كل هذا، لكن خطيئتها الأولى هي عدم إتقانها لقواعد دبلوماسية المزايدة وفنون (تشراك الفم) و(النفخة الكذابة)، كما تجيدها عواصم عربية تخصصت في بيع قضايا الأمة في سوق النخاسة، تارة لإسرائيل، كما حدث مع القضية الفلسطينية، وأخرى لأمريكا، كما حدث مع العراق، ولهما معا، كما حدث مع لبنان.
أما خطيئتها الثانية فدبلوماسييها، الذين، إما فقدوا الإدراك بهذه القوة الليّنة وصاروا يعتقدون بأن الجزائر دولة عربية من المستوى الثاني أو الثالث، وإما أنهم ألفوا النوم في العسل، واختصروا دورهم في استصدار التأشيرات وتنظيم حفلات الأعياد الوطنية بالعواصم الأجنبية.
قضية الأطفال العراقيين جاءت لتوقظ دبلوماسيتنا من غفوتها الكهفية ولتذكّرها بأن للجزائر إشعاعا يجب أن يطل على ملفات الأمة الكبرى كفلسطين والعراق والسودان، وبأن العالم يضم أصنافا ثلاثة من الدول.. دول قوية، وذاك دور الجيوش والبورصات، ودول محترمة وهذا دور الدبلوماسية.. وثالثة نطيحة ومتردية.. فإلى أي صنف نريد للجزائر الانتماء؟
المصدر جريدة الخبر الجزائرية بقلم السيد بغالي محمد
وليست قضية الأطفال العراقيين هي الأولى التي أثبتت فيها الجزائر ''قوتها الليّنة''، على حد تعبير الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، فعكس الكثير من العواصم العربية التي تملك ألسنة أطول من قوائم إنجازاتها، فإن بلادنا، كرويا، هي الدولة العربية الأولى التي هزمت فريقا كبيرا بحجم ألمانيا، وسينمائيا، هي الوحيدة التي نالت جائزة بحجم سعفة ''كان'' الذهبية بفضل ''وقائع سنوات الجمر''، وموسيقيا، هي التي أدخلت الموسيقى العربية العالمية عبر خالد ومامي.
وقوميا، فإن الجزائر هي التي قادت مفاوضات إنهاء الحرب الأهلية في لبنان عبر الأخضر الإبراهيمي، وهي التي احتضنت ما لا يقل عن 9 دورات للمجلس الوطني الفلسطيني، وإسلاميا هي التي احتضنت اتفاق السلام بين إيران والعراق، وإفريقيا هي التي احتضنت مراسيم التوقيع على نفس الاتفاق بين أريتريا وإثيوبيا، ودوليا هي التي توسطت لإنهاء أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران.
الجزائر هي كل هذا، لكن خطيئتها الأولى هي عدم إتقانها لقواعد دبلوماسية المزايدة وفنون (تشراك الفم) و(النفخة الكذابة)، كما تجيدها عواصم عربية تخصصت في بيع قضايا الأمة في سوق النخاسة، تارة لإسرائيل، كما حدث مع القضية الفلسطينية، وأخرى لأمريكا، كما حدث مع العراق، ولهما معا، كما حدث مع لبنان.
أما خطيئتها الثانية فدبلوماسييها، الذين، إما فقدوا الإدراك بهذه القوة الليّنة وصاروا يعتقدون بأن الجزائر دولة عربية من المستوى الثاني أو الثالث، وإما أنهم ألفوا النوم في العسل، واختصروا دورهم في استصدار التأشيرات وتنظيم حفلات الأعياد الوطنية بالعواصم الأجنبية.
قضية الأطفال العراقيين جاءت لتوقظ دبلوماسيتنا من غفوتها الكهفية ولتذكّرها بأن للجزائر إشعاعا يجب أن يطل على ملفات الأمة الكبرى كفلسطين والعراق والسودان، وبأن العالم يضم أصنافا ثلاثة من الدول.. دول قوية، وذاك دور الجيوش والبورصات، ودول محترمة وهذا دور الدبلوماسية.. وثالثة نطيحة ومتردية.. فإلى أي صنف نريد للجزائر الانتماء؟
المصدر جريدة الخبر الجزائرية بقلم السيد بغالي محمد
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة





