رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَــــةٍ مُسْتَقِيمَـــــــةٍ
24-08-2014, 04:54 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
ثمّ أمّا بعد :
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
ثمّ أمّا بعد :
ღرِسَالَةٌ إلَى زَوْجَةٍ مستقيمةღ
❤مَدْخَل :
هذه رسالة إلى رفيقتي في الدّرب تلكالأخت الملتزمةالتي آثرت الاستقامة و نذرت نفسها لحمل قضيّة نصرة دين الله ، قد تكون مجرّد خواطرعابرة ، وقد تكون مجرّد أحلام زاهرة ، لكنّ يقيني لازال يحملني على الكتابة أملا في أن تبكي عينٌ لبكاء قلب يرجو مثل هذه العيشة الرّبانيّة فيأتي القرار ثمّ يتلوه النّصرعن قريب...
إنّ طيورالقلب ما برحت على أفنان سعادته تغرّد منذ أن لامسته بُشرى زواجكِ،فما أصبحتُ ولا أمسيتُ إلاّ وأنا أفكّر في صناعة عقد من همسات أهديه لك حتّى تزيّني به أيّامكِ المقبلة...
لمّا منّ الله على عباده بالنّكاح قدرا وأباحه شرعا ، بل أحبّه ورضيه وحثّ عليه جعل فيهأحكاما كثيرةوحقوقا متنوّعة تدور كلّها حولالصّلاحوإصلاح الزّوجين ودفع الضّرر والفساد وهي من محاسن الشّريعة ، والشّريعة كلّهامحاسن وجلب للمصالح ودرء للمفاسد(1)
فاحرصي – رحمكِ الله – على التّفقّه في أحكام وآداب النّكاح حتّى يبارك لك في حياتك الزّوجية.
أختي،أسدل أجفاني على مقلتيّ لعلّي أفرّ من احتدام ضغوط الواقع وأمسك بلجام الحلم لأبصرك في الغد القريب تلك الجوهرة النّادرة في هذا الزّمان...
فتاة قد أسلمت وجهها لله فلا ترفع قدما ولا تضع أخرى إلاّ وهيتحتسبالأجر عند الله ولا تلتفت إلى ما دون ذلك من حظوظ النّفس ومطالعةِ نظر المخلوقين ...
فتاة قد ارتضت الله لها وليّا ، فلمّا زوّجها سجدت بكلّها لهتعبّداورقّا، وخضعت له روحها وجسدهاشكراوثناء وعظم في عينها كرم الله وتفضّله عليها فرأت ذلك الزّوج سبيلا من سبل الوصول إلى جنّة الخلد.
جلست هذه الأمة الشّكورة جلسة مصارحة وأقبلت على نفسها تحاسبها مبتدئةبأصل الأصول فتقف وقفة صرامة لتسأل" أي يا نفس ما نيّتك في هذا الزّواج؟"فإن صفا القلب ولم تكذّبه الأفكار وكان الاعتراف بأنّ القصد هو وجه الله وطلب جنّته فبها ونعمت ، وإن كان قد مازجه بعض تلك المنغّصات التي تقطع بين العبد وربّه فإنّ الكلام حينها يصبح عن معنى المجاهدة وكيفيّة ترويض النّية، ولا تزال تلك الأمة كذلك حتّى تنبت في فؤادها زهرة الإخلاص فينتشر عبيرها حيثما حلّت...
ثمّ إنّ تلك المباركة قد علمت أنّ اتّباع قاعدةالتّخلية قبل التّحلية من أنجح طرق تحصيل القلب السّليمالذي هو نواة كلّ خير يصيب المرء في دنياه وأخراه، فإذا بها تأتي على تعدادعيوبها فإذا فرشتْ منها ما اهتدت إليه أشعلت فيها نار العزم فحرّقت جلّها بصدق اللّجأ إلى الله والإنابة إليه...
وبعدها أبصرتُها تحمل حقيبة فارغة وهي تبغي أن تملأهابمكارم الأخلاق حتّى تبلّغها إلى مرتبة الصّديقيّة فأكرم بها من رحلة!
وبعد تلك الوقفة التفتت الدّرة إلى زوجها فقالت له :
" الحمد لله الذيجمعنا بمنّته وكرمه وجعل بيننامودّة ورحمة وفضّلنا على كثير ممّن خلق تفضيلا والصّلاة والسّلام على رسول الله قدوتنا في حياتنا ومشكاة هدايتنا إلى دار السّلام
ثمّ أمّا بعد :
فإنّه قد عظمت في عيني نعمة الله متمثّلة في شخصك، وقد أتيت على نفسي فحاسبتها حسابا عسيرا غير يسير وجئتك اليوم وقلبي مولود جديد يتربّى في حجرالعبوديّة لإله الأوّلين والآخرين ، ونفسي لا ترى بعينيها إلاّ أعلى الجِنان مطمع كلّ جَنان...فهذه يدي أبسطها لتضمّها يدك فتعانقآماليروحك وتعلنالسّعادة حلول ربيع حياتنا فتشرق شمس الأمل ويغرّد عصفورالعمل...
