تسجيل الدخول

الحمد لله...
أثبت الاخوان مرة أخرى في الجزائر أن صفوفهم واحدة , جسد هذا الأمر الشيخان أبو جرة سلطاني و عبد المجيد مناصرة من خلال معانقة طويلة بعد صلاة الجمعة و بعد ان دعى احد الاخوان مجموع المؤتمرين الى التعانق....فانتبه الجميع الى المنصة فإذ بالشيخين متعانقين في بكاء شديد و قد أغمي على الشيخ أبو جرة سلطاني من شدة البكاء , و بعدها أعلان الاستاذ عبد المجيد مناصرة انسحابه و اعتذاره من كل الاخوة.....
هي صورة يصنعها ابناء حماس الجزائر من جديد...رغم تنافسنا و اختلافنا...الا ان قوبنا واحدة...حفظكم الله قاداتنا...

*شبح التصحيحية دفع باتجاه الاستمراية*

-شخصيا كنت أتمنى ان يحدث "التغيير"....هذه المرة ، في حركة "حمس"...وكنت انتظر صعود، عبد المجيد مناصرة ، بفارغ الصبر، ولكن خاب الأمل.....فكان "العرس" يسير عكس ما تقتضيه التقاليد الديمقراطية...فمنطق الديمقراطية يقول أنه كان على السيد أبو جرة سلطاني أن يستقيل ليس اليوم ولكن مباشرة بعد الانتكاسات الانتخابية ، ..التي توالت الأولى في التشريعيات ثم النكسة الثانية في المحليات، فلا يخفى على كوادر "حمس" ولا عن ذكاء الاخوان المسلمين بصفة عامة.... تشخيص الخلل في الانتكاسة الانتخابية ، ..والانهيار المريع في "الشعبية"، بعد تجربة التعالف الرئاسي...

- كان الشيخ محفوظ رحمه الله أستاذا في فن السياسة، فكان يوصي كوادره بأنه عندما تكون العلاقة بين النظام أو الحكومة والجماهير ليست على مايرام أو منقطعة تماما.وتفصله مسافة عن الشعب ....فالدهاء السياسي يقول أنك كلما ابتعدت عن النظام .....تكون قد اقتربت من الجماهير والعكس صحيح ..أي كلما اقتربت من النظام ...باعدت المسافة بينك وبين الجماهير.....

- والملاحظ على سياسة "أبو جرة" أنه كان قد بالغ في الاقتراب من النظام بل ذهب حتى الى الارتماء في احضانه....فخسرت "حمس" الكثير من شعبيتها ومصداقيتها...مما لا يمكن أن يقارن أو يصح استبداله بحفنة المناصب والمزايا .....أي باعو بالرخيس...وكان لابد في هذا المؤتمر الرابع أن يتم تصحيح الوضع ، ولكن مع الأسف لم يحدث؟

- لقد اختارت "حمس" الاستمرار ...في سياسة "ابوجرة سلطاني "، أي السير في اتجاه التقرب من النظام ...والابتعاد عن الجماهير... وهذا عكس الفلسفة السياسية للاخوان المسلمين ....... ويظهر أن اخوان الجزائر متأكدين انه ليس هناك لا ديمقراطية ولاهم يحزنون .....بل مجرد ديكورات وكرنفالات في دشرة ..ولا امل في الأفق .. ففضلت الدخول في الصف، وضمان "المزايا" والعطايا ، وبعض المناصب والنفوذ....افضل من المغامرة ، في المعارضة الجدية والفعالة...لأنها متأكدة جدا....لو تم انتخاب "مناصرة"...فان حمس ستظهر لها بين عشية وضحاها "تصحيحية" على المقاس...والكثير من المشاكل ووجع الراس.

- اما فيما يخص العناق والدموع.....فقد كنا ننتظر..ديمقراطية البرنامج والمشروع...وليس ديمقراطية الوعظ والدموع

- على كل حال....هو حزب جزائري ونأمل منه الكثير مستقبلا....وهو ينتمي فكريا لحركة الاخوان المسلمين...وعندما نشهد التطور الكبير في برنامج الاخوان وتحولهم شيئا فشيئا...نحو المراجعة واعادة التنظير والتنظيم لارثهم الفكري والسياسي ...ربما ستنتهي "ورشة الاخوان" عن بلورة "العقيدة السياسية" لحزب ديمقراطي اسلامي ..والتي تنسجم مع الديمقراطية ،اسوة بالعدالة والتنمية في تركيا....