"خاطيني وخاطيك البوليتيك "..!
25-06-2008, 03:16 PM
كثرت التحاليل والقراءات السياسية في وسائل إعلامنا المقروءة المختلفة ، وصار كل يدلي بدلوه في مغزى التغير الحكومي الأخير ، لماذا "اويحي ووعلاش بلخادك ؟" بعض الأقلام أشارت إلى أن هذا التغير هو رد الاعتبار للتوازنات في هرم الحكم ، وأطراف إعلامية اعتبرت أن اختيار أويحي لرئاسة الحكومة قرار ذكي من رئيس الجمهورية ليكون اويحي تحت مراقبة الرئيس ولا يلعب بعيدا عن أعينه ، وأصاب بهستيريا من الضحك وأنا أرى فرح الصحافة بهكذا خبر بعدما جدبت مصادر الخبر مع حر هذا الصيف ووصلت السخافة ببعض العناوين الإعلامية أن صورت قصاصات أعدادها السابقة في الصفحة الأولى لأنها تنبأت بأن فلانة الوزيرة سترحل عن الوزارة ولأن النبوءة تحققت استحقت أن تعيد كتابة نفس عنوان الأعداد السابقة في أعدادها الأخيرة كبرهان على أنها كانت صادقة. وحقا كان لعودة أويحي إلى قصر الحكومة وخروج بلخادم منه غيث إعلامي أنقذ الصحافة من الفم المزموم الذي لم يعد يدخله ذباب القيل والقال وكثرة التهوال في هذا الصيف. وبقدرة قادر تحول كل صحفي عندنا إلى حسنين هيكل أو فهمي هويدي وكثرت التحاليل والقراءات والاستنتاجات ولا أحد استقر على حقيقة ولن يستطيع أحدا الوصول إليها طبعا ، لأن صحافتنا لا تمارس حرية التعبير ولكنها تضرب "خط الرمل" فقد بعنا حرية التعبير طواعية ورغم أن هامش الحرية الممنوح لأسرة الإعلام مقارنة بدول عربية أخرى يعد مفخرة إلا أننا جعلنا منه مسخرة لأن الكثير من الأقلام صارت تستعمل الكتابة للابتزاز وبيع الضمير حتى صار هذا الأخير أرخص من كيلو بصل وصار شعار مهنة الشرف التي يفتخر أي إنسان بالانتماء إليها " كم تبيعني ضميرك لأكون معك ؟" وتتحول حرية التعبير إلى حرية " التمهبيل " وكسد حتى سوق الضمير مع كثرة العرض وارتفاع صوت الباعة. فتجارة الضمير الإعلامي لم تعد بينها وبين تجارة السردين فرق فالكل ينادي على سلعته . فالإرهاب ولى عهده ، وتحويل الملايير وتبديدها لم يعد يهم أحدا فكل شيء "نورمال" واختطاف الأطفال صار خبرا " بايت" والحراقة موضة إعلامية قديمة ولم تعد تصلح كصفحة افتتاحية ، وتصريحات الوزراء لم تعد تهم أي مواطن وقريبا سيدخل أعضاء الحكومة في سبات صيفي ويتبعه سبات رمضاني وسننتظر 2009 لنتلقف تصريحا جديدا ومعطيات جديدة ولكنها قديمة بتلميعة 2009، والأرقام التي تقدمها الهيئات الرسمية وغير الرسمية بفواصلها وأصفارها الكثيرة لم تعد تجعل الأفواه مفتوحة دهشة ، وصارت وسائل الإعلام مثل التائه في الصحاري المقفرة تبحث عن قطرة ماء . ولأننا أهنا أنفسنا كإعلاميين فقد استحقينا بجدارة هذا الهوان لأن الكثير فينا يمارس الخيانة ولا يمارس الكتابة ، والكثير منا ضيع أمانة القلم التي هي من أعظم الأمانات وأثقلها على الإطلاق ، والحمد لله أن الرئيس أنقذ السوق الإعلامية من الكساد على الأقل لصيف حار طويل ولتشتغل جماعة الكتابة بالتحاليل والاستنتاجات بلماذا رحل بلخادم ولماذا عاد اويحي ؟ ولكن الأكيد انه لن يجيب أحدا عن هذا السؤال . لأنها جزائر المعجزات التي لن يفهمها أحد ولا داعي لتمثيل دور هيكل أو هويدي "فخاطيني وخاطيك البوليتك"
من مواضيعي
0 دموع المهرج
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما










