تسجيل الدخول

السلام عليكم .

- لليوم الثالث على التوالي تعيش عاصمة الغرب الجزائري تحت رحمة الفوضى والمظاهرات وعصابات الشبان الغاضبين "تسونامي " الحمراوة ،كان اعصارا ، يأخذ كل شئ في طريقه ،... المتجول في سيارة بشوارع وهران يصاب بالدهشة والرعب نتيجة للجو العام والتخريب والحرق الذي طال الممتلكات العامة والخاصة ، ورغم كل النداءات وقوات مكافحة الشغب ،...التي حولت مدينة وهران الى مدينة معسكرة ( حالة حصار غير معلنة )....لكن الشغب لم يتوقف ولم تتم السيطرة على عصابات الشبان الغاضبين، يقال أن سقوط المولودية للقسم الثاني كان السبب؟....ربما ولكن الأكيد أنه ليس السبب الوحيد ربما كان سبب اندلاع الأحداث =الشرارة التي أشعلت الغضب العارم المتراكم منذ مدة طويلة ،فأدى الى فكاك الجماهير الشبانية الغاضبة من عقالها ......

- وهران ليست أول مدينة ...وربما لن تكون الأخيرة ....
- يبقى السؤال ، مالذي يجعل هؤلاء الشبان يتربصون وينتظرون سبب أو شرارة ، لينطلقوا بكل هذه القوة التدميرية وهذا الغضب البارود الذي يأتي علبى الأخضر واليابس ، ...فمن بلاد القبائل الكبرى التي عرفت ما يشبه "ثورة شعبية" حقيقية .... الى الجنوب واحداث مدينة تيميمون 2004 ثم 2007 ، ....فمنطقة تقرت وورقلة ، ..مرورا بالشرق الجزائري باتنة وخنشلة وأم البواقي ....والى مدينة بوسعادة ، ثم أحداث مدينة الشلف ، ....ومن تم أحداث منطقة بريان .......وأخير وهران الباهية وقبل ذلك بأيام أحياء الجزائر العاصمة بمناسبة لقاء القبة - الحراش.....

- هذه الانتفاضات الشبانية العنيفة ، تشير الى أزمة خطيرة جدا ، ومهما كانت اسبابها المباشرة إلا أن الحقيقة أنها جاءت نتيجة لأسباب متعددة ، ومن بينها وربما أهمها هو الوضع الاجتماعي المزري ، الذي يعيشه قطاع واسع من الفئات الشعبية الرخوة ،..وخاصة الفيئات الشبانية ،وغلق قنوات الحوار والتواصل بين ممثليات الحكومة والفيئات الشعبية ، بالاضافة الى حالة الشلل المفروض والمنظم المتعمد الذي يمنع أي حالة تنظيمية مطلبية حضارية ، بمنع انشاء النقابات والجمعيات المطلبية والمجتمع المدني الجاد والحقيقي من أن يأخذ دوره كاملا ويتمتع بحريته الشرعية في تنظيم الفيئات الشعبية وتأطيرها ، وغياب الصحافة الحرة والشفافة التي تأخذ دورها كاملا في حياة المجتمع ....مهما كانت الأسباب التي تقدمها السلطات فتارة ن أيادي خارجية معادية وخبيثة ... ، وأحيانا "شغب شبان منعدمي الروح الرياضية والحس المدني " ، وأحيانا أخرى أيادي داخلية محلية تصطاد في الماء العكر......فإن الحقيقة أن "الجزائر العميقة" تعيش غليانا متواصلا ،منذ مدة طويلة ،....وتكفي "شرارة" بسيطة من هنا أو هناك ، وربما فقط مبارة رياضية يمكن لها أن تفجر الأحداث بشكل "درامي" وخطير جدا....

- إن الأحداث التي تتوالى بشكل معزول ومحدود زمانا ومكانا....يمكن لها بسهولة أن تتحول الى "انفجار عام "...يطال كل مناطق الجزائر في وقت واحد ...مما يجعل السيطرة عليها أمنيا ،....من عاشر المستحيلات ....أي اذا لم يتم معالجة المشاكل وتفكيك القنابل الموقوتة بطريقة عقلانية ومسؤولة وجدية ...فإننا ذاهبون حتما الى "05 أكتوبر جديد" ، فأمام تعنت الحكومة واستمرارها في سياسة النعامة في مقابل المطالب الشعبية الشرعية ،فإن مقابلة كروية فيما بين الأحياء، يمكن أن تتدحرج الى ثورة شعبية عامة ، و"تسونامي" شباني غاضب سيأتي على الأخضر واليابس .....

السلام عليكم أخي الكريم

لقد ذكرني مقالك بما قــــــــــــــــالة فاروق قسنطيني منذ حوالي 4 شهور أن أحداث 5 أكتوبر 1988 ستتكرر في 2008 نتيجة إنفجـــــــــــــــــار شعبي بسبب تراكمـــــــــــــــــات عديدة كغلاءالمعيشة والبطالة والمحسوبية والكثير من الأمور التي يجب أن يُتحكم فيها قبل أن تصل إلي ما يحمد عقبــــــــــــــاه .

