فنادق خاوية.. مغنون من دون جمهور ومطاعم بلا زبائن..!
01-01-2015, 10:12 PM
احتفالات رأس السنة لم تمر بردا وسلاما هذا العام على الفنادق والمطاعم وقاعات الحفلات، التي كانت في السابق تربح "الملايير" في سهرات "الريفيون"، غير أن الأمور تغيرت هذا العام، حيث واجهت أشهر الفنادق في العاصمة عزوفا غير مسبوق لزبائنها بالرغم من البرامج المغرية واستعانتها بأشهر المغنين الذين وجدوا أنفسهم دون جمهور، في حين فضلت العديد من الفنادق والمطاعم المعروفة مقاطعة احتفالات رأس السنة بحجة الطلب المحتشم للزبائن.. هذا ما وقفت عليه "الشروق" من خلال جولة طويلة لأشهر الفنادق والمطاعم بالعاصمة عشية الاحتفال بليلة رأس السنة.
أعلنت العديد من المطاعم والفنادق المعروفة في العاصمة مقاطعتها لاحتفالات رأس السنة الملادية، بحجة ضعف طلب الزبائن وانعدام المحجوزات، حيث تفاجأنا عند دخولنا فندق "الداي" بحسين داي، بعدم تحضيره لهذه المناسبة، أين كانت الأمور تسير بطريقة عادية وهو ما وقفنا عليه أيضا في الفندق الجديد "السلطان" بنفس المنطقة، أين أكد أصحاب هذه الفنادق عدم إقدامهم على تنظيم سهرات خاصة لإحياء "الريفيون" بحجة عدم اهتمام الكثير من الزبائن بهذه المناسبة، بسبب تخوفهم من مفاجأة العام الجديد بعد إعلان الحكومة عن إجراءات التقشف.
وبدورها أعلنت أيضا العديد من المطاعم الفاخرة في حيدرة على غرار مطعم "مريومة" وهو ديكور تقليدي جميل، مقاطعته لاحتفالات "الريفيون" أين أكد العاملون به أنه يعمل بصفة عادية ولم يخصص احتفالا لرأس السنة وأن الأبواب مفتوحة أمام من يرغب في العشاء فيه مثل الأيام العادية، وهو نفس الأمر بالنسبة إلى مطاعم أخرى مجاورة له مثل مطعم "شيك شيك"...
الفنادق تعترف: سجلنا تراجعا كبيرا لزبائن "الريفيون"
تجولت "الشروق" ساعات قبل انطلاق احتفالات رأس السنة في الفنادق والمطاعم الفاخرة ومحلات بيع الحلويات الخاصة بالمناسبة، وكانت البداية من منطقة حسين داي، أين دخلنا فندق الواحات "أوازيس" خمس نجوم، وكانت قاعة الاستقبال مزينة بالورود والأشرطة الفضية والذهبية وتلفت انتباهك في إحدى الزوايا شجرة صنوبر كبيرة تعلوها نجمة ساطعة ومزينة بكريات وحلقات متلألئة. كل شيء كان جاهزا حتى طاولات العشاء والنادلون.
أكد لنا المكلفون بالاستقبال أن عدد الزبائن الراغبين في حضور احتفال "الريفيون" في الفندق وصل إلى 240 شخص بينهم عائلات و30 امرأة جئن لوحدهن دون عائلة، وأضح أن أغلب هؤلاء ميسورو الحال ومن أصحاب المال. ووصل سعر الليلة الواحدة للأزواج إلى 46 ألف دج، وأما سعر عشاء لطاولة خاصة بشخصين دون المبيت، فقدر بـ 26 ألف دج. وإذا أراد شخص أن يحتفل ويتعشى لوحده في فندق الواحات فعليه أن يدفع مبلغ 15 ألف دج.
