مراكز بلا أساتذة*.. و"موتى*" لتصحيح البكالوريا
21-06-2015, 10:42 PM
- ورقة لكلّ مصحّح.. مقابل 30 دينارا لكل ورقة.. وعجز بـ50 أستاذا في كلّ مركز
- أساتذة يتهربون ويفضلون تصحيح وثائق جامعة التكوين المتواصل
صحافية بالقسم الوطني في جريدة الشروق، مهتمة بالشؤون التربوية
ينطلق، اليوم، "التصحيح النموذجي"، لأوراق إجابات المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، عبر 71 مركز تصحيح موزع عبر الوطن، في ظل تسجيل نقص فادح في الأساتذة المصححين، في جميع المواد، بمعدل عجز قدر بـ 50 أستاذا في كل مركز تصحيح، ما دفع برؤساء مراكز التصحيح إلى الاستعانة بالأساتذة "الاحتياطيين" لاستدراك العجز من جهة، ومن جهة ثانية فقد تم استدعاء أساتذة "متوفين" وآخرين منتدبين وموضوعين تحت التصرف. كما تم تعيين أستاذ واحد للتصحيح بثلاثة مراكز.
علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن نقص الأساتذة المصححين الذي سجل خاصة بولاية الجزائر، قد دفع برؤساء مراكز التصحيح إلى البحث عن حلول "سحرية" في الوقت بدل الضائع، لاستدراك الأوضاع، أين تمت الاستعانة بالأساتذة "الاحتياطيين"، كما تم توجيه استدعاءات لبقية الأساتذة لتغطية النقص الفادح، غير أن أغلبيتهم رفضوا الاستجابة لمطلبهم، كون أن عملية التصحيح في البكالوريا تعد جد "متعبة" مقابل مبالغ مالية "غير محفزة"، وغير مشجعة على الإطلاق، خاصة وأن القيمة الممنوحة للمصححين لا تعادل عدد الأوراق المصححة، تضيف مصادرنا.
وأكدت المصادر نفسها، أن رؤساء مراكز التصحيح والأساتذة المصححين، والعمال، قد التحقوا أمس السبت بمراكزهم، على أن يشرعوا اليوم في "التصحيح النموذجي" الذي يدوم يومين، على أن ينطلق "التصحيح الفعلي" غدا الثلاثاء عبر 71 مركزا، أين سيتم تكليف كل أستاذ بتصحيح 400 ورقة إجابة بين التصحيحين الأول والثاني، بمعدل زيادة في عدد الأوراق قدر بـ100 ورقة إجابة مقارنة بالسنة الماضية، نظرا لارتفاع عدد المترشحين الذي تضاعف في هذه الدورة، بسبب وصول الكوكبتين إلى السنة الثالثة ثانوي، على اعتبار أن الأستاذ المصحح في السنة الماضية كان يصحح 300 ورقة. مضيفة بأن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات يمنح 30 دينارا عن كل ورقة مصححة.
وأضافت مصادرنا، أن أغلب الأساتذة يفضلون تصحيح أوراق إجابات المترشحين بجامعة التكوين المتواصل، لأن العملية غير متعبة، على اعتبار أن كل أستاذ يصحح موضوع اختبار واحدا، ليس كالبكالوريا، موضوعان اثنان للتصحيح، حتى إن المحتوى أخف، مقابل مبالغ مالية محترمة.
وفي الموضوع، كشف الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، في تصريح لـ"الشروق"، أنه لأول مرة تكفل مفتشو المواد باستدعاء الأساتذة المصححين، أين اعتمدوا على قوائم "قديمة" و غير محينة، ما أدى بهم إلى الوقوع في أخطاء "فادحة"، حيث تم استدعاء أساتذة متقاعدين، وأستاذة موضوعين تحت التصرف ومنتدبين ليس لديهم علاقة بالتدريس، وحتى إنه تم استدعاء أساتذة متوفين، مؤكدا أنه في السنوات الماضية كان الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات هو الذي يتكفل باستدعاء المصححين. في الوقت الذي تساءل عن موقع المفتشين من معرفة أسماء الأساتذة التابعين لهم خلال الموسم الدراسي، مادام أنهم يجهلون حتى الأساتذة الموجودين في مقاطعتهم.