أتمني أن تجد الدولة حلول سريعة لهذا التسونامي الي إنتقل من العاصمة إلي الشلف ثم بريان وأخير وهران

تحيــــــــــــــــــــــاتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعتقد صراحة أن الحكومة منتبهة لما يحدث ولما سيحدث ولأجل ذلك قامت بعدة مبادرات ترقيعية كإنشاء المنح ومحاولة إمتصاص البطالة ونهج سياسة متسامحة ومتراخية تجاه الغاضبين.....ولكنها تبقى حلولا ترقيعية تثبت عجز الجهاز التنفيذي على تسيير الوضع الراهن نظرا لتعفن إداراته وسيطرة الرداءة على أغلب مفاصل الجمهورية!
نحتاج في الحقيقة إلى ثورة لكن ليست ثورة شوارع وتخريب بل ثورة في ذهنيات المسؤولين الباحثين عن (الهرقمة=الأكل بشراهة!) دون مراعاة مشاعر الناس !فالجزائريون تطوروا ذهنيا وأصبحوا أكثر وعيا وأكثر علما بما يجري في البلاد عكس المسؤولين الذين لا يزالون يسيرون بذهنية السبعينات!وهذا ما جعلهم مندهشين وهلعين جراء الأحداث الجارية وقد يفقدون صبرهم عندما يشعرون بقرب رحيلهم ويلجأون إلى حلول راديكالية والتي ستؤدي بالبلاد إلى مالا تحمد عقباه وتؤدي بهم طبعا إلى محاكمات الشوارع كما حدث لتشاوتشكو رئيس رومانيا السابق!

- أهلا أخي ابو حيدر....

- الحكومة منتبهة لما يحدث ، ولكن ما هو السر وراء هذه الردود الأفعال الغير مدروسة ، والتي توحي بأن الحكومة غير مهتمة بالأحداث ، وتتجاهلها ....لقد طلب والي وهران : بفرض حالة الطوارئ وحظر التجول في كامل المدينة ، وايقاف التخريب والحرق والتدمير بأي ثمن ؟ وعندما نعرف أن قوات مكافحة الشغب التي استدعيت لضبط الوضع المتوتر في المدينة قد تلقت تعليمات صارمة جدا ....بعدم اطلاق النار على المتظاهرين ، ....ومنعت التزود بالذخيرة الحية تماما....مما يفسر هذا العدد الهائل من الجرحى والمصابين في صفوف الشرطة واعوان مكافحة الشغب......، وهذا الأمر قد يتطور بطريقة مأساوية جدا....

- نتمنى فقط أن تكون الحكومة وممثلي السلطات المحلية فعلا يتحكمون في الأحداث ،....فالوضع غير طبيعي تماما....

شكرا أخي عبد الكريم فأنت بعيد النظر!
يا أخي الحكومة في وضع لا تحسد عليه! فهي تمسك العصا من الوسط..من جهة المواطنون المسالمون الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث ومن جهة أخرى الغاضبون والمغضوبِ عليهم!
فلا الحكومة تستطيع (حاليا) ضمان أمن المسالمين ولا هي تستطيع ردع الغاضبين!
ويبقى المواطن البسيط هو من يدفع الثمن!...كالعادة!

- المشكلة لدينا يا أخي الكريم هي أن "النخبة" ممنوعة ومحاصرة تماما ...من أن تؤطر أو تنظم الجماهير ، أو توجهها.....لقد كانت هناك سياسة متعمدة ، تهدف الى اقصاء النخبة من السياسيين الجادين وشخصيات المجتمع المدني القادرة على تنظيم الجماهير وتوجيهها.....
- يمكنك أن تتأكد من ذالك عندما تطلع على شروط الحصول على "الاعتماد " لجمعية مدنية لتشتغل داخل الأحياء فما بالك بالجمعيات المطلبية والسياسية ؟
- ولنطرح السؤال : هل تسمح وزارة الداخلية لأي جهة سياسية أو نقابية معتمدة بتنظيم مظاهرة سلمية،وتسهل أساليب الاحتجاج السلمي ، في كل الدول المحترمة هناك احتجاجات ومظاهرات واضرابات ولكن تكون هذه الاحتجاجات "بردا وسلاما" لأن الدولة تقوم بالسماح للنخبة والجمعيات بتنظيم المظاهرة ، وتسخر القوى الأمنية لتأطير المظاهرة ،ومراقبتها بشكل يؤدي الى حماية الأملاك العمومية الخاصة والعامة ولكن أيضا تحمي المتظلاهرين والمحتجين وتوفر لهم امكانية اعلان رفضهم واحتجاجهم وايصال صوتهم و"آهاتهم المؤلمة" عبر وسائل الاعلام ...لكن ما يحدث لدينا أن القوى الأمنية تستعمل لغرض واحد فقط هو "قمع الاحتجاجات " وليس تسييرها وتأطيرها....

- الاقصاء المتعمد "للنخبة" هو الذي يفتح الباب أمام مدمني المخدرات و "المقفلين" بالكاشيات لقيادة الجماهير الى الجحيم....والأخطر من كل هذا يفتح الباب أمام "الأيادي الخلاطة" في الداخل والخارج من أن تستغل حالة العنف الأعمى لصالح مآربها المشبوهة...

العجيب في الأمر انهم خرجوا لخيربوا ليس ممن اجل ارتفاع سعر الخبز ولكن لاجل سقوط حر لفريق كرة قدم وليتنا كنا نملك فرقا نبكي لاجلها عموما ما يحدث تحركه دوائر داخلية

حجة السقوط كانت الشرارة فقط!
قد سمعنا أن هناك من كان يحمل صفائح الزيت ويحرض الناس على الثورة!
إذن الأمر تعدى كرة القدم وسيطر عليه الإنتهازيون وحتى الغاضبون من الناس! فلا ننكر أن حالة البعض قد تقودهم إلى أكثر من ذلك! فليس الكل يعيش رخاءً :(....هناك فئات كثيرة تحت عتبة الفقر وهي تسمع يوميا نجاري الكلام أصحاب لغة الخشب يتباهون بالرقي الذي حزناه وبالأموال الفائضة التي لم يلمسوا منها فلسا واحدا!