وحسب استطلاعنا، فإن عملية حجز الغرف وموائد العشاء لم تتوقف إلا في الساعات الأخيرة قبل الاحتفال وفسر أحد الموظفين ذلك بالتراجع الملحوظ للزبائن مقارنة بالعام الماضي، وفيما يخص شجرة "السبان" أوضح أنها وضعت للأجانب الذين يعملون في الجزائر ويريدون الاحتفال في الفنادق.
جولتنا الثانية كانت في فندق الهلتون أين احتلت قاعة استقباله شجرتان كبيرتان للصنوبر متلألئتان وتحيط بهما علب الهدايا، وكان يبدو أن الإقبال محتشم، وقد تم الترويج للسهرة في مطاعم الفندق عبر قصاصات وضعت على مكاتب موظفي الاستقبال، أغلب الذين كانوا احتجزوا موائد العشاء والغرف من الأغنياء وأجانب بينهم عرب، بينما يوجد متوسطو الدخل ممن قدموا من ولايات أخرى رفقة زوجاتهم وأبنائهم، لقضاء الليلة في الفندق أو للسهر فقط والعشاء. الأسعار حسب المكلف بالاستقبال بقيت ثابتة مقارنة بالسنة الماضية ووصلت إلى 37500 دج عشاء لشخصين دون المبيت، حيث قال إن الإقبال تراجع بالنظر إلى السنوات الماضية وخير دليل أن الحجوزات استمرت إلى غاية الساعات الأخيرة قبل بدء الاحتفال بـ "الريفيون" وفي العام الماضي تم حجز جميع الغرف وكراسي موائد العشاء أسبوعا قبل ليلة نهاية رأس السنة.
مطربون يغنون لكراسي وطاولات فارغة في المطاعم
الكثير من الجزائريين فضلوا الإمساك بالعصا من الوسط، بعدم تضييع فرصة الاحتفال بطريقة لائقة وهادئة بـ "البوناني" بعيدا عن الصخب والترف والمجون ومن دون الإفراط في شرب المسكرات، حيث استقبلت بعض المطاعم بالشراقة ودالي إبراهيم وحيدرة وبن عكنون، وغيرها من مناطق العاصمة، حيث جالت "الشروق" بين بعضها، وكانت البداية من مطعم "البارو" بشراقة والذي تزين بشجرة "السبان" حيث حدد مسيره سعر العشاء للشخص الواحد مع الاستماع إلى الغناء بـ 7000 دج يبدأ الاستقبال في الساعة الثامنة مساء ويغلق المطعم في الساعة الثانية صباحا.
وقال المكلف بالاستقبال إن السهرة خاصة بالعائلات ويرفض الأشخاص المشتبه في إحداثهم للفوضى.
فيما أكدت سيدة حضرت مع صديقتها للسهر في المطعم، أن هذه الليلة تأتي مرة واحدة في السنة، ولا يجب أن تضيعها، رغم أنها دفعت أموالها للحصول على سكن "عدل".
المطاعم الأجنبية تنافست هي الأخرى على جلب الزبائن من خلال عشاء خاص مرفوق بالموسيقى، وحددت ثمنا قارا لاحتجاز كرسي مائدة العشاء، فمن خلال زيارتنا إلى مطعم "مهاراجا" الهندي بدالي إبراهيم، تبين أن هناك اهتماما من طرف الجزائريين بمثل هذه المطاعم في احتفالاتهم برأس السنة، رغم أن أثمان أطباقها باهظة. فحسب مسير المطعم فإن ثمن العشاء للشخص الواحد في ليلة رأس السنة وصل إلى 3000 دج.
وبالرغم من تنظيم العديد للفنادق وجبات عشاء وسهرات خاصة احتفالا بالعام الجديد، غير أن القائمين عليها اعترفوا بتراجع حاد للزبائن مقارنة بالعام الماضي، حيث استعانت بعض المطاعم بمطربين معروفين والذين وجدوا أنفسهم يغنون لكراسي وطاولات فارغة.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/228282.html