أي زوجي ، قد جئت أسقيك كؤوسا من نبعطموحاتي لأرسم على شفتيكالسّعد،فأراك في هذه الدّنيا تتقلّب بينأحضان الإيمان حتّى إذا انقضى الأجل جاءت البشرى بأنّك من أهل الجنان!
فيا شقيق الرّوح، أنصت إلى حديثخبّأته لك وحدك وبخلت به عمّن سواك ، لأنّك لطالما كنت الفارس الذي سيزيل اللّثام الملقى على أحلام أنفاسي!
فدعني أحدّثك عن أنفاسي بهمسْة :
"أرِيدُكَ أَنْ تَكُونَ قَلْبًا تَحْيَا بِهِ هَذِه الأُمَّة"
و ما دخلت بيتك إلاّ لأجعل شرايين الهمّة تسري دماؤها في جسدك حتّى إذا ارتوى منها الفكر أثمرالعزم فكنت الزّاهدا لذي طلّق الدّنيا ثلاثا فلم يرعها سمعه ولا بصره ولا فؤاده!
وكنت المهاجرالذي رحل بنفسه التّواقة إلى الجنّة، فكان لا يقلّب صفحة من صفحات أيّامه إلاّ وقد أمضاها صدقه بإمضاء واحد"مُسَارعٌ إلى الخَيراتْ"
أتدري؟هذا أنت – بلا ريب – فإنّي كثيرا ما سجدت لله وألفاظي عروس تُزفّ إلى بيت الرّجاء فكانت بفرحة اليقين تسأل الله متحدّثة عنّي فتقول : (ربّ اجعل لي وزيرا من عبادك زوجا صالحا اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا ونذكرك كثيراإنّك كنت بنابصيرا)(2)
و كان قلبي حينها لا يزال متعلّقا بقول الله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (3)وما أظنّه إلاّقد أجاب ذلك الدّعاء فقرّت عيني بك، فالحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه.
وهلّم لنسجد شكراحتّى إذا أثنينا على ربّنا ولم نحص، نذرنا روحينا لتجاهدا معافيه حقّ جهاده إلى أن نلقاه وهو عنّاراض والله وليّنا فنعم المولى ونعم النّصير."
وبتلك الباقات الزّاهرة تختم الدّرة فأراها تنسج ثوب المجدومن بين ثنايا أحلامها المباركة يُزهر جيل النّصرالمنتظر ، فللّه درّ من نذرت نفسها لإصلاح أمّة بإعداد أمّة وأبت غلبات شوقها إلاّ الهجرةإلى الله ورسوله ومقتت الرّفقاء إلاّ ابن سبيل يرافقها في سبيل الله فكان ذلك الرّفيق هو زوجها قرّة عينها...
رفيقة دربي، أتمثّلك لزوجك فجرا يطلع على حياته، لتكوني له شمسا إذا أظلمت دنياه وشربة ماء إذا أضناه هجير الحياة ، وزهرة أمل تطلع من بين أشواك آلامه لترسم البسمةعلى مُحيّاه...
وثقي أنّك بذلك ترسمين البسمة على وجه الأمّة لأنّك تعدّين رجلا صالحا مصلحاخيِّرا كالغيث حيثما حلّ نفع!
أختي الحبيبة، هذه خفقات من قلب يحبّك أسوقها لك من باب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم( الدّين النّصيحة ) (4) رجاء أن تكوني أنتِ تلك الزّوجة التي تتعطّش لها البيوت المسلمة
من مواضيعي
0 مشاركتي في مسابقة أول نوفمبر : وَطَنٌ احْتَوَانِي
0 التَجْسيِدُ عِندَ التلِميذِ ، وَأَثَرهُ - وتطبيق لدرس-
0 فاَئِدَة اللوحة التعليمية
0 دفتر تلوين وتعليم الحروف دون أرواح- نسخة جديدة
0 مذكرات الاسبوع الثاني للغة العربية (عائلة رضا)
0 مذكرات نموذجية -معدة بشكل جيد ومفصل، مميزة بحق - للسنة الأولى ابتدائي.
0 التَجْسيِدُ عِندَ التلِميذِ ، وَأَثَرهُ - وتطبيق لدرس-
0 فاَئِدَة اللوحة التعليمية
0 دفتر تلوين وتعليم الحروف دون أرواح- نسخة جديدة
0 مذكرات الاسبوع الثاني للغة العربية (عائلة رضا)
0 مذكرات نموذجية -معدة بشكل جيد ومفصل، مميزة بحق - للسنة الأولى ابتدائي.








