تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى المرأة والأسرة > منتدى الأسرة والمجتمع

> رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَــــةٍ مُسْتَقِيمَـــــــةٍ

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 32
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَــــةٍ مُسْتَقِيمَـــــــةٍ
24-08-2014, 04:54 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله

ثمّ أمّا بعد :


رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَةٍ مستقيمة










مَدْخَل :


هذه رسالة إلى رفيقتي في الدّرب تلكالأخت الملتزمةالتي آثرت الاستقامة و نذرت نفسها لحمل قضيّة نصرة دين الله ، قد تكون مجرّد خواطرعابرة ، وقد تكون مجرّد أحلام زاهرة ، لكنّ يقيني لازال يحملني على الكتابة أملا في أن تبكي عينٌ لبكاء قلب يرجو مثل هذه العيشة الرّبانيّة فيأتي القرار ثمّ يتلوه النّصرعن قريب...



إنّ طيورالقلب ما برحت على أفنان سعادته تغرّد منذ أن لامسته بُشرى زواجكِ،فما أصبحتُ ولا أمسيتُ إلاّ وأنا أفكّر في صناعة عقد من همسات أهديه لك حتّى تزيّني به أيّامكِ المقبلة...


لمّا منّ الله على عباده بالنّكاح قدرا وأباحه شرعا ، بل أحبّه ورضيه وحثّ عليه جعل فيهأحكاما كثيرةوحقوقا متنوّعة تدور كلّها حولالصّلاحوإصلاح الزّوجين ودفع الضّرر والفساد وهي من محاسن الشّريعة ، والشّريعة كلّهامحاسن وجلب للمصالح ودرء للمفاسد(1)


فاحرصي – رحمكِ الله – على التّفقّه في أحكام وآداب النّكاح حتّى يبارك لك في حياتك الزّوجية.


أختي،أسدل أجفاني على مقلتيّ لعلّي أفرّ من احتدام ضغوط الواقع وأمسك بلجام الحلم لأبصرك في الغد القريب تلك الجوهرة النّادرة في هذا الزّمان...

فتاة قد أسلمت وجهها لله فلا ترفع قدما ولا تضع أخرى إلاّ وهيتحتسبالأجر عند الله ولا تلتفت إلى ما دون ذلك من حظوظ النّفس ومطالعةِ نظر المخلوقين ...

فتاة قد ارتضت الله لها وليّا ، فلمّا زوّجها سجدت بكلّها لهتعبّداورقّا، وخضعت له روحها وجسدهاشكراوثناء وعظم في عينها كرم الله وتفضّله عليها فرأت ذلك الزّوج سبيلا من سبل الوصول إلى جنّة الخلد.


جلست هذه الأمة الشّكورة جلسة مصارحة وأقبلت على نفسها تحاسبها مبتدئةبأصل الأصول فتقف وقفة صرامة لتسأل" أي يا نفس ما نيّتك في هذا الزّواج؟"فإن صفا القلب ولم تكذّبه الأفكار وكان الاعتراف بأنّ القصد هو وجه الله وطلب جنّته فبها ونعمت ، وإن كان قد مازجه بعض تلك المنغّصات التي تقطع بين العبد وربّه فإنّ الكلام حينها يصبح عن معنى المجاهدة وكيفيّة ترويض النّية، ولا تزال تلك الأمة كذلك حتّى تنبت في فؤادها زهرة الإخلاص فينتشر عبيرها حيثما حلّت...


ثمّ إنّ تلك المباركة قد علمت أنّ اتّباع قاعدةالتّخلية قبل التّحلية من أنجح طرق تحصيل القلب السّليمالذي هو نواة كلّ خير يصيب المرء في دنياه وأخراه، فإذا بها تأتي على تعدادعيوبها فإذا فرشتْ منها ما اهتدت إليه أشعلت فيها نار العزم فحرّقت جلّها بصدق اللّجأ إلى الله والإنابة إليه...


وبعدها أبصرتُها تحمل حقيبة فارغة وهي تبغي أن تملأهابمكارم الأخلاق حتّى تبلّغها إلى مرتبة الصّديقيّة فأكرم بها من رحلة!


