كَلَامُ مُهمّ بِخُصوصِ الخُطُوبَـــة للشّيخ رِسلَان -حَفِظَهُ اللُه-
24-08-2014, 05:43 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أراد الإنسان أن يتزوج .. فينبغي عليه أن يتعلم أحكام الخطبة وأن يتعلم أحكام الزواج
لأن كثيرا من الناس لا يعلم هذه الأحكام على النحو الذي رضيه الله تبارك وتعالى لخلقه في أرضه.
فإما ان يفرط فيما أوجب الله عليه ,, وإما أن يقصر في تحصيل حق أحقه الله له
أما إذا كان عالما بهذه الأحكام الشرعية التي شرعها الله تبارك وتعالى لضبط هذه المسألة فإنه يؤدي ما عليه ويأخذ ما له من الحق، فلا يظلم ولا يُظلم.
لأن الإنسان ربما طالب غيره بأمور لا تلزم غيره ... فإذا فعل ذلك فإنه يكون ظالما ... وأحيانا لا يؤدي ما عليه بالنسبة إلى غيره مما أوجب الله تبارك وتعالى عليه فيكون مفرطا ويكون ظالما أيضا.

فإذا أراد الإنسان أن يتزوج ... فينبغي عليه أن يتعلم أحكام الزواج ...
الخطبة كما هو معلوم .. ما هي إلا وعد بالتزويج ... ولا يترتب عليها من الأحكام الشرعية إلا ما يلزم الخطبة ...يعني ليست زواجا ...وليست عقدا .. فهي لا تُحل النظر ... إلا النظرة التي تكون بين الخاطب والمخطوبة من أجل أن يؤدم الله بينهما ... فإذا زاد النظر على ذلك فهو حرام
لا تُحل الخطبة الخلوة ... لا تحل الخطبة اللمس ... لا تبيح الخطبة شيئا إنما هي وعد بالتزويج لا أكثر.
وإذا كان ذلك كذلك ... فقُبل .. من أراد أن يتقدم خاطبا ... فله الرؤية الشرعية ... فله أن يتهيأ وكذلك المخطوبة تتهيأ لخاطبها ... لا أن تدخل عليه في هيئة منفرة ... ولا أن تدخل متسترة تسترا كاملا ... فهذا كله لا يجوز
وإنما من السنة النظر إلى المخطوبة وهذا مشروع

"قال فانظر إليها عسى أن يؤدِم ذلك بينكما"
فله أن ينظر إلى المخطوبة النظرة الشرعية ... فيدخل وهي قد تهيأت من غير ما زينة .. ولكن لها أن تكتحل وليس لها أن تجعل حجابها على وجهها بحيث لا يبدو شيء من جبهتها ... بل إنها إنما ترفع ذلك حتى تبدو جبهتها ويبدو الوجه ... والوجه جماع المحاسن ...ويبدو أيضا كفاها ... وهذا يدل على ما وراءه من رِخَص البدن أو يبوسته .. وبعض الفقهاء يقول : يجوز أن ينظر إلى قدميها أيضا ... وأما ما وراء ذلك فلا يجوز النظر إليه.
ليس لها أن تقصر في إبداء ذلك على النحو الذي يرغب الخاطب فيها ... لأنه كما هو معلوم في الحديث : فلما انقضت عدتها .. تهيأت .. أي للخطاب
يعني يمكن أن تكتحل إذا جاء الخاطب ... وأن تصلح من شأنها وأن تبدي وجهها وكفيها وأن يكلمها وأن تكلمه وهذا كله مشروع بل هو مسنون ... لأنه يؤدم بينهما ... كما هو معلوم

أما ما وراء ذلك من الخلوة بها أو النظر إليها مرة أخرى أو الاجتماع معها من غير محرم أو بمحرم ... فكل هذا مما هو زائد على تلك الإحكام التي جعلها الله تبارك وتعالي في هذا الأمر العظيم.
وكثير من الناس يفرط .. فيدع الخاطب مع المخطوبة في الخلوة الشرعية ... وربما وقع شيء ... ثم لم يمض الأمر إلى نهايته .. وتكون مشكلة من أكبر المشاكل .. هذا كله بسبب التفريط في أحكام الله تبارك وتعالى التي ضبط الله رب العالمين بها هذا الأمر العظيم.

للشّيخ: محمّد سعيد رسلان -حفظه الله-