وبعد تلك الوقفة التفتت الدّرة إلى زوجها فقالت له :


" الحمد لله الذيجمعنا بمنّته وكرمه وجعل بيننامودّة ورحمة وفضّلنا على كثير ممّن خلق تفضيلا والصّلاة والسّلام على رسول الله قدوتنا في حياتنا ومشكاة هدايتنا إلى دار السّلام


ثمّ أمّا بعد :


فإنّه قد عظمت في عيني نعمة الله متمثّلة في شخصك، وقد أتيت على نفسي فحاسبتها حسابا عسيرا غير يسير وجئتك اليوم وقلبي مولود جديد يتربّى في حجرالعبوديّة لإله الأوّلين والآخرين ، ونفسي لا ترى بعينيها إلاّ أعلى الجِنان مطمع كلّ جَنان...فهذه يدي أبسطها لتضمّها يدك فتعانقآماليروحك وتعلنالسّعادة حلول ربيع حياتنا فتشرق شمس الأمل ويغرّد عصفورالعمل...


أي زوجي ، قد جئت أسقيك كؤوسا من نبعطموحاتي لأرسم على شفتيكالسّعد،فأراك في هذه الدّنيا تتقلّب بينأحضان الإيمان حتّى إذا انقضى الأجل جاءت البشرى بأنّك من أهل الجنان!


فيا شقيق الرّوح، أنصت إلى حديثخبّأته لك وحدك وبخلت به عمّن سواك ، لأنّك لطالما كنت الفارس الذي سيزيل اللّثام الملقى على أحلام أنفاسي!


فدعني أحدّثك عن أنفاسي بهمسْة :


"أرِيدُكَ أَنْ تَكُونَ قَلْبًا تَحْيَا بِهِ هَذِه الأُمَّة"


و ما دخلت بيتك إلاّ لأجعل شرايين الهمّة تسري دماؤها في جسدك حتّى إذا ارتوى منها الفكر أثمرالعزم فكنت الزّاهدا لذي طلّق الدّنيا ثلاثا فلم يرعها سمعه ولا بصره ولا فؤاده!


وكنت المهاجرالذي رحل بنفسه التّواقة إلى الجنّة، فكان لا يقلّب صفحة من صفحات أيّامه إلاّ وقد أمضاها صدقه بإمضاء واحد"مُسَارعٌ إلى الخَيراتْ"


أتدري؟هذا أنت – بلا ريب – فإنّي كثيرا ما سجدت لله وألفاظي عروس تُزفّ إلى بيت الرّجاء فكانت بفرحة اليقين تسأل الله متحدّثة عنّي فتقول : (ربّ اجعل لي وزيرا من عبادك زوجا صالحا اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا ونذكرك كثيراإنّك كنت بنابصيرا)(2)


و كان قلبي حينها لا يزال متعلّقا بقول الله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (3)وما أظنّه إلاّقد أجاب ذلك الدّعاء فقرّت عيني بك، فالحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه.


وهلّم لنسجد شكراحتّى إذا أثنينا على ربّنا ولم نحص، نذرنا روحينا لتجاهدا معافيه حقّ جهاده إلى أن نلقاه وهو عنّاراض والله وليّنا فنعم المولى ونعم النّصير."




وبتلك الباقات الزّاهرة تختم الدّرة فأراها تنسج ثوب المجدومن بين ثنايا أحلامها المباركة يُزهر جيل النّصرالمنتظر ، فللّه درّ من نذرت نفسها لإصلاح أمّة بإعداد أمّة وأبت غلبات شوقها إلاّ الهجرةإلى الله ورسوله ومقتت الرّفقاء إلاّ ابن سبيل يرافقها في سبيل الله فكان ذلك الرّفيق هو زوجها قرّة عينها...


رفيقة دربي، أتمثّلك لزوجك فجرا يطلع على حياته، لتكوني له شمسا إذا أظلمت دنياه وشربة ماء إذا أضناه هجير الحياة ، وزهرة أمل تطلع من بين أشواك آلامه لترسم البسمةعلى مُحيّاه...


وثقي أنّك بذلك ترسمين البسمة على وجه الأمّة لأنّك تعدّين رجلا صالحا مصلحاخيِّرا كالغيث حيثما حلّ نفع!


أختي الحبيبة، هذه خفقات من قلب يحبّك أسوقها لك من باب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم( الدّين النّصيحة ) (4) رجاء أن تكوني أنتِ تلك الزّوجة التي تتعطّش لها البيوت المسلمة




  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 32
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رد: رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَــــةٍ مُسْتَقِيمَـــــــةٍ
24-08-2014, 04:55 PM
الخفقة الأولى: بَيْتُه جَنَّتُه!

كان أحد السّلف يقول إذا دخل بيته"ما شاء الله لا قوّة إلا بالله"فسُئل عن ذلك فقال ألم يقل الله(ولوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُلا قُوّة إلاّ باللّه)[الكهف:39]فإنّ زوجتي قد جعلت بيتيجنّتيفي هذه الدّنيا!


أيّتها الغالية،اجعلي بيت زوجك جنّته حتّى لا يلتفت إلى نار الفتن التي تعرض له في كلّ حين وفي كلّ مكان صارخة"هيت لك!" ولتحقيق ذلك ما عليك سوى أن تقومي ببعض الالتفاتات الطّيّبة :


إذا دخلت غرفتك تخيّلي كأنّك ستحضّرين نفسكليوم زفافكفبالغي في التّزيّن –دون تكلّف منفّر- حتّى إذا عاد زوجك متعبا من العمل وجدك فيأبهى حلّة كأنّك حوريّة من الحور العين قد كافأه الله بها على كدحه طيلة النّهار...


ثمّ إذا تجوّل في أركان البيت تهلّل وجهه بِشرا لما يراه من نظافةوحسن ترتيب فينقلب في عينه ذلك البيت البسيط إلى قصر بديع يشعر فيه أنّه هو الملك!

وبينما هو سارح في أخيلة السّعادة إذا بصوتك الحنون يداعب آذانه وأنتِ تأخذين بيده إلى مائدة كأنّها لوحة فنّية تتلاحم فيها الألوان والأشكال لتنشد قصيدة حبّ نظمها قلبك الذي أعددت به تلك الأطباق حتّى تكون طريقاإلى قلبه...


الخفقة الثّانية:كُوني أمّه،صديقته،حبيبته...


رفيقة دربي، إذا ما عاد زوجك إلى البيت وعلى وجهه مسحة غمّ يكون حريّا بك أن تتمثّلي له في صورة الأمّ الرّحيمة فتسألي عن سبب همّه برفق وأنتِ تربّتين على كتفه أو تمسحين على رأسه ثمّ تأخذين فيتهوين خطبهعليه وتذّكرينه بالصّبر وتحثّينه على الدّعاءولا تزالين به حتّىيبتسموتنقشع عنهسحائب الحزن تلك...


وفي موقف آخر ، رأيتِ زوجك يكتب أوراقا ثمّ يمزّقها ويرميها وهو يتحرّك فينفس المكانذهابا وإيابا ثمّ إذا تعب جلس وأمسك رأسه بين يديه وشرد...حينها ليتك تُلبسين نفسك ثوب الصّديقة فتجلسين بجنبه لتحاوريه حول تلكالمشاريعالتي تشغل باله ، ولتشيري عليه بأفضل السّبل إلى تحقيقها وكلامك لا يخلو من توصيته بالتّوكل على الله وتفويض الأمر له، فإذا بكلماتك تتحّول أمامه إلى نبراس يضيء له تلك المتاهة التي ضاعت فيها أفكاره...


هَمْسَهْ: ليتك تكونين على دراية بمجال عمله حتّى تناقشي اهتماماته فيشعر أنّ له مكانة في حيّز انشغالاتك...


وفي ليلة قد ألقى عليها القمرنوره جلس زوجك ينظر إلى السّماء يجول فيها بطرفه فإذا بكتترفّقينفي مشيتك حتّى تصلي إليه لتفيضي عليه جميل الحديث " جئت أملأ أسماعك بأعذب قصائد الحبّ" فلعلّك تنشدين له هذه الأبيات(5):


رُوحَ الفؤادِ لأنتَ غيثٌ ماطِرٌ*** يروي الفؤادَ المُستهامَ الصّادي
زوجي إليكَ تحيةً ممهورةً*** بالشّوقِ بالحُبِّ النّبيلِ تنادي
مشفوعةً منّي بأصدقِ لهفةٍ*** حرّى يسطّرُها دَمِي و مِدادي
هذا يَراعي اليومَ يرشُحُ ثوبَهُ ***في أسطرٍ ممزوجةٍ بودادِ
أخشى عليكَ نسائماً رقراقةً***وأُديمُ فيكَ تفكري و سُهادي
شوقي إليكَ و أنتَ تدخُلُ عُشّنا ***شوقٌ يدومُ على مدى الآمادِ
لا تحسبنْ أنيّ أقولُ تجمّلاً ***أوأنّني أقتاتُ في إنشادي
قلبي الذي يملي السّطورَ بنبضِهِ***والرّوحُ قد سعِدتْ بذا التّردادِ
بالشّوقِ والحُبّ الذي فاضتْ بهِ ***صارتْ تُبينُ عن الهـوى الوقّـادِ
ترنو إليكَ لواحِظي مشتاقةً*** والقلبُ يهتِفُ صادِقاً و ينادي
كُن لي أباً و مُعلمّاً ومقوّماً ***كُن لي الهوى يا مُهجتي و مُرادي
و ترفقّنْ حِبّي فقلبي عاشِقٌ*** حتفي إذا حَكمَ الإلهُ ببعادِ
قد قدّرَ الرّحمنُ أن أهنأَ بكمْ*** فاللهُ خيرٌ واهِباً و الهادي
أدعو الرّحيمَ بأن يزيد هناءنا***ياجنّتي .. يافارسي.. ياودادي

الخفقة الثالثة:كوني عونًا له على العبادة

إذا أخذ اللّيل في جرّ أذياله ولم يبق منه إلاّ ثلثه الأخيرقومي أيّتها المباركة فصلّي ما شاء الله أن تصلّي ثمّأيقظي زوجك بلطف وأنت تستحضرين حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم(رحم الله امرأة قامت من اللّيل فصلّت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) (6)


فإذا أُذّن لصلاة الفجركوني حريصة على أن يدرك بعلكِ الصّف الأوّل في المسجد...


وهكذا فليكن دأبك إعانته على عبادة الله، بادري دوما إلى حثّه على أعمال البرّمستعملة مثل هذه العبارات :


"ما رأيك لو نتنافس في ختم القرآن هذا الشّهر؟"


"لديّ فكرة يا رفيق الدّرب ولا أدري إن كانت ستعجبك...."


"يا شقيق الرّوح ليتك تكون عونا لي على فعل كذا...."


ولكِ أن تستخدمي الجوّال في إرسال همسات دعويّة تختمينها بأرقّ كلمات الودّ...





  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 32
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رد: رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَــــةٍ مُسْتَقِيمَـــــــةٍ
24-08-2014, 04:56 PM
الخفقة الرّابعة:لمَ لا تجعلينه طالب علم مجتهد؟


أيّتها الطّيّبة ، قد يكون زوجك كبقيّة الرّجال مشغولا في عمله طيلة النّهار لكنّ ذلك لا يمنع من حثّه على تخصيص وقت لطلب العلم الذي هوفرضعلى كلّ مسلم ومسلمة... ولتهيّئي له الجوّ الأمثل، فإذا رأيته خالي الذّهن من المشاغل زخرفي له الكلام مذكّرة إيّاه بفضل العلم والعلماء قاصّة عليه سيرهم منادية إيّاه بين الحين والآخر:


"ياحَبْرَهذه الأمّة"

"يانجما في سماء النّصر "

"يامجدّدهذا القرن "


وهكذا حتّى تشجّعيه على المثابرةفي طلب العلم ، وما أجمل أن تتّفقا على دراسة كتاب معا...وتذكّري أنّه يجب عليك أن تكوني بين يديه كالتّلميذةالمتواضعة لأستاذها، ولا تتعالي عليه حتّى لو كنتِ أعلم منه فإنّ للرّجلكبرا طبيعيّالابدّ أن تراعيه فما ألطف أن تلقّبيه ب "يا أستاذي" وأن تسأليه عمّا أشكل عليك فإنّك مطالبة دوما أن تخفضي له الجناح وفي العلم هذا آكد... وليكن لكلّ واحد منكما دفترجميل تُسجَّل فيه الفوائد فإذا انتهى اليوم فلتتبادلا ما جمعتما، ولتكوني حريصة على أن يحضر مجالس أهل العلم بدل أن تشغليه بالنّزه والزّيارات التي لا تنفع... خصّصي مكانا في المنزل لتضعي فيه الكتب بحيث تكون مصنّفة حسب موضوعها فهذا يحبّب إلى النّفس المطالعة وانصحيه بتخصيص ميزانيّة لشراء الكتب والشّرائط فذلك خير من إضاعتها في اقتناء فضول الأواني والملابس...

الخفقة الخامسة:اصنعي منه داعية


أيّتها الفاضلة ، هذا الزّوج الذي يقاسمك الحياة إنّما هوعبدلله مكلّف بالأمربالمعروف والنّهي عن المنكر فليكن مشروعك وأنتِ تضعين أوّل خطوة في بيته هو أن تصنعي منه داعيةمخلصا مستقيما على المنهج ذاعلم غزيزوأسلوبتربويّ قويم،فقليلاته نّ اللّواتي يعملن على تحقيق مثل هذا الهدف و عهدي بك يا أخت الرّوح أنّك سبّاقة إلى الخيرات فاعملي واكدحي وربّكشكورلن يضيع مثقال ذرّة من جهدك...


اجمعي عددا من المطويّات النّافعة وضعيها في سيّارةزوجك لعلّه ينفع بها أحدا من أصدقائه أو زملائه في العمل...


اقترحي عليه أن ينظّم في نهاية الأسبوع موعدامع أصدقائه أو جيرانه في بيته أو بيت أحدهم بحيث يتداولون على إلقاءدرس دينيّ وبهذا تتحسّن ملكة الإلقاء والتّعليم لديه، وإن لم يكن اللّقاء مع أصحابه فاجعليه في بيتك بينك وبينه...


لا تتواني عن تفقّد أحواله في الدّعوة مهما كانت انشغالاته مراعية بذلك حقّ الله وأبشري فإنّ حرصك على زوجك من علامات الشّكرفلتكوني على ثقة بأنّ الله سيظلّ مفيضا عليك من رحماته مباركا لك في حياتك ما دمت تؤثرينه على حظوظ نفسك،وذلك جهاد ليس بيسير فالواقعللأسفمليء بقصص تخلّف المصلحين عن أداء واجبهم الدّعوي بسبب أزواجهم اللّواتي كنّ حجر عثرة في طريق بعولتهنّ لأنانيتهنّ وتعلّقهنّ بالمتاع الزّائل...






  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 20-02-2012
  • الدولة : بَيْنَ البَشَر
  • العمر : 32
  • المشاركات : 1,982

  • وسام فلسطين 

  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • عفة will become famous soon enough
الصورة الرمزية عفة
عفة
شروقي
رد: رِسَالَةٌ إلَى زَوْجَــــةٍ مُسْتَقِيمَـــــــةٍ
24-08-2014, 05:26 PM

مَخْرَجْ:

ريحانة قلبي، لم أكن أهذي حين كتبتُ هذه السّطور، فلا تبتسمي مستبعدة مثل تلك الحياة ولا تتأوّهي متحسّرةعلى فوات الأوان ، بل كوني محسنةَ الظنّ بربّك الأكرم ، وباشري بعض الخطوات والحسنة تتلو أختها سترين إن اشتغلت بذلك ما يسرّك لكن بشرط أن تخلصي لله...



أختي الغالية ، إنّما هي وصيّة أخيرة إن عقِلتها بقلبك وطبّقتِ مقتضاها فذاك فلاحكِ بلا ريب:


عن حصين بن محصن قال : " حدثتني عمّتي قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال:إي هذه ! أذاتُ بعل؟قلت : نعم قال:كيف أنتِ له؟ قال:ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال:فانظري أين أنتِ منه فإنّه هو جنّتك ونارك" (11)رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح.

معنى آلوه: أي لا أتردّد في طاعته.

----------------
(1) من درر الشّيخ ابن سعدي – رحمه الله
(2) وزيرا :أي معينا يعاونني ويؤازرني ويساعدني/اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي:أي قوّني به وشدّ به ظهري/ ملاحظة : هذا ليس دعاءً مخصّصا للزّواج.
(3) الآية 186 من سورة البقرة
(4)صحيح الترمذي
(5)نشيد " حبّ الزّوج " المنشد عقيل الجناحي –بتصرّف-
(6) أخرجه أبو داود وصحّحه الألباني
(7)الآية 24 سورة الأنفال
(8)الآية 56 سورة الأعراف
(9) صحيح التّرغيب والتّرهيب
(10) الآية 148 آل عمران
(11) رواه النّسائي صحّحه الألباني

الموضوع منقول للأمانة


كتبته الأخت: أمة الفتّاح نُسَيْبَة أمّ إبْرَاهِيمْ






مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:06